التدخل الإيراني في سوريا.. الوجود الأبدي يعصف بـ«الشاميين»

التدخل الإيراني في سوريا.. الوجود الأبدي يعصف بـ«الشاميين»
التدخل الإيراني في سوريا.. الوجود الأبدي يعصف بـ«الشاميين»

[real_title] "سنبقى إلى الأبد".. هذا مخلص السياسة الإيرانية الخاصة بالتعامل مع الأزمة السورية، حسبما حلّلها الصحفي بورزو دراغاهي المختص بشؤون الشرق الأوسط في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

 

يقول الكاتب إنّ إيران تريد البقاء في سوريا إلى الأبد على الرغم من الضغوطات الإسرائيلية والروسية التي تواجهها للانسحاب من سوريا.

 

منذ بدء الثورة، قتل 2000 عسكري إيراني في سوريا منذ أن بدأت طهران دعم نظام بشار الأسد لسحق الثورة.

 

ويوضح الكاتب أنّ تل أبيب تضغط على روسيا - صاحبة النفوذ الأوسع في سوريا - لإجبار إيران على مغادرة البلاد، كما هدّدت مرارًا وتكرارًا بضرب المزيد من المواقع الإيرانية بالقرب من مرتفعات الجولان وفي أي مكان داخل سوريا.

 

وحدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو انسحاب إيران من سوريا كواحد من 12 شرطًا لإلغاء العقوبات التي تفرض الولايات المتحدة على إيران بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الشهر الماضي.

 

وبحسب الكاتب، فإنّ مسؤولين وخبراء إيرانيين قالوا إنّ إيران قد استثمرت الكثير من الدماء والثروات التي تصل إلى 30 مليار دولار في سوريا، فضلًا عن الضربات الإسرائيلية والضغط الروسي.

 

وأضاف أنّ" إيران التي استثمرت الكثير في سوريا مصممة على جني المكاسب الاستراتيجية المحتملة التي ستحصل عليها على المدى الطويل حتى لو كان ذلك على حساب المزيد من الأرواح والأموال التي يمكن أن تقدمها على المدى القصير".

 

كما نقلت الصحيفة عن أحد المحريين في وسيلة إعلامية إيرانية بارزة: "لا أعتقد أنّ إيران مستعدة للتخلي عن وجودها في سوريا"، وأضاف - شريطة عدم الكشف عن اسمه - أنّ وجود إيران يعطيها نفوذًا جيدًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما أنّ التواجد على الأرض مهم جدًا، وإيران لديها مهارات قوية في إدارة الأمور على الأرض، بالمنطقة التي يظهر فيها الضعف الروسي.

 

رسميًّا، تقول إيران إنّها في سوريا بناءً على طلب دمشق، ولن تغادر إلا بطلب منها، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: "طالما كان الأمر ضروريًّا وطالما يتواجد الإرهاب وطالما تريدنا الحكومة السورية ستبقي إيران تواجدها في سوريا وستعرض مشاركتها على الحكومة السورية".

 

كما ذكّرت المجلة بتصريح لبشار الأسد في لقاء تلفزيوني أجراه منذ أيام، أشار فيه إلى عدم وجود قوات إيرانية في سوريا، حيث قال "لدينا ضباط إيرانيون يعلمون لمساعدة الجيش السوري"، مؤكدًا عدم وجود قوات إيرانية على الأرض.

 

من جانب آخر، ووفقًا للحسابات التي أجراها الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث المقيم في الولايات المتحدة منصور فارهنج، فإنّ إيران أنفقت ما لا يقل عن 30 مليار دولار في سوريا على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية، بينما رأى "نديم شحادة" زميل الشرق الأوسط في "جامعة تافس" أن إيران أنفقت أكثر من ذلك، معتقدًا أنّ إيران أنفقت حوالي 15 مليار سنويًّا، أي ما يصل إلى 105 مليارات دولار بالمجمل.

 

كما أشار نوار أوليفر الباحث العسكري في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية إلى أنّ "القوات الإيرانية تعمل حاليًّا في 11 قاعدة عسكرية منتشرة في جميع أنحاء سوريا، بالإضافة إلى 9 قواعد عسكرية تابعة للمليشيات الشيعية التابعة لها والمتواجدة في جنوب حلب وحمص ودير الزور، كما يوجد لحزب الله 15 قاعدة عسكرية ونقطة مراقبة على طول الحدود اللبنانية وفي حلب."

 

وتذكر المجلة أنّ تواجد إيران في سوريا يتجاوز الوجود العسكري التقليدي، حيث بدأت إيران بزرع البذور لإنشاء مؤسساتها المالية والأيديولوجية بالإضافة إلى عشرات المنظمات الأخرى المرتبطة بها، حيث تقوم "جهاد البناء" المؤسسة الإسلامية الخيرية التي مولت ونظمت إعادة جنوب بيروت بعد حرب 2006 ببناء مشروعات كبيرة لإعادة المدارس والطرق وتأهيل البنى التحتية في حلب وريفها بدعم مباشر من إيران.

 

وحظيت الشركات الإيرانية في الأشهر الأخيرة، بصفقات اقتصادية في سوريا تشمل توفير الجرارات، والفوسفات وكذلك إصلاح الشبكات الكهربائية وصقل السكر، واستنادًا إلى التقديرات المقدمة من المسؤولين الإيرانيين، فإنّ إيران تصدر ما لا يقل عن 105 ملايين دولار سنويًّا إلى سوريا، كما أقرضت إيران ما لا يقل عن 4.5 مليار دولار لنظام الأسد منذ 2013.

 

وحسب المجلة، فقد أكّد محللون عسكريون أنَّ إيران تخضع بالفعل لضغوطٍ روسية لنقل القوات والميليشيات المتركزة الآن في جنوبي سوريا إلى دير الزور غرب نهر الفرات، لكنَّ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذَّر هذا الأسبوع من أنَّ إسرائيل ستضرب أي محاولةٍ من جانب إيران لترسيخ نفسها عسكريًّا في سوريا، ليس فقط في هضبة الجولان، بل أي مكان في سوريا.

 

تشير كل هذه المعلومات الواردة في تقرير المجلة، بأنّه لا يمكن توقع انسحابًا إيرانيًّا من سوريا، وبخاصةً في ظل المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية التي تجنيها إيران جرّاء مشاركتها فيما يدور بسوريا.

 

وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية"، يقول الحقوقي السوري زياد الطائي إنّ إيران تعتبر سوريا جزءًا من أراضيها، تخضع لحكمها، وبالتالي تواجدها في سوريا مسألة مصير لا يمكن تغييره. 

 

ويضيف أنّ إيران رمت بثقلها العسكري في دمشق، ووضعت نفسها حجر زاوية في مصير الدولة السورية سياسيًّا وعسكريًّا، ويلفت إلى أنّ الروس وحدهم من يمكنهم إزاحة طهران، لكن مصالح موسكو تمنع ذلك.

 

ويتابع: "الجميع خذل السوريين، لذلك ليس أمامنا سوى المعارضة من جانب، ودول أصدقاء سوريا من الجانب الآخر، مشيرا إلى أن التنسيق الروسي السوري الإيران سيظل مستمرًا في سوريا حتى لو انتهت الحرب".

 

ويؤكد أنّ مطامع إيران في سوريا لا تزال موجودة، ولا يمكنها الاستغناء عنها الآن.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى