لماذا يروج نتنياهو لـ«دفء العلاقات» مع الدول العربية؟

لماذا يروج نتنياهو لـ«دفء العلاقات» مع الدول العربية؟
لماذا يروج نتنياهو لـ«دفء العلاقات» مع الدول العربية؟
[real_title] بين حينٍ وآخر، يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متفاخرًا بما يقول إنّها علاقات متينة تجمع تل أبيب بدولٍ عربية، يُكشف النقاب عن بعضها، وغيرها يظل مستقرًا في دائرة الكتمان إلى إشعار آخر.

 

استهلّ نتنياهو العام الجديد (2019)، بزعمه أنّ دولًا عربية تعتبر إسرائيل حليفةً لا غنى عنها فيما أسماها "محاربة" إيران وتنظيم الدولة، في إشارة إلى المحور السني في المنطقة الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

 

نتنياهو قال في حديثه لمحطة "جلوبو" التلفزيونية البرازيلية خلال زيارة إلى ريو دي جانيرو مؤخرًا، إنّ "هذا الموقف أحدث ثورةً في العلاقات مع العالم العربي"، وأضاف: "إسرائيل أثبتت فعاليتها في محاربة المتطرفين الذين تقودهم إيران، أو الذين تقوده القاعدة وداعش".

 

ليست المرة الأولى الأولى التي يتحدث فيها مسؤولٌ إسرائيلي وبالأخص نتنياهو عن علاقة يزعم أنّها جيدة تجمع تل أبيب ودول عربية، وهو أمرٌ يُنظر إليه بأكثر من شق، الأول ربما المحاولة الإسرائيلية لغسل يديها عن الجرائم البشعة التي ترتكبها دائمًا ضد الفلسطينيين، وفي وقتٍ آخر موقف الشعوب العربية من هكذا علاقة، فإسرائيل راسخة في قلوب ملايين العرب والمسلمين عدوةً محتلةً ومغتصبة للأرض.

 

ويقود التوجّه الثاني إلى القول إنّ أي تقارب في العلاقات بين تل أبيب ودول عربية أمرٌ من شأنه أن يُصعف القضية الفلسطينية ويمنح إسرائيل ضوءًا أخضر، حتى وإن كان غير مباشر، بالاستمرار في مواصلة الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

 

ومن بين أحاديث ترامب في هذا الإطار، أكّد - في سبتمبر الماضي - وجود تطوّر كبير في علاقات تل أبيب مع الدول العربية، ووصف ذلك الوضع بـ"غير المسبوق"، وأشار إلى أنّه "لا يتم الكشف عن حجم التعاون بعد، لكنه أكبر من أي وقت مضى".

 

وفي نوفمبر الماضي، استقبل نتنياهو رئيس تشاد إدريس ديبي، وأعلن -آنذاك- أنّه سيجري زياراتٍ في وقت لاحق إلى دول عربية، دون أن يحدّد أي دولٍ يقصد أو أي توقيت يعلن.

 

قبل ذلك، وتحديدًا في أكتوبر الماضي، كان نتنياهو قد أجرى زيارةً إلى سلطنة عمان، والتقى السلطان قابوس بن سعيد، وتم الإعلان عن تفاصيل الزيارة في وكالة الأنباء العمانية وحساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بموقع "تويتر".

 

في ديسمبر الماضي، قال نتنياهو -في كلمة خلال مؤتمر سفراء إسرائيل: "ما يحصل هو أنّنا في عملية تطبيع مع العالم العربي من دون أن يكون هناك تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين.. هناك علاقات تتبلور الآن بين شركات إسرائيلية والعالم العربي".

 

وأضاف: "الدول العربية تبحث عن العلاقة مع القوي.. وهناك تغيير ملموس، والعالم العربي يحتاج إلى التطوير والتكنولوجيا في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتقنيات المتطورة".

 

اللافت في التصريحات الأخيرة لنتنياهو التي أدلى بها من البرازيل، أنّها تزامنت مع إعلان دبلوماسي فلسطيني أنّ حراكًا كبيرًا سيتم في الفترة المقبلة من قِبل الدول العربية، بقيادة مصر والسعودية والأردن لإيقاف خطوة نقل السفارة البرازيلية في إسرائيل إلى القدس، ما يعني الحديث عن مواجهة سياسية دبلوماسية بين الدول العربية وإسرائيل، تناقض التوجه نحو التطبيع مع الاحتلال في الوقت نفسه.

 

تعليقًا على ذلك، يقول عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام إنّ إسرائيل هي دولة احتلال في المنطقة، تلعب أولًا وأخيرًا لصالح الإدارة الأمريكية وبالتنسيق معها.

 

ويضيف - في تصريحات تلفزيونية: "إسرائيل دولة وظيفية في المنطقة، تمارس هذا الدور العدواني ضد الشعب الفلسطيني، ومن ثم تحاول التمدد، واللعب على وتر إيران وخلق حالة من البعبع من مسمى يهدف إلى تنفيذ المصالح الأمريكية في المنطقة".

 

ويشير إلى أنّ الأمر مرتبط هنا بحزب الليكود ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في الانتخابات المقبلة، حيث يحاول "الأخير" تسويق نفسه ببيع جملة من الأوهام ذات علاقة بالتطبيع مع العالم العربي.

 

وتابع: "إسرائيل بإمكانها أن تحتل إرادة بعض الأنظمة، لكنّها لن تستطيع احتلال إرادة الأنظمة، ونحن أمام محاولة للهروب إلى الأمان من خلال ترك الملف الفلسطيني، وعدم صنع السلام مع الشعب والقيادة، ومحاولة التصوير أنّه يمكن القفز على هذا الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني من خلال فتح علاقات مع بعض الأنظمة".

 

ومن المفهوم أنّ أي انتشار لموجات التطبيع مع الاحتلال أمرٌ يحمل الكثير من التأثير السلبي على القضية الفلسطينية، وهو ما اتفقت معه العديد من التقارير.

 

تقول صحيفة "فاينانشال تايمز" إنّ القضية الفلسطينية تتعرض للإهمال مع تقارب العرب وإسرائيل، وتسائلت الصحيفة: "أتذكرون الفلسطينيين؟"، وتجيب: "لم يعد الكثيرون يتذكرونهم"، وتوضح أنّه في محادثة بينها وبين مسؤول إسرائيلي مؤخرًا، لم يذكر المسؤول الفلسطينيين سوى مرة أو مرتين بصورة عابرة.

 

وتشير إلى أنّه بعد 25 عامًا من اتفاق أوسلو للسلام والمصافحة التاريخية بين ياسر عرفات وإسحق رابين في البيت الأبيض، تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لتصبح مجرد قضية هامشية. 

 

وتضيف أنّ المسؤولين الإسرائيليين أصبحوا يباهون بالصلات المتنامية بالدول العربية، والتقارب الذي يحدث مع الدول العربية رغم الإخفاق في عملية السلام، بل أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثنى على "التطبيع" بين إسرائيل وجيرانها.

 

وترى الصحيفة أنّ نتنياهو يبالغ في تصوره للأمر، وتقول إنّ العلاقات بين العرب وإسرائيل في مجملها علاقة حرب، وتشير إلى أنّ مصر والأردن قد تكونا وقعتا معاهدة سلام مع إسرائيل، لكنّه يبقى سلامًا باردًا، وتذكر أنّه لا يُتوقع وجود علاقات دبلوماسية وود بين إسرائيل والدول العربية إلا إذا تم التوقيع على اتفاق سلام عادل مع الفلسطينيين، وهو "ما لن يتم في القريب العاجل".

 

تعليقًا على انتشار موجات التطبيع، يقول الدكتور خالد سعيد رئيس مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق إنّ "القضية الفلسطينية في تراجع ملحوظ، مقابل صعود غير عادي لقطار التطبيع".

 

وتحدّث سعيد في تصريحات لـ"مصر العربية"، عن تسابق سعودي إماراتي على وجه التحديد من أجل هذا التطبيع الذي بلغ حد استجداء الكيان الصهيوني.

 

ويضيف: "العالم العربي يمر بفترة حرجة للغاية، لا يُعرف إلى أي مستقبل ستنتهي إليه الأمور، ويتوجب على الفور مصارحة العرب والفلسطينيين بشكل واضح ببنود صفقة القرن".

 

ويتابع: "القضية لم تشهد في أي فترة من الفترات حفظ حقوق الفلسطينيين، والحل الوحيد يكمن في المقاومة المسلحة.. يجب على كل الأطراف أن تعي ذلك جيدًا، وأن نربي أبناءنا على هذا الخيار."

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى