100 يوم على اغتياله.. هل ماتت قضية خاشقجي؟

[real_title] 100 يوم مرت على اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بالعاصمة التركية اسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يسدل الستار على مرتكب تلك الجريمة، رغم انشغال الجميع عنها.

 

قاتل جمال لم يعرف بعد، ولم يتم إدانته، حتى محاكمة القتلة لم يعرف عنهم شيئا، ورفضت السعودية إرسالهم إلى تركيا للمحاكمة.

 

فرغم اهتمام العالم بأحداث القضية المؤلمة نهاية العام الماضي 2018، إلا أنها توشك على الانتهاء في العام الجديد 2019، بلا "قاتل" وبلا "جثة".

 

الجانب التركي الذي يقود أحداث القضية، كان قبل نهاية العام تحدث عن تديل القضية، متهما الرياض بالمماطلة.

وفي الساعات الأخيرة، تساءل كاتب تركي عن مصير التحقيق في قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، مبيناً أن عدم ظهور أية تفاصيل جديدة أو حصول تطورات في القضية يثير القلق تجاه سير القضية في العالم والمجتمع الدولي.

 

وأوضح الكاتب صدر الدين كارادومان في مقاله بصحيفة "ملي غزته" أن مسرحية المحاكمة في السعودية وعقوبات الإعدام الموجهة للمتهمين هناك، تلخص سير القضية والنقطة التي وصلت إليها.

 

كما أوضح أن الجريمة أحدثت هزة في أنحاء العالم لحظة وقوعها. وكانت التوقعات تشير إلى احتمالية ظهور الحقيقة في أي لحظة، ولكن لم تتحقق التوقعات.

 

وقال كارادومان إن جريمة اغتيال خاشقجي فضحت الولايات المتحدة والغرب، والطريقة التي يفكّرون بها، إذ وقعت جريمة قتل أمام العيان بعدما دخل رجل إلى القنصلية ولم يخرج منها.

كما أن الأدلة الأخرى مثل فريق الاغتيال الذي أتى بطائرتين خاصتين، وكذلك شبيه خاشقجي الذي حاول إخفاء الجريمة، كلها توضح الجريمة وشجاعتها.

ولكن يبدو كما يرى الكاتب أن الغرب والولايات المتحدة قرروا التغطية على الجريمة، ويحاولون حماية المجرم الذي تربطهم به علاقات متينة، في الوقت الذي كان عليهم فيه ألا يسكتوا أمام جريمة بشعة كهذه.

 

ويقول الكاتب إن على المسؤولين الأتراك أن يستمروا في تحقيقاتهم تجاه الموضوع، لأن حماية أرواح ضيوف إسطنبول هو من واجب تركيا، لذا يجب الوصول إلى الحقيقة في أقرب وقت.

 

ويختم مقاله بالقول إن ثلاثة أشهر مضت على اغتيال جمال خاشقجي دون الوصول إلى الحقيقة حتى يومنا هذا، داعياً السلطات التركية إلى التحرك وكشف الحقيقة، وعدم ترك القضية تحت رحمة العدالة الأميركية.

 

في السياق، طالبت منظمة العفو الدولية خلال وقفة لنشطائها بالقرب من القنصلية السعودية بإسطنبول، بإجراء تحقيق دولي في القضية.

 

وشددت مسؤولة الحملات في فرع منظمة العفو الدولية بتركيا، غوكسو أوز أهسهالي، على ضرورة أن تخضع جريمة قتل الصحفي السعودي لتحقيق دولي.

وقالت أوز أهسهالي في بيان صادر عن فرع المنظمة "بصفتنا ناشطين في منظمة العفو الدولية ومدافعين عن الحقوق، نطالب بالعدالة من أجل خاشقجي الذي رفع صوته من أجل حرية التعبير في العالم العربي".

 

وأضافت: "منظمة العفو الدولية تدعو مرة أخرى إلى فتح تحقيق مستقل من جانب الأمم المتحدة في مقتل خاشقجي".

 

وفي الولايات المتحدة، أحيا برلمانيون ذكرى مرور مئة يوم على مقتل الصحافي السعودي.

 

وقالت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إن "اغتيال خاشقجي عمل بغيض وإهانة للبشرية".

 

وتابعت "إذا قررنا أن المصالح التجارية يجب أن تسحق تصريحاتنا وأفعالنا، فعلينا أن نقر بأننا فقدنا كل سلطة أخلاقية لإدانة فظائع في أي مكان في العالم".

 

وتعهد المشرعون بأن يتحرك الكونجرس إذا لم تحرك إدارة الرئيس دونالد ترامب ساكنا، بحسب رويترز.

من جهتها، أطلقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية لأول مرة صفحة للرأي باللغة العربية بالتزامن مع مرور 100 يوم على مقتل الصحفي السعودي.

 

من هو جمال خاشقجي؟

 

جمال خاشقجي معارض سعودي من نوع مختلف، فريد من نوعه، وهو معتدل ومعروف جيداً وصاحب علاقات واسعة ومؤثر للغاية داخل السعودية وخارجها.

 

ولد خاشقجي بالمدينة المنورة عام 1958، بدأ مسيرته الصحافية في صحيفة جازيت، حيث عمل مراسلاً لها، وفي الفترة بين 1987 إلى 1990 عمل مراسلاً لعدة صحف يومية وأسبوعية، ليقدم من خلالها أفضل تغطية لأحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط.

نتيجة لنجاحاته في تغطية هذه الأحداث تم تعيينه لمنصب نائب رئيس تحرير صحيفة "أراب نيوز" في عام 1999، واستمر في منصبه هذا حتى عام 2003.

 

وفي عام 2004 تم تعيينه رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية، ولكن تعيينه في هذا المنصب لم يدم طويلاً، إذ أقيل من هذا المنصب بعد 52 يوماً فقط من بدء تعيينه. ومنذ هذا الوقت عمل مستشاراً إعلامياً للأمير تركي الفيصل.

 

وتم تعيين خاشقجي عام 2007 رئيس تحرير لجريدة الوطن، وكان هذا القرار هو القرار الثاني لتعيينه في هذا المنصب، ثم أرغم على الاستقالة في عام 2010 دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، حيث تضاربت الأسباب وقتها ورجح كثيرون أنه استقال بسبب ما نشر في الجريدة من الكاتب إبراهيم الألمعي عن معارضته لفكرة السلفية.

 

عين في عام 2010 مديراً عاماً لقناة العرب الإخبارية، التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، والتي بدأت البث في عام 2015، ولم يستمر إطلاقها إلا يوماً واحداً.

 

وعمل أيضاً معلقاً سياسياً للقناة السعودية المحلية ومحطتي "MBC" و"BBC" وأيضاً قناة الجزيرة.

 

استطاع الصحفي والإعلامي جمال خاشقجي أن ينجح ويلتقي بأسامة بن لادن؛ حيث أجرى العديد من المقابلات واللقاءات الخاصة معه في عدة مناسبات، وذلك قبل أحداث سبتمبر  2001.

  

وعرف خاشقجي بكونه صاحب علاقات متوازنة مع المعارضين الإسلاميين والليبراليين على حد سواء في السعودية وخارجها، وله حضور قوي في قضايا إقليمية مهمة مثل سوريا ومصر واليمن، والملف الإيراني.

وكان خاشقجي مقربا من دوائر السلطة في السعودية، قبل أن يتحول إلى منتقد لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

وقد قتل وقطعت جثته داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، في عمليّة أكدت الرياض بعد أسابيع من النفي أن عناصر نفذوها "خارج إطار صلاحيّاتهم".

 

وأعلنت المملكة لاحقا توقيف 21 شخصا للاشتباه في تورّطهم بالعمليّة، لكنّها أبعدت الشبهات عن ولي العهد النافذ.

 

وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ اعترفت المملكة، في 20 أكتوبر الماضي، بمقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار.

 

وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحفي الراحل، قبل أن تقول إنه تم قتله وتقطيع جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة، وسط مطالبات بتحديد مكان الجثة.

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى