الفرقاء يتفاوضون في القاهرة.. إلى أين يصل قطار «المصالحة الفلسطينية»؟

[real_title] من جديد عاد ملف فلسطينية" target="_blank">المصالحة الفلسطينية إلى الواجهة، بعدما تحدثت تقارير إعلامية عن قرب استضافة القاهرة لجولة جديدة من المفاوضات، على خلفية نزاع فلسطيني- فلسطيني، بين حركتي فتح وحماس استمر لسنوات، ودفعت أرض الزيتون فاتورة هذا الانقسام.

 

جولة المفاوضات الجديدة يعول عليها الشارع الفلسطيني والعربي، ربما بموجبها تهدأ الأمور ويتوحد الشعب الذي يقاوم الاحتلال وحده منذ قرابة 70 عامًا.

 

الحراك الذي تشهده القاهرة والتي عبرت عنه تقارير إعلامية، كانت له شواهد عديدة منها زيارة عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق للقاهرة لعدة أيام قبل أن يغادرها إلى العاصمة القطرية الدوحة الجمعة الماضية.

 

خطوط رئيسية

 

وطبقًا لمتابعين للملف الفلسطيني فإن أبو مرزوق الذي التقى بعددٍ من قيادات جهاز المخابرات المصرية، وضع مع المسؤولين المصريين الخطوط الرئيسية لزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية للقاهرة.

هنية وأبو مازن

 

المتابعون أكدوا أن زيارة أبو مرزوق تناولت العديد من الملفات من أبرزها كسر الحصار عن القطاع ومدى تقبل القاهرة لفكرة استقبال البضائع القادمة من عدة دول لقطاع غزة من أجل كسر الحصار، وهو ما يتطلب موافقة القاهرة لإدخالها للقطاع عبر معبر رفح البري، وهو الاقتراح الذي وعدت القاهرة بدراسته، إلا أنها ألمحت في الوقت نفسه بضرورة تليين حماس لمواقفها تجاه حركة فتح كمقدمة لحسن النوايا لإنهاء الانقسام بين الجانبين.

 

على جانب آخر أكد مقربون من حركة فتح أنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بدأ تحركاته لكسر حالة الجمود بينه وبين الجانب المصري، وطبقًا للمتابعين فإنَّ أبو مازن يتخذ من صفقة القرن مدخلًا لإنهاء الخلاف مع حماس، وفي سبيل ذلك سرَّب اقتراحاته بتغيير الحكومة الحالية بأخرى تشارك فيها حماس.

 

أوراق القاهرة

 

مراقبون تحدثوا عن نسب نجاح هذه الجولة الجديدة من المفاوضات، وما هي الأوراق التي تَمْلِكها القاهرة للضغط على الحركتين لضمان عدم فشل هذه الجولة، كما حدث مع الجولة السابقة التي جرت نهاية 2017، وهل يمكن أن تكون هذه الجولة من مفاوضات إنهاء الانقسام بشكل حقيقي يظهر تباعا على الأرض.

محمود أبو عهد ناشط حقوقي فلسطيني، قال لـ"مصر العربية": أعتقد أن القاهرة لديها أوراق ضغط على صناع القرار الفلسطيني من قيادات فتح وحماس، مضيفا أن القاهرة في هذه الجولة لن تترك القبضة من يدها، وقد تجبر المتفاوضين على المصالحة واستكمالها.

 

وأوضح الحقوقي الفلسطيني أن الأيام الأخيرة والتصريحات التي خرجت من قيادات حمساوية أثبتت أن موقف القاهرة من صفقة القرن إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأنها غير موافقة على الصفقة، قائلا: القاهرة تعمل على استعادة ريادتها وامتلاكها زمام الأمور في المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية والتي شعر البعض مؤخرا ذهابها لدول الخليج.

 

وتابع: مؤخرا القاهرة التي حسَّنت علاقاتها بحركة حماس منذ منتصف 2017، ترى في الحركة الأكثر تأثيرًا في القرار الفلسطيني مدخلًا هامًا للحفاظ على الوجود المصري في دائرة الاهتمام الأمريكي والإسرائيلي، مشيرا إلى أن المصالحة باتت وشيكة لكلا الطرفين، حماس ترغب في إنهاء الحصار، وفتح تعاني من عزلة دولية، وخاصة بعد توتر العلاقة بين أبو مازن والقاهرة، وبالتالي كلا الأطراف مهيأة للتصالح.

 

التشريعي الفلسطيني

 

وفي تصريح مسبق لحوار المصالحة الجديد، دعا رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، عزيز دويك، "القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، لعقد جلسة تجمع كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني، لدراسة الحالة الفلسطينية، تشخيصاً ومعالجة".

 

ونوه إلى أهمية "الوقوف في وجه (صفقة القرن) الأميركية"، ولمّ الشعب الفلسطيني في مكان واحد وقرار واحد"، مؤكداً أن "القدس هي قدسنا وأرضنا الخالدة، كانت وستبقى، وهي الآن بأهلها قدس فلسطين وقدس العرب وقدس المسلمين".

 

وأكد في تصريحات صحفية أنه "لا يسعى لشغل منصب رئاسة السلطة الفلسطينية"، خلافاً لما تردد سابقاً، من تصريحات نقلت على لسانه بأنه أحق بتولي المنصب حال غياب الرئيس، بصفته رئيساً للمجلس التشريعي.

 

وقال "لسنا باحثين عن المناصب، حيث لم أقل يوماً برغبتي في أن أكون رئيساً لهذا الشعب، إنما أرغب في أن يكون الشعب الفلسطيني رئيس نفسه، كي يدافع عن قضيته ويدرأ عنها خطر ما يراد به وبالوطن، وبالقدس، والمستوطنات".

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن

 

في حين، يرى محللون فلسطينيون أنَّ السلطة الفلسطينية وجدت في مظاهرات العودة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ عدة أشهر، وكذلك الحديث المتزايد عن صفقة القرن، سببًا وجيهًا في ترحيبها بفلسطينية" target="_blank">المصالحة الفلسطينية، وإرسال عدة رسائل للقاهرة بأنَّ السلطة يمكن أن تخفف مواقفها تجاه حماس لعبور المرحلة الراهنة..

 

قطاع غزة

 

وفي الأيام الأخيرة، اشترط رئيس السلطة محمود عباس، على حركة حماس تسليم "كل شيء" حتى تتحمّل السلطة المسؤولية الكاملة عن قطاع غزة.

 

وقال عباس، في كلمة له قبل أيام في مستهل اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح، في مقرّ الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله: "أكدنا لإخواننا المصريين أن خلاصة القول إنه إذا أرادت حماس المصالحة؛ فإما أن نستلم كل شيء ونتحمله، أو إذا أرادوا هم أن يتسلموا كل شيء فعليهم أن يتحملوا كل شيء، وهذا لا بد أن يتضح خلال الفترة المقبلة".

 

وأضاف: "لذلك أقول إنه لا بد من عقد اجتماع للمجلس المركزي الشهر المقبل لمناقشة هذه القضايا كلها، وأن نتخذ خلاله الإجراءات التي تتناسب مع هذه الأوضاع".

 

وتعد حركة حماس كما يرى المراقبون الأكثر امتلاكًا للأوراق في المرحلة الحالية، فهي بجانب نجاحها في الاستمرار داخل المشهد الدولي رغم الحصار والتضييق، أما الورقة الثانية لحماس فهي ورقة الأسرى التي بدأ الحديث عنها متصاعدًا خلال الأيام الماضية في الداخل الإسرائيلي.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى