«من الألف إلى الياء».. إليك كل تفاصيل معركة الحديدة في اليمن

«من الألف إلى الياء».. إليك كل تفاصيل معركة الحديدة في اليمن
«من الألف إلى الياء».. إليك كل تفاصيل معركة الحديدة في اليمن

[real_title] "بدأت الجولة.. المعركة إلى أين"؟.. دخلت الأزمة اليمنية في مفترق طرق، محلها ما يجري حاليًّا في مدينة الحديدة غربي البلاد.

 

معركة الحديدة اندلعت في 13 يونيو الجاري بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية من طرف، وجماعة أنصار الله "الحوثي" من طرف آخر.

 

يلعب ميناء الحديدة دورًا كبيرًا وحاسمًا في وصول المواد الغدائية لداخل البلاد، حيث يتم الاعتماد عليه بشكل كبير عند معظم عمليات الاستيراد، وبخاصةً أنّ 80% من الواردات اليمنية تمر عبره بما في ذلك الكثير من الطعام والأدوية وما إلى ذلك، وكان قد تم تعطيل الميناء أو إغلاقه عدة مرات خلال الحرب مما تسبب في حصول الكثير من المجاعات المؤقتة والكوارث الإنسانية.

 

خلال الحرب الأهلية اليمنية عام 2015 سيطر الحوثيون على الميناء مما دفع بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى قصف المدينة في 18 أغسطس من نفس العام.

 

دُمر خلال القصف أربع رافعات كما تضررت عدة مستودعات، وقد ذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثي حينها أن القصف استهدف حتى المدنيين، في حين اشتكت المنظمات الدولية من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية بسبب الحصار الذي فرضه التحالف والذي منع خلاله وصول مواد الإغاثة إلى المحتاجين.

 

وفي أوائل نوفمبر 2017، وردًا على استهداف الحوثيين بصاروخ للمملكة العربية السعودية، أعلنت الرياض إغلاق الميناء جنبًا إلى جنب مع كل الطرق الأخرى المؤدية إلى اليمن, وفي 23 من نفس الشهر سمحت السلطات بفتح الميناء ولو مؤقتًا من أجل مرور المساعدات كما سمحت بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي.

 

قبل بداية المعركة، كانت ثلاثة أرباع من المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية التي تدخل اليمن تمر عبر ميناء الحديدة، وقد لعبت الأمم المتحدة دورًا كبيرًا في تجنب حدوث أزمة إنسانية خاصة في حالة ما حاصرت دول التحالف العربي الميناء والمدينة بصفة عامة ومن ثم منعت مرور كل المساعدات.

 

قبل أسبوع من بداية "الحرب" أو الهجوم، حذرت الأمم المتحدة من أن ما بين 250 ألفًا إلى 600 ألف من السكان في خطر، ونددت في عدة مرات بما سمته إمكانية وقوع "كارثة" داخل أسوار المدينة.

 

وقبل الهجوم، ذكر بيان صادر عن منظمة اليونيسيف أنّ ما لا يقل عن 300 ألف طفل يعيشون حاليًّا في المدينة وحولها ويُعانون منذ فترة طويلة بالفعل، وأضافت: "هناك 11 مليون طفل في حاجة إلى المساعدات الإنسانية.. سيؤدي الهجوم إلى خنق شريان الحياة وستكون له عواقب مدمرة".

 

كما دعى البيان كل الدبلوماسيين إلى الضغط على بريطانيا والولايات المتحدة من أجل حث الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على تأخير الهجوم.

 

وكانت مجموعة من المنظمات الدولية والجمعيات الحقوقية قد اتهمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة بعدم القيام بما يكفي من أجل ردع دول التحالف عن شن هذا الهجوم.

 

في البداية، ذكرت الإمارات أنّ الهجوم سيتم تنفيذه من دون الحصول على دعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في حين أعربت حكومة الولايات المتحدة عن مخاوفها مما قد يحصل بالرغم من أن وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس قد توعدوا بتقديم كل الدعم للمدنيين.

 

ووفقًا لوزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية أنور قرقاش، فإن الميليشيات الحوثية قد انسحبت من الحديدة في صباح 13 يونيو، أمّا الحوثيين فيقولون إنّهم استولوا على السلطة من خلال ثورة شعبية وأنهم يُدافعون عن اليمن من الغزو.

 

وحذرت الهيئة الإغاثية كير من حصول أسوأ كارثة إنسانية في صنعاء، حيث نشرت بيانًا تقول فيه: "معونات الناس قد استُنفدت بالفعل وباتوا اليوم يتضورون جوعا كما لا يتوفرون على أي وسائل للتعامل مع أي تصعيد في الحرب".

 

ودعا محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية جميع المنظمات الدولية إلى اتخاذ موقف جدي بشأن العدوان غير المسبوق بسبب ما يُشكله من تهديد خطير لميناء الحديدة الحيوي، كما أكد على استمرار التعاون الكامل مع منظمات الإغاثة الدولية لتقديم المساعدات إلى كافة الشعب اليمني.

 

في 13 يونيو، ذكر مسؤولون يمنيون أنّ ما يقرب من 2,000 من القوات الإماراتية قد اقتحمت مدينة الحديدة انطلاقًا من قاعدة بحرية للإمارات في إريتريا، وقد تم توجيه 30 ضربة جوية في اليوم الأول من القتال، وسط معاناة للسكان من الذعر والرعب.

 

في اليوم الأول من المعركة، ذكرت الإمارات وقوات التحالف أنها تسعى "لاسترجاع" مطار الحديدة الدولي الذي يقع على بعد أميال قليلة من وسط المدينة.

 

وتحدثت وسائل إعلام يمنية عن أنّ المقاتلين الحوثيين بقيادة اللجان الشعبية قد خلفوا أضرارًا جسيمة على ما سمتهم "المعتدين" في حي هايز وذلك بعد تمكن الحوثي من تدمير 10 ناقلات للجنود وبعض المدرعات في حين قُتل 250 من المسلحين الحوثيين خلال القتال.

 

وقد ذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين من خلال المتحدث لؤي الشامي قد استهدفوا سفينة تابعة للتحالف بصاروخين، أما القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة فقد ذكرت أن أربعة من جنودها قُتلوا اعتبارا من 13 يونيو.

 

وفي بيان رسمي، ذكر الحوثي أنّ قيادات الدفاع البحرية والساحلية في جاهزية عالية ومستعدة لمواجهة الهجوم على الميناء، محذرًا من أن مزيدا من الهجمات قد يتسبب في رد فعل قوية.

 

كما أضاف أنّه لا يوجد قلق على السفن المدنية في الحديدة طالما بقيت ملتزمة بالقانون البحري الدولي، وأكد أيضًا أنّ القوات البحرية الوطنية اليمنية ستتولى المسؤولية في الدفاع عن اليمن وسيادته وسلامة أراضيه.

 

وذكر زعيم حركة "أنصار الله" عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الولايات المتحدة هي اللاعب الرئيسي في الهجوم على الحديدة، وأشار إلى أنّ الأطراف الأخرى مجرد "أدوات"، كما أكد أنّ اليمنيين يقاتلون ضمن ما سماها "معركة التحرير والمقاومة" وذلك بهدف مواجهة الطغيان والغطرسة على جميع الجبهات.

 

في 14 يونيو، اعترفت القوات الموالية للحكومة اليمنية أنّها فشلت في اختراق خط الدفاع الأول بسبب دفاع الحوثيين عن المدينة، وكانت مصادر طبية قد أفادت بأن ثلاثين من المسلحين الحوثيين قد قتلوا خلال الاشتباكات بالقرب من مطار الحديدة جنبًا إلى جنب مع تسعة من القوات الموالية لهادي.

 

ووفقًا للسفير الإماراتي لدى الأمم المتحدة عبيد سالم الزعابي، فإن قوات التحالف تتمركز على بعد كيلو مترين فقط من مطار المدينة.

 

وفي 15 يونيو، ذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين مقتل وإصابة أكثر من 40 جنديًّا من قوات التحالف الذين وصفتهم بـ"المرتزقة والمنافقين"، كما أكدت القناة مقتل بعض القادة على مقربة من شاطئ المديتة من خلال استهدافهم بقذائف التوشكا بعد جمع المعلومات الاستخباراتية اللازمة بواسطة طائرة استطلاع.

 

وحتى فجر اليوم الأحد، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر طبية وعسكرية أن 139 مسلحا على الأقل قتلوا خلال المعارك، بينما أفادت مصادر إخبارية حوثية بمقتل أكثر من 50 من القوات الحكومية.

 

وقد أثار استمرار القتال مخاوف الأمم المتحدة من اندلاع كارثة إنسانية في بلد تمزقه الحرب ويواجه مخاطر التعرض لأكبر مجاعة في تاريخه.

 

سياسيًّا، جرت محاولات دولية لاحتواء الموقف، فقد أجرى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، مباحثات عاجلة في صنعاء بشأن القتال الدائر في الحديدة.

 

وكان المبعوث الأممي قد قال لدى بداية الهجوم على الحديدة إن المفاوضات مستمرة تجنبا لاشتباكات دامية داخلها.

 

في غضون ذلك، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تعليق له على "تويتر"، دعم بلاده لـ "جهود المبعوث لتسهيل تسليم آمن للحديدة للحكومة اليمنية الشرعية".

 

وأضاف: "سكان الحديدة يرغبون في التحرر سريعًا.. التحالف سيواصل استعداداته العسكرية والإنسانية لتحقيق هذه النتيجة العاجلة".

 

ماذا لو سقطت الحديدة؟

قبل الحرب التي نشبت فجر الأربعاء، كانت التطورات العسكرية لقوات التحالف العربي تشير إلى تقدم عسكري ملحوظ شمال مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، والخسائر دفعت الحوثيين لبدء مفاوضات مع المبعوث الأممي من أجل تسليم ميناء الحديدة وفق شروط، أوردها تقرير لساسة بوست، أبرزها عدم اعتراض البضائع المتجهة إلى مناطقها وإلزام الحكومة الشرعية بتسليم رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، وإيقاف الحرب وعدم استهداف مناطق جديدة تحت سيطرتها، وإلزام تحالف دعم الشرعية بإيقاف الغارات، وبدء مفاوضات سلام، مع وضع ضمانات كافية بعدم خرق وقف إطلاق النار.

 

لكنّ الإمارات قطعت الطريق عليهم من أجل إخراجهم تمامًا من طاولة المفاوضات الأممية تمهيدًا لإخراجهم أيضًا من المحافظة الاستراتيجية التي تمنحهم وجودًا على البحر الأحمر، ووفق آخر المستجدات العسكرية التي يُنشرها إعلام التحالف، فإنّ القوات اليمنية المدعومة من السعودية والإمارات باتت أقرب ما تكون من المطار والميناء، وهو تحوّل سريع قد يغير خريطة الحرب في وقت قصير.

 

على جانب آخر، فبحسب ما أعلنته وكالة الأنباء اليمنية سبأ، التي يُسيطر عليها الحوثيون، فإنّ قواتهم استخدمت المدفعية الثقيلة والصواريخ ردًا على القوات السعودية، وفي تطور آخر للقتال، أطلق الحوثيون صواريخهم البالستية مدينة الفيصل العسكرية بنجران الحدودية، كما استهدفوا أيضًا بارجة حربية تابعة لقوات التحالف حاولت الاقتراب من ساحل الحديدة، ورغم الصمود الحوثي إلا أنّ القادة الميدانيين سبق وأن وضعوا خُططًا أخرى لما بعد الهزيمة في محاولة للبقاء على طاولة المفاوضات.

 

المثير - وفق التقرير - أنّ الحوثيون قاموا بتفخيخ الميناء والمطار اللذان يُشار إليهما باعتبارهما الهدف الرئيس للمعركة، ويبدو أنه سيكون القرار الأخير قبل الانسحاب من المدينة، الحوثي أيضًا سبق أن هدد بوقف الملاحة في البحر الأحمر، عن طريق استهداف السفن بالصواريخ البالستية إذا استمرت الخسائر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الألغام البحرية ممتدة على طول الشريط الغربي، وهو ما يعيق أي عمليات إنزال بحري.

 

من ناحية البر، فالحوثي يتبع سياسة "الأرض المُحترقة" بامتياز، فكل الأراضي التي ينسحب منها يقوم بزراعتها بالألغام لإعاقة تقدم القوات اليمنية، وبحسب تصريحات قائد عمليات جبهة الساحل الغربي لموقع "الجزيرة"، فإن قواته على بُعد مسافة أمتار من المدينة، مشيرًا إلى أن كثافة الألغام هي فقط التي تؤخر التقدم نحو المدينة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى