[real_title] أكثر من 3سنوات من الحرب حولت فيما كان يعرف باليمن السعيد إلى أشقى بلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، خاصة بعد أن أصبح جيل كامل من الأطفال مهدد بالموت بعد تعرضهم لخطر المجاعة. ويواجه خمسة ملايين طفل يمني خطر المجاعة، حسب ما حذّرت منظّمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) الإنسانية، في وقت تتواصل فيه المعارك. وحذرت منظمة (سيف تشلدرن) الخيرية من أن "جيلا كاملاً من الأطفال" يواجه خطر القتل بعد أن باتوا عرضة لخطر المجاعة في اليمن. خطر المجاعة وقالت المنظمة البريطانيّة في تقرير إنّ الهجوم الذي تشنه القوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحُديدة شمال غرب صنعاء سيزيد عدد الأطفال المهدّدين بالمجاعة في اليمن إلى 5,2 مليون طفل. ووضع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض قيمة العملة اليمنية جراء النزاع الدائر في اليمن، الكثير من العوائل اليمنية تحت خطر عدم القدرة على تأمين احتياجاتها الغذائية. وبحسب الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في اليمن بنسبة 68 بالمئة منذ 2015، العام الذي بدأ فيه التحالف العسكري بقيادة السعودية عملياته ضد المتمردين الحوثيين الشيعة. تحذيرات دولية وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي الأربعاء من أن "الوقت بدأ ينفد" لمنع وقوع "مجاعة مدمرة" في اليمن. وأضاف بيسلي "لا يمكننا تحمل أي تعطيل" لتوزيع المساعدات الإنسانية على "الضحايا الأبرياء للنزاع". وتضاعف خطر المجاعة مع اندلاع القتال حول ميناء مدينة الحديدة الرئيسي، الذي يعد نقطة دخول معظم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وتدخُل عبر ميناء الحُديدة المطل على البحر الأحمر غالبية المواد التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين وفي مناطق أخرى. إخفاق أممي وكانت القوات الحكومية أطلقت بدعم من التحالف في 13 يونيو الماضي حملة عسكرية على الساحل الغربي بهدف السيطرة على ميناء الحديدة، قبل ان تعلن عن توقف الحملة افساحا في المجال أمام المشاورات السياسية التي لم تكتمل مؤخراً بسبب عدم حضور جماعة الحوثي لجنيف. ووصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى السعودية الأربعاء الماضي بعد ثلاثة أيام أمضاها في صنعاء في محاولة لإعادة إحياء الآمال بعقد جولة محادثات سلام جديدة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية. بدوره قال الإعلامي اليمني محمود الطاهر، إن عمل الأمم المتحدة عبر المنظمات الإغاثية هو استبدال المنازل بالمخيمات والمرتبات بالمساعدات والأمن بالخوف والسكينة بالرعب وقتل الأبرياء بالشجب والقلق والإدانات والعزة ورفع الرأس بالذل والبحث عن المساعدات. وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ما تقوم به الأمم المتحدة في اليمن هو ظاهره فيه الرحمة وباطنه فيه العذاب، ولا يقدم لليمن أو لأي بلد منكوب أية حلول عملية. وأوضح أن النشاط الأممي في اليمن هو بمثابة استراتيجية للغزاه أو لأي محتل يقوم على فرض كل ما يهدف له الأعداء . انهيار اقتصادي فيما قال الناشط السياسي اليمني كمال الشجاعي، إن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوءا يوما بعد يوم خاصة بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانهيار قيمة الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي. وأضاف لـ"مصر العربية" أن الحرب الدائرة من أكثر من 3سنوات هى السبب الرئيسي في كارثة اليمن، مطالباً جميع أطراف والمجتمع الدولي بوقف حرب اليمن التي دمرت كل ما هو جميل باليمن. وأوضح أن ارتفاع حجم الكارثة الإنسانية في اليمن يؤكد أن هناك خلل حقوقي دولي في التعامل مع الأزمة اليمنية، كما يشير إلى الإخفاق الأممي في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني. كارثة إنسانية ويشهد اليمن منذ عام 2014 نزاعا داميا قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نحو 2200 طفل، بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا يدعمها تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق أخرى. وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة من بين كل أربعة من سكان اليمن البالغ عددهم 27 مليون نسمة بحاجة لمساعدة غذائية، بينما يواجه حوالى ثمانية ملايين شخص خطر المجاعة، في وقت تهدد موجة جديدة من الكوليرا البلاد التي تفتقد لقطاع صحي فعّال بسبب الحرب.