سياسية تونسية: خطاب أردوغان «أحرج» السعودية.. و«تسوية» لإنقاذ بن سلمان من «دم خاشقجي»

[real_title] قالت السياسية التونسية عائدة بن عمر، إنه ليس من مصلحة تركيا عدم الاستقرار لدولة الحرمين الشريفين (السعودية)، فأنقرة تعاملت بروح المسؤولية في قضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، وضمن ما يكفله القانون وما يفصله القضاء.

 

وأضافت بن عمر في حوار لـ"مصر العربية" والتي تقيم في العاصمة التركية اسطنبول، إن  الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه، حرص على إلقاء الكرة في مرمى السعودية، وبالتالي المزيد من توريطها وجرها للاعتراف بنفسها بأنها من قامت بالجريمة أمام العالم، وأن مدح أردوغان للملك سلمان فقط يحمل في داخله تهمة مباشرة لابنه محمد ويجعله ممن سيتم استدعاؤهم للمحاكمة في اسطانبول.

 

وتابعت: ربما تقع "تسوية" معينة قد يستمر فيها ابن سلمان في ولاية العهد، وهذه التسوية لم تتبلور ملامحها الآن، رغم تتالي التصريحات والتحليلات الإعلامية، خصوصا وأن اغتيال الخاشقجي هو مسلسل لم يبح بكل أسراره بعد.

 

وتوقعت بن عمر عدم  تسليم السعودية المتهمين ال 18، قائلة: ستبحث السعودية مع واشنطن، وربما هنالك صفقة تسليم غولن لتركيا مقابل السكوت عن بن سلمان، فولي العهد السعودي هو الحليف المدلل لترامب، وترامب لن يضحي بحليف سخي مثل ولي العهد.

 

إلى نص الحوار:

 

بداية.. ما تعليقكم على قضية "اغتيال" الإعلامي السعودي جمال خاشقجي؟

 

قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي هي قضية فكرة ورأي، وطموح، فكرة تحرر الرأي في أداء الحاكم الطموح في بناء مناخ ديمقراطي تعددي، كان خاشقجي طيلة سنوات خادما مطيعا للبلاط السعودي، وكان تابعا لأحد أجنحة الحكم، وكانت علاقته جيدة بالاستخبارات السعودية، ويمتلك معلومات جد حساسة تتعلق بتفاصيل أمنية تخص المملكة.

ولماذا تحول مؤخرا معارضا لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان؟

 

خاشقجي التقيته منذ سنوات، تحديدًا عام 2015 بمؤتمر دولي باسطنبول مدافعا شرسا عن نظام آل سعود، ومنذ 4شهور، التقيته ثانية بندوة باسطنبول، كان انتقاده للنظام السعودي انتقاد مرن بطعم النصيحة وليس معارضة معلنة وصريحة أو معارضة شرسة..

 

خاشقجي لآخر حياته لم يفصل نفسه عن نظام آل سعود، لكن في ذات الوقت كانت له مواقف جيدة بخصوص مسألة الثورات العربية، نعم ولكنها لم تخرج عن الرؤيا السعودية عارض قمع الإخوان وعارض حصار قطر "موقف يحسب له وكان له موقف، من كيفية إدارة بن سلمان للحكم وإمعانه في قمع أي مخالف له أو حتى ناصح.

 

أيضا كان له موقف من الانفتاح الذي يقوده بن سلمان ضمن خطة السعودية 2016- 2030، حيث قال إنه انفتاح غير مدروس لا يملك رؤيا إستراتيجية واضحة المعالم.

 

بالعودة لمقتل خاشقجي.. هل حقًا اغتيل الرجل، ولماذا؟

 

عملية الاغتيال هي عملية تصفية بين أجنحة النظام نفسها حيث يحسب خاشقجي على أحد الأطراف والخشية من تحوله من ناقد إلى معارض شرس قد يكشف معلومات أو ملفات تحرج النظام مستقبلا، وقد تكون من باب الترهيب لأي نفس ثوري يتبنى رؤية التغيير الجذري في بلاد الحرمين، فمهما كانت الدوافع فالقتل مرفوض في كل الشرائع السماوية والتصرف هذا يعتبر تصرف همجي أرعن يجب أن يحاكم كل من قام به.

البعض يتهم تركيا بالمزايدة على ما حدث لخاشقجي؟

 

الأتراك تعاملوا بروح المسؤولية في القضية، وضمن ما يكفله القانون وما يفصله القضاء، وهم ينتظرون بيانات المدعي العام الرسمية، وتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان.

 

وكيف قرأتم خطاب أردوغان الأخير؟

 

أردوغان قام بإلقاء الكرة في مرمى السعودية وبالتالي مزيد توريطها وجرها للاعتراف بنفسها بأنها من قامت بالجريمة أمام العالم. مدح اردوغان للملك سلمان فقط يحمل في داخله تهمة مباشرة لابنه محمد ويجعله ممن سيتم استدعاؤهم للمحاكمة في اسطانبول.

 

وماذا عن اشتراط أردوغان محاكمة 18 شخصا في تركيا؟

 

اشتراط أردوغان محاكمة 18 شخصا في اسطانبول يحرج السعودية بشكل كبير ويجعل عملية التحقيق تكشف حقيقة من أمر بالقتل، فليس أمام السعودية  من خيار سوى الاستجابة لطلب أردوغان وإلا فإن تركيا وقتها ستتصرف بمالديها من أدلة قطعية تورط ابن سلمان.

إذن.. لماذا لم يكشف أردوغان الحقيقة كاملة؟

 

الإجابة واضحة أن الدول لها ضرورياتها ومصالحها وتتحرك في ظل سياقات مختلفة تحكمها التوازنات والمحاور الإقليمية والدولية..

 

أردوغان يلقي بالكرة أمام السعودية ويشترط عليها شرطا أساسيا متمثل في محاكمة المتهمين أو الجناة في استانبول.

 

عودة للخطاب.. كيف قرأتي أهم  ما جاء به من نقاط؟

 

النقطة الأبرز في بداية الخطاب أن أردوغان بدأ بمسلمة قطعية وبمعلومة مؤكدة تتمثل في كون هذه العلمية الإجرامية هي مخطط لها من قبل وليست نتيجة شجار أو خطأ وبالتالي هو ينسف الرواية السعودية من الأساس ويدفعها إلى الاعتراف بمن خطط لهذه الجريمة في السعودية وتم التنفيذ في اسطانبول.

 

النقطة اللافتة أيضا هو أن أردوغان طرح أسئلة في غاية الأهمية : من خطط للعملية مسبقا؟  لماذا تم اختيار استانبول مسرحا للجريمة؟ ومن هو المتعاون المحلي الذي شارك في الجريمة وأخفى الجثة؟

 

الأسئلة تكشف معطيين أساسيين أولا هل أن ابن سلمان وأجهزة الدولة هي التي قامت بالعملية وبالتالي سنتحدث عن جريمة دولة؟ أما السؤال الثاني هل هناك تعاون سعودي مع طرف ثالث أي دولة أخرى ربما يقصد أمريكا أو الإمارات المتحدة . أما السؤال الثالث ما هي الجهة الداخلية التي شاركت في هذه العملية وقد تكون جماعة فتح الله غولن لإحراج تركيا واستهدافها.

 

أسئلة جوهرية عديدة يطرحها أردوغان وفعلا بشكل مختلف ليترك الجواب عند السعودية مع اشتراط التحقيق مع المتهمين 18 في اسطانبول.

 

في النهاية.. هل تتوقعين "تسوية" دولية لإنقاذ "بن سلمان"؟

 

حسب رأيي ستقع تسوية معينة قد يستمر فيها ابن سلمان في ولاية العهد، هذه التسوية لم تتبلور ملامحها بعد رغم تتالي التصريحات والتحليلات الإعلامية، ننتظر فاغتيال الخاشقجي هو مسلسل لم يبح بكل أسراره بعد.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى