«التحالف» يوقف عمليات الحديدة.. هل رضخ للضغوط الدولية؟

«التحالف» يوقف عمليات الحديدة.. هل رضخ للضغوط الدولية؟
«التحالف» يوقف عمليات الحديدة.. هل رضخ للضغوط الدولية؟
[real_title] "لماذا هنا؟، لماذا الآن؟".. سؤالان برزا إلى الواجهة فور الإعلان من قِبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية بوقف معركة الحديدة في اليمن.

 

القوات اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي أوقفت الهجوم الذي بدأته قبل أسبوعين للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها غربي اليمن، وذلك بعد ضغوط أمريكية وغربية شديدة، في وقت أعلنت فيه أبو ظبي أنها تدعم محادثات سلام يتوقع أن تعقد قريبًا.

 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قادة ميدانيين بالقوات الحكومة أنّهم تلقّوا من رؤسائهم أوامر بوقف الهجوم في المدينة دون تحديد مدة زمنية، بينما قال أحد القادة إنه يتم الرد في حال نفذ الحوثيون هجمات.

 

وذكر القادة أنّ الأوامر تفيد بوقف النار ووقف أي تصعيد عسكري بالمدينة، ولم يوضح هؤلاء ما إذا كانت الأوامر جاءت من رؤسائهم اليمنيين أم الضباط الإماراتيين الذين يقودون العمليات العسكرية بالساحل الغربي.

 

وجاء هذا التطور بعد هدوء ساد المدينة خلال يومين، وقد تراجعت وتيرة الاشتباكات منذ مساء الاثنين لتصبح متقطعة الثلاثاء قبل أن تهدأ الأجواء الأربعاء إلا من تحليق طيران التحالف، وسط خشية السكان من فرض حصار على المدينة عبر غلق الطريق الذي يقع شمال الحديدة ويصلها بمناطق أخرى.

 

وفي الأيام القليلة الماضية، أحرزت القوات الحكومية تقدمًا بالضواحي الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة، وحاولت التقدم شمالًا عبر الطريق الساحلي نحو الميناء الذي باتت على مسافة خمسة كيلومترات منه.

 

لكن تلك القوات واجهت في الضواحي مقاومة عنيفة من قبل الحوثيين الذين قالوا إنّهم مستعدون لحرب شوارع في حال حاول المهاجمون التقدم نحو وسط المدينة، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أنّ الحوثيين وضعوا ألغامًا عند اثنين من مداخل الميناء وفي محيطه.

 

جماعة أنصار الله "الحوثي" ردّت على ذلك بإعلان أنّه لا صحة لوقف التحالف عملياته العسكرية في الساحل الغربي، وأنّه "مستمر في التحشيد وترتيب صفوفه لتصعيد جديد". 

 

وقال الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام: "في كل جولة من جولات العدوان على اليمن فإنّ التصعيد يبدأ ويخف أو يتلاشى وأغلبها بدون إعلان تهدئة وإنما نظرًا لطبيعة المعركة على الأرض".

 

وأضاف: "تحالف العدوان يحاول تقديم الموضوع أنّه بناء على ضغوط دولية أو إنسانية وهذا افتراء فالحقيقة هو الإستعداد لجولة جديدة يحتاج التجهيز لها وقت إضافي كالعادة".

 

وتابع: "لا نلمس تواصلًا سياسيًّا جادًا عن حلول سياسية حقيقية أو تهدئة فعلية وإنما كلام في الإعلام واتفاقات بين دول العدوان نفسها أو ما يسمى بالرباعية والتي هي السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا، وهي الجهات ذاتها التي تشن العدوان بشكل مباشر وبارز خاصة في معركة الساحل الغربي باعترافهم هم".

 

سياسيًّا، جاء الإعلان عن وقف الهجوم على الحديدة ومينائها وسط ضغوط أمريكية وغربية على التحالف لوقف حربه المستمرة باليمن منذ 2015، وشملت تلك الضغوط تقليص الدعم العسكري الأمريكي لطيران التحالف.

 

كما يأتي في ظل تحذيرات من كارثة إنسانية تهدد مئات الآلاف من سكان الحديدة، وملايين آخرين يعتمدون على الواردات الغذائية والمساعدات المتأتية عبر ميناء الحديدة.

 

ومؤخرًا، شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ضرورة وقف القتال باليمن وبدء مفاوضات خلال شهر، وصدرت دعوات مماثلة من بريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى.

 

وفي خضم ذلك، ظهر دور سياسي للإمارات بشكل ملحوظ، على أكثر من صعيد، بدءًا بترحيبها بالمحادثات التي تجري بالسويد برعاية الأمم المتحدة لإعادة المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية.

 

وحاولت الإمارات إبراز حرصها على إنهاء حرب اليمن ومعركة الحديدة بالتحديد، من خلال تصريحات لوزير خارجيتها أنور قرقاش، الذي أكّد أنّ المحادثات السياسية حول اليمن فرصة يجب الاستفادة منها لإعادة الحل السياسي.

 

وقال قرقاش - في تغريدة عبر حسابه في "تويتر": "الحديدة هادئة، والميناء يعمل، ونحن نعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة من أجل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في اليمن".

 

تعليقًا على هذه التطورات، يقول الناشط السياسي صادق الصعر إنّ وقف إطلاق النار في الحديدة لا يعني توقف أو انتهاء الحرب في اليمن.

 

ويضيف في تصريحات متلفزة، أنّ الحديدة تعتبر منطقة استراتيجية للطرفين، سواء التحالف العربي الداعم للشرعية أو جماعة الحوثي، لكنّ التخوف الأكبر يتمثل في تعريض حياة ملايين المدنيين للخطر جرّاء استمرار هذه الحرب.

 

ويشير إلى أنّ هناك مليونًا و300 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحادة، وهناك 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحادة الشديدة وهم معرضون للموت في أي وقت، بالإضافة إلى مليون امرأة حامل تعاني من "الأنيميا"، فضلًا عن الكارثة التي حلّت بكل الشعب اليمني بسبب إتباع سياسة التجويع.

 

ويوضح "صادق" إن التجويع يمثل سياسة متعمدة، يتحمل التحالف العربي الجزء الأكبر من مسؤوليتها لأنّه يتحكم في الأجواء والحدود، لافتًا إلى أنّ التحالف يطبق حصارًا خانقًا على اليمن  منذ أكثر من أربع سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى