الأمطار «تقسو» على العراقيين.. مخيمات النزوح «تغرق» في الوحل

[real_title]  

 بوادر أزمة إنسانية تقترب مع دخول فصل الشتاء هذا العام في بلاد الرافدين، ليدخل معها العراقيون في دوامة البرد القارص، والتشرد كما كان في العام الماضي..

 

فمع كل موسم شتاء تزداد معاناة النازحين داخل مخيمات النزوح في العراق، نتيجة للإهمال وغياب الدور الحكومي وانقطاع المساعدات، بعد توقف أغلب المنظمات الإنسانية عن العمل في هذا البلد الذي ازدادت معاناته بعد ظهور تنظيم الدولة، صيف 2014، ولا زال يعاني حتى الآن.

 

معاناة النازحين في العراق هذا العام تبدو كبيره مع بداية فصل الشتاء، بسبب التغافل الحكومي والدولي عن أوضاع مخيماتهم المهترئة منذ سنوات.

 

معاناة النازحين

 

هذا العام بدأت معاناة النازحين  العراقيين معه مع أول هطول للمطر، والذي حول مخيمات النازحين لبرك مياه، لينتظر أهل هذه المخيمات مصيرهم هذا العام والذي ربما يكون الأصعب.

ياسر عبد الله، وهو أحد القائمين على مخيم ديبكة، جنوب شرقي محافظة الموصل، شمالي البلاد، قال إن "النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانيّة بالغة الصعوبة في كل مرة يطلّ فيها فصل الشتاء، لا سيما في أوقات العواصف والأمطار؛ حيث إنها غالباً ما تتسبّب باقتلاع عشرات الخيم وغرقها في بعض الأحيان؛ بسبب عدم تجهيزها بالشكل اللازم لمقاومة المناخ خلال الشتاء".

 

مخيم ديبكة

 

وأضاف: إن" الوضع داخل مخيم ديبكة والمخيمات الأخرى سيئ جداً"، لافتاً النظر إلى أن "أكثر المنظمات المحلية والدولية التي كانت تولي المخيمات اهتماماً توقفت عن تقديم دعمها للنازحين، منذ بداية العام الجاري".

الناشط الحقوقي العراقي عقيل الرائي قال إن العراق كله يعاني مأساة إنسانية كبيرة، وليس مناطق المخيمات وحدها، نحن نعيش في مخيم كبير، يقسو عليه صناع القرار في بلادنا مثلما تقسو عليه الطبيعة والأمطار.

 

وأوضح أحد أهالي بغداد لـ"مصر العربية": هنا نموت في العراق، الفقر ازداد بشكل كبير، وعمليات القتل والاغتيال لم تتوقف، وبدأ يظهر التنظيم المسلح "داعش" في بعض المناطق في بلادنا.

 

إهمال حكومي وصراع سياسي

 

وتابع: أيضا الإهمال الحكومي، والصراع السياسي على الحكم والحقائب الوزارية، وأيضا التقسيم الديني الذي نعيشه الآن، والمؤامرات الإيرانية ضدنا، كل هذا جعلنا نتمنى الموت.

بدورها دعت مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حماية النازحين والعودة الطوعيّة إلى مناطقهم، مؤكّدة أن هناك مليوني نازح في العراق معرضون للخطر.

 

2 مليون نازح

 

وقالت المفوضية في بيان لها: "يوجد ما يقارب المليوني نازح في مخيمات النزوح، الكثير منهم معرّضون للخطر"، مبيّنةً أن "العودة الطوعية والآمنة والمستدامة أحد العناصر الأساسية لحماية النازحين، والتي بدورها تشكّل محور الانتعاش والاستقرار في العراق، وأنها خطوة هامة في طريق السلام".

 

وأضافت: إن "مهمة استعادة مدن مثل الموصل والرمادي، والتي تضرّرت بشدة خلال الصراع، مهمة هائلة، وإن العمل لم ينته بعد"، موضحة أنه "في أجزاء من غرب الموصل وسنجار وسهول نينوى والأنبار لم تتم إزالة الأنقاض والمتفجرات، كما أن الخدمات مثل المياه والكهرباء لا تعمل بكامل طاقتها".

 

ونبّهت المفوضية في بيانها إلى أن "ظروف العودة المستدامة لم تتحقق، ومن المهم جداً الاستمرار في مساعدة النازحين لتجنّب العودة المبكّرة إلى هذه المناطق، والتي من الممكن أن تقود إلى نزوح إضافي".

 

يُذكر أن العراق شهد، في صيف 2014، أكبر موجة نزوح في تاريخه، عند اجتياح تنظيم الدولة مناطقه وسيطرته على نحو ثلث مساحة البلاد، ومن ثم تواصلت خلال الحرب الطاحنة بين القوات العراقية والتنظيم على مدى ثلاث سنوات، انتهت أواخر العام الماضي بسيطرة القوات العراقية على كامل المناطق التي وقعت تحت سيطرة التنظيم.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى