نساء السعودية يرفعن راية العصيان.. هل يفعلها ولي العهد ويلغي نظام وصاية الرجل؟

[real_title] في السعودية .. النساء أصبحت تجلس خلف عجلة القيادة ، والفنانة الأمريكية ماريا كاري أحيت حفلة موسيقية، فيما لعب نجوم الغولف مباراة بجدة ، وانتشرت دور السينما والمسارح وعروض السيرك، وصارت المقاهي تعج بالموسيقى بعد أن كانت تعتبر من الممنوعات في المملكة المحافِظة.. فما هو القرار المنتظر الذي تسعى إليه نساء السعودية .. وهل يتدخل ولي العهد محمد بن سلمان لإنهاء الجدل حوله؟.

 

 "النساء مواطنات من الدرجة الثانية، محرومات من الحريات الاجتماعية والاقتصادية، وأكثر عرضة للعنف".. بهذه الكلمات تصف منظمات حقوقية نظام الوصاية في المملكة العربية السعودية.

 

فقضية الشابة السعودية رهف محمد القنون (18 عامًا)  التي فرّت من عائلتها ، وهربت إلى تايلاند ، ألقت الضوء على حقوق المرأة في المملكة المحافظة، وارتفعت الأصوات التي تنتقد "نظام وصاية الرجال" على النساء.

 

اتجاه للتعديل
 

وذكرت وسائل إعلام سعودية ،الاثنين، أن المملكة ستبحث كيف يُستغل نظام وصاية الرجال بشكل سيء.

 

ويتعين أن يكون لكل امرأة سعودية قريب من الرجال، وهو عادة الأب أو الزوج وأحيانا العم أو الشقيق أو حتى الابن، تكون موافقته مطلوبة للزواج أو الحصول على جواز سفر أو السفر إلى الخارج.

 

وفي ظل عدم وجود نظام قانوني مدون يتماشى مع نصوص الشريعة، تستشهد الشرطة والقضاء منذ وقت طويل بالأعراف الاجتماعية عند فرض محظورات معينة على النساء.

 

وتنبع جوانب كثيرة للوصاية من ممارسات غير رسمية وليس من قوانين محددة ، بحسب "رويترز".

 

وبحسب صحيفة "سعودي غازيت" اليومية، قال النائب العام سعود المعجب إن مكتبه "لن يدخر جهدا في حماية الأفراد، سواء كانوا نساء أو أطفالا أو آباء، من المعاملة الجائرة لمن يسيئون استغلال سلطات الوصاية".

 

وأضاف أن مكتبه لا يتلقى سوى عدد ضئيل من الشكاوى بشأن الوصاية، لكنه لم يذكر تفاصيل.

 

 

إصلاح أم ترفيه فقط

 

نظام "ولاية الرجل" على المرأة الذي يسمح للرجال بالتحكم بحياة النساء على المستويين الشخصي والعملي، يلقي ظلالا على خطة الإصلاح التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والساعية إلى انفتاح اجتماعي وتقديم صورة متسامحة عن الإسلام ، بحسب "فرانس برس".

 

ونفذ بن سلمان إصلاحات عدة في المجتمع والاقتصاد منذ توليه منصبه عام 2017.
 

وبموجب خطة إصلاح اقتصادي شاملة تحت مسمى "رؤية 2030" تهدف بشكل أساسي إلى تنويع الاقتصاد لوقف الارتهان التاريخي للنفط في السعودية، أكبر مصدر للخام في العام، تسعى السعودية أيضا إلى تعزيز دور المرأة في ميدان العمل.
 


وفي يونيو الماضي، احتفلت النساء بالسماح لهن بقيادة السيارات. كما سمحت السلطات للنساء بدخول ملاعب كرة القدم لمشاهدة المباريات.
 

واحتفلت وسائل الإعلام في السعودية في الأشهر الأخيرة بإنجازات عدة لنساء، بينها أول شيف في مطعم وأول سائقة سيارات سباق أو مقدمة برامج رئيسية في التلفزيون.
 

ومع أنه غيّر حياة الكثير من النساء، يرى خبراء أن السماح بقيادة السيارات للنساء يبقى إصلاحا شكليا، في ظل بقاء نظام الولاية الذي يمنح الذكور سلطات كبيرة على قريباتهن من النساء.


وتقول الأستاذة في جامعة ووترلو الكندية بسمة مومني لوكالة فرانس برس "الإصلاحات الاجتماعية في السعودية حقيقية للغاية وستحسن الحياة اليومية للنساء".
 

لكنها أشارت إلى أن "نظام الوصاية يبقى قمعيا ويعيق حقوق المرأة وحركتها".

وبحسب مومني، "من الصعب أن يقوم ولي العهد كليا بتفكيك قوانين الوصاية بسبب المحافظين المتدينين الذين يملكون رغبة سياسية في الاحتفاظ بنفوذهم في السعودية التي تشهد تغييرات".
 

وتضيف  لـ "فرانس برس" :"مع ذلك، فإن الضغوطات من شباب مثل رهف الذين يجدون هذه الإصلاحات بطيئة للغاية، قد لا يرغبون بالانتظار، وقد يتحول هذا الى تحد سياسي أكبر من ذاك الذي يشكله المحافظون المتدينون".

 

وقد يؤدي تمكين المرأة إلى تغيير في المجتمع السعودي المحافظ للغاية .

 

وكان ولي العهد قد أشار العام الماضي إلى أنه يفضل إنهاء نظام الوصاية، لكنه لم يصل إلى حد دعم إلغائه.

 

وقال الأمير في مقابلة مع وكالة"بلومبيرغ "الأمريكية ردًا على سؤال حول إمكانية تغيير نظام الوصاية :" إذا ما  ألقينا نظرة على الوضع في فترة السبعينيات، فإننا سنجدُ أنه يختلف عن وضعنا اليوم".
 


وتابع "إن لم أكن مخطئا، فإن قانون الوصاية قد وضِع في عام 1979م"، مستدركا "الآن نحن ننظر في القوانين التي وضِعت بعد عام 1979م، إذ نتباحثها مع معظم أعضاء هيئة كبار العُلماء لنرى ما هو إسلامي منها، وما ليس بإسلامي في هذا المجال، وأنا أعتقد أن هناك فرصة في هذا المجال".

 

وأشار إلى أن "الشعب السعودي كان يُناقش مسألة الوصاية قبل خمس دقائق من الآن في كُل مدينة من مُدن السعودية، لاسيما النساء اللاتي يتواجدن في كُل مكان".

 

فيما يؤكد بعض المسئولين أنهم يسعون لتفكيك نظام الوصاية شيئا فشيئا من أجل تجنب رد فعل عنيف من المحافظين.


وقالت الباحثة والناشطة السعودية، هالة الدوسري،"إن نظام الوصاية الرجعي يكرس نموذج الحكم الذي تتبعه الأسرة الحاكمة والذي يتطلب الطاعة الكاملة للملك الذي يحوز على السلطة المطلقة في صنع القرار".

 

وأضافت أن "هذا هو سبب حرص الدولة على الحفاظ على سلطة المواطنين الذكور على النساء لضمان ولائهم". وأوضحت أن النظام الهرمي الأبوي يستلزم أن "تحسن النساء التصرف" بحسب "أسوشيتد برس".

 

وتعتبر قضية الوصاية مسألة حساسة للغاية في السعودية، حيث تنظر الأسر المحافظة أن واجب الرجل الرئيسي الوصاية على المرأة.
 

قمع المعارضين
 

وبالتزامن مع حملة الترفيه والإصلاحات التي أطلقها محمد بن سلمان ، جاءت حملة قمع للمعارضة شملت اعتقال ومزاعم بتعذيب نشطاء في الدفاع عن حقوق المرأة ورجال دين.


وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت أكثر من 12 ناشطة في مجال حقوق المرأة، معظمهم منذ مايو الماضي، بعد إطلاقهن حملة ضد نظام الوصاية، منهن لجين الهذلول التي أصدرت منظمات حقوقية تقارير حول تعرضها للتعذيب والاغتصاب في سجون النظام.


وقالت شبكة "بلومبيرغ" الأمريكية ، شن بن سلمان حملة قمع استهدفت معارضيه، وأيضاً الأصوات التي كانت تنادي سابقاً بضرورة السماح للمرأة بقيادة السيارة، وهو ما طرح كثيراً من التساؤلات بشأن ما إذا كانت فسحة الترفيه التي فتحها محاولةً لإلهاء الشعب السعودي وتحويل الأنظار عن الانتقادات التي تعرض لها، خاصة عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمبنى قنصلية بلاده في إسطنبول، بالثاني من أكتوبر الماضي.

 

و ذكرت صحيفة"واشنطن بوست" الأمريكية   أنه "بالرغم من الإفراج عن رجال الأعمال السعوديين، إلا أن الناشطات لا يزلن في المعتقلات، ولم تكن جريمتهن سوى الدعوة لمزيد من الحريات للمرأة السعودية".
 

وشددت الصحيفة في افتتاحيتها ، الاثنين ، تحت عنوان "لا تعاون حتى يفرج عن الناشطات المعتقلات"، على السياسات التي تقوم بها السعودية لاستعادة سمعتها الدولية، وقالت "ان المملكة توظف حملات وبرامج الترفيه لتحسين صورتها فى الخارج".

وحسب "رويترز"، فإن السعودية تُعتبر واحدة من أكثر الدول فصلاً بين الجنسين، ووضعَها التقرير العالمي الخاص بالفجوة بين الجنسين لعام 2017، في المرتبة الـ138 بين 144 دولة.

 

والتقرير هو دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي بخصوص أداء المرأة في مجالات الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم.

 

مساوئ النظام

 

وقال طالب طب سعودي يدعى بندر في شريط فيديو نشره على حسابه على موقع "تويتر"، "هناك قوانين كثيرة أولها الولاية تفرق بين الذكر والأنثى، بحيث تعطي الذكر سلطة تامة على النساء تمكنه من أن يتحكم فيها، ويقوم بالذي يريده، يصفعها.. ما يرغب به، ولا توجد أي جهة تقدر على تخليصها من هذا الشيء".
 

وبحسب المغرد السعودي، فإن هذا "يجعل البنات يتمنين ترك بلادهن، للعيش في مكان آخر، بعيدا عن الوطن الذي ترعرعن فيه؟ لماذا؟ لأن الحياة هنا تخنقهن".

ويذكر أن 577 امرأة سعودية على الأقل حاولت الفرار من منازلهن داخل البلاد في عام 2015، رغم أن الرقم الفعلي قد يكون أكبر من ذلك، وفقا لإحصاءات حكومية.


 

وأيضًا لا توجد إحصاءات غير منحازة حول عدد محاولات الهروب أو النجاح في السفر للخارج.

ومن قصص النساء التي تدلّ على مساوئ نظام الوصاية، قصص عن سجينات عالقات خلف القضبان بعد انتهاء مدة محكوميتهن بسبب عدم مجيء أقاربهن من الرجال لإخراجهن.
 

وتروي سيدة سعودية لوكالة فرانس برس أنها غير قادرة على تجديد جواز سفرها بعد أن دخل والدها، وهو الوصي الوحيد عليها، في غيبوبة بعد تعرضه لحادث.
 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى