انقلاب في معقل الانقلاب.. ماذا يحدث بـ«صعدة اليمنية»؟

انقلاب في معقل الانقلاب.. ماذا يحدث بـ«صعدة اليمنية»؟
انقلاب في معقل الانقلاب.. ماذا يحدث بـ«صعدة اليمنية»؟
[real_title] "انقلاب داخل الانقلاب".. ربما بات هذا هو الوصف الأكثر دقة لما يجري في محافظة صعدة اليمنية، في الساعات الأخيرة.

 

قبائل محافظة صعدة، التي يعتبرها عبدالملك الحوثي قائد جماعة "أنصار الله" معقله، رفضها لمشروعه الطائفي وممارسات ميليشياته الموالية لإيران، مشيدةً - في الوقت نفسه بـ"انتصارات الجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".

 

عقب اجتماع موسع، قال مشايخ القبائل - في بيان - إنّهم "شكّلوا لجنة سياسية وإعلامية لتوضيح موقف قبائل صعدة من الميلشيات الحوثية الموالية لنظام الملالي في إيران، مشددين على أنّ "محافظة صعدة جزء لا يتجزأ من اليمن".

 

وأكد البيان رفض قبائل صعدة "أي فرز لمحافظهم على أساس طائفي أو عنصري"، وأن "صعدة يمنية عربية، والفكر الإيراني الصفوي دخيل عليها".

 

وفي خطوة اعتبرتها وسائل إعلام إماراتية وسعودية زيادةً في تفكك الميليشيات المتمردة، دعا المشايخ من وصفوهم بـ"المغرر بهم من أبناء قبائل صعدة للتوقف عن الزج بأبنائهم في معركة عبثية خاسرة، وبأنهم يعلنون براءتهم من كل من ذهب للاعتداء على اليمنيين".

 

وقالت القبائل إنّها "ترتبط مع إخوانها اليمنين بروابط نسَب وجوار وما بدر من مقذوفات على القرى الحدودية المجاورة لصعدة لا يمثل إلا عصابة الحوثي"، وكشف المشايخ عن عزمهم "عقد لقاءات مع سفراء دول التحالف، لتأكيد موقف قبائل صعدة مع الشرعية والرافض للانقلاب الحوثي المدعوم من إيران التي أدخلت اليمن في السنوات الماضية بدوامة الحرب".

 

وأعربت قبائل صعدة عن شكرها للإسناد الذي قدمته قوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، محيين أيضًا "انتصارات الجيش الوطني المدعوم من التحالف في رفد الجبهات بالرجال لتحرير آخر شبر من صعدة".

 

وأكد البيان "مدى عزلة الحوثي الذي عمل على تنفيذ أجندة إيران الطائفية باليمن والمزعزعة لاستقرار البلاد والمنطقة، وها هو يجد نفسه عن جديد منبوذا حتى في المنطقة التي ينحدر منها.

 

وبحسب تقارير إعلامية، يتحصن "الحوثي" في إحدى مناطق صعدة، وذكرت قناة "سكاي نيوز" أنّ ميليشياته تكبّدت خسائر فادحة مؤخرًا مع تقدم نوعي للمقاومة الوطنية بقيادة العميد ركن طارق صالح وألوية العمالقة والمقاومة التهامية على جبهة الساحل الغربي.

 

عبد الخالق فايز حمود بشر - أحد مشايخ خولان بن عامر - أكّد أنّ «الميليشيات حاولت تسويق فكرة تبعية صعدة للحوثيين، فيما كان أبناء المحافظة من ضحايا تجاوزات الحوثيين».

 

ودعا الشيخ علي محمد ناصر قملان، أحد مشايخ قبيلة وعائلة آل عمر، جميع أبناء قبائل صعدة للترحيب بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية والانخراط في المعارك في وجه الميليشيات.

 

وأوضح الشيخ فهد طالب الشرفي، أحد مشايخ خولان بن عامر، أن أغلبية القبائل اليمنية تناهض مشروع الميليشيات وهي تنتظر الفرصة للانتفاض ضد سيطرة جماعة الحوثي في صعدة.

 

الشيخ شائق محمد شائق، أحد مشايخ قبائل مران، اعتبر أن ميليشيا الحوثي تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن زعيمها بات مشرداً بين عدة مناطق يحاول تفادي الاستهداف.

 

الشيخ علي حسن جيلان، عضو مديريات الملاحيط، من جهته، دعا القبائل إلى عدم إرسال أبنائهم للقتال إلى جانب الميليشيات في حربهم العبثية، بحسب قناة "العربية".

 

تعليقًا على هذا التطور، يقول الباحث اليمني الدكتور عمر الشرعبي الباحث في الشؤون الاستراتيجية وإدارة الأزمات: "القبائل اليمنية لها تركيبة لا يعلمها إلا من كان متابعًا ومطلعًا عن قرب لتلك الركيبة وتفصيلاتها اليمن تحكم بنظام القبيلة منذ قديم الأزل".

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية": "العادات والتقاليد إلى جانب الشريعة الإسلامية هم النظام الأساسي للدولة في إدارتها الشائكة والمعقدة، ولابد أن يحكم اليمن شخص قوي يمتلك الكاريزما ليقود الدولة بجميع مؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، والأهم التنظيم والتشكيل القبلي بقبائلها الثلاث الرئيسية بكيل وحاشد ومدحج، فإذا أدار دفة القبيلة سوف يستطيع إدارة الدولة بكل يسر وسهولة".

 

وعن البيان الذي صدر من مجموعة من المشائخ الذي تحدث نيابة عن قبائل تلك المحافظة التي أكدت فيه أن صعدة يمنية عربية وأن الفكر الإيراني الصفوي دخيل عليها، يعلق الباحث اليمني: "لو كل القبائل على كلمة واحدة ضد جماعة الحوثي لاستطاعوا انتزاعه في ثلاثة أيام، لكن قبائل صعدة منقسمة على التأييد لجماعة الحوثي أو رفضه".

 

يضع "الشرعبي" نموذجًا على الرفض، وهو لتلك الجماعة القبيلة التي ينتمي لها الشيخ عثمان مجلي وإخوانه الذين كانوا على قتال دائم وشرس مع جماعة الحوثي خلال الستة الحروب الاستثمارية من قبل الحكومة اليمنية في ذلك الحين كما هو الحال في أغلب القبائل اليمنية التي تؤيد او ترفض جماعة الحوثي، وفق قوله.

 

لكن إجمالًا - يوضح الباحث: "اليمن بلد عربي وسيظل عربيًّا لأنّه أصل وموطن العرب وأقدم الحضارات وأجملها وليس لإيران موطن قدم باليمن نهائيًّا وليس لهم قبول بمشارقها ومغاربها".

 

ويختم: "لا أستطيع إلا أن أقول إنّ العمل الميداني العسكري على الأرض هو الفيصل والأساسي للحكم وليس إصدار البيانات فقط".

 

الجانب العسكري الذي يتحدث عنه الباحث اليمني، ارتبط أيضًا بالبيان الصادر عن قبائل صعدة، وفق تحليلات سعوديين، إذ يقول المحلل منصور الخميس: "سيتم حشر الحوثي ومحاصرته في صنعاء بعد انقلاب قبائل صعدة وتحرير الحديدة ولن بكون أمامه إلا تسليم نفسه أو الموت".

 

وأضاف: "انتفاضة القبائل اليمنية ستخنق الحوثي أكثر ويجب دعم قبائل صعدة بعد تبيان موقفها الرافض لميليشيات الحوثي الايرانية والتأكيد على عروبة كامل التراب اليمني".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى