استقالة جمال ولد عباس.. زلزال سياسي يهز الحزب الجزائري الحاكم

استقالة جمال ولد عباس.. زلزال سياسي يهز الحزب الجزائري الحاكم
استقالة جمال ولد عباس.. زلزال سياسي يهز الحزب الجزائري الحاكم
[real_title] لم يكن تخلي بها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر جمال ولد عباس عن منصبه، كأي استقالة، لكنّ الأمر أشعل الأجواء السياسية في الجزائر، لا سيّما بالنظر إلى الأسباب التي دفعت إلى ذلك، سواء المعلنة أو الخفية.

 

وكالة الأنباء الجزائرية نقلت عن مصدر رسمي، أنّ جمال ولد عباس قرر تقديم الاستقالة "لأسباب صحية تستلزم عليه قضاء عطلة مرضية مطولة، ألزمته دخول المستشفى العسكري لتلقي العلاج، ونصحه الطبيب بالراحة لمدة 45 يومًا خوفا من تعقد وضعه الصحي مما دفعه للتنحي عن منصبه".

 

وجاء الاختيار على معاذ بوشارب رئيس البرلمان لتعويض ولد عباس في منصبه بالنيابة إلى غاية انتخاب أمين عام جديد للحزب الحاكم.

 

وسيخلف ولد العباس مؤقتًا على رأس الحزب معاذ بوشارب حتى تقرر هيئات الحزب تعيين أمين جديد في هذا المنصب، حسب المصدر ذاته.

 

"ولد عباس" - صاحب الـ84 عامًا - تولى منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في عام 2016، وقبل ذلك شغل مختلف المناصب الوزارية منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي.

 

السبب المعلن في رحيل ولد عباس هو الوعكة الصحية، لكنّ صحيفة "الخبر" نقلت عن مصادر مطلعة أنّ هاتف الأمين العام رنّ لتقول له جهات عليا إنّ مهمته على رأس الحزب انتهت.

 

تدور حاليًّا روايتان مختلفتان، بين تسريح ولد عباس من منصبه بداعي أنّ صوته أصبح مزعجًا للسلطات كما حدث مع سلفه عمار سعداني قبل عامين، وهل الأزمات الأخيرة دور في هذه الإطاحة.

 

وبحسب متابعين للشأن السياسي بالجزائر، فإنّ هذه الاستقالة جاءت ضمن تغيير واسع سيمس حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ينوي الترشح لولاية رئاسية خامسة تتطلب أمينًا عامًا قويًّا يحظى بالإجماع وسط قيادي الحزب العتيد عكس ولد عباس الذي فقد سيطرته على الكثير من القياديين ويفتقد لخطاب سياسي ناضج.

 

ورأى محللون أيضًا أنّ جمال ولد عباس أقيل من قِبل الرئيس الفعلي للحزب عبد العزيز بوتفليقة، وأنّ لوزير العدل الطيب لوح يدًا فيها بسبب وقوف مع غريمه من حزب التجمع الوطني الديمقراطي الوزير الأول أحمد أويحيى، في صراعه مع لوح في قضية التراشق بين الرجلين بخصوص قرارات الوزير الأول حول حبس مسؤولين في تسعينيات القرن الماضي، وقانون المالية 2019 الذي رفضه رئيس الجمهورية.

 

ويمكن القول إنّ هذه التطورات تقود إلى صراعات "متوقعة" ستطفو مستقبلًا حول من سيخلف الأمين العام المستقيل، ورشحت بعض الأسماء التي من المحتمل أن تترأس الحزب، منها القيادي بالحزب ووزير العدل الطيب لوح المعروف بولائه للرئيس بوتفليقة وأحد رجاله الذين يمكنه الاعتماد عليهم.

 

اتفاقًا مع ذلك، يرى المحلل السياسي العربي زواق أنّ ولد عباس بصحة جيدة وأن استقالته لا علاقة لها بتدهور صحته، بل هو سيناريو مشابه لسيناريو  إبعاد الأمين العام السابق عمار سعداني.

 

ويعتقد زواق في تصريحات متلفزة، أنّ للاستقالة أسبابًا أخرى تتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة بعد أن أدّى ولد عباس مهمته، وأنّ السلطة بحاجة لوجوه جديدة، خاصة أن الجزائر مقدمة على استحقاق رئاسي في 2019.

 

ويضيف أنّ من أسباب إبعاد ولد عباس أنّه بات حملًا ثقيلًا على أصحاب صنع القرار، وكذلك على الرأي العام الوطني بظهوره غير المدروس، ولذلك تمت تنحيته بمطالبته بالاستقالة.

 

ويشير إلى أنّ ولد عباس تلقّى ضربةً قويةً بعد وقوفه إلى جانب أويحيى في صراعه مع القيادي البارز في جبهة التحرير الطيب لوح الذي يعد أحد المقربين من قصر المرادية والقيادة العليا للحزب الحاكم.

 

واعتبر زواق أنّ ولد عباس ارتكب خطئًا جسيمًا بعدم الوقوف إلى جانب رفيقه في الحزب مفضلًا التخندق إلى جانب أويحيىش.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى