في ذكرى مجازر 8 مايو.. النضال الجزائري مستمر

في ذكرى مجازر 8 مايو.. النضال الجزائري مستمر
في ذكرى مجازر 8 مايو.. النضال الجزائري مستمر

[real_title] تمر الذكرى الثالثة والسبعين لمجازر 8 مايو 1945 بالجزائر، يستذكر الجزائريون تلك المظاهرات السلمية الحاشدة التي عمت أرجاء الجزائر آنذاك  مطالبة فرنسا بالوفاء بوعدها  بمنح الجزائر الاستقلال بعد انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، وعلى الجزائريين القتال في صفوف الجيش الفرنسي.

 

وخاض الجزائريون حربا ليست حربهم، استشهد الكثير منهم في الجيش الفرنسي وكان الأمل بالاستقلال بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

 

 انتظر الجزائريون انتصار الحلفاء بفارغ الصبر وكلهم أمل أن ينتهي عهد الاستعمار الفرنسي، ففي يوم أعلن الحلفاء انتصارهم على النازية خرج الجزائريون بمظاهرات سلمية يطالبون فرنسا بالاستقلال، وقد عمت المظاهرات الشعبية أرجاء الجزائر، وكان أهمها في قالمة وسطيف وخراطة وسوق أهراس في الشرق الجزائري.

 

واجهت القوات الفرنسية المتظاهرين السلميين بقمع شديد، استخدمت كل أنواع الأسلحة، قصف طيران لقرى مسحتها من على وجه الأرض، حرب إبادة ضد المتظاهرين، فقد ارتكب الفرنسيون مذبحة مروعة، ويترواح عدد الضحايا حسب التقديرات الجزائرية بين 45 ألف والتقديرات الغربية أكثر من  70 ألف من المدنيين أبادتهم فرنسا بحجة أنها "اكتشفت مشروع ثورة ضدها".

 

يطالب الجزائريون فرنسا بالاعتذار الرسمي عن حقبة الاستعمار الفرنسي التي امتدت 132 عاما من 1830 ولغاية 1962، والتعويض عما سببته من خراب وتعويض الضحايا بما فيهم ضحايا مجازر 8 مايو 1945 وضحايا التفجيرات النووية في رقان بالصحراء الجزائرية، التي لازالت آثارها تضر بسكان المنطقة والبيئة، غير أن فرنسا لازالت تراوغ  بالمطلب الجزائري بأنها "حرب وبالحروب يجري أشياء فظيعة للطرفين".

 

لكن في فبراير 2008، هوبر كولين دي ڤرديير، السفير الفرنسي لدى الجزائر، اعتذر رسميا عن المذبحة 8 مايو 1945 ، وقد وصفها "بالمأساة التي لا يمكن تبريرها" وكان هذا التصريح  "أكثر التعليقات صراحة من قبل الدولة الفرنسية على المجزرة".

 

الاعتراف بضحايا المجازر

 

مجازر الثامن مايو 1945 أبادت قرى وأحياء عن كاملها، بعضهم غير مسجلين في سجلات الحالة المدنية إبان الاستعمار الفرنسي، فحرموا من صفة الشهداء، وهي قضية تؤلم من أخطأه الموت من ذويهم خلال القصف.

 

غير أن وزير المجاهدين الطيب زيتوني وفي إحياء الذكرى 73 لمجازر مايو 1945 صرح للصحافة على هامش مراسيم الاحتفالات، التي احتضنها ولاية قالمة "أنّ قضية بعض ضحايا المجازر الوحشية،غير المقيدين في سجلات الحالة المدنية للحقبة الاستعمارية مُتكفّل بها والضحايا قد تم إحصاؤهم، وجرائم الاستعمار المقترفة في حقّ الشعب الجزائري لن تسقط بالتقادم" لكن هؤلاء الضحايا غير مسجلين شهداء..

 

فرد الوزير زيتوتي"إن الاحتفالات المخلّدة لضحايا مجازر مايو بحد ذاتها اعتراف بشهادتهم"، وأكّد وزير المجاهدين بأنّ هؤلاء الضحايا معترف بهم سياسيا كشهداء، أما من الناحية الإدارية، مثلما قال، نحن نرى مع الجهات المعنية والمؤسسات المخولة لحلّ المشكل،وأنّ قضية هؤلاء"بين أيادي من يحبون الجزائريين والجزائر.

 

وعن مغزى الاحتفاء بذكرى مجازر الثامن مايو أوضح الطيب زيتوني وزير المجاهدين أنّ المغزى من الاحتفالات بمثل هذه المناسبات التاريخية، لا تقف عند مجرّد الاحتفالات بما يقام من نشاطات مختلفة، بل لتأكيد ما يربطنا كجزائريين من مبادئ وأسس وتضحيات وماضي". 

 

وأضاف  باعتزاز قائلا: "نحن الجزائريين لا تربطنا بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر فقط، بل تربطنا مبادئ سامية، قوامها الدّين والعربية والأمازيغية والرّاية الوطنية، وهي المبادئ التي ضحّى من أجلها الشهداء كما قال، منذ 1830 إلى غاية تحقيق النصر".

 

وتابع: "رسالتنا من هذه الاحتفالات هي تبليغ المبادئ التي ضحى من أجلها أسلافنا وشهداؤنا، وعلى الجزائريين  أن يرصوا الصفوف في خندق واحد ومبادئ واحدة لأن الجزائر باتت مستهدفة".

 

اغتنم السيد الوزير المناسبة ليخاطب الشباب الجزائري والسياسيين إلى توحيد الصفوف  والوقوف كرجل واحد مثلما قال،للدفاع عن الاستقرار الداخلي للجزائر.

 

أرشيف الجزائر

 

وفي مناسبات الاحتفاء بذكريات مآثر الثورة الجزائرية المجيدة تطرح قضية أرشيف الجزائر بفرنسا ، فحتى اليوم لازالت فرنسا تتحفظ على أرشيف الجزائر 1830 – 1962 ، حتى مخططات المدن الجزائرية في الحقبة الاستعمارية ترفض  تسليمها للجزائر.

 

وذلك كما أوضخ الأستاذ بجامعة الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي لـ "مصر العربية" أن مخطط العاصمة منذ العهد التركي، يوجد تحت عمران العاصمة أنفاق وقنوات للصرف الصحي لها مخططات ورسومات  أخذتها فرنسا وترفض إرجاعها للجزائر، والمدن الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي لها مخططات ليست عمرانية فقط بل قنوات المياه وتغذية الكهرباء ، لذا عندما تحدث تسربات المياه أو انقطاع بالتيار الكهرباء يصعب إصلاحه لعدم وجود مخطط يدل على مكان الخلل.

 

وفي مناسبة احتفالية مجازر الثامن مايو قال المدير العام لمركز الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي  إن الجزائر تواجه عقبات كتيرة أمام  استرجاع الأرشيف من فرنسا، وأوضح شيخي في حديثه  للإذاعة الجزائرية، "أن الخيط ليس مقطوعا بين الجزائر وباريس، لكن العقبات كثيرة بخصوص استرجاع الأرشيف الموجود بفرنسا، وأكد على أن الجزائر متمسكة بحقها في الحصول على النسخ الأصلية لأرشيفها.

 

وأوضح  المدير العام لمركز الأرشيف الوطني، أن المفاوضات جارية بين الجزائر وفرنسا بشأن الأرشيف الجزائري بفرنسا لكنها لم تصل بعد إلى نتالئج ملموسة، مشيرا إلى  الجهود المبذولة لتوسيع دائرة المطالبة بالأرشيف بحشد تضامن دولي خاصة من الدول التي لازال أرشيفها مسلوبا عند المستعمر، لذا وجب تعبئة الطاقات الفاعلة لاسترجاع الأرشيف من خلال تكوين لجنتين، الأولى على مستوى الأرشيف الدولي والثانية مع الجامعة العربية للمطالبة بأرشيف الجزائر.

 

أرشيف الجزائر لدى فرنسا  لايشمل فقط وثائق حرب التحرير ذات السبع سنوات ونصف فحسب ، بل يشمل أيضا وثائق من تاريخ الجزائر لأن فرنسا أخذت أرشيف العهد العثماني أيضا حسب الدكتور رزاقي.

 

إضرابات اجتماعية

 

تأتي الذكرى والجزائر تشهد لإضرابات مطلبية في قطاعات الصحة والتربية وغيرها ، وهو مايجعل مرآة  الذكرى والذاكرة مكسورة خاصة عندما شاهد الجزائريون مئات الشباب الجزائري في استقبال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة للجزائر وتجول في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة حيث طالبه الشباب بالفيزا وهو يتحدث معهم كان صوت الشباب جهورا " فيزا ...فيزا ...فيزا".  

 

وقال الشاب عبد الحق لـ "مصر العربية": "لم يبق أمام الشباب وأنا منهم سوى الهرب من بلاد ما فيها خدمة ولا مستقبل، قلة مرفهين أكلوا كل شيء ونحن بلا عمل، واش نديرو ؟ الهربة قدامنا".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى