بـ «مسودة بريطانيا».. هل ينجح مجلس الأمن في إنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟

بـ «مسودة بريطانيا».. هل ينجح مجلس الأمن في إنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟
بـ «مسودة بريطانيا».. هل ينجح مجلس الأمن في إنقاذ ما تبقى من اليمنيين؟

[real_title] بعد أن ضربهم الفقر والجوع والبارود لسنوات متتالية، وبعد أن حاصرهم المرض وفتك بما تبقى منهم، جاءت مسودة أممية ستتقدم بها بريطانيا إلى مجلس الأمن الدولي، لوقف ما يتعرض له الشعب اليمني من انتهاكات وتجويع متعمد..

 

وأعلنت بريطانيا أنها ستتقدم بمسودة قرار إلى مجلس الأمن تدعم المطالب الخمسة التي طالب بتنفيذها مارك لوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة الطارئة.

 

وقالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة كارين بيرس في جلسة لمجلس الأمن أمس الجمعة إن وزير خارجية بلادها طلب منها إبلاغ المجلس بتقديم مسودة بمشروع قرار عن المطالب الخمسة الاثنين المقبل.

 

ويأتي التحرك البريطاني في ظل تدهور الوضع الإنساني باليمن المحاصر من قبل التحالف السعودي الإماراتي برا وجوا وبحرا والتحرك الأممي لجمع الأطراف اليمنية من أجل إيجاد حل للصراع المستمر منذ سنوات.

 

مطالب أممية

 

وقدم المسؤول الأممي مارك لوك خمسة مطالب إلى مجلس الأمن وطالب بتنفيذها دون تأخير:

 

- تنفيذ وقف الأعمال العدائية في جميع البنى التحتية والمرافق وحولها التي تعتمد على عمليات الإغاثة والمستوردين التجاريين.

 

- تسهيل حماية الإمدادات الغذائية وغيرها من السلع الأساسية في جميع أنحاء البلاد.

 

- ضرورة دعم الاقتصاد اليمني عن طريق ضخ العملات الأجنبية ودفع الرواتب والمعاشات.

 

- زيادة التمويل والدعم لعملية المساعدات.

 

- مطالبة جميع المتحاربين بالعمل مع المبعوث الخاص الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث لإنهاء النزاع.

 

 

مفاوضات اليمن

 

وجدد مارك لوك دعوته للتحرك بسرعة نحو تدابير بناء الثقة والمشاورات، واستئناف المفاوضات الكاملة بين الأطراف المتحاربة في اليمن.

 

ويعيش اليمن عامه الرابع من الحرب، في تدهور اقتصادي وخدماتي، ويشهد نقصاً في الغذاء والدواء، وسط انهيار الموازنة العامة وارتفاع التضخم، ما عمَّق الفقر وفاقم سوء التغذية، وباتت أزمة اليمن واحدة من كبرى الأزمات الإنسانية في العالم.

 

عبد العزيز العريقان قال، إن التحرك الدولي من أجل إنقاذ اليمن تأخر كثيرا، فاليمن يُقتل شعبه ويباد ويجوع منذ قرابة 4 سنوات، وللأسف لم يتحرك العالم إلا بعد قتل قرابة 11 ألف شخص، وإصابة الملايين بالأمراض القاتلة.

 

وأضاف العريقان لـ"مصر العربية" أن التحرك والاستجابة الدولية في حد ذاتها شيء جيد، لكنها تأخرت، فحال اليمنيين أصعب مما يتخيل، البلد التي كانت تلقب بالسعيد أصبحت أسوأ بلدان العالم، شعبها يموت من الجوع.

 

وتابع: أمريكا والغرب يستطيعون تغيير المعادلة في اليمن ووقف الحرب في أي وقت، لكن الغرب يريد إطالة القتال حتى يستفيد من مكاسب بيع السلاح للأطراف المتحاربة.

 

وفي تصريح له أمام مجلس الأمن قال غريفيث أمس الجمعة "هذه لحظة حاسمة لليمن"، مؤكدا أنه تلقى تأكيدات قاطعة من قيادات الأطراف اليمنية بالالتزام بحضور المشاورات التي ستعقد في السويد.

 

ويحاول غريفيث التوسط في إحلال السلام في الصراع الدائر منذ أكثر من ثلاث سنوات والذي ينظر إليه على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن في 2015، إلى جانب القوات الحكومية التي تحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران.

 

معاناة اليمنيين

 

ويشهد اليمن، منذ نحو 4 أعوام، حرباً بين القوات الحكومية والحوثيين، المسيطرين على محافظات بينها صنعاء، منذ 2014، خلّفت أوضاعاً معيشية وصحية متردّية للغاية، وبات معظم سكان البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

 

 

تجدر الإشارة إلى أن القوات الحكومية بإسناد من التحالف السعودي-الإماراتي، منذ 13 يونيو الماضي، تقوم بعملية عسكرية ضد مليشيا الحوثي لفرض السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر.

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدنية  الحديدة  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

 

ويشهد اليمن، منذ أربعة أعوام، حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف بقيادة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

خسائر الحرب

 

وتسببت الحرب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وشردت أكثر من مليونين، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة والانهيار.

 

تجدر الإشارة إلى أن محافظة الحديدة تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا يشكل سكانها (11%) بتعداد "2،621،000" من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز ، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة.

 

وينفّذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن وغارات جوية على مناطق مدنية في أحيان كثيرة وإن كان ينفي تعمُّد ذلك، دعماً للقوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وخلّفت هذه الحرب جيشاً من الفقراء والأرامل والمفقودين، وتشهد معظم المحافظات انتشاراً واسعاً للأمراض الوبائية مثل الملاريا والكوليرا وغيرها.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى