بهجوم غار الدماء.. هل بدأ ربيع الإرهاب في تونس؟

بهجوم غار الدماء.. هل بدأ ربيع الإرهاب في تونس؟
بهجوم غار الدماء.. هل بدأ ربيع الإرهاب في تونس؟

[real_title] "طبول الحرب تدق".. تدوينة نشرها المكلف بالشؤون السياسية في حركة "نداء تونس" برهان بسيس، وذلك قبل 4 أيام من مقتل 6 أشخاص من قوات الحرس الوطني التونسي في هجوم إرهابي غرب البلاد قرب الحدود مع الجزائر.

 

 وكان قد قتل ستة من عناصر الحرس التونسي في كمين نصبته "مجموعة إرهابية" في شمال غرب البلاد، على مقربة من الحدود مع الجزائر، وذلك بحسب بيان أعلنته وزارة الداخلية التونسية.

 

وذكرت تقارير إعلامية تونسية أن المجموعة المهاجِمة نفذت كميناً لدورية مكونة من سيارتين للحرس الوطني لدى مرورهما على الطريق الرابطة بين منطقتي الشهيد والسرية من معتمدية غار الدماء في ولاية جندوبة (غرب)، حيث تم استهداف السيارة الأولى التي كان على متنها خمسة أعوان بقنبلة يدوية، فيما استُهدفت الثانية بالرصاص، وكانت تقلّ ثلاثة أعوان.

 

 وعلى إثر هذا الهجوم أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشر تدوينة للمكلف بالشؤون السياسية في حركة "نداء تونس"، برهان بسيس، كتبها قبل العمليّة بأربعة أيّام، هدّد فيها التونسيين بأن "طبول الحرب تدق"، وأنهم لن يكتفوا باستعمال الذخيرة الحية، كما حمّلوا الائتلاف الحاكم مسؤولية تردّي الأوضاع في البلاد.

 

مطالب برحيل الحكومة

 

وكان بسيس قد طالب مرارا برحيل الحكومة، معرباً عن عدم الاستعداد لإعادة التوافقات نفسها مع حركة "النهضة" في أية حكومة جديدة، كما اعتبر أن استقالة بعض الوزراء من الحكومة الحالية هو أمر ممكن وأن التعامل مع الحكومة الحالية قيد الدراسة.

 

ورأى بسيس أن هناك ضرورة قصوى اليوم لرحيل الحكومة الحالية واستبدالها بأخرى لإنقاذ البلد، مؤكداً أن "نداء تونس" لن ينتظر انتخابات 2019 حتى يدافع عن رؤيته السياسية، بحسب تعبيره.

 

وتعاني تونس من أزمة سياسية غير مسبوقة، نتيجة الخلافات داخل الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب نداء تونس، حيث ترفض حركة النهضة التخلّي عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، في حين يدعو نجل الرئيس حافظ قائد السبسي (المدير التنفيذي لنداء تونس) إلى تغيير شامل في تركيبة الحكومة الحالية يشمل رحيل رئيسها.

 

تصاعد الخلاف السياسي

 

وتصاعدت حدّة الخلاف بين الحزبين الكبيرين في البلاد على إثر انتخاب القيادية بحركة النهضة سعاد عبد الرحيم "شيخة" للعاصمة، ليخرج منجي الحرباوي، الناطق الرسمي باسم نداء تونس، معلناً انتهاء التوافق بين الحزبين.

 

بدوره يرى رئيس حزب البناء الوطني التونسي الدكتور رياض الشعيببي، أن عملية غار الدماء الإرهابية لا تمثل اجتياحا لظاهرة الارهاب لتونس ففي المرحلة الأخيرة تراجعت العمليات الإرهابية تحت ضغط الضربات الأمنية المتتالية وتراجع قدرته على استقطاب شباب جديد غير أن ثقل الخسائر البشرية في صفوف قوات الحرس الوطني هو ما أثار فزع التونسيين.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه بالنظر للطبيعة الغادرة للعمليات الإرهابية وسعيه للمس من الروح المعنوية لقوات الأمن فإنه يحاول باستمرار إصابة أكبر عدد ممكن من الأشخاص.

 

وأوضح أن الموقف الوطني والأخلاقي الواحد والقوي لإدانة الإرهاب والتصدي له يمثل أقوى رد على مثل هذه العمليات، مشيراً إلى أن الإرهاب كان معزولاً في تونس وهو اليوم أكثر عزلة ولن يستطيع أن يخترق صفوف هذا الموقف الوطني الواحد الرافض له.

 

إرهاب الدولة

 

فيما قال الناشط التونسي أمجد بن حسين، إن الإرهاب الحقيقي للشعب التونسي هى الدولة العميقة الفاسدة التي مازالت تتحكم في مقدرات الشعب من أجل ثلة من أصحاب المصالح والأجندات.

 

وأضاف لـ"مصر العربية" أن ضحايا الإرهاب منذ 2011 هم أبناء الشعب التونسي سواء من المدنيين أو العسكر لكن هل تعرضت شخصية من النظام او الحكومات لأذى، مشيراً إلى أن هؤلاء يجلسون في أبراج ويتمتعون بخيرات تونس دون غيرهم.

 

وأوضح أن القوى السياسية أيضًا مازالت لا تتصارع وتلهث وراء النفوذ والصلاحيات دون النظر إلى الشعب المهدد من التنظيمات الإرهابية التي تتوعد وتهدد أبناء تونس الذينضحوا بدمائهم من أجل حياة آمنة ولم يحدوها حتى الآن.

 

مسؤولية القاعدة

 

وتبنت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 6 من عناصر الحرس الوطني التونسي، في محافظة جندوبة شمالي البلاد.

 

وتنشط في تونس كتيبتا "عقبة بن نافع" الموالية لتنظيم القاعدة في "بلاد المغرب الإسلامي"، وتنظيم "جند الخلافة" التابع لتنظيم الدولة، يتحصنون بالمناطق الجبلية بغرب البلاد غير بعيد من الحدود الجزائرية على غرار جبلي الشعانبي والمغيلة في محافظتي القصرين وسيدي بوزيد.

 

وتمكن التنظيمان من تنفيذ أكثر من 34 عملية مسلحة استهدفت الوحدات العسكرية والأمنية خلال السنوات الخمس الماضية، كان أخطرها الهجوم الدموي الذي استهدف مدينة بن قردان بجنوب شرق البلاد في السابع من مارس من العام 2016.

 

حالة طوارئ

 

ولا تزال حالة الطوارئ سارية في تونس منذ شن هجومين في عام 2015 استهدفا مناطق سياحية، الأول في متحف باردو التونسي والثاني على شاطيء مدينة سوسة، فضلا عن هجوم ثالث استهدف الحرس الرئاسي في العاصمة وأسفر عن مقتل 12 شخصا، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن جميع الهجمات.

 

وتشير أرقام غير رسمية جمعها باحثون بمعهد "كارنيغي" إلى أن ما لا يقل عن 118 عنصرا من مختلف القوات الأمنية والعسكرية التونسية قتلوا منذ 2011 في هجمات استهدفت مواقعهم، على طول الشريط الحدودي الغربي مع الجزائر.

 

 وشهد العام 2017 توقيع اتفاقية تعاون في المجال الأمني بين تونس والجزائر؛ بهدف دعم قدرات البلدين في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى