الصدام يحتدم بين تركيا وأمريكا.. هل تكون روسيا ورقة أنقرة لمواجهة ترامب؟

[real_title] مع تزايد الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية صدام وتوتر نشب بسبب احتجاز أنقرة لقس أمريكي "برانسون"، ومنعه من السفر، أعقبه تهديدات لواشنطن وفرض عقوبات اقتصادية، بدأت تركيا في البحث عن بديل لها..

 

البديل بحسب مراقبون ومتابعون للأزمة، ربما يكون الروس، خصوصا وأنه منذ الساعات الأولى لفرض الإدارة الأمريكية عقوبات اقتصادية على تركيا، بدأت القيادة التركية بالبحث عن حلفاء جدد كبديل لسياسة دونالد ترامب الهجومية ضدها، وهو ما أشار له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول تصريحاته عقب اندلاع الأزمة قائلا: سنبحث عن حلفاء جدد.

 

روسيا بدورها، كانت أبرز الدول التي لجأ إليها السلطان التركي لعقد الاجتماعات العسكرية والاقتصادية، بعد الأزمة مع أمريكا، وذلك يرجع للخصومة التاريخية بين الولايات المتحدة وروسيا، وكذلك موقفها من حلف "الناتو" الذي تعتبر تركيا أحد أقوى الدول المشاركة فيه.

ترامب

 

مراقبون أكدوا أنه في حال نجحت تركيا في تكوين علاقة سياسية وعسكرية واقتصادية مع روسيا، فستكون أمريكا أول الخاسرين من هذه العلاقة، لكونها ستفقد حليفاً مهماً وقوياً في منطقة الشرق الأوسط لمصلحة روسيا.

 

تعاون عسكري

 

وبدأت ملامح التعاون التركي الروسي بالظهور، مع لقاء وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة موسكو .

 

ووصل كل من أكار وفيدان، قبل يومين، إلى العاصمة الروسية موسكو، وجرى تنظيم مراسم عسكرية لاستقبالهما.

 

وأعقب ذلك اجتماع أكار وفيدان مع وزير الدفاع الروسي شويغو ومسؤولين روس آخرين.

 

كذلك، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده تسعى حالياً للعمل على رفع تأشيرة الدخول بشكل كامل مع روسيا.

 

وأوضح جاويش أوغلو، أن روسيا بصدد إلغاء تأشيرة الدخول لرجال الأعمال الأتراك كمرحلة أولى، مضيفاً أنهم بصدد عقد أول اجتماع لمجموعة العمل بين الجانبين بخصوص إلغاء تأشيرة دخول رجال الأعمال وسائقي الشاحنات الأتراك وأصحاب جوازات السفر الرسمية والخدمية.

كذلك أفاد الكرملين بأن روسيا تسعى لاستخدام العملات الوطنية في حساباتها التجارية مع تركيا، لكن المسألة بحاجة لدراسة دقيقة.

 

عملات وطنية

 

وأوضح أن موضوع استخدام العملات الوطنية في التبادل التجاري بين البلدين طرح عدة مرات خلال اللقاءات على مختلف المستويات، وقد دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مراراً لاستخدام العملات الوطنية في العلاقات الثنائية.

 

زياد الطائي، الحقوقي السوري والخبير في العلاقات الدولية، قال إن التقارب والتعاون التركي الروسي في هذه الأيام ليس مستبعد على أنقرة، فكلتا الدولتين في احتياج لبعضهما، تركيا تبحث عن بديل عسكري واقتصادي، وترى أن موسكو البديل القوي، إلى جانب إيران والصين حسبما ذكرت تقارير إعلامية في الساعات الأخيرة..

أيضا روسيا تريد شريك قوي لها في الشرق الأوسط، يمنحها اعتراف وقوة في وجودها في سوريا وبعض الدول، وكذلك دعمها لقيادة أهم ملفات المنطقة، وثالثا لمزاحمة الأمريكان.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن ثمة حديث عن تعاون عسكري واقتصادي بين تركيا وإيران والصين وروسيا، وأعتقد أن هذا الحلف لو نجح ستندم أمريكا على معاداتها لتركيا، خاصة وأن ذلك الحلف ربما بموجبه تنسحب أنقرة من حلف الناتو، القوة العسكرية الثانية داخل الحلف الأوروبي، قائلا: إذا انسحب الأتراك من حلف شمال الأطلسي ربما ينهار الحلف والذي يعد أحد أكبر التشكيلات العسكرية في العالم.

 

وتابع: كل الاحتمالات واردة، ربما تتراجع أمريكا عن عقوباتها الاقتصادية ضد تركيا، وربما يتحالف أردوغان مع الروس، وربما يدخل الصينيون والإيرانيون على الخط، قائلا: الساعات الأخيرة قد تحمل مفاجآت.

الكاتب ريك نواك، يقول في تقرير بصحيفة "واشنطن بوست": إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يخادع مثل الاتحاد الأوروبي عندما يكتب في "نيويورك تايمز" أن لبلاده بدائل حقيقية عن الولايات المتحدة".

 

ويرى نواك أن الشرخ في العلاقات التركية الأمريكية كان متوقعاً بعد الاختلافات التي استمرت سنوات حول سوريا، والتحولات الديمقراطية والسياسات الاقتصادية، مضيفاً أن أنقرة عملت على تعزيز علاقاتها، خلال خلافاتها مع أوروبا وأمريكا، مع كل من روسيا وقطر والصين.

 

انقلاب تركيا

 

ويوضح الكاتب أن علاقات تركيا بروسيا لم تعد سراً بدوائر السياسة الخارجية الأمريكية، فمنذ الانقلاب الفاشل في تركيا 2016 صعّد أردوغان خطابه ضد أمريكا والغرب، واتهم الأولى مراراً بالتآمر في تلك المحاولة الانقلابية، وعمل مع روسيا وإيران لتنسيق السياسات تجاه سوريا، الأمر الذي يوضح حجم الشقة بين حليفي الناتو.

ويلفت إلى ما قاله البرلماني التركي السابق أيكان إرديمير في 2016 من أن أمريكا لم تعد موضع اهتمام لأردوغان، لأن في الشرق الأوسط هناك أهمية للأعمال وليس الخطب، وأن أنقرة تعتبر أمريكا تتكلم ولا تفعل شيئاً.

 

وانفجرت الأزمة التركية الأمريكية مع فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على وزيرين في الحكومة التركية، وفرض رسوم على ورادات الصلب والألمونيوم التركي، بسبب تواصل اعتقال القس الأمريكي برانسون في أنقرة بتهم تتعلق بالإرهاب.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى