بعد عام من القمة الأمريكية- السعودية.. هذا ما فعله ترامب في العالم

بعد عام من القمة الأمريكية- السعودية.. هذا ما فعله ترامب في العالم
بعد عام من القمة الأمريكية- السعودية.. هذا ما فعله ترامب في العالم

[real_title] 12 شهرًا هي المدة التي مرت على ما سميت بالقمة (الإسلامية – الأمريكية)، عندما جاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية قبل "إسرائيل" في أول زيارة خارجية له، وما تزال المنطقة تعيش تداعيات هذه الزيارة.

 

ما حدث في قمة الرياض قبل عام، كانت بمثابة تغيير جذري في غالبية الملفات الإقليمية، فبعد القمة مباشرة اندلعت الأزمة الخليجية، تبعها تغيرات في المنطقة، مرورا بما يسمى صفقة القرن، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، بعد إعلانها عاصمة للكيان الصهيوني..

 

أيضا، القمة أعقبها تقارب سعودي أمريكي، بموجبه أعلنت الأخيرة دعمها للرياض في وجه إيران وحزب الله..

 

ففي 20 و21 و22 من مايو العام الماضي عقدت قمة الرياض بمناسبة زيارة ترامب إلى المملكة، وتضمنت اجتماعاً ثنائياً بين الولايات المتحدة والسعودية، واجتماعين آخرين، أحدهما مع دول مجلس التعاون الخليجي والآخر مع الدول العربية والإسلامية بمشاركة 56 دولة، حاضر فيها ترامب عن "السلام والمحبة ومكافحة التطرف".

 

عقود اقتصادية

 

وخلال الزيارة التي وصفت بالتاريخية وقع البلدان سلسلة عقود اقتصادية هي الكبرى في تاريخ البلدين، بقيمة 460 مليار دولار، بينها 110 مليارات دولار صفقات عسكرية، مقابل- وفق ما اعتبره ترامب- "حماية بلاده للمملكة طيلة العقود الماضية".

 

وكان واضحاً منذ بدايتها أن المنطقة بعدها ليست كما كانت قبل القمة، حيث أشار حينها البيان الخاص بالقمة إلى "تغيير قواعد اللعبة"، كإحدى النتائج التي ستسفر عنها.

 

وكانت كل وسائل الإعلام والتصريحات الرسمية تشير إلى أن القمة ستستهدف نفوذ إيران في الشرق الأوسط، الذي أرق الرياض وحلفاءها، خاصة أنها تثير الكثير من المشاكل، لا سيما في العراق وسوريا واليمن؛ عبر دعم المليشيات التابعة لها لزعزعة أمن هذه البلدان.

 

لكن المفاجأة كانت أن الهدف المعلن ليس كما أخفته النوايا، فقد تم حصار قطر بعد 15 يوماً من القمة فقط! في خطوة وصفت بغير المبررة، خاصة أن سبل الحوار كانت مفتوحة، فضلاً عن مشاركة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القمة نفسها وإجرائه حوارات مع مسؤولي العالم، وعلى رأسهم ترامب والملك سلمان.

 

خطط أمريكية- سعودية

 

تقارير صحفية أمريكية عدة ذكرت أن القمة ومخرجاتها كان مخططاً لها سلفاً، وجاءت نتيجة تفاهمات بين جاريد كوشنير صهر دونالد ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأيضاً ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

 

ويشير تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في يوليو من العام الماضي، إلى أن كوشنر عقد مشاورات طويلة مع ولي العهد السعودي قبل قمة الرياض لإدارة الملفات الداخلية والخارجية.

 

 

واللافت للانتباه أن موقف ترامب كان متأرجحاً في موضوع حصار قطر، لكن طول أمده، والفشل في تحقيق أهدافه، جعله يطالب بإنهائه بوقت سريع، خاصة أنه يرغب في حشد الجبهة الخليجية لمواجهة إيران، عقب إلغائه الاتفاق النووي معها في مايو 2018.

 

حصار قطر

 

ومن الأمور اللافتة للانتباه أن فترة ما بعد القمة شهدت تراجعاً ملحوظاً بنبرة الخطاب العروبي والإسلامي المعادي لـ "إسرائيل"، حتى تحول لتطبيع بحجة "المصالح المشتركة"، وقد انتهى باعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في ديسمبر 2018، وسط رد فعل سعودي وعربي بارد.

 

 

وبينما كانت قوات الاحتلال تقتل الفلسطينيين المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، قال ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، لمجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، الاثنين 2 أبريل 2018: إن "الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل، وإن كل شعب بأي مكان له الحق في العيش بسلام".

 

تطبيع عربي مع الكيان

 

اللافت أيضا في العام الذي أتى بعد زيارة ترامب للسعودية، هو التغير الدراماتيكي في العلاقة بين الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي..

 

فهناك ثمة تسابق عربي على التطبيع مع الكيان، فأغلب دول الخليج مهيّأة لعلاقات دبلوماسية مكشوفة، لأنها تشعر بأنها مهدّدة من إيران لا من "إسرائيل".

الأيام الأخيرة، خاصة التي قبيل إحياء الشعب الفلسطيني ذكرى نكبته واغتصاب أرضه من قبل العصابات الصهيونية عام1948، ساد الشارع العربي حالة من التطبيع مع الكيان الغاصب للأرض، حيث كشفت صحف أمريكية عن تقارب عربي مع "إسرائيل"، آخرها لقاء جمع بين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسفيري دولة الإمارات والبحرين بالولايات المتحدة، في مارس الماضي بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية..

 

التقارب مع الكيان لم يقف عند لقاء وزراء عرب بقادة الكيان الصهيوني، بل ذهب لدعم دول عربية لضربة إسرائيل للقواعد العسكرية الإيرانية والأسدية في سوريا.

 

العلاقات العربية- الإسرائيلية

 

العلاقات العربية- الإسرائيلية شهدت مؤخرا تطوّرات متسارعة وغير مسبوقة، وصلت إلى مرحلة الزيارات المتبادلة، وذلك على ضوء الملفّات الساخنة والشائكة التي تمرّ بها المنطقة.

 

وتسعي الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، لتوطيد علاقاتها مع "إسرائيل" وفتح صفحة جديدة معها لم يتوقّف عند تبادل "المدح الإعلامي" بين الطرفين، بل تجاوز ذلك حتى وصل إلى مرحلة التفاهمات المشتركة وتنسيق الخطوات حول الملفّات الساخنة بالمنطقة، وعلى رأسها الملفّان "الفلسطيني والإيراني".

 

الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني

 

لا يستبعد المراقبون وقوف السعودية وراء انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني، ولو بالدعم المالي لعرقلة الاتفاق، خصوصا وأن إيران هي العدو الأول للسعودية الآن، وكذلك أذرعتها في المنطقة "حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية".

 

الأيام الأخيرة شهدت توترات في العلاقات الأمريكية الإيرانية،  على خلفية انسحاب واشنطن من الاتفاق، وفرض المزيد من الشروط لإكمال الاتفاق، وسط تخبط أوروبي.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى