التحالف العربي في اليمن.. داءٌ أم دواء؟

التحالف العربي في اليمن.. داءٌ أم دواء؟
التحالف العربي في اليمن.. داءٌ أم دواء؟

[real_title] "نعمل من أجل التصدي لانتهاكات الحوثي"..  صريحةً أعلنها التحالف العربي في اليمن على لسان المتحدث باسنه تركي المالكي، ردًا على العديد من الاتهامات التي تتهم التحالف بالتسبب في الجرائم باليمن.

 

المالكي قال خلال مؤتمر صحفي بثّته وسائل إعلام، إنّه لا تزال منطقتا صعدة وعمران هي منطقة تحرك الميليشات الحوثية بالصواريخ البالستية، مؤكدًا أنّ أولويات القوات المشتركة لـ"التحالف" العمل على تحييد وتدمير هذه التهديدات.

 

وأضاف أنّه يجب ممارسة ضغط دولي على ميليشيات الحوثي للجلوس على طاولة الحوار، مشيرًا إلى أنّ الميليشيات لا تزال تجند الأطفال بالقوة.

 

وأوضح أنّ الحوثيين يتعمدون إعاقة الجهود الإنسانية، مشيرًا إلى أنّ المنافذ الجوية والبحرية والبرية تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أنّه تم منح أكثر من 25 ألف تصريح لدخول المساعدات الإغاثية لليمن.

 

وأكّد أنّ القوات الموالية للشرعية تسيطر على عدد من المحاور في البيضاء، وتواصل بسط سيطرتها على عدد من مناطق العمليات في عدة جبهات.

 

وأشار إلى أنّ ميليشيات الحوثي لا تزال مستمرة في زراعة الألغام بغية إلحاق الأذى بالمدنيين، مؤكدًا أنّ ميليشيات الحوثي تتعمد تعطيل السفن التي تحمل مواد نفطية لمنعها من دخول ميناء الحديدة.

 

وأوضح أنّ العمليات الإنسانية بدأت منذ اليوم الأول مترافقة مع العمل السياسي وستبقى مستمرة من قوات التحالف بما فيها نزع الألغام.

 

تصريحات المتحدث باسم التحالف تفتح الباب على العديد من التساؤلات، أهمها ربما حول التزام التحالف بالعمل على حماية المدنيين من جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي، وما قدّمه في هذا الإطار منذ بدء تدخله.

 

تدخل التحالف العربي بدأ في مارس 2015، ورغم مرور كل هذه المدة، إلا أنّ الرياض لم تحسم الحرب، التي بررتها بأنّها تستهدف إعادة شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومواجهة خطر جماعة أنصار الله "الحوثي" الذي يطال الرياض بالصواريخ البالستية.

 

وحتى نهاية العام الماضي، تسبّبت الحرب في مقتل نحو 10 آلاف شخص ونزوح 3 ملايين نسمة، ولا يُعرف إن كانت السعودية دخلت حربًا أو تورطت فيها، فهي عسكريًّا لم تهزم الحوثيين، ولم تفرض سيطرة الرئيس (هادي) الذي دخلت لإعادة شرعيته المسلوبة.

 

وبإمعان الحديث عن معاناة مدنيي اليمن، يعاني سكان 20 من أصل 22 محافظة يمنية من انعدام الأمن الغذائي الشديد طبقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

 

وتقول منظمة الصحة العالمية إنّ 45% من المرافق الصحية في اليمن لا تعمل سوى بنصف طاقتها المحددة، بسبب شح المستلزمات الطبية، وتضرر نحو 275 مرفقًا صحيًّا، وهو ما تسبب بحرمان حوالي 16,4 مليون شخص من خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

 

كما كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بأنّ 2,2 مليون طفل يمني من إجمالي الأطفال البالغ عددهم 9,6 مليون يعانون من سوء التغذية.

 

ويموت طفل يمني على الأقل كل 10 دقائق نتيجة أمراض كان يمكن الوقاية منها، بحسب المنظمة ذاتها التي ذكرت أيضًا أنّ 10 ملايين طفل يمني أصبحوا يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية، منهم نصف مليون طفل يواجهون سوء التغذية الأكثر خطورة، ونحو مليوني طفل في سن الدراسة مشردين خارج مقاعد التعليم.
 
في هذا السياق أصدرت منظمات حقوقية عدة، بيانات تطالب السعودية برفع الحصار فورًا عن اليمن، بل ووقف الحرب أيضًا بسبب تأثيرها الشديد على الأوضاع الإنسانية هناك.
 
لكنّ الرياض ردّت على هذه الاتهامات بأنّ جماعة "الحوثي" هي المسؤولة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، وقالت إنّ "الحوثيين انتهكوا جميع القوانين الدولية، واستهدفوا أراضي المملكة ويتحملون انهيار الوضع الإنساني".
 
وأضافت أنّها "تسعى مع شركائها لمحاربة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية"، مؤكدةً "دعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل للأزمة".

 

بيد أنّ جماعة "الحوثي" كانت قد ردّت على هذا الاتهام على لسان القيادي بها محمد البخيتي قائلًا: "من يتحمل مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في اليمن هو المسؤول عن

إعلان الحرب والمُصر على استمرارها".

 

وأضاف في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "السعودية هي أول من أعلن الحرب وتصر على استمرارها، وبالتالي تتحمل كل التبعات الإنسانية فيما يتعلق بحق المدينيين أو العسكريين على الجبهات".

 

في معرض حديثه عن جردة حساب لدور التحالف، يقول الباحث والمحلل السياسي الدكتور عمر الشرعبي إنّ "عمليات التحالف العربي في اليمن كان لها تأثير مباشر، وذلك ببعدين الأول سياسي والآخر عسكري".

 

ويضيف في حديثٍ لـ"مصر العربية"، أنّ "البعد السياسي أعطى إنعاشًا سياسيًّا للسلطة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي بعد تآكلها في اغلب محافظات اليمن".

 

ظهر ذلك جليًّا – يوضح الشرعبي - في إمكانية التفاوض وتمثيل اليمن في الخارج، لكنّه يبدي تحفظًا على أدائها الإداري في المؤسسات الشرعية.

 
يتمثل البعد العسكري بحسب الباحث اليمني، في التوسُّع والسيطرة على مديريات ومحافظات كانت سيطرت عليها جماعة الحوثي بعد دخولهم العاصمة صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.
 
"55%" هي نسبة وضعها الشرعبي لما حقّقه التحالف مما خطّط له في هذه العملية العسكرية الواسعة.
 
ويدلّل على ذلك بالقول: "هناك الكثير من الأزمات التي ظهرت مثل الأزمة الصحية والإنسانية والأهم الأزمة الاقتصادية والمصرفية التي كانت هي القشة التي قسمت ظهر البعير". 

 

"هذه الأزمات أثبتت أنّ حكومتي الحوثيين والشرعية لا تملكان أبجديات العمل السياسي والعسكري، والدليل التعيينات الأسرية في جميع مرافق الدولة شمالًا وجنوبًا بعيدًا عن معايير الكفاءة والنزاهة".. يختتم الباحث اليمني.
 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى