الرباط وطهران وجها لوجه.. لماذا دعمت إيران «البوليساريو»؟

[real_title] أزمة جديدة وتوتر وخلاف سياسي وصل لقطيعة دبلوماسية بين الرباط وطهران، على خلفية دعم الأخيرة بالسلاح لجبهة "البوليساريو" الانفصالية عدو المغرب اللدود..

 

الأزمة والتي دفعت الرباط لقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، دخلت منعطفا ربما بموجبه يزداد التوتر بين البلدين، لكن ثمة أسئلة يشوبها الغموض طفت على السطح مؤخرا..

 

لماذا دعمت طهران الجبهة الانفصالية بالسلاح؟ وماذا سيفعل المغرب بعد القطيعة الدبلوماسية؟ وهل تضغط الرباط بورقة الأحواز والمعارضة على إيران؟

 

سيادة المغرب

 

ومطلع الشهر الجاري، اتهم وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إيران بتسهيل تسليح جبهة البوليساريو المسلحة، التي تطالب باستقلال الأقاليم الجنوبية عن السيادة المغربية، وتأسيس جمهورية، وذلك من خلال "حزب الله" اللبناني، وبمشاركة أحد عناصر سفارة إيران لدى الجزائر.

حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني

 

وقالت الرباط: إنها "تملك أدلة دامغة ومفصّلة على دور حزب الله والسفارة الإيرانية بالجزائر في عمليات تدريب عسكري وتسليم أسلحة وتدريب البوليساريو على عمليات في المدن"..

كما اتهمت "حزب الله" بتسليمهم أسلحة ثقيلة شملت أسلحة "سام 9" و"سام 11" و"ستريلا" على وجه الخصوص.

 

رفض جزائري

 

الجزائر من جهتها، وهي الجارة الشرقية للمغرب والتي تحتضن "البوليساريو" لوجيستياً وسياسياً، رفضت اتهامات المغرب إياها، وسلّمت سفير الرباط فيها احتجاجاً على تصريحات بوريطة التي أعلن فيها قطع الرباط علاقاتها مع طهران.

 

أما "البوليساريو"، فاعتبرت اتهامات المغرب لـ"حزب الله" وإيران "بعيدة عن الحقيقة"، إذ علَّق وزير داخلية الجبهة، مصطفى السيد، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، على الخطوة المغربية، بالقول: إن "الصحراويين يملكون جميع الأسلحة والصواريخ المتطورة بين أيديهم منذ سنوات".

 

وأضاف: "جبهة البوليساريو تريد شراكة قوية مع حزب الله، وقد ذهبنا إلى بيروت مراراً وطلبنا لقاء قيادة حزب الله، لكن لم نُوفَّق. حزب الله لديه أسلحة متطورة، لكننا لا نحتاج أسلحة منه أو من إيران"، مشيراً إلى أنه "حين فرض المغرب الحرب سهل علينا الحصول على الأسلحة".

يوسف جغبوبي الناشط السياسي المغربي رأى أن اللاعب الأبرز في أزمات الشرق الأوسط هي إيران بتدخلها في سوريا عبر ذراعها اللبناني "حزب الله"، واستطاعت تفتيت سوريا، والآن تلعب على ما تبقى من دول شمال أفريقيا لاستكمال مشروعها التشيعي، بدعم جماعات على الانفصال وتزويدها بالسلاح كما حدث مع جبهة البوليساريو الانفصالية.

 

وأوضح لـ"مصر العربية" أن الموقف العربي دعم المغرب بشكل قوي ضد إيران، سواء كانت الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول الأخرى، قائلا: الجميع رفض ويرفض التدخلات الإيرانية في الدول العربية.

 

وتابع: المغرب لن يتراجع عن تعزيز سيادته ووحدة أراضيه والحفاظ على أمنه واستقراره من أي خطر إيراني، قائلا: القطيعة الدبلوماسية بين طهران والرباط هي البداية وقريبا ربما نجد موقف عربي أكثر صرامة ضد إيران.

 

مواجهة عسكرية

 

وأشار إلى أن احتمالية المواجهة العسكرية بين طهران والرباط مستبعد تماما، لكن ثمة أوراق أخرى قد تلعب بها المغرب ضد إيران، وهو الاعتراف والدعم للمعارضة الإيرانية وعلى رأسها الأحواز، تلك المنطقة العربية التي احتلتها إيران منذ عشرات السنوات، وسرقت ثروتها، فهذه ورقة ضغط كبيرة ضد إيران، خاصة في ظل احتجاجات المعارضة الإيرانية المطالبة برحيل نظام روحاني.

 

أما المتخصص في الشؤون السياسية، رشيد لزرق، فقد برر الموقف المغربي بكونه "رد فعل طبيعياً على خطوة للمس بالأمن والاستقرار داخل البلاد".

 

وأوضح في تصريحات صحفية، أن "المسَّ بالأمن والاستقرار المغربي يجعل الدولة المغربية مُلزمة باتخاذ قرار حاسم تجاه إيران، خاصة أن الفعل فيه مساس خطير بالمصالح المغربية".

 

وأضاف: "لهذا، تم الرد عليها بإجراء صارم؛ وهو قطع العلاقات الدبلوماسية بعد ظهور تسليح لجبهة البوليساريو ووجود تعاون عسكري إيراني-جزائري".

ولفت إلى أن "حزب الله اكتسب خبرة ميدانية كبيرة في الحربين السورية واليمنية، ما يجعله مرجعاً لـ(البوليساريو) لتنزيل هذه المكتسبات في مواجهته للمغرب"، موضحاً أن "التوقيت حساس جداً، خاصة أن (البوليساريو) صارت تُلوِّح بالحرب ضد المغرب بشكل دائم". وفقا للخليج أونلاين.

 

بدوره، قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في المغرب، إن بلاده لم تخضع لضغوط أي دولة كي تتخذ قرار قطع علاقته بإيران.

 

وفي إشارة إلى بلاغ صادر عن طهران قال إن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وإسرائيل مارسوا ضغوطا على المغرب لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، قال بوريطة، إن "المنطق يؤكد أنه قرار سيادي، خلافا لما ادعته الجمهورية الإيرانية، مستندا في ذلك إلى حجج دامغة، لا تقبل الشك، وهي أن استئناف العلاقات بين البلدين حصل في 2014 رغم أن إيران كانت تعرف أزمة في علاقاتها مع دول صديقة للمغرب، أي دول الخليج، وبالتالي لو كان هناك ضغط سعودي، لما عين القائم بالأعمال في 2015، وحل السفير بطهران في 2016".

 

وأوضح بوريطة في تصريحات صحفية أن "المغرب كان له موقف محايد في القضايا التي تهم إيران، مثل امتلاكها البرنامج النووي، بدعم حل المفاوضات، ولو خضع للضغوط لانساق مع الدول التي هددت بشن حرب"، مضيفا أن "المغرب صوت بالامتناع أيضا في الملف الحقوقي الإيراني بجنيف، منذ أربع سنوات، ولو كان يخضع لأمريكا أو أوربا لصوت سلبيا".

 

سلاح إيران

 

وقال بوريطة: "كان على إيران الإقرار بتورط حزب الله، الذي سلم البوليساريو صواريخ (سام 9) و(سام 11) و(ستريلا) روسية الصنع، خلال 15 يوما الماضية فقط، وقبل ذلك أخضع عناصرها لتدريب من قبل عسكريين على استعمال الأسلحة وصناعة وحيازة المتفجرات، لخوض حرب العصابات بالمدن".

عناصر للبوليساريو

 

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقَّف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

 

الجمهورية العربية الصحراوية

 

وأعلنت جبهة البوليساريو قيام "الجمهورية العربية الصحراوية" في 27 فبراير 1976 من طرف واحد، اعترفت بها بعض الدول بشكل جزئي، لكنها ليست عضواً بالأمم المتحدة.

 

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحلٍّ حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، في حين تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تُؤوي النازحين الفارِّين من الإقليم، بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.

 

‎وتقع الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، إذ تشرف السلطة التنفيذية على كل الإدارات والمرافق العمومية هناك، في حين تتمركز جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف الواقعة على الجنوب الغربي من التراب الجزائري.

 

يذكر أنه، عقب الثورة الإيرانية، خيم التوتر على العلاقة بين المغرب وإيران، حيث دخلا منذ عام 1979، مرحلة القطيعة، قبل أن تعود المياه إلى مجاريها بعض الشيء في تسعينيات القرن الماضي، ثم في العقد الأول من القرن الحالي، ليدخل البلدان مرحلة جديدة من التبادل الثقافي والدبلوماسي.

 

وعاد التوتر بين البلدين في 11 مارس 2009، حينما أعلنت المملكة قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، متهمةً إياها بنشر التشيّع داخل الأراضي المغربية، ليستمر الوضع كما كان عليه في فترة ما قبل التسعينيات إلى حدود عام 2014، الذي أُعلنت فيه عودة التطبيع في العلاقات بين البلدين.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى