بعد «المزة»| «إسرائيل» تضرب مطار دمشق.. وروسيا كلمة السر

[real_title] من جديد عاد العدوان الإسرائيلي ليكشر عن أنيابه للنفوذ الإيرانية في سوريا عن طريق قصف مطار دمشق الدولي، التابع لقوات النظام.

 

وتأتي الضربة الإسرائيلية في سوريا بعد أسبوع من قصف مطار المزة العسكري، والذي يحوي العديد من الخبراء العسكريين الإيرانيين والسوريين التابعين للنظام.

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام "سانا"، أن "المضادات الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي في محيط مطار دمشق الدولي".

 

مطار دمشق

 

 

ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري بأن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت لعدوان صاروخي إسرائيلي على مطار دمشق الدولي، وأسقطت عددا من الصواريخ المعادية".

 

وكان مراسل "سانا" قد أفاد عن سماع دوي انفجارات في محيط مطار دمشق الدولي.

 

وردا على سؤال لـ "رويترز" عن تقرير الوكالة السورية، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي: "لا نعلّق على تقارير أجنبية".

 

 ونشرت الوكالة على موقعها فيديو يظهر وفقا لها عملية التصدي للصواريخ الإسرائيلية.

 

وتعهدت حكومة الاحتلال الإسرائيلية في السابق بوقف "تحصن" عسكري إيراني داخل سوريا.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مسؤولون في النظام السوري إسرائيل بشن هجمات داخل سوريا.

 

ففي أبريل ثارت اتهامات بأن صواريخ إسرائيلية ضربت قاعدة "تيفور" الجوية في حمص، والتي تشير تقارير إلى أنها تستخدم كمركز قيادة لطائرات بدون طيار إيرانية وتضم نظاما إيرانيا متطورا للدفاع الجوي. وقد أسفر الهجوم عن مقتل سبعة إيرانيين.

 

وكذلك في مايو، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية التابعة للنظام بأن إسرائيل شنت هجوما صاروخيا على موقع عسكري جنوب العاصمة دمشق.

 

هجوم المزة

 

 

وكانت قد هزت انفجارات قوية، الأسبوع الماضي، محيط مطار المزة العسكري، غرب العاصمة السورية.

 

المطار التابع للنظام السوري، يعد مقرًا للاستخبارات الجوية، ويحوي العديد من الخبراء العسكريين الإيرانيين والسوريين التابعين للنظام.

 

وبعد التفجيرات، تضاربت الأنباء الواردة من سوريا، فأكدت قوى المعارضة والعديد من المنظمات الحقوقية، على رأسها المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "إسرائيل استهدفت المطار بصاروخرمن فوق مرتفعات الجولان".

 

فيما نفت القوات النظامية الأسدية الأمر برمته، معزية الأمر إلى انفجار مستودع ذخيرة قرب المطار بسبب ماس كهربائي، وفقًا لوسائل إعلام تابعة للنظام السوري. 

 

وفي هذا الصدد نقلت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام "سانا" عن مصدر عسكري نفيه "تعرض مطار المزة لأي عدوان إسرائيلي".

 

وقال المصدر إن مطار المزة "لم يتعرض لأي عدوان إسرائيلي، وإن الأصوات التي سُمعت تعود لانفجار مستودع ذخيرة قرب المطار بسبب ماس كهربائي". 

 

من جهته، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن هناك "استهدافا صاروخيا يُرجح أنه إسرائيلي على مطار المزة العسكري أصاب مستودع ذخائر في المطار، الأمر الذي أدى إلى انفجارات عنيفة متتالية".

 

تهديدات إسرائيلية

 

 

وهددت دولة الاحتلال الإسرائيلية على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بمهاجمة أهدافا عسكرية إيرانية في سوريا ومواقع لجيش النظام السوري، بعد الإعلان عن اتفاق للتعاون العسكري بين نظام بشار الأسد وطهران.

 

ونقلت رويترز عن مسؤول في تحالف إقليمي يدعم دمشق قوله، إن "الانفجارات التي سمعت في مطار المزة العسكري قرب دمشق سببها هجوم صاروخي استهدف القاعدة وإن نظم الدفاعات الجوية السورية ترد على الهجوم".

 

اتهامات سابقة

 

وفي يوليو الماضي اتهم النظام السوري إسرائيل بقصف مطار التيفور العسكري في وسط البلاد، وأعلنت إسرائيل وقتها أنها ضربت ثلاثة مواقع عسكرية في جنوب سوريا.

 

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، قصفت إسرائيل مرارا أهدافا عسكرية للجيش السوري وأخرى لحزب الله في سوريا.

 

واستهدف القصف الإسرائيلي مؤخرا أهدفا إيرانية.
 

وشنت إسرائيل في السابق ضربات جوية داخل سوريا، كما واجهت اتهاما باستهداف مطار المزة العام الماضي.

 

وفي مايو، قالت إسرائيل إنها هاجمت بنية تحتية عسكرية إيرانية داخل سوريا، عقب ما قالت إنه هجوم صاروخي إيراني على أرض خاضعة لسيطرتها.

 

وفي الشهر التالي، قالت إسرائيل إنها أسقطت طائرة سورية اخترقت مجالها الجوي.

 

ونقلت وسائل إعلام رسمية في سوريا في يناير 2017 عن الجيش قوله إن عدة صواريخ سقطت في مجمع مطار المزة، متهما إسرائيل بقصف المنطقة.

 

قواعد إيرانية

 

 

وكشف موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي، عن أن ايران تقوم بإنشاء 3 قواعد عسكرية كبيرة في سوريا، بموجب اتفاق دفاعي وقعه البلدان الحليفان، الأسبوع الماضي، خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي إلى دمشق.

 

ونقل الموقع الإخباري عن مصادر عسكرية واستخباراتية قولها، إن إحدى تلك القواعد تقع خارج مدينة حلب شمال سوريا، والثانية بين العاصمة دمشق وحدود فلسطين المحتلة في الجولان السوري، في حين لم يتم تحديد مكان القاعدة الثالثة.

 

وقال الموقع في تقريره، إن “الاتفاق الدفاعي الموقع، الأسبوع الماضي، يتيح بشكل علني لإيران، إنشاء 3 قواعد عسكرية كبيرة؛ لتكون مراكز رئيسية للقيادات العسكرية الإيرانية المنتشرة في سوريا”.

 

وأشار إلى أن الاتفاق تزامن مع حشودات عسكرية كبيرة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة من جانب، ومن روسيا وإيران وسوريا وحركة حماس من جانب آخر، لافتًا إلى قيام إيران بتزويد مجموعات شيعية في غرب العراق بصواريخ باليستية.

 

وأفاد التقرير بأن القوات الأمريكية تستعد لشن ضربات عسكرية مشتركة مع إسرائيل، ضد القوات الإيرانية وحلفائها في سوريا، حيث إنها عززت حشوداتها بصواريخ كروز من طراز توماهوك، في حين واصلت روسيا حشد قوات عسكرية وبحرية قبالة السواحل السورية؛ ما رفع عدد قطعها البحرية إلى 24 سفينة، أمس.

 

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها، إن “الصواريخ التي أرسلتها إيران إلى العراق، يبلغ مداها بين 200 و 700 كلم، أي أنها يمكن أن تصل تل أبيب من جنوب العراق، والرياض من غرب العراق”.

 

واعتبر الموقع، بأن “ذلك يعني بأن حليفين رئيسيين للولايات المتحدة، أصبحا هدفًا لخطر الصواريخ الإيرانية المنتشرة في العراق، لكن الحقيقة هي أن تلك الصواريخ كانت في أيدي المجموعات الشيعية في العراق منذ فترة، غير أن القادة الإيرانيين قرروا أنه لا ضير من الإعلان عنها للأعداء، في هذا الوقت بالذات”.

 

وأكد خبراء أن القصفف الإسرائيلي المتكرر لمطارات سوريا تأتي ردا على الصفقة الإيرانية مع بشار الأسد الأخيرة.

 

التزام روسي

 

 

وقال نواف الركاد سياسي سوري ورئيس الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، إن الضربات الإسرائيلية المتكررة في سوريا، ليست رسالة في سياقها، فالرسائل تكون عادة في المرة الأولى لكنّها استمرارًا للعملية الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الإسرائيلية للقضاء على المشروع الإيراني في سوريا والمنطقة بعد استكمال كل مراحل نموّه.

 

وأضاف لـ "مصر العربية"، أن المشروع الإيراني كان في السابق متناسب والمزاج الأمريكي لتفكيك عناصر أمن المنطقة وهدم بنيتها الاجتماعية وتخريب اقتصاداتها؛ لكن هذا الدور وصل إلى مرحلة لم يعد السكوت عنه ممكنا.

 

وتابع: "إيران اقتربت كثيرا من مرحلة إنشاء إمبراطورية فارسية تلفّ حبائلها حول أعناق المشرق العربي، هكذا هي لعبة الأمم و لعبة الكبار، إنهم يتلاعبون بالمتفجّرات كما يتلاعب المهرّج بالكرات".

 

الركاد أضاف أن الضربات الإسرائيلية لن تخرج عن سياق الحرب على المشروع الإيراني والذي تقرّر تقويضه".

 

وأما على المستوى السياسي المتصل بالحرب السورية، قال السياسي السوري: "هناك شروط لم يستطع الروس الوفاء بها تخص إبعاد الخطر الإيراني عن الحدود الإسرائيلية، و لهذا يجد نتنياهو نفسه في حلّ من أي التزام مع موسكو".

 

تفاهمات إسرائيلية

 

ومن جانبه قال الدكتور عماد الخطيب، سياسي سوري ورئيس حزب التضامن إن تطور الأحداث في سوريا بين إيران والنظام السوري من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى سوف تكون متسارعة مصاحبة لصراخ إعلامي في العلن، وتهدئة من تحت الطاولة.

 

وأضاف في تصريحات سابقة لـ "مصر العربية": "ما جرى يخالف كل التفاهمات الإسرائيلية الروسية وهذا مؤشر على الصراع الخفي بين روسيا وإيران على النفوذ في سوريا.

 

وعن تطور الأوضاع ميدانيًا بينهما قال: "لا أعتقد أن التطورات العسكرية المحتملة سوف تخرج عن إطار السيطرة وأعتقد ان روسيا سوف تمارس دورًا ضاغطا على إيران قبل النظام لمنع التصعيد والحفاظ على التفاهمات الروسية الإسرائيلية لأن أي تصعيد لن يكون في صالح النظام على الإطلاق.

 

شروط سابقة

 

وكانت دولة الاحتلال قد وضعت العديد من الشروط أمام روسيا لاستمرار التواجد الإيراني في سوريا".

 

وطلبت من موسكو ضمان عدد من الشروط، من شأنها حرمان إيران من موطئ قدم عسكري في سوريا. 

 

كما طالبت إزالة جميع الصواريخ طويلة المدى من سوريا وإغلاق جميع المصانع التي تصنع صواريخ دقيقة.

 

بالإضافة إلى ضمان إخراج جميع أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي الأسلحة المذكورة أعلاه من سوريا.

 

كما طالبت دولة الاحتلال بإغلاق المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان، وبين سوريا والعراق، لمنع تهريب الأسلحة الإيرانية.

 

ونقلت مواقع إسرائيلية عن مسئول عسكري قوله إن روسيا "ملتزمة" بإقامة حزام أمني بعرض حوالي 100 كم عند حدود دولة الاحتلال الشمالية، مضيفا أن بلاده راضية عن ذلك "كخطوة أولى"، ولكنها ستستمر بالعمل لمنع "التجذر الإيراني" في أي مكان آخر في سوريا.

 

وبحسب المسؤول، فإنه "ما دامت لدى القوات الإيرانية القدرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه أهداف إسرائيلية، حتى إن كانت تقع خارج المنطقة العازلة، لن يتوقف سلاح الجو الإسرائيلي عن العمل من أجل حماية المواطنين الإسرائيليين".

 

وتابع أنه حتى موافقة طهران المفترضة على إنشاء منطقة عرضها 100 كم تخلو من "القوات الإيرانية أو المليشيات التي تدعمها" غير كاف بالنسبة للاحتلال، معتبرا أن "إيران تريد تحويل سوريا إلى لبنان آخر، ونحن عازمون على منع ذلك".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى