عبدالرحمن سوار الذهب.. قصة أسطورة فضلت العمل التطوعي على الرئاسة

عبدالرحمن سوار الذهب.. قصة أسطورة فضلت العمل التطوعي على الرئاسة
عبدالرحمن سوار الذهب.. قصة أسطورة فضلت العمل التطوعي على الرئاسة

[real_title] لو قال الناس إن شخصا وصل إلى رئاسة دولة إفريقية كبيرة بانقلاب عسكري، وبعد أن هدأت الأوضاع، تخلى عن السلطة واعتزل العمل السياسي وفضل الاتجاه إلى العمل التطوي والدعوي، فإن المستمع سيبادره بذهول لأن مثل  هذه التصرفات لا تحدث إلا في الأساطير أو الأفلام فقط...

 

لكن هذا ما فعله المشير «عبد الرحمن سوار الذهب»، الرئيس الخامس لجمهورية السودان الذى وافته المنية اليوم الخميس 18 أكتوبر 2018، بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض عن عمر يناهز 83 عاما،  بعد أن ضرب أروع الأمثلة في التجرد لوطنه وأُمته، وتسخيره عُمرَه وجهده في العمل الإنساني والخَيري، ونشر السلام، والعمل على إطفاء الحروب والنزاعات، في أماكنَ مختلفةٍ من العالَم.

 

تستلم سوار الذهب حكم السودان في أبريل 1985  بعد انقلاب عسكري بصفته أعلى قادة الجيش، إلا أنه في العام التالي أعلن تخليه عن السلطة بعد انتخاب حكومة الجديدة برئاسة الصادق المهدي، ورئيس مجلس سيادتها  أحمد الميرغني ليتفرغ لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

ولد المشير عبد الرحمن سوار الذهب بمدينة الأبيض عام 1935 ، وتلقى تعليمه العسكري في الكلية الحربية السودانية وتخرج فيها عام 1955، وتلقى علوما عسكرية عليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن، تدرج في مناصب العسكرية في بلاده حتى أصبح رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة ووزيرا للدفاع.

 

قبل أن يتولى وزارة الدفاع أبعِد عن الخدمة تعسفيا في العام 1972 وأرسل لدولة قطر، وعمل بها مستشارا للشئون العسكرية عند الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حاكم قطر آنذاك. وخلال وجوده بقطر فرز الأرقام العسكرية وحدد أرقاما منفصلة للشرطة - وأرقاما أخرى للجيش، ومن ثم قام باستبدال الزي العسكري والبزات العسكرية ببزات جديدة وتحديد كل سلاح على حدة بفصل الجيش عن الشرطة وتأسيس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية.

 

بعد عودته إلى السودان عين رئيسا لهيئة الأركان وتدرج إلى عين في مارس 1985 قائدا أعلى للقوات المسلحة السودانية، وعند قيام انتفاضة أبريل عام 1985 تسلَّم سوار الذهب مقاليد الحكم في البلاد، للخروج بها من أزمة سياسية، متعهداً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة واحدة، وفي الموعد المحدد، سلم سوار الذهب مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة

 

كان له دور بارز في دعم التعليم والعمل الصحي والاجتماعي في بلاده، فكان رئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، وأسس كلية شرق النيل الجامعية، كما كان أحد المساهمين في تأسيس جامعـة أم درمان الأهلية.

 

وترأس عددا من جمعيات أصدقاء المرضى، وكان عضوا في عدد آخر منها، ورئيسا للصندوق القومي للسلام في السودان، وهيئة جمع الصف الوطني التي تُعنى بإيجاد الحلول للقضايا السودانية وفي مقدّمتها قضية دارفور، كما كان عضوا في مجلس حكماء المسلمين الذى يترأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

 

مُنِح المشير عَبد الرحمن محمّد سوَار الذّهب جائزة الملك فيصل لعام 2004 ، تقديراً لجهوده من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلاميَّة في السودان.

 

ونعى الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين ودار الإفتاء المصرية، سوار الذهب، مؤكدين أن التاريخ سوف يذكر بحروف من نور الجهود التي قادها الرئيس السوداني الأسبق وسعيه لنشر السلام، وجهوده العلمية، وأنها ستظل علامة مضيئة في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع.

 

وأشادت المؤسسات الإسلامية بمصر بمواقفَ سوار الذهب التاريخية والوطنية، وانحيازه الدائم للإنسانية، وجهوده في عمل الخير، وسَعْيه لنشر السلام، والتصدي للقتل وإسالة الدماء.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى