بعد مظاهرات رافضة لأبوظبي.. هل ترحل الإمارات عن «سقطرى» اليمنية؟

[real_title] لا تزال أزمة سيطرة الإمارات على جزيرة سقطرى اليمنية محط أنظار الجميع، كل الاحتمالات واردة، إصرار يمني بقيادة رئيس وزرائها عبيد بن دغر على فرض شرعيته على الجزيرة، يقابله سيطرة عسكرية لأبوظبي على المنطقة الجنوبية، يتزامن مع تظاهرات جنوبية رافضة للوجود الإماراتي واصفة سيطرته على الجزيرة "بالاحتلال".

 

الجزيرة اليمنية التي تقع قبالة سواحل القرن الإفريقي بالقرب من خليج عدن، وعلى بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، تعد من أجمل وأغرب جزر العالم، إلا أن سكانها يعيشون أزمة إنسانية عميقة جراء إصرار أبو ظبي على الوجود في الجزيرة الجنوبية.

 

الإمارات في مأزق ربما تدفع ثمنه بقرار أممي بإخلاء الجزيرة، بعدما طلبت حكومة اليمن الأمم المتحدة بالتدخل، وسط مناشدات سعودية وعربية مطالبة أبو ظبي بالرحيل عن المنطقة محل الخلاف..

 

التساؤل هنا: هل تترك الإمارات الجزيرة؟ وما تأثير التظاهرات المناهضة لأبو ظبي على القرار الإماراتي؟ وهل خروج الإمارات من سقطرى يدفعا لترك "عاصفة الحزم"؟

قوات إماراتية في سقطرى

 

الأزمة في جزيرة سقطرى اليمنية بدأت حين أرسلت الإمارات بشكل مفاجئ قوات لها لتسيطر على الجزيرة الجنوبية، وسيطرت على أبرز المرافق السيادية في الجزيرة، كرد على زيارة رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر وعدد من الوزراء إليها، وبقائه فيها عدة أيام من أجل افتتاح عدد من المشاريع التنموية.

 

قوات إماراتية

 

وتألفت القوة من 100 جندي ودبابات سيطرت على مطار الجزيرة والميناء، وأزاحت الموظفين اليمنيين.

 

بعد ساعات رفضت حكومة اليمن الوجود الإماراتي، واصفة إياه بالغير مبرر، وأكدت أن جوهر خلافها مع أبو ظبي يتعلق بالسيادة الوطنية ومن تحق له ممارستها.

الشارع الجنوبي هو الآخر، اتفق مع حكومته، ورفض السيطرة الإماراتية عبر تظاهرات جنوبية مناهضة للإمارات، حيث احتشد الآلاف من اليمنيين في محافظتي سقطرى والمهرة، معبِّرين عن رفضهم ما وصفوه بـ"الاحتلال الإماراتي"، ومطالبين برحيل قوات الإمارات والسعودية عن أراضيهم.

 

رحيل الإمارات والسعودية

 

ورفض المجلس العام لأبناء محافظتي المَهرة وسقطرى وجود القوات الإماراتية والسعودية "غير المبرر" في أراضيهم، مطالبين بخروجها فوراً، وذلك بعد سيطرة الإمارات عليهما عسكرياً.

 

وطالب رئيس المجلس العام لأبناء المحافظتين، عبد الله بن عيسى آل عفرار، بخروج قوات الإمارات والسعودية من المهرة وسقطرى، في أعقاب سيطرة أبوظبي عسكرياً على سقطرى.

 

وأضاف آل عفرار في اجتماع بمحافظة المهرة، أن الوجود العسكري لكلتا الدولتين بالمحافظتين "غير مبرر"، في ظل "عدم وجود قوات خارجة عن الشرعية اليمنية أو أي قوات للحوثيين"، مشدداً على أن سكان سُقطرى والمهرة يرفضون وجودهم.

 

الناشط الإعلامي اليمني وأحد أهالي تعز صالح الرميح الشريعي قال في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إن ما يحدث من القوات الإماراتية في تعز، إهانة للحكومة اليمنية، وأيضا إهانة للسعودية التي تقود العملية العسكرية في اليمن ضد جماعة الحوثي المتمردة، مضيفا أن  الإمارات تتصرف في الجنوب اليمني وفي سقطرى وكأنها جزء من أراضيها.

 

وأوضح أن الإمارات بهذا الشكل ومهاجمة الجزيرة أثناء تواجد حكومة اليمن بها، استفزاز سيزيد الانقسام بين الحكومة اليمنية والإمارات، فالأخيرة دخلت المدينة بلا إذن وسيطرت عليها وأنزلت قوات عسكرية تابعة لها وطردت الموظفين والقوات اليمنية منها.

 

تزايد الخلاف

 

وتابع: ربما تحدث مواجهة عسكرية بين القوتين الإماراتية واليمنية في الجزيرة، وربما يتصاعد الأمر لحرب مباشرة، فالقوة اليمنية تشعر بالإهانة مما حدث، قائلا: على السعودية تدارك الأزمة والتعامل معها بشيء من الحكمة والسرعة، فالأمور تتفلت من تحت يديها.

وقال مختار الرحبي مستشار وزارة الإعلام اليمنية والسكرتير السابق بمكتب رئاسة الجمهورية، إن دولة الإمارات خرجت بشكل كبير عن أهداف التحالف العربي الذي جاء من أجل دعم السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس هادي، وإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة، وصون وحدة وسيادة اليمن.

 

واعتبر الرحبي في تصريحات صحفية أن "ما قامت به الإمارات من إنزال عسكري في جزيرة سقطرى يمثل استفزازا لليمن حكومة وشعبا، ويعد خروجا عن أهداف التحالف العربي، وعن اللياقة والبروتوكولات الدبلوماسية والعلاقات الأخوية وعن الشراكة مع الحكومة اليمنية في مواجهة الانقلاب الحوثي".

 

واستغرب الرحبي إنزال الإمارات قوات عسكرية ودبابات ومدرعات والسيطرة على مطار وميناء جزيرة سقطرى، أُثناء تواجد رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وأعضاء حكومته ويمارسون مهامهم الحكومية بافتتاح المشاريع الخدمية والتنموية.

 

وأشار إلى أن "الإمارات دخلت للمشاركة في التحالف العربي بطلب من السعودية التي وجه لها الرئيس هادي طلبا بالمساندة لدعم الشرعية ودحر الانقلاب الحوثي، وبالتالي فإن الخيارات أمام الحكومة اليمنية متعددة ومفتوحة".

 

وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيه الإمارات عن أهداف التحالف العربي، فهي تُتهم بتقويض نفوذ الحكومة اليمنية، و"تقوم بتشكيل ودعم المليشيات الأمنية والعسكرية خارج إطار الحكومة الشرعية" بحسب الرحبي.

 

ورأى أن ما جرى في سقطرى يُعد "جريمة وتدخلا سافرا غير مقبول، ومحاولة لفرض أجندتها بقوة السلاح في اليمن، ونتوقع ردا كبيرا من الرئيس هادي، وإذا اتخذ قرارا سيكون موجعا ومؤلما، وسيقلب الطاولة على الجميع".

قوات إماراتية في جزيرة سقطرى

 

وبدأ الخلاف بين الحكومة اليمنية والإمارات يتفاقم منذ عام؛ بعد إقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي لمحافظ عدن المحسوب على أبوظبي، عيدروس الزبيدي، في حين اتهم عدد من الوزراء في الحكومة الشرعية، لأول مرة، الأشهر الماضية، الإمارات بدعم ما أسموها بالجيوش المناطقية خارج إطار الدولة.

 

التحالف العربي

 

يشار إلى أنه منذ مارس 2015، يشهد اليمن قتالاً بين القوات الحكومية مدعومة من تحالف تقوده السعودية، ومليشيا الحوثي.

 

وأدّت الحرب إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تشريد نحو ثلاثة ملايين آخرين، وفق تقارير أممية.

 

ويقاتل التحالف، الذي تقوده السعودية باليمن، الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من البلاد في سلسلة عمليات، أواخر عام 2014.

 

وتشارك الإمارات إلى جانب السعودية في الحرب التي تدخل عامها الرابع، والتي تسبّبت بمقتل آلاف المدنيّين، وفق منظمات دولية.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى