هل يتأثر مؤتمر «دافوس الصحراء» بقضية اغتيال «خاشقجي»؟

هل يتأثر مؤتمر «دافوس الصحراء» بقضية اغتيال «خاشقجي»؟
هل يتأثر مؤتمر «دافوس الصحراء» بقضية اغتيال «خاشقجي»؟

[real_title]  

 يبدو أن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ستلقي بظلالها بشكل سلبي على الاقتصاد السعودي خاصة بعد الحديث عن عدم حضور أكبر الضيوف المشاركين للمؤتمر الاقتصادي (دافوس الصحراء) المقرر انعقاده بالرياض الأسبوع الجاري.

 

 وتنظم السعودية مؤتمرا اقتصاديا عالميا أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء"، وينطلق غدا الثلاثاء ويستمر حتى الخميس 25 أكتوبر الجاري، رغم الضغوط المتزايدة عليها لمقاطعة المؤتمر.

 

وتأتي هذه الضغوط على خلفية قضية جمال خاشقجي، الذي أقرت السعودية بمقتله في قنصليتها بإسطنبول بعد 17 يوما من الإنكار.

 

واختفى الصحفي السعودي خاشقجي المعروف بانتقاداته لسياسة الرياض بعد أن دخل في الثاني من أكتوبر القنصلية السعودية في اسطنبول.

 

وبعد 17 يوما من الإنكار الشديد، أعلنت الرياض السبت الماضي، أنّ خاشقجي قُتل في قنصليتها إثر وقوع شجار و"اشتباك بالأيدي" مع عدد من الأشخاص داخلها دون الكشف عن مصير جثته.

 

كان فرصة للشركات

 

وينظم الحدث، صندوق الثروة السيادي في السعودية وهو يعد فرصة للشركات لبناء علاقات وتأمين عقود مربحة في المملكة. وكان سياسيون ومديرو أعمال من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا على قائمة حضور المؤتمر.

 

ويسعى الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة كوجهة تجارية مربحة، في مسعى لتنويع اقتصادها المرتهن على النفط وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

 

ويعتبر المؤتمر السعودي، الذي يحمل عنوان مبادرة مستقبل الاستثمار، جزءا من خطة ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، الطموحة لإصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط في البلاد.

 

وتم تنظيم المؤتمر العام الماضي في الرياض في فندق "ريتز كارلتون" الفخم في الرياض، وتمت الإشادة بولي العهد محمد بن سلمان كإصلاحي مع إعلانه عن خطط لمشروع اقتصادي ضخم يدعى "نيوم".

 

انسحاب المنظمات المشاركة

 

لكن هذا العام انسحب ما لا يقل عن 30 من المتحدثين البارزين حتى الآن، يمثلون منظمات مثل اتش اس بي سي، أوبر، وصندوق النقد الدولي. كما أوقف السير "ريتشارد برانسون" المحادثات حول استثمار سعودي بقيمة مليار دولار في شركات الفضاء "فيرجين"،  وكذلك شركات إعلامية كبرى مثل "بلومبيرغ" و"سي أن أن" و"فاينانشيال تايمز".

 

وكان المتحدث باسم مؤتمر الرياض الاستثماري، قال إن المؤتمر سيمضي قدما صوب الانعقاد في موعده المقرر، رغم الانسحاب "المخيب للآمال" لبعض المتحدثين والشركاء.

 

وقال المتحدث في بيان "في حين أنه من المخيب للآمال أن بعض المتحدثين والشركاء انسحبوا، فإننا نتطلع إلى استقبال الآلاف من المتحدثين والمشرفين والضيوف من جميع أنحاء العالم إلى الرياض في الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر".

 

يأتي ذلك في ضوء تقارير إخبارية تحدثت عن نية وسائل إعلام وشخصيات إعلامية مقاطعة المؤتمر. ونقلت "رويترز" عن لورين هاكيت، المتحدثة باسم رئيسة تحرير صحيفة "إيكونومست"، زاني مينتون بيدوس، أن بيدوس لن تشارك في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.

 

تزايد المخاطر بالسعودية

 

وتبدو مقاطعة الشركات والدول الغربية للمؤتمر مؤشرا على تزايد المخاطر في السعودية التي قد تلقي بظلالها على الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، والذي قالت الأمم المتحدة إنه انخفض العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 14 عاما.

 

وتبدو الموارد المالية للمملكة في الوقت الحالي مدعومة بسبب الارتفاع الأخير في أسعار النفط، والذي تجاوز الآن 80 دولارا للبرميل، وهو ما يؤكد محللون أنه قلل من الحاجة الملحة للحصول على تمويل خارجي.

 

وينتهج ولي العهد السعودي سياسة القبضة الحديدية في الملفات الرئيسية في المملكة. وشن حملة اعتقالات طالت رموزا دينية وثقافية وحقوقية بالإضافة إلى رجال أعمال بارزين.

 

وتشارك الرياض في حرب مكلفة في اليمن وتقود "حصارا" دبلوماسيا على قطر ما يثير قلق المستثمرين.

 

المملكة تعول على دافوس الصحراء

 

بدوره قال الخبير الاقتصادي مصطفي عبدالسلام إنه على الرغم من فرار الكثير من الضيوف المشاركين بمؤتمر دافوس الصحراء الاستثماري لم يعد أمام المملكة العربية السعودية مفر من إلغاء المؤتمر.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن اعتذار قيادات المؤسسات المالية العالمية مثل رؤساء صندوق النقد والبنك الدوليين، ووزراء الخزانة والمالية والاقتصاد في أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من دول العالم، وكذلك رؤساء أكبر البنوك والشركات في العالم قطعاً سيؤثر على المؤتمر لكن لن يمنع آخرين من الحضور إذا انعقد المؤتمر لكون السعودية قوة اقتصادية في العالم العربي.

 

وأوضح أن المؤتمر كان الهدف منه الترويج للخط الاقتصادية التي يتبناها محمد بن سلمان ومن أبرز ملامحها بيع حصة من شركة أرامكو أكبر شركة نفطية في العالم وبيع بنوك وشركات ومطارات ومدارس ومطاحن تابعة للدولة، وإحلال السعوديين بدلا من العمالة الوافدة في الوظائف الحكومية، وتنفيذ مشروع نيوم الاستثماري الذي يقام في عدة دول منها السعودية ومصر والذي قيل أن استثماراته 500 مليار دولار، وتقليل الاعتماد على النفط في إيرادات الدولة العامة.

 

وأشار إلى أنه السعودية تعول على المؤتمر في زيادة الاستثمارات الأجنبية المتدفقة على المملكة بعد أن انهارت العام الماضي وتراجعت بنسبة 80%.

 

سيناريوهات مجهولة

 

ويرى المحلل السياسي عبد الشافي مقلد أن المملكة العربية السعودية غير مؤهلة لأى عمليات سياسية أو إجراءات من شأنها دفع عجلة الاقتصاد، ذلك بعد المنعطف التاريخى الذى تشهده إثر مقتل الصحفى جمال خاشقجى.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن حادثة قتل خاشقجي جعلت المملكة فى مهب نيران مواقف المجتمع الدولى المتباينة، التى تنذر بسيناريوهات مجهولة حتى الآن بالنسبة لمستقبل السعودية.

 

وأوضح أن بعد اختفاء خاشقجي مباشرة تهاوت البورصة السعودية مباشرة، ومع الإعلان عن مقتله وكواليس الحادثة "زاد الطين بله"، وأصبحت المملكة أمام سيناريوهات عالقة بمصير التحقيقات، والمواقف الدولية لاسيما الأمريكية وما ورائها، المترتبة على نتيجة هذه التحقيقات، التى تشير إلى أن الرياض أمام تحول تاريخى تبدو ملامحه قاسية.

 

وتسائل:" أي مؤتمرات اقتصادية تنجح فى ظل هذه الأزمة الضبابية التى تتسارع أحداثها كل دقيقة، هوت بالبورصة وأدت إلى انسحاب كبار المشاركين فى هذا المؤتمر، فضلا عن آثارها السلبية على كافة الأصعدة".

 

وتابع:" على السعودية أن تكرس كل جهودها للخروج من هذا المأزق الحرج بأقل الخسائر، فى ظل المؤشرات التى تشير بتطورات جسيمة الخطورة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى