[real_title] بعد 17 يوما من اغتيال الصحفي السعودية جمال خاشقي داخل قنصلية بلاده بالعاصمة التركية اسطنبول، اعترفت الرياض أخيرًا بمقتل الرجل رغم نفيها في بادئ الأمر..
فبعد ساعات من إقرار السعودية، تحديدا ليل الثامن عشر من أكتوبر الجاري، بمقتل الصحفي السعودي "إثر شجار داخل قنصليتها في إسطنبول"، حسب روايتها، تؤكد تركيا أنها ماضية في كشف الحقائق أيا كانت ولن يتم التستر على تفاصيل القضية وستعلن بدقة ما حدث.
في ذات السياق يتحدث مراقبون عن احتمالية تسوية رغم تأكيد أنقرة بأنها ماضية في التحقيقات مهما كانت نتائجها.
على خلفيّة ذلك، أعلنت الرياض توقيف 18 شخصاً جميعهم سعوديون، لكنها لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي، بعد ذلك أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، اللواء أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
من جهتها،أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود" رفضها لـ"أي تسوية" مع السعودية في واقعة الصحفي جمال خاشقجي، غداة إعلان الرياض مقتله.
وقال كريستوف دولوار، الأمين العام للمنظمة (غير حكومية مقرّها باريس): إن "أية محاولة لرفع الضغط عن السعودية والموافقة على سياسة تسوية من شأنها منح رخصة القتل لمملكة تسجن وتجلد وتخطف وحتى تقتل الصحفيين، الذين يجرؤون على إجراء التحقيقات وإطلاق النقاشات".
ضغط دولي
وأضاف دولوار، عبر تويتر، أنّ المنظمة تتوقّع "استمرار الضغط الدولي الثابت والقوي على السعودية للحصول على الحقيقة الكاملة بشأن القضية".
السياسية التونسية عائدة بن عمر قالت لـ"مصر العربية" إن قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي هي قضية فكرة ورأي، وطموح فكرة تحرر الرأي في أداء الحاكم الطموح في بناء مناخ ديمقراطي تعددي، مضيفة: كان خاشقجي طيلة سنوات خادما مطيعا للبلاط السعودي، وكان تابعا لأحد أجنحة الحكم، وكانت علاقته جيدة بالاستخبارات السعودية، ويمتلك معلومات جد حساسة تتعلق بتفاصيل أمنية تخص المملكة.
وأضافت بن عمر: التقيته سنة 2015 بمؤتمر دولي باسطنبول مدافعا شرسا عن نظام آل سعود، ومنذ 4شهور، التقيته بندوة باسطنبول، كان انتقاده للنظام السعودي انتقاد مرن بطعم النصيحة وليس معارضة معلنة وصريحة أو معارضة شرسة، قائلة: هو لآخر حياته لم يفصل نفسه عن نظام آل سعود، لكن في ذات الوقت كانت له مواقف جيدة بخصوص مسألة الثورات العربية، نعم ولكنها لم تخرج عن الرؤيا السعودية عارض قمع الإخوان وعارض حصار قطر "موقف يحسب له وكان له موقف، من كيفية إدارة بن سلمان للحكم وإمعانه في قمع أي مخالف له أو حتى ناصح..
وتابعت: أيضا كان له موقف من الانفتاح الذي يقوده بن سلمان ضمن خطة السعودية 2016- 2030، حيث قال إنه انفتاح غير مدروس لا يملك رؤيا استراتيجية واضحة المعالم.
وأشارت بن عمر لـ"مصر العربية" إلى أن عملية الاغتيال هي عملية تصفية بين أجنحة النظام نفسها حيث يحسب خاشقجي على أحد الأطراف والخشية من تحوله من ناقد إلى معارض شرس قد يكشف معلومات أو ملفات تحرج النظام مستقبلا، وقد تكون من باب الترهيب لأي نفس ثوري يتبنى رؤية التغيير الجذري في بلاد الحرمين، فمهما كانت الدوافع فالقتل مرفوض في كل الشرائع السماوية والتصرف هذا يعتبر تصرف همجي أرعن يجب أن يحاكم كل من قام به.
العلاقات التركية -السعودية
ولفتت أن الأتراك تعاملوا بروح المسؤولية في الموضوع وضمن ما يكفله القانون وما يفصله القضاء، وهم ينتظرون بيانات المدعي العام الرسمية، مشيرة إلى أن علاقات تركيا والسعودية لن تتأثر بهذه الحادثة كثيرا، للعلاقات الاقتصادية والتاريخية الوثيقة التي ربما شابها بعض التوتر بعد عملية الانقلاب في تركيا، ولكن الاستثمارات والتبادل التجاري ما زال قويا، وتركيا تدرك جيدا أن أمريكا تتربص بالسعودية وتهدد استقرارها وليس من مصلحة تركيا عدم استقرار بلد الحرمين.
وعن الحديث عن احتمالية تسوية مع السعودية، قالت السياسية التونسية: "حسب رأيي ستقع تسوية معينة قد يستمر فيها ابن سلمان في ولاية العهد، هذه التسوية لم تتبلور ملامحها بعد رغم تتالي التصريحات والتحليلات الإعلامية، ننتظر فاغتيال الخاشقجي هو مسلسل لم يبح بكل أسراره بعد.
وقبل أيام، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت عن خطة من شأنها الدفع بعسيري، المقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان، كـ"كبش فداء" في قضية مقتل خاشقجي.
وقبل أيام، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول تركي رفيع أن خاشقجي قُتل بعد ساعتين من دخوله القنصلية، وأنه تم تقطيع جسده بمنشار، على طريقة فيلم "الخيال الرخيص" الأمريكي الشهير، وهي الرواية التي تداولها عدد من الصحف الغربية والتركية منذ اختفاء الصحفي السعودي.
الديوان الملكي
وقال المصدر إن مسؤولين كباراً في الأمن التركي خلصوا إلى أن خاشقجي تم اغتياله داخل القنصلية، بناء على أوامر من أعلى المستويات في الديوان الملكي.
وقالت الصحيفة إن حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، بدأت تهزّ الأسرة السعودية الحاكمة، واصفة ما ترتّب على هذه الحادثة بأنها أسوأ أزمة تواجهها العائلة الحاكمة منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، عندما اتُّهمت الرياض بالتخطيط للعملية.
وتابعت الصحيفة: إن "الرياض بعد أن شعرت بحجم الغضب الدولي على جريمة مقتل خاشقجي، أرسل الملك سلمان الأمير خالد الفيصل إلى تركيا لمعالجة الموضوع، غير أنه عاد ولديه رسالة واحدة؛ مفادها أنه من الصعب الخروج من هذه القضية، بحسب ما قاله الفيصل لأحد أقاربه عند عودته من تركيا".
الصحيفة الأمريكية أكّدت أن "القلق ينتاب أعضاء العائلة الحاكمة بشأن مستقبل البلاد في ظل قيادة ولي العهد، محمد بن سلمان، الابن المفضّل للملك سلمان، الذي يُعتبر الحاكم الفعلي للبلاد".
وقبل أيام، من إعلان السعودية عن روايتها التي أثارت جدلاً واسعاً، كشفت مصادر دبلوماسية غربية في تقارير إعلامية أن محمد بن سلمان طلب مساعدة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد؛ لمحاولة الخروج "المشرّف" من أزمة اختفاء الصحفي خاشقجي.
محادثات سرية
وأكدت المصادر في ذلك الحين وجود محادثات على أعلى مستوى بين القيادتين السعودية والإماراتية ومسؤولين غربيين، على رأسهم من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لثنيهم عن اتهام بن سلمان في القضية.
الجانب الأمريكي يعد أحد الأوراق اللاعبة في القضية، ففي بادئ الأمر ظل صامتا، ثم تحدث رئيسها دونالد ترامب بلهجة تهديد للرياض قبل أن ترد الأخيرة بالتلويح للذهاب للمعسكر الروسي والصيني، ليأتي بعدها ترامب بلهجة داعمة للمملكة.
آخر تصريحات الإدارة الأمريكية كانت للرئيس الأميركي دونالد ترامب والذي قال إنه يرى أن الرواية السعودية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي "موثوقة"، وإنه يفضل ألا يلغي الكونجرس صفقات الأسلحة مع السعودية، وذلك بعد إقرار الرياض بمقتل الصحفي داخل قنصليتها في إسطنبول ولكن بسبب شجار ودون علم ولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف للصحفيين في أريزونا أنه يعتقد أن الإعلان الذي أصدرته السعودية بشأن خاشقجي "خطوة أولى جيدة وخطوة كبيرة"، وأن اعتقال المشتبه بهم مهم للغاية.
سياسة أمريكا
آرون ديفد ميلر نائب رئيس مركز ويلسون أكد أن ترامب في أولويات سياسته الخارجية يحتاج السعودية، لكن الروابط المالية المحتملة بين عائلته والعائلة المالكة تعقّد الصورة، مما يثير التساؤلات حول رغبة الرئيس في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الرياض.
وقال ميلر إن من المرجح أن يهدف البيت الأبيض إلى تحقيق توازن بين العقاب العام، والتفاهم بأن العلاقة ستستمر كما كانت من قبل في نهاية المطاف.
ويضيف "إنهم يحاولون التوفيق بين أمرين غير قابلين للمصالحة، إنهم بحاجة إلى الحفاظ على العلاقة في ظل هذا العمل المروع".
وأشار في تصريحات صحفية إلى أن الرئيس قد يلجأ إلى عقوبات متفق عليها، عبر مجموعة من التفاهمات مفادها "أن هذه هي الإجراءات التي سيتعين على الولايات المتحدة اتخاذها".
تجدر الإشارة إلى أن السعودية أقرت رسمياً بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في مدينة إسطنبول، بعد أن أصرت على مدى ثمانية عشر يوماً أنه خرج من القنصلية حياً.
كما أعلنت الرياض توقيف 18 شخصاً جميعهم سعوديون، على خلفية الواقعة، لكنها لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي حتى الآن.
وأعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات العامة اللواء أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري