بموافقة أمريكية.. لماذا يصر أردوغان على عملية شرق الفرات؟

[real_title] سنطلق عملية عسكرية بسوريا وواشنطن متجاوبة معنا، قريبا سيكون جيشنا شرقي الفرات، وحان وقت تطهير منطقة شرقي الفرات من "الإرهابيين"، وأقول لمن يدعمهم: أنتم تقومون بتصرفات خاطئة، هدف العملية "لن يكون أبدا الجنود الأميركيين".. تلك كانت آخر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلنا عن عملية عسكرية قريبة للجيش التركي.

 

إصرار أردوغان على عملية شرقي الفرات، يطرح العديد من التساؤلات، فلماذا يصر "السلطان" على بدء العملية قبيل نهاية العام 2018؟ ولماذا وافق ترامب عليها؟ وهل حقا باع الأمريكيون أكراد سوريا؟ وما مدى نجاح تلك العملية؟.

 

وفي الساعات الأخيرة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية عسكرية ضد من سماهم "الإرهابيين" ستنطلق في منطقة شرق الفرات، مشيرا إلى أنه تلقى جوابا إيجابيا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأنها خلال اتصال هاتفي بينهما.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها بقونيا "تلقينا ردودا إيجابية من ترامب بشأن إطلاق عملياتنا العسكرية شرق الفرات التي أعلنا عنها الأسبوع الماضي، وسنمشط الأراضي السورية شبرا شبرا حتى تحييد آخر إرهابي في المنطقة".

 

تحذير تركي

 

وأضاف أن جيش بلاده "مستعد للانقضاض على الإرهابيين في سوريا بأي لحظة.. يمكننا أن نبدأ عملياتنا في الأراضي السورية في أي وقت وفقا لخطتنا الخاصة والدخول إلى أراضيها من المناطق التي نراها مناسبة على طول الخط الحدودي الذي يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وبشكل لا يلحق ضررا بالجنود الأميركيين".

 

ووجه أردوغان خطابه لواشنطن قائلا "حان وقت تطهير منطقة شرقي الفرات من الإرهابيين، وأقول لمن يدعمهم: أنتم تقومون بتصرفات خاطئة.. بما أننا شركاء استراتيجيون مع الولايات المتحدة فينبغي على واشنطن أن تقوم بما يلزم".

 

وكان أردوغان قد أعلن الأربعاء الماضي أن تركيا ستبدأ عملية عسكرية "خلال أيام" مؤكدا أن هدف العملية "لن يكون أبدا الجنود الأميركيين".

واعتبر أن من شأن هذه العملية أن تسهل التوصل لحل سياسي في سوريا، ونقلت عنه وسائل إعلام تركية قوله "تم اتباع تكتيك مماطلة لا يمكن إنكاره في منبج من جانب الولايات المتحدة، وما زال متبعا في الوقت الراهن".

 

لماذا الشمال السوري؟

 

الكاتب الكردي إدريس سالم قال، إن الجميع مهتم بالشمال السوري، خاصة تركيا التي تعتبر هذا الشمال مهم جداً لأمنها القومي، وتحديداً فيما يتعلق بملف الإرهاب، والمنظمات المصنَّفة على قوائم الإرهاب التركية، فوجود (قوات عربية) في الشمال السوري أمامه تحديات عسكرية ولوجيستية وسياسية كبيرة، ربما الأقرب للفهم أن تكون هناك مشاركة عربية من نوع ما، أو مشاركة في التمويل أكثر منها في الوجود العسكري.

 

وأوضح الكاتب الكردي في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن تركيا دولة لا تعتمد على العواطف في شن حروبها ومعاركها، فالحرب القادمة ليست كبيرة أمام القوات والدول المتحاربة في المستنقع السوري، ولكنها كارثية أمام كوردستان وشعبها، خاصة وأن الهدف الأساسي من المعركة القريبة في شرقي الفرات – بعد الموافقة الأمريكية والمباركة الروسية – هو فصل المدن الرئيسية عن بعضها، بوضع قوات غير كوردية مكانها.

في حين جاءت تصريحات أخرى للكاتب الكردي في آخر مقالاته بـ"مصر العربية" قال فيها: إن الجيش التركي سيدخل إلى شرق الفرات بجغرافية محددة من قبل واشنطن، فالأخيرة ليست في وارد التضحية بعلاقاتها التاريخية مع أنقرة كُرمي علاقة ناشئة من مبدأ (شراكة تكتيكية مؤقتة)، ولا الأخيرة تستطيع الاستغناء عن حلف الناتو.. 

 

موسكو ودمشق

 

إذاً فالتجاذبات الراهنة بين الطرفين ليست سوى تعبير عن الخلاف بينهما على مدى نفوذ كل منهما على الأرض السورية، تمهيداً لفرض شروطه خلال المفاوضات السياسية مع موسكو ودمشق في مؤتمر يعقد في جنيف لاحقاً، وفي يد كل من المفاوضين أوراق قوة، أو فلنقل جماعة سورية يتكلم باسمها ويطالب بحقوقها.

 

وتابع: "هذا فإن أنقرة قد تحدثت – بشكل غير مباشر – عن خيار عمليتها العسكرية بشرق الفرات في كل المحافل الدولية والأمم المتحدة وقمة مجموعة العشرين ومسار أستانة وفي اللقاءات الثنائية والاتصالات الهاتفية السرّية والعلنية، هذا يعني أن تهديدات أنقرة ستترجمها واشنطن إلى واقع «موسكو لا تخطّط لأيّ تصدّي عسكري لأدوات شريكتها واشنطن في سوريا، إذ تركت أنقرة لتولّي تلك المهمة»، ..

 

خاصة وأنها ربطت بقائها في سوريا بهدف إستراتيجي آخر، وهو منع التواصل الإيراني السوري – العراقي، والحدّ من نفوذ طهران، وهو هدف لا يتناقض مع طموحات أردوغان الساعي، منذ بداية الحرب السورية، إلى تحقيق حلم عثماني – تركي قديم، باقتطاع أجزاء من سوريا وتنصيب المعارضة الإسلامية في سدّة الحكم في دمشق، لضمان نفوذ دائم فيها.

المحلل السياسي السوري غازي فالح أبو السل أكد وجود دعم عسكري من قبل المملكة العربية السعودية للأكراد في شمال سوريا، قائلا: هذا الدعم بتوجيه أمريكي مطعم بحقد سعودي إماراتي.

 

وأوضح في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" أن ما يحدث في شمال سوريا هي لعبة مصالح دولية خالية من أي ضمير أو إحساس، بدون إنسانية والضحية في هذا الواقع المرير هو الشعب السوري المغلوب على أمره، ولكن إرادة الحق ستنتصر في النهاية إن شاء الله تعالى وإن طال الظلم والطغيان.

يشار إلى أن تركيا لم تشن بعد عملية عسكرية في المنطقة الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات، لكنها واصلت توجيه ضربات جوية متكررة لمواقع حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية بشمال العراق.

 

أنقرة وواشنطن

 

ومنذ فترة طويلة اتسمت علاقة أنقرة بواشنطن بشأن الملف السوري بالخلاف حيث تدعم الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، في حين تصنف تركيا هذه الوحدات ضمن التنظيمات الإرهابية.

 

كما أقامت الولايات المتحدة نقاط مراقبة على الحدود السورية وقالت إنها ستمنع أي تهديدات أمنية لتركيا من سوريا محذرة أنقرة من تنفيذ أي توغل جديد.

 

جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تسيطر في الوقت الحالي على مساحة من الأراضي في شمال سوريا وشرقها، وهي أكبر جزء من البلاد خارج سيطرة الحكومة السورية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى