«الحديدة» تشتعل.. ماذا يحدث في «عروس اليمن»؟

[real_title] من جديد عادت "الحديدة" تتصدر المشهد داخل اليمن، على خلفية اشتباكات وقصف للتحالف العربي للمدينة التي فقدت مئات اليمنيين منذ يونيو الماضي..

 

المدينة الساحلية التي تلقب باسم "عروس اليمن" لم يغب فيها البارود والرصاص سوى أيام قليلة وهي المدة التي أعلنتها الأمم المتحدة نهاية الشهر الفائت ضمن مناطق الهدوء في اليمن، قبل أن تشتعل ثانية بعدما قصفها التحالف العربي قبل يوم.

 

الحديدة والتي يعتبرها اليمنيون رئتهم الاقتصادية ودعت قبل يوم قرابة 10مدنيين، في حين أصيب العشرات، غالبيتهم بحالة حرجة وفق مصادر طبية يمنية.

 

قصف للتحالف

 

وقتل 10 مدنيين بضربات جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية، في محافظة الحديدة اليمنية السبت.

وقالت مصادر طبية لوكالة "رويترز": إن "المدنيين قتلوا عندما أصابت ضربات جوية نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في بلدة جبل راس لدى مرور حافلة عبرها".

 

وأضافوا: إن "ثمانية أفراد من عائلة واحدة كانوا بين القتلى"، في حين قال تلفزيون "المسيرة" التابع للحوثيين إن 17 قتلوا وأصيب كثيرون وهم في حالة حرجة.

 

وتنفذ القوات الحكومية بإسناد من التحالف السعودي-الإماراتي، منذ 13 يونيو الماضي، عملية عسكرية ضد مليشيا الحوثي لفرض السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر.

 

استهداف المدنيين

 

وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية نقلت عن إحصائية لموقع بيانات النزاع والحرب (ACLED)، الشهر الماضي، أن الهجوم الذي شنه التحالف السعودي-الإماراتي على مدينة الحُديدة، في يونيو الماضي، رفع عدد القتلى من المدنيين؛ فبحسب الأرقام ارتفعت نسبة القتلى في صفوفهم خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى 164%، بمعدل 166 قتيلاً مدنياً كل شهر.

 

ويشير التحليل إلى أن الحُديدة أصبحت أكثر الخطوط الأمامية عنفاً في الصراع اليمني المستمر منذ أربع سنوات، ما يعكس ضراوة معركة استرداد الميناء الرئيسي والمناطق المحيطة به.

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" قال عبد العزيز العريقان، ناشط حقوقي يمني، إن التحالف العربي وجماعة الحوثي، كليهما يريدان السيطرة على الحديدة، لافتا أن الإمارات بالأخص تعرف جيدا قيمة الحديدة، لذلك لجأت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وطلبت منها مساعدتها للسيطرة على المدينة الساحلية.

 

وأوضح الناشط الحقوقي أنه بعد خسارة الحوثي لغالبية الموانئ اليمنية مثل المخا وغيره، أعتقد أنهم يحشدون الآن كل ما يملكون من المقاتلين والعتاد لمنع خسارة آخر منفذ بحري لهم، قد يضعف قوتهم عسكريا أمام التحالف العربي.

 

وتابع: معركة الحديدة إذا ما تطورت بشكل أكبر، أعتقد أن المدنيين هم من سيدفعون الثمن، فهناك أكثر من 250 ألف شخص في الحديدة.

 

أوضاع معيشية صعبة

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدنية  الحديدة  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة، قبل يوم، نزوح أكثر من 570 ألف شخص جراء المعارك الدائرة في محافظة الحديدة غرب اليمن، وأن تصعيدا عسكريا شهدته المحافظة خلال الساعات الماضية.

 

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، في مؤتمر صحافي بنيويورك: "أفاد زملاؤنا في المجال الإنساني في اليمن أن الصراع قد تصاعد خلال الـ 24 ساعة الماضية في مناطق جنوب مدينة الحديدة مع تقارير عن زيادة الغارات الجوية والقصف والاشتباكات بشكل رئيسي في منطقتي الدريهمي والتحيتا".

 

وأضاف: "تعمل الأمم المتحدة على تأكيد تأثير هذا التصعيد، بما في ذلك التقارير الأولية عن الإصابات في صفوف المدنيين والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية.

 

نزوح جماعي

 

وتابع: "منذ 1 يونيو، نزح أكثر من 570 ألف شخص بسبب القتال في محافظة الحديدة. ووصلت الأمم المتحدة والشركاء إلى جميع هؤلاء الأشخاص تقريبا مع مجموعات من أدوات الاستجابة لحالات الطوارئ، التي تشمل الحصص الغذائية، ومستلزمات النظافة والمواد اللازمة. يتم تقديم مساعدات إضافية، بما في ذلك الغذاء التكميلي والنقود وأدوات المأوى، إلى النازحين الأكثر ضعفا استنادا إلى الاحتياجات المقدرة".

 

وأردف: لا يزال اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج 22.2 مليون شخص — أو 75 في المائة من السكان — إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وهذا يشمل 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم القادمة. تتفاقم الأزمة بسرعة بسبب الصراع المتصاعد والانهيار الاقتصادي الشديد.

ويشهد اليمن، منذ أربعة أعوام، حرباً عنيفة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المسنودة بقوات التحالف بقيادة السعودية، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى.

 

مفاوضات أممية

 

وفشلت كل المفاوضات ومحاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار منذ سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتدخُّل تحالف عسكري بقيادة السعودية بالنزاع في مارس 2015، بحجة دعم حكومة هادي.

 

وتسببت الحرب في مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، وشردت أكثر من مليونين، ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة والانهيار.

 

تجدر الإشارة إلى أن محافظة الحديدة تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترًا يشكل سكانها (11%) بتعداد "2،621،000" من إجمالي سكان اليمن تقريبًا، وتحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز ، وعدد مديريات المحافظة (26) مديرية، ومدينة الحديدة مركز المحافظة.

 

وينفّذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، منذ 26 مارس 2015، عمليات عسكرية في اليمن وغارات جوية على مناطق مدنية في أحيان كثيرة وإن كان ينفي تعمُّد ذلك، دعماً للقوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وخلّفت هذه الحرب جيشاً من الفقراء والأرامل والمفقودين، وتشهد معظم المحافظات انتشاراً واسعاً للأمراض الوبائية مثل الملاريا والكوليرا وغيرها.

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى