[real_title] يواجه النظام الإيراني الحاكم العديد من الأزمات الداخلية والخارجية، فتزامنًا مع معضلة الملف النووي، تشهد المدن الإيرانية احتجاجات ضخمة على وقع الحالة الاقتصادية المذرية. وتزامنًا مع انتفاضة البازار في إيران والمستمرة منذ عدة أيام، أقامت قوى المعارضة الإيرانية، مؤتمرها السنوي في باريس، معلنين تأييدهم لتظاهرات الشارع، داعين المجتمع الدولي بضرورة الاستجابة وإسقاط نظام الملالي. مؤتمر باريس أقيم المؤتمر السنوي العام للإيرانيين وأنصار "المقاومة الإيرانية" يوم 30 يونيو في باريس تحت عنوان "إيران الحرّة.. البديل" بحضور مريم رجوي "رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية"، ومئات من السياسيين ورجال الدولة الكبار على المستوى الدولي من 5 قارات العالم. وقالت رجوي، في كلمتها في المؤتمر: "جيل مشتاق توّاق للحرية، انتفض من أجل استلام كل البلاد ولاستعادة إيران من الملالي الغاصبين، من عمّال هفت تبه والصلب وإلى مزارعي ورزنه، وإلى شباب مدينة كازرون وإلى سائقي وأصحاب الشاحنات في عامّة المدن الإيرانية وإلى تجّار السوق والشباب في شوارع «لاله زار» و«فردوسي» و«شوش» و«ملت» و«اكباتان» بالعاصمة طهران الذين تصدوا بشجاعة للعناصر الوحشية للنظام. إنها معركة الشعب الإيراني". وتابعت: "إسقاط النظام أمر محتوم والانتصار محتوم وإيران ستتحرّر وإيران خالية من الملالي والشاه، تلوح في الأفق، تبخّرت شعوذة وجود «حلّ» داخل الفاشية الدينية وتم إبطال سحرها". واستطردت: "الشعب والشباب المنتفضون، أعلنوا نهاية لعبة الجناحين داخل النظام". وأضافت رجوي: "الشعب الإيراني وبكل قومياته وأعراقه ومنذ 6 أشهر قد حقّقوا فعلاً وعلى أرض الواقع الانتفاضات بالرغم من وجود القمع في أوجه. المجتمع يعيش في حالة متفجرة وهبط موقع خامنئي نوعياً ويفتقر إلى أي شرعية. قوات الحرس والبسيج تتساقط عناصرها، وفقد الملالي أهم سند لهم أي سياسة المهادنة في أمريكا". وأكملت: "آثار العقوبات الهالكة تتساقط على النظام، وبالنتيجة تنخفض قدرته على إشعال الحروب والمغامرات في المنطقة وأهم مؤشّر لمرحلة السقوط أي الترابط بين المحرومين والمضطهدين وبين المقاومة المنظمة قد برز، الأمر الذي جعل قادة النظام يعبّرون جهاراًٴ عن مخاوفهم منه". انتفاضة إيرانية وفي بداية المؤتمر السنوي العام لإيران، أعلنت مريم رجوي في مؤتمر صحفي حضره مراسلون لوسائل الإعلام الدولية، مواقف المقاومة الإيرانية ومطالب الشعب الإيراني والمنتفضين. وقالت مريم رجوي: "كما شهدتم هذا الأسبوع، نهضت طهران واهتزت الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. معظم المدن الإيرانية ملتهبة. انتفاضة طهران أثبتت أن عجلة التغيير في إيران قد بدأت بالتحرك. لا شيء يستطيع إيقاف شعب عازم لنيل الحرية". وتابعت: "تقلّبت صفحة في إيران والنظام غير قادر على منع استمرار وتوسع نطاق الانتفاضة التي انطلقت قبل ستة أشهر. الوضع لا يتراجع إلى الوراء". واستطردت: "انتفاضة الشعب الإيراني، تمضي إلى الأمام بنجاح بمساهمة معاقل الانتفاضة التي نظمتها منظمة مجاهدي خلق في أرجاء البلاد". وأكملت رجوي: "الشعب الإيراني عازم على إسقاط هذا النظام بكل أجنحته، وإقامة جمهورية مبنيّة على التعدّدية، وأصوات الشعب، وفصل الدين عن الدولة. وقالت: رسالتي في مؤتمر اليوم والموجّهة إلى أبناء بلدي في عموم البلاد هي: إن النظام يعيش في أضعف حاله. اذاً، وسّعوا معاقل الانتفاضة، إسقاط النظام، يمكن فقط على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، تغيير النظام في متناول اليد أكثر من أي وقت آخر، مستقبل لامع وخالٍ عن الإعدام والتعذيب والتمييز والقمع يلوح في الأفق. وأما رسالتي إلى المجتمع الدولي فهي: 1. اعترفوا بنضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لوضع حد للدكتاتورية الدينية. وهذا أقلّ عمل يمكن تنفيذه لتعويض الخسائر التي لحقت بالشعب الإيراني جرّاء سياسة المساومة مع النظام الإيراني على مدى سنوات عديدة. 2. أخطار برنامج السلاح النووي، والصاروخي، والإرهابي للنظام الإيراني وتدخلاته في المنطقة، ستزول فقط بالإطاحة بهذا النظام وتحقيق الديمقراطية في إيران. يجب محاسبة النظام على انتهاكه لحقوق الإنسان. 3. افرضوا عقوبات كاملة نفطية ومالية على النظام. أوقفوا التجارة مع التابعين لقوات الحرس أو المؤسسات التابعة لخامنئي واشترطوا العلاقات مع النظام بوقف قمع الشعب الإيراني وإنهاء تصدير الإرهاب والتدخل في دول المنطقة. النظام السوري بدوره ألقى الدكتور نذير الحكيم الأمين العام للائتلاف الوطني لقوى "الثورة والمعارضة السورية" في المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية. http://www.youtube.com/embed/6AMK-EVygFA وقال في مستهل كلمته: "إخوتي، أحبّتي، الأخت مريم رجوي، رئيسة المقاومة الإيرانية، الرئيسة المنتخبة لإيران، الضيوف الكرام، إخوتي من إيران من سوريا، من كل بقعة من بقاع الأرض، بداية اسمحوا لي أن أوجّه تحية إكبار للأحرار الثائرين، لأبناء شعبنا الصامدين الذين يقفون في وجه الاستبداد والظلم ويناضلون ضد نظامين شريكي الدم، وشريكي الجريمة، النظام الإيراني والنظام السوري". وتابع: "نحن نحيّي المقاومة البطلة للشعب الإيراني لمواجهة نظام الطغاة في طهران. هناك مقاومة حقيقية لأبنائنا ولأخوتنا يقاومون النظام السوري والنظام الإيراني ومجموعاته العسكرية في درعا الصامدة، درعا الصمود، واننا لمنتصرون بإذن الله سبحانه وتعالى، وإننا لمنتصرون على طغاة إيران ودمشق". وأضاف: "تحية إكبار لكل من خرج على نظام الملالي في طهران. وتحية إكبار لكل من خرج على نظام الطغاة في كل نقطة من بقاع العالم". وأكمل: "أحبّتي، لقد انتعشت آمال وطموحات الشعب السوري الثائر عندما رأت جموع الحرة العظيمة من أبناء الشعب الإيراني تحتشد في ساحات إيران مدنها وأريافها داخلها وخارجها ترفع شعار العدالة والتغيير السياسي وتنادي بإسقاط عصابة الملالي التي جثمت على رأس إيران وامتد ظلمها للمنطقة كافة. فالظلم في سوريا وفي العراق وفي لبنان وفي اليمن وقريبا في شمال افريقيا وقد يصيب ظلمها في أمريكا واوروبا". إيران وسوريا وقال الحكيم إن "صوت إيران وصوت سوريا يعبّر عن صوت المظلومين وأصحاب الحق في كل أنحاء العالم وأن أصوات الأحرار من المقاومة في إيران وفي سوريا وغيرهما هم المقياس الحقيقي لأداة التغيير، والتغيير آت بإذن الله سبحانه تعالى". ومضة قائلًا: "إننا كحركة مقاومة ننادي لإحلال السلم والسلام، العدل والأمان، الحرية والاطمئنان، احترام كل الأجناس والأديان، وهذا ما سعى إليه في طهران ودمشق، وإنما أستغرب من العديد الذي يقول إننا نعامل مع نظام سرطاني في هذا العالم امتدت آثاره ولا أدري كيف نظام سرطاني لا يُستأصل ولا أدري كيف نظام سرطاني لا يُعالج بالكيمياوي. وأكمل: "هذا النظام نحن نحتاج لكلمات وانما نحتاج لدعمكم. إن مستقبل إيران للمقاومة الإيرانية وللشعب الإيراني الحاضر في شوارع طهران وشوارع العالم في هذه الأيام. فإننا نحن هنا في سوريا الثورة نرى أن برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من النقاط العشر كفيلة بأن يؤمن لإيران بلد حرّ يُحترم فيه كل إنسان". تظاهرات إيران http://www.youtube.com/embed/FrQrXe8e_jw 6 أشهر فقط هي المدة الفاصلة بين تظاهرات إيران ضد الغلاء مطلع العام الماضي، والأخرى التي خرجت منذ أيام وأطلق عليها تظاهرات "البازار"، حاملة الشعار نفسه "الفقر والجوع والتردي الاقتصادي"، والفساد الحكومي.. الاحتجاجات في طهران، اختلفت في التوقيت، لكنها بكل تأكيد ارتبطت بمطالب واحدة "مواجهة الغلاء والفقر والفساد الحكومي"، لتضع النظام الحاكم أمام مواجهة وصدام مع الطبقة الفقيرة في بلد بات رقما في معادلات دول كثيرة.. ففي الساعات الأخيرة، وفي خطوة غير مسبوقة منذ 4 عقود، خرج قبل أيام تجار أكبر الأسواق الإيرانية في طهران متظاهرين ومضربين عن العمل، ولسان حالهم يقول: "ما أشبه الليلة بالبارحة". البازار الكبير فها هو "البازار الكبير" الذي لعب دورا حاسما في ثورة 1979 يعود من جديد إلى المشهد، معلنا انتفاضته على أوضاع اقتصادية خانقة سببتها سياسات الملالي والنظام الحاكم. ويعمل كبار تجار إيران في "بازار طهران الكبير"، الذي يضم العديد من البضائع المستوردة التي تأثرت بالتراجع الكبير لقيمة العملة المحلية مقابل الدولار. انهيار اقتصادي وبعد موجة الاحتجاجات الأخيرة، وفي ظل أجواء من الاستياء حيال الوضع الاقتصادي، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمته للإيرانيين إلى الاحتفاظ بـ"الثقة" و"الأمل"، وقال في مناسبة المؤتمر السنوي الذي تنظمه السلطة القضائية، إن وسائل الإعلام، والأساتذة الجامعيين، والخطباء، والحوزات.. كل أولئك الذين يتحدثون في العلن، البرلمان، والنظام القضائي، جميعهم يجب أن يضموا جهودهم إلى جهودنا، وأؤكد لكم أنه إذا تمكنا من الاحتفاظ بهاتين الميزتين، وهما أمل وثقة (الشعب)، فيمكننا الانتصار على كل المشاكل. ودخل مرشد الثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي على خط الأزمة، ودعا القضاء في بلاده إلى التصدي لمن يكدرون الأمن الاقتصادي، في حين طالبت قيادة الحرس الثوري الإيرانيين بمساعدة الحكومة على تجاوز المشكلات الاقتصادية. ويعاني تجار ومستوردو إيران من صعوبة الحصول على النقد الأجنبي اللازم لدفع فاتورة الواردات من الخارج، بسبب شحّ النقد الأجنبي. وكانت سوق طهران المركزية وسط العاصمة، قد قامت، قبل أيام، بإضراب احتجاجا على الأسعار المتقلبة للعملة الصعبة. ويخشى الملالي الإيراني بأن ينعكس وقوف البازار مع المحتجين أن يكون السيناريو مشابهًا لما حدث في 1979 لذلك، تأخذ طهران تحركات البازار على محمل الجد فيما بدأت منابرها تهدد بقمع تلك التظاهرات على منوال ما حصل مع احتجاجات سابقة.