السبت الـ12 لـ«السترات الصفراء».. حشد الغضب يصطدم بالسلاح الفتّاك

[real_title] للسبت الـ12 على التوالي، اكتظّت الشوارع الفرنسية اليوم باحتجاجات حاشدة نظّمها متظاهرو السترات الصفراء تنديدًا بما يقولون إنّه قمع تنتهجه الشرطة.

 

وبدأت الاحتجاجات، التي اكتسبت اسمها من السترات الصفراء، في منتصف نوفمبر الماضي؛ بسبب خطط لرفع الضرائب المفروضة على الوقود، قبل أن تتحوّل لاحتجاجات أوسع نطاقًا ضد الحكومة اجتذبت عشرات الآلاف من المتظاهرين على مستوى البلاد يوم السبت من كل أسبوع.

 

حملت مظاهرات اليوم دلالة خاصة، حيث تأتي بعد يومٍ واحد من قرار صدر عن مجلس الدولة الفرنسي (أعلى هيئة قضائية في البلاد)، رفض من خلاله مطالب بحظر استخدام الغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة في الاحتجاجات.

 

 

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ مجلس الدولة رفض طلبًا مقدمًا من "الكونفدرالية العامة للعمل" (نقابة عمالية)، والرابطة الفرنسية للدفاع عن حقوق الإنسان، من أجل حظر استخدام الغاز المسيل للدموع في الاحتجاجات.

 

ولجأت الشرطة إلى هذا السلاح من أجل فض الاحتجاجات، وتسبّب ذلك في إصابات خطيرة بين صفوف المتظاهرين، ما أحدث جدلًا كبيرًا في الداخل الفرنسي، أقامت على إثره نقابة الاتحاد العام للعمل ورابطة حقوق الإنسان دعوى قضائية من أجل وقف استخدامه.

 

وتُصنّف الإدارة الفرنسية هذا السلاح ضمن خانة الأسلحة "شبه الفتاكة"، التي تهدف إلى التصدي لتهديد شخص من دون إلحاق الضرر بجسده، إلا أن المعارضين لاستخدامه يشددون على أنه قد يتسبب بآثار خطيرة قد تصل لحد الموت.

 

وفي الفترة الأخيرة، ساد تبادلٌ للاتهامات بين قادة "السترات الصفراء" والحكومة حول عدد ضحايا هذه القواذف، ففي حين أعلنت مجموعة "لننزع سلاحهم" الداعمة لحركة السترات الصفراء أنّ 17 شخصًا ممن تعرّضوا للإصابة فقدوا إحدى أعينهم منذ اندلاع الأزمة في نوفمبر الماضي، قال وزير الداخلية كريستوف كاستنير إنّ عدد الذين تعرضوا لإصابات خطيرة في العين لا يفوق أربعة أشخاص من أصل 101 وفق تحقيقات قامت بها مديرية الشرطة.

 

وخلال مظاهرات السبت الماضي في العاصمة باريس، أصيب الناشط البارز جيروم رودريجيز في عينه وأعلن إصابته جرّاء استخدام هذا السلاح، فيما نفى الأمر سكرتير الدولة للشؤون الداخلية لوران نونيز، وقال: "لا يوجد مؤشر يؤكد هذا الاتهام.. أمام هذا الوضع، فتحت المديرية العامة للشرطة الفرنسية تحقيقين بهدف تسليط الضوء على القضية".

 

 

ميدانيًّا، خرج المتظاهرون اليوم تحت شعار "مسيرة كبرى من أجل الجرحى"، من أجل وضع حد للقوة المفرطة التي تستخدمها الحكومة لإخماد الاحتجاجات، لا سيما بعد إصابة جيروم رودريجز، وهو أحد قادة الاحتجاجات، بجروح خطيرة، يوم السبت الماضي.

 

"وقبيل ظهر السبت، تجمّع بضع مئات من المحتجين في ساحة في الدائرة الثانية عشرة في باريس وراء لافتة كتب عليها "لا للقنابل اليدوية والكرات الوامضة" مع صور جرحى تورمت وجوههم، حسبما ذكرت شبكة "يورو نيوز".

 

من جانبها، قالت وزارة الداخلية إنّها حشدت نحو 80 ألفًا من قوات الأمن، بما يشمل خمسة آلاف في العاصمة باريس.

 

وأوضحت الشبكة الأوروبية أنّه لا يمكن التكهن بحجم تجمعات اليوم السبت، بعد مشاركة 80 ألف محتج السبت الماضي، و84 ألفا السبت الذي سبقه، حسب أرقام وزارة الداخلية، لكن المتظاهرين يحتجون باستمرار على هذه الأرقام ويتهمون وزارة الداخلية بالتقليل من حجم التعبئة.

 

 

وكانت الحكومة الفرنسية قد حذّرت أمس الجمعة من أنّ الشرطة لن تتردد في استخدام بنادق الطلقات المطاطية السريعة حال جنوح المتظاهرين للعنف، بعد أن حصلت على تفويض بذلك من أرفع محكمة إدارية في البلاد.

 

وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو ألف من أفراد الشرطة أصيبوا إضافة لنحو 1700 محتج منذ بداية المظاهرات.

 

وصرح وزير الداخلية كريستوف كاستانير: "صحيح أنّ هذه الأسلحة متوسطة القوة يمكنها أن تتسبب في إصابات، لكن في مواجهة مثيري الشغب تحتاج الشرطة للدفاع عن نفسها ضد من يهاجمون أفرادها".

 

وأظهرت استطلاعات للرأي تعافيًّا في شعبية ماكرون، بعد أن أطلق جلسات تشاور وحلقات نقاش في محاولة لتهدئة الاضطرابات، حيث بيّن استطلاعٌ أجرته مؤسسة (هاريس إنترأكتيف) على نحو ألف شخص أنّ شعبية ماكرون ارتفعت بـ4% منذ ديسمبر الماضي، ما وصل بنسبة التأييد له إلى 35%.

 

وكما كان الأمر في احتجاجات الأسابيع السابقة حمل المتظاهرون أعلام فرنسا ولافتات تنتقد ماكرون لانفصاله عن الناس أو تدعو لإجراء استفتاءات بناء على مقترحات من المواطنين.

 

وتصدّر متظاهرون - أصيبوا خلال احتجاجات الأسابيع السابقة - مسيرات اليوم السبت وارتدى بعضهم عصابات على أعينهم رسمت عليها علامات تصويب.

 

وفي فالانس جنوب فرنسا، قال رئيس البلدية إن إجراءات اتخذت استعدادًا لخروج نحو عشرة آلاف متظاهر، وتخشى السلطات من أنّ نحو 10% من هذا العدد يمكن أن يكونوا من مثيري أعمال العنف.

 

وكان انقسام قد وقع بين قيادات "السترات الصفراء" على جدوى المشاركة في الانتخابات الأوروبية، حيث تعرضت القيادية أنجريد ليفاسور، لتهديد بعد اقتراحها تقديم مرشحين في الانتخابات الأوروبية في فرنسا، مايو المقبل.

 

ويرفض العديد من المتظاهرين أي علاقة مع الهياكل السياسية الحالية في فرنسا، وكذلك مقاطعة النقاش الوطني الكبير الذي أطلقه الرئيس إيمانويل ماكرون.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى