ترامب: «مستعد للجلوس مع قادة إيران.. وطهران ترد: «هذه شروطنا»

[real_title] في تطور جديد يتعلق بالأزمة بين واشنطن وطهران، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يشعر بأن "إيران ستتحدث معنا في وقت قريب جدًا".

 

وفي خضم حديثه خلال جولة في ولاية فلوريدا، انتقد ترامب أيضا الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بأنه اتفاق سيء ومن جانب واحد.

 

وأعلن ترامب استعداداه للقاء قادة إيران، من دون أية شروط مسبقة.

 

شروط أمريكية

 

 

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن هناك شروطًا للقاء الرئيس الأمريكي مع قادة طهران.

 

وأضاف بومبيو في لقاء مع شبكة "سي أن بي سي" الاثنين "قلنا ذلك سابقا، الرئيس يريد أن يلتقي بهم لحل المشكلات".

 

وأردف باقتراح عدد من الاشترطات لعقد مثل هذا اللقاء قائلا: "إذا أبدى الإيرانيون التزاما بإجراء تغيرات جوهرية في كيفية تعاملهم مع شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث، يمكن أن نتفق على أنه من المفيد الانخراط في اتفاق نووي يمنع فعليا انتشار الأسلحة النووية، عندئذ، في هذه الحالة يكون الرئيس مستعدا للجلوس في محادثات معهم".

 

وجاءت تصريحات بومبيو بعد ساعات من إعلان ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، استعداده لقاء القيادة الإيرانية من دون أي اشتراطات مسبقة.

 

 رد إيراني

 

 

في المقابل، قال بهرام قاسمي الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن تصريحات ترامب هذه تأتي في الوقت الذي تتنصل الولايات المتحدة من تعهداتها الدولية وقامت دون أي اهتمام بالمجتمع الدولي بالخروج من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات غير عادلة على الشعب الإيراني.

 

وقال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني الولايات قاسمي إن للمفاوضات شروط والتزامات "لم نشهدها في سلوك وتصريحات الرئيس الأمريكي ومسؤولي بلاده".

 

ووصف ترامب اللقاء بأنه سيكون "خيرا للبلاد وخيرا لهم ولنا وللعالم . وبلا أي اشتراطات، إذا أرادوا أن نلتقي سألتقيهم".

 

لكنه استدرك بالقول إنه ليس متأكدا مما "إذا كانوا مستعدين بعد".

 

وجاء رد إيران على تصريحات بومبيو على لسان مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، حميد أبو طالبي، الذي وضع شروطا مقابلة للقاء ترامب مشددا على أن المحادثات مع إيران يجب أن تبدأ بخفض التصرفات العدوانية والعودة إلى الاتفاق النووي.

 

وكتب في تغريدة على تويتر "احترام حقوق الأمة الإيرانية، وخفض التصرفات العدائية وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي... ستفتح الطريق الوعر لتلك اللحظة"، المحادثات بين إيران والولايات المتحدة.

 

وكان بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال "نظرا للإجراءات العدائية التي قامت بها أمريكا ضد إيران لن تكون ثمة إمكانية للتحاور معها وأن أمريكا أثبتت أنه لايمكن الثقة بها يوما بعد يوم".

 

هجوم سابق

 

 

وكان بومبيو هاجم القيادة الإيرانية مطلع الشهر الجاري قائلا إنها أقرب إلى "المافيا منها إلى الحكومة".

وفي مايو، وضع بومبيو 12 شرطاً للتوصل لأي اتفاق نووي جديد مع إيران، من بينها سحب قواتها من سوريا ووضع حد لدعمها للحوثيين في اليمن.

 

وذكر البيت الأبيض إن انفتاح الرئيس على الحوار والمفاوضات مع إيران لا يعني أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات أو تعيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران.

 

وقال جاريت ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي"هذا التخفيف لن يكون ممكنا إلا إذا كانت هناك تغيرات ملموسة وواضحة ومستدامة في سياسات طهران".

 

وأضاف "لحين حدوث ذلك ستزداد وطأة العقوبات إذا لم يغير النظام مساره".

 

وقال أبو طالبي إن إيران "أبدت انفتاحها للحوار في الماضي وبشكل خاص مع الاتصال الهاتفي بين روحاني وسلف ترامب، الرئيس باراك أوباما في عام 2013".

 

وأضاف "أن الحوار كان مستندا إلى فكرة إجراءات بناء الثقة وكان الاتفاق النووي منجزا توج هذه الجهود ويجب قبوله".

 

تصريحات عدائية

 

 

وكانت قد اشتعلت حرب التصريحات بين ترامب وروحاني منذ فترة، على وقع الخلافات المشتعلة بينهما.

 

وحذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الإيراني حسن روحاني من تهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، بعد أن وجّه الأخير تحذيرا لترامب من مغبة تبني سياسات عدائية ضد طهران.

 

وقال ترامب في تغريدة له على موقع التدوينات المصغر "تويتر": "إياك أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ".

 

وأضاف "لم نعد دولة تتهاون مع عباراتكم المختلة بشأن العنف والموت.. احترسوا!".

 

وجاءت تحذيرات ترامب ردا على تغريدة للرئيس روحاني، حذّر فيها من وصفهم بالأعداء من أن الحرب مع بلاده ستكون "أمّ الحروب".

 

وقال روحاني عبر صفحته بموقع التدوينات المصغر "تويتر" إن "قدرة بلاده ردعية وليست هجومية، لكنه شدد على أن إيران لا تخاف التهديدات وتقابل التهديد بالتهديد".

 

وأضاف أن الحوار مع الولايات المتحدة هو مجرد تنازلات وتخل عما أنجزته طهران سابقا.

 

كما حذّر روحاني الرئيس ترامب قائلا إن "عليه أن لا يعبث بذيل الأسد فيُغضبه ويندم على ذلك ندما تاريخيا"، وأضاف أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها القضاء على نفوذ إيران في المنطقة.

 

كما شدد على أن بلاده تريد علاقات جيدة مع العالم ومع دول المنطقة بما فيها السعودية والإمارات والبحرين، لكنه حذّر من أوراق لدى طهران وصفها بأنها أقوى وأعقد من إغلاق مضيق هرمز.

 

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن روحاني القول: "نحن لا نخاف التهديدات، بل نرد على الوعيد بالوعيد.. والولايات المتحدة هي أكثر الدول تدخلا في الشأن الإيراني، وسياستها الرئيسية تهدف إلى الإطاحة بالنظام الإيراني وتقسيم البلاد".

 

وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون مطلعون لرويترز إن إدارة ترامب أطلقت حملة من الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت، بهدف إثارة الاضطرابات والضغط على طهران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها جماعات مسلحة.

 

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها، أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.

 

وتواجه إيران ضغوطا أميركية متزايدة وعقوبات وشيكة بعد قرار ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النوويالمبرم عام 2015.

 

وفي مايو أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران في عام 2015 الذي يهدف إلى إيقاف أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

 

وتستعد واشنطن لإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران خلال الأيام المقبلة رغم اعتراض كل من بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا على ذلك.

 

ووصف ترامب الاتفاق النووي - أو خطة العمل المشتركة الشاملة- بأنه اتفاق سيء للغاية ، وأحادي الجانب، ولم يكن يجب أن يبرم أبداً.

 

وزعم ترامب أن الصفقة لم تقيد أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة بما هو كاف.

 

وقال محللون إن لصقور البيت الأبيض تأثيراً على موقف ترامب من إيران ومن بينهم بومبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، وميل ترامب لاستهداف السياسات الرئيسية لسلفه باراك أوباما.

 

وتصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي بشكل كامل، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت وفاءها بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع الدول الكبرى.

 

وأكدت الوكالة أن مفتشيها استطاعوا الوصول إلى جميع المواقع التي أرادوا زيارتها في عام 2017، لكنهم لم يسعوا للدخول إلى أي مواقع عسكرية بسبب حظر الدخول، وهي خطوة قالت الولايات المتحدة إنها "أثارت الشكوك".

 

وتعد إيران من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، إذ تبلغ قيمة صادراتها مليارات الدولارات سنوياً، لكن تشعر اليوم بضغوط اقتصادية جمة ولا سيما بعد خروج مظاهرات في شوارعها احتجاجا على ارتفاع الأسعار وانخفاض عملتها.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى