بـ«وقف تمويل الأونروا».. ترامب يخنق غزة

بـ«وقف تمويل الأونروا».. ترامب يخنق غزة
بـ«وقف تمويل الأونروا».. ترامب يخنق غزة
[real_title] "ليست غزة أجمل المدن، ليس شاطئها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية‏‏، ليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض، وليست أرقى المدن ولا أغناها ولا أكبرها.. لكنها تعادل تاريخ أمة؛ لأنها أشد قبحًا في عيون الأعداء، وفقرًا وبؤسًا وشراسة، لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب".

 

هذا تعريفٌ وضعه الشاعر محمود درويش لغزة، قبل عشرات السنوات، ‏كتب فيه عن غزة كما هي عربيًّا وماذا تعني غربيًّا، حتى باتت تحت الحصار، تكالب عليها الجميع حتى باتت كما لا يبدو غيرها.

 

في خطوة حصار جديدة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، قطع مساعدات بلادها المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بالكامل.

 

المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت قالت - في بيان - إنّ "واشنطن قرّرت عدم تقديم المزيد من المساهمات لأونروا بعد الآن".

 

وأضافت أنّ "الولايات المتحدة حذّرت سابقًا من أنّه"لن تتحمّل القسم الكبير من هذا العبء بمفردها، بعد مساهمتها الأخيرة بأكثر من 60 مليون دولار، في يناير الماضي".

 

وأكّدت أنّ "إدارة الرئيس دونالد ترامب، طالبت سابقًا بمعالجة مشكلات في طريقة عمل الوكالة دون حدوث أي تغيرات".

 

قرارٌ يزيد المعاناة معاناةً، فالوكالة الأممية تمر بأكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أمريكي قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدّمة لها في 2018 إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.

 

تأسست "الأونروا" في أعقاب النزاع العربي الإسرائيلي عام 1948، بموجب القرار رقم 302 (رابعًا)، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 ديسمبر 1949؛ بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، وبدأت عملياتها في أول مايو 1950.

 

تحديدًا، تقدم الأونروا المساعدة والحماية وكسب التأييد لحوالي خمسة ملايين لاجئ من فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم.

 

ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبًا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

 

وتشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.

 

القرار الأمريكي الجديد نال الكثير من ردود الأفعال الغاضبة، إذ قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إنّ قرار الإدارة الأمريكية بوقف دعم "الأونروا" لن يؤدي إلى تفكيكها.

 

وأضاف - في بيان - أنّ القيادة الفلسطينية ستتحدى الإدارة الأمريكية وستبقى "أونروا" ما بقيت قضية اللاجئين الفلسطينيين بدون حل.

 

وأشار إلى أنّ "القرار الأمريكي سيؤدي إلى ردود فعل قوية من عديد الدول التي لن تقبل بسياسة البلطجة الأمريكية".

 

وأكّد أنّ "القيادة الفلسطينية ستعمل بالتنسيق مع الأردن بشكل رئيس لحماية "أونروا"، ودعا وزراء الخارجية العرب لسرعة التحرك لحماية الوكالة، والتأكيد أنّ الدول العربية ستبقى إلى جانب القضية الفلسطينية بكل مكوناتها بما فيها ملف اللاجئين".

 

من جهته، اعتبر صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قطع واشنطن مساعداتها للأونروا، بأنّه مخالفة للقانون الدولي ولقرار الأمم المتحدة الذي أنشأ هذه الوكالة لتقديم الغوث للاجئين الفلسطينيين.

 

وفي بيان له، عبّر عريقات عن رفض القرار الأمريكي، وقال: "لا يحق للولايات المتحدة إلغاء وكالة (الأونروا) التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة الأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، الذي نص على وجوب قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتقديم خدماتها في المجالات كافة إلى حين حل قضية اللاجئين من كافة جوانبها".

 

وأضاف: "قرارات الإدارة الأميركية تجاه القدس واللاجئين والاستيطان تمثل تدميرًا للقانون الدولي وللأمن والاستقرار في المنطقة، وهدايا لقوى التطرف والإرهاب في المنطقة".

 

وطالب المسؤول الفلسطيني، دول العالم بتوفير كل ما هو ممكن من دعم لوكالة "الأونروا"، احترامًا لقرار الأمم المتحدة المنشئ للوكالة، إلى حين حل قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص القرار".

 

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من جهته، أعرب عن أسفه لقرار واشنطن إنهاء التمويل الأمريكي لوكالة الأونروا.

 

وقال إستيفان دوجريك المتحدث الرسمي باسمه - في بيا ن- إنّ "أونروا تتمتع بالثقة الكاملة للأمين العام".

 

وأضاف أن "المفوض العام بيير كراهينبول قاد جهودًا سريعة ومبتكرة للتغلب على الأزمة المالية غير المتوقعة التي واجهتها أونروا، بتوسيع قاعدة المانحين، ورفع تمويل جديد كبير، مع استكشاف طرق جديدة للدعم، واتخاذ إجراءات إدارية داخلية استثنائية لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف".

 

وذكر البيان: "الولايات المتحدة الأمريكية كانت - تقليديًّا - أكبر دولة مساهمة في أونروا ونحن نقدر دعمها على مر السنين، وبخاصةً أنّ أونروا توفر الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين وتسهم في الاستقرار في المنطقة".

 

وأكد الأمين العام أنّ "أونروا تتمتع بسجل قوي في توفير خدمات تعليمية وصحية وغيرها من الخدمات الأساسية عالية الجودة وذلك في ظروف صعبة للغاية، للاجئين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".

 

وطلب جوتيريش، من البلدان الأخرى المساعدة في سد الفجوة المالية المتبقية، حتى تتمكن أونروا من الاستمرار في تقديم هذه المساعدة الحيوية ، فضلاً عن الشعور بالأمل لدى هؤلاء السكان المستضعفين.

 

تعليقًا على قرار الإدارة الأمريكية، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب: "ما تقوم به الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية يمثل بلطجة سياسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

 

ويضيف في حوار لـ"مصر العربية" - يُنشر لاحقًا: "هذه ليست المرة الأولى، فكان ترامب قد أصدر قرارًا في ديسمبر من العام الماضي باعتبار القدس عاصمة للمحتلين ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

 

"قرار القدس رغم ما رافقه من شجب وإدانة من الأنظمة العربية، لكن في أقل من عام نجد أنفسنا أمام قرار آخر يمثل المرحلة الثانية من صفقة القرن، وهو يتمثل في شطب قضية اللاجئين بشكل عام".. يذكر الرقب.

 

ويشير إلى أنّه في قرار وقف دعم الأورونوا، هناك أمران حدثا، وهما تجربة تقليص مبلغ 65 مليون دولار من ضمن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى وكالة غوث اللاجئين، وكان رد الفعل العربية والدولية إزاء ذلك محدودًا بشكل كبير، وبالتالي قاست أمريكا ردود الأفعال ثم دخلت إلى المرحلة التالية وهي وقف كل المساعدات.

 

ويتابع: "سبق أيضًا أن صدر قرارٌ من الكونجرس باعتبار اللاجئين هم فقط من خرجوا من ديارهم عام 1948، وعددهم لا يتجاوز الـ400 ألف، وبعد 70 عامًا لم يبق منهم إلا العشرات ممن طال بهم العمر حيث أنّ أغلبهم قد فارق الحياة.

 

الولايات المتحدة هي أكبر داعم للوكالة من الناحية المالية، والمملكة الأردنية هي أكثر من سيدفع الثمن بسبب وجود أكثر من مليوني لاجئ لديها من أصل ستة ملايين، وبالتالي هي أكبر دولة ستضرر من هذا القرار، ثم قطاع غزة الذي يمثل عدد سكانه مليونًا و300 ألف شخص تقريبًا، بينهم 400 ألف لاجئ، بحسب الرقب.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى