ارفعوا الجثث..حملة تطالب بتنظيف شوارع الموصل من قتلى داعش

[real_title]  بعد حوالي عام من استعادة مدينة الموصل في شمالي العراق من قبضة تنظيم داعش الإرهابي لازال أهالي المدينة يدفعون الثمن بسبب انتشار الجثث المتحللة في شوارع المدينة ما تسبب في انتشار الأمراض بين السكان الأمر الذي دفع ناشطين لتدشين هاشتاج ‫#ارفعوا_الجثث، للضغط على الحكومة العراقية بتنظيف الشوارع.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن في يوليو الماضي استعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" بعد سيطرته عليها لثلاث سنوات.

ومثلت هزيمة "داعش" في الموصل ضربة كبرى للتنظيم المتشدد، والذي يخسر أيضاً أراضي في قاعدة عملياته في مدينة الرقة السورية التي خطط منها لهجمات عالمية، كما أنه لا يزال مسيطراً على أراض في العراق ومن المتوقع أن يلجأ إلى أساليب الهجمات التقليدية مثل التفجيرات مع تفكك "دولة الخلافة" التي أعلنها في العام 2014.

دمار الموصل

وأدت معركة تحرير الموصل من داعش إلى تدمير أجزاء كبيرة من الموصل وقتل آلاف المدنيين وتشريد حوالى مليون شخص.

وتزكم رائحة الجثث الأنوف، من أركان تمتلئ بالركام وسط الخراب الذي حل بالشطر الغربي من الموصل ومن سيارات يأكلها الصدأ لا تزال مفخخة بالمتفجرات ومن بيوت مهجورة بعدما فر من استطاع الفرار من النهاية الدموية لحكم المتطرفين الذي استمر ثلاث سنوات.

وغالبية الجثث الملقاة في العراء في شوارع كثيرة لمتطرفين من التنظيم ممن تراجعوا إلى المباني المتلاصقة في الحي القديم الذي لم يعد إليه سوى نحو 5000 فقط، هم الذين ضاقت بهم الدنيا فاضطروا للعودة من سكانه قبل الحرب والذين كان عددهم يبلغ 200 ألف نسمة.

جثث متحللة

ويتم التعرف على بعض المقاتلين من ملابسهم بينما تم العثور على بعض الجثث لمقاتلين مازالوا ممسكين بسلاحهم الذي استخدموه في المعركة الأخيرة في مواجهة القوات العراقية وقوات التحالف التي حاصرتهم بحسب رويترز.

ويقول الدفاع المدني العراقي إنه جمع جثث 2585 مدنيا حتى منتصف يناير كانون الثاني وإنه لم يتم التعرف على أصحاب الكثير منها وإنه استكمل عملياته. ولا يريد الدفاع المدني إهدار موارده على جثث المتشددين.

أشخاص مفقودة

وشكلت مديرية البلدية فريقها المتخصص لتلقي طلبات سكان المدينة للعثور على أكثر من 9000 مفقود أغلبهم كانت آخر مرة يشاهدون فيها في الحي القديم ومن المفترض أنهم دفنوا تحت الركام.

ويعمل الفريق حاليا على إنجاز طلبات لرفع 300 جثة ويرسل مجموعات لانتشالها كلما أمكن. لكن هذه الجثث هي التي شاهدها جيران أو أفراد العائلات أو المارة وحددوا مواقعها.

ولم تذكر مديرية البلدية في الموصل العدد المحدد للخسائر البشرية في صفوف المدنيين غير أن رئيسها عبد الستار الحبو قال لرويترز إنه يتفق مع تقديرات بمقتل نحو عشرة آلاف مدني خلال المعركة بناء على تقارير المفقودين ومعلومات عن القتلى من المسؤولين. ويشمل الرقم ضحايا القتال البري وضحايا قصف قوات التحالف.

حملة لرفع الجثث

بدوره قال الناشط العراقي أحمد الملاح، إن عددا من شباب الموصل أطلقوا هاشتاج ‏#ارفعوا_الجثث للضغط على الجهات الحكومية للإسراع برفع جثث القتلى في الموصل القديمة، بعد أن وصل الوضع إلى حد يمنع عودة الأهالي لمناطقهم ويهدد بكارثة صحية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصرالعربية" أن الموصل تتعرض لنكبة حقيقة على الرغم من تحريرها من قبضة تنظيم داعش منذ حوالي عام، وذلك بسبب الجثث المتعفنة التي حولت حياة السكان الذين عادوا للموصل إلى جحيم.

وأوضح أن السكان يتعرضون لخطر الموت بسبب روائح الجثث، فضلاً عن الذباب والبعضو الذي ساعد على انتشار الفتاكة بسبب التلوث هناك، مطالباً الحكومة العراقية بإعطاء الموصل أولوبة في عملية الإعمار، كما طالب الجميعات الحقوقية والبيئة بتفعيل دورها في الموصل بشكل مكثف.

تكاليف الإعمار

وتوقعت الأمم المتحدة بأن تتخطى كلفة إصلاح البنية التحتية في الموصل بليون دولار وفي بعض أسوأ المناطق التي تضررت من القصف والمعارك بدا أن الدمار حاق بكل المباني تقريباً وقال مسؤولون من الأمم المتحدة إن تكدس المباني في الموصل يعني أن حجم الدمار ربما لم يقدر بالكامل حتى الآن.

ولم تكشف الحكومة العراقية حتى الآن عن حجم الخسائر في صفوف قواتها لكن طلب تمويل من وزارة الدفاع الأميركية قال إن خسائر قوات مكافحة الإرهاب التي تقود المعركة في الموصل بلغت 40 في المئة.

وطلبت وزارة الدفاع الأميركية 1.269 بليون دولار من الموازنة الأميركية لعام 2018 لمواصلة تقديم الدعم للقوات العراقية التي انهارت في 2014 أمام بضع مئات من المتشددين اجتاحوا الموصل ومناطق أخرى من البلاد.

انتشار الأمراض

فيما قال الإعلامي العراقي ليث الراشدي، إن سبب تأخر انتشال الجثث هى بسبب عدم وجود آليات متخصصة وتساعد في ذلك، لأن التنظيم دمر الآليات المحلية الخاصة بالدفاع المدني والخاصة بالبلديات قبل هزيمتة .

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربة" أن غالبية الجثث المتحللة في الشوارع هى لعناصر من التنظيم الإرهابي وهذا يتضح من ملابسهم المعروفة ولحاهم الطويلة، كما أن هناك جثث مدنية مالزالت تحت أنقاض المنازل التي دمرت.

وأوضح أن مع دخول الصيف ستزيد عملية التحلل التي ينتشر بجوارها الحشرات التي قد تنشر الأوبئة والأمراض، ويبدو أن السكان الذين نجوا من مسلحين داعش سيموتون بجثث التنظيم الملاقة في الشوارع.