مع قرب موعدها.. «شراء الأصوات» شعار «الانتخابات النيابية» في لبنان

[real_title] قبل أيام من إجراء الانتخابات النيابية في لبنان، والمقرر عقدها في 6 مايو المقبل، اشتعلت الأجواء السياسية بين الفرق المتناحرة، ونشطت عمليات شراء الأصوات بشكل محلوظ.

 

فلبنان بلد طائفي، يعتمد على نظام المحاصصة، تتنوع فرقه تنوعًا طائفيًا، يعد أبرزها تيار المستقبل (سنة)، وحزب الله (شيعي)، والموارنة (مسيحي).

 

وتجري الانتخابات، المقررة في السادس من مايو 2018، وفق قانون انتخاب جديد يقسم لبنان إلى 15 دائرة انتخابية، ويقوم على أساس لوائح مغلقة، ويعتمد النظام النسبي، للمرة الأولى بعد اعتماد صيغة الأكثرية على مدى عقود.

 

المراقبون أكدوا لـ "مصر العربية" أن شراء أصوات الناخبين هو عادة لبنانية قديمة، مؤكدين أن أموال السعودية والإمارات في دعم تيار المستقبل واضحة للعيان، وكذلك الدعم الإيراني لحزب الله.

 

الانتخابات النيابية

 

 

لبنان على موعد أول انتخابات نيابية تجري منذ عام 2009، بعد تمديدات قسرية لولاية المجلس النيابي.

 

واستقر عدد المرشحين للانتخابات البرلمانية على 583 مرشحًا، بعد أن أقفل باب تسجيل اللوائح، والذي وصل إلى 77 لائحة تضم 583 من أصل 917 مرشحًا.

 

وقد شطبت وزارة الداخلية المرشحين المنفردين الذين لم ينضموا إلى اللوائح أو أخفقوا في تشكيل لوائح تضم 40% على الأقل من عدد المرشحين في الدائرة الانتخابية، وذلك إنفاذًا للقانون الانتخابي الحالي الذي يمنع الترشيحات الفردية.

 

ورسا عدد المرشحين المقبولين على عدد 583 مرشحاً، ما يعني أن 334 مرشحًا أقصوا أنفسهم أو جرى إقصاؤهم، فخرجوا من السباق الانتخابي.

 

ويشهد لبنان وضعاً اقتصادياً متردِّياً وتعاني بناه التحتية ترهلاً وتحتاج إلى إعادة تأهيل. كما يستضيف نحو مليون لاجئ سوري يرتبون أعباء اقتصادية واجتماعية على البلد ذي الإمكانات الهشة.

 

ويتنافس 597 مرشحاً، بينهم 86 امرأة، موزعين على 77 لائحة للفوز بـ128 مقعداً نيابياً.

 

وكثفت الماكينات الانتخابية التابعة للوائح عملها في الأسابيع الأخيرة. وتضيق الشوارع في المناطق كافة بصور المرشحين ولوحات إعلانية ضخمة، وخصصت وسائل الإعلام برمجة خاصة للانتخابات، وتتنافس فيما بينها على استضافة المرشحين مقابل مبالغ مالية ضخمة.

 

 وبعدما كان بإمكان الناخبين، وفق القانون الأكثري السابق، اختيار مرشحين من لوائح عدة أو منفردين، بات الأمر يقتصر اليوم على لوائح مغلقة محددة مسبقاً. ويمنح القانون الجديد الناخبين ما يُعرف بـ"الصوت التفضيلي"، يحددون عبره المرشح الذي يعطونه الأولوية من اللائحة التي اختاروها. 

 

ورغم أن القانون الجديد اعتمد النسبية، فإنه لن يغير من شكل الحكم في لبنان، والقائم على توزيع الحصص السياسية بين الطوائف؛ لكونه يحدد عدد مرشحي تلك الطوائف في كل دائرة.

 

تحالفات انتخابية

 

 

أجبر القانون الجديد الأحزاب التقليدية على التحالف مع قوى أخرى لم تعتد خوض الاستحقاق معها، بهدف كسب النسبة الأكبر من الأصوات لضمان فوزها أولاً بالعدد الأكبر من المقاعد، ومنع لوائح منافسة من تخطي الحاصل الانتخابي الذي يمكنها من الحصول على مقاعد في البرلمان وفقاً لنسبة الأصوات. 

 

وتُظهر اللوائح الراهنة زوال التحالفات التقليدية التي طبعت الساحة السياسية منذ عام 2005، لجهة انقسام القوى بين فريقي "8 آذار" الذي يعد حزب الله المدعوم من إيران أبرز أركانه، و"14 آذار" بقيادة رئيس تيار المستقبل، رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري القريب من السعودية. 

 

ويبدو حزب الله القوة الوحيدة التي لم تتحالف مع أي من خصومها على امتداد لبنان، فيما تحالفت بقية القوى الرئيسية فيما بينها وفق مصالحها ببعض الدوائر وتخاصمت في أخرى. 

 

اتهامات متبادلة

 

 

اتهم رئيس الوزراء اللبناني وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري بعض المرشحين في الانتخابات النيابية المقبلة بالولاء لبشار الأسد.

 

الحريري قال أثناء حفل أقيم في مدينة طرابلس على إعلان قائمة المرشحين عن تيار "المستقبل" في محافظة الشمال، أن من لا ينتخب التيار ينتخب "حزب الله"، محذرًا "من يريد تسليم قرار طرابلس والشمال إلى جماعات الممانعة وعاد به الحنين إلى زمن الوصاية من أنّ زمن الاستيلاء على قرار الشمال والاستقواء بالمخابرات والسلاح لن يعود".

 

وأشار الحريري إلى "وجود لوائح انتخابية للأسد وحزب الله في محافظة الشمال وغيرها من مناطق البلاد"، وتابع: "دعوهم يعرفوا جميعًا، من هم في لوائح بشار والحزب مباشرة أو بالوساطة".

 

وذكر رئيس الحكومة أنّ تياره قبل المعادلة ودفع الجميع إلى الاعتراف بأن حماية لبنان تتطلب "وقف التدخل في شؤون الأشقاء العرب" و"منع الحريق السوري من الانتقال" إلى داخل لبنان.

 

ووجهت جماعة "حزب الله" اللبنانية اتهامات إلى المملكة العربية السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان بالتدخل في سباق الانتخابات البرلمانية اللبنانية.

 

وقال عضو المجلس المركزي في حزب الله نبيل قاووق إنه "عندما تدفع السعودية أموالا لأتباعها من أجل استهداف المقاومة، ويقود ابن سلمان المعركة في التحالفات والتحريض وفي شراء الأصوات، يصبح صوتنا يوم الانتخابات فعل المقاومة"، وفقا لما نقلته قناة "المنار" التابعة لحزب الله ووكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

 

وأضاف: "نحن نواجه مشروعا سعوديا أمريكيا لضرب المقاومة في الانتخابات، والتحريض الذي يصر عليه بعض الفرقاء، يكشف انخراطهم وتورطهم في مشروع استهداف المقاومة، فبالتحريض الطائفي والمذهبي وتأجيج الانقسامات الداخلية، سقطت كل الأقنعة، وانكشفت النوايا والوجوه الحقيقية".

 

وتابع قاووق بالقول إن "الذين ينتظرون الفرصة لطعن المقاومة بظهرها، إنما يفضحون أنفسهم، ويؤكدون المؤكد بأنه لا أمان لهم، والذي يمعن بخطاب التحريض، لا يعبأ بمصالح العباد والبلاد، وإنما يؤكد التزامه بالإملاءات الخارجية وبالتحديد السعودية".

 

ورأى قاووق أن "هناك من يراهن في الانتخابات على المس بالتحالف بين حزب الله وحركة أمل".

 

وقال: "إننا نؤكد أن هذا التحالف هو تحالف استراتيجي راسخ وأبعد من كل الحسابات والرهانات وفوق كل التجاذبات السياسية والمصالح الصغيرة... وبالتالي فإن الذين يراهنون على الإيقاع بين حركة أمل وحزب الله، فإنما يراهنون على سراب، ولا محل لهذه الرهانات في الحسابات والمعادلات".

 

عادة لبنانية

 

 

"شراء أصوات الناخبين هو عادة قديمة في لبنان".. هكذا علق طارق سكرية، عميد ركن متقاعد في الجيش اللبناني، تعليقا على الاتهامات المتبادلة بشأن شراء الأصوات.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" اشتهرت مدينة زحلة بذلك خاصة، وَمِمَّا زاد الطين بلة في الانتخابات الحالية هو وجود الصوت التفضيلي الذي جعل كل مرشح، حتى داخل اللائحة الواحدة، يتنافس مع زميله في اللائحة ذاتها لكسب المزيد من أصوات الناخبين له شخصيًا.

 

وتابع: "لذلك عمد رؤساء اللوائح الانتخابية، ورؤساء الأحزاب إلى إشراك أغنياء في لوائحهم لتأمين المصاريف الانتخابية للائحة، حتى ولو كانوا مختلفين معهم في التوجهات السياسية.

 

واستطرد: "يوجد حوالي 45 مرشحًا من هذه الفئة من الأغنياء جدا، أما بالنسبة لحزب الله وتيار الحريري فمن الطبيعي أن تدعم إيران للحزب، وتدعم السعودية لتيار الحريري (المستقبل)، على أنه من الملاحظ أن لوائح تيار المستقبل في بيروت والشمال وبعلبك تضم عددًا لا بأس بها من كبار الأغنياء والفاسدين جدا في آن واحد، ومن تجار ومهربي المخدرات، ومهربي الأدوية الفاسدة، وهم معروفون جدا في لبنان.

 

كما قام سفيرا السعودية والإمارات في لبنان بزيارة مدينة بعلبك ومدينة طرابلس وصليا الجمعة فيهما، مما يعني دعم السعودية والإمارات لتيار المستقبل.

 

دعم بشار

 

 

 

في تعليقه على الأجواء الانتخابية، يقول المحلل السياسي اللبناني شادي سرايا: "هناك عدة دلائل على حديث رئيس الحكومة بأن هناك قائمة انتخابية داعمة لبشار الأسد، رغم أنّه داخل فيه".

 

ويضيف في حديث سابق لـ"مصر العربية": "من أهم حلفاء الأسد، هو رئيس الجمهورية (ميشال عون) والتيار الوطني الحر، وهو متحالف معهم أساسًا".

 

ويشير إلى أنّه يخسر بهذه التحالفات قاعدة شعبية كبيرة، مشدّدًا على أنّ لذلك له تأثير كبير على مستقبل الدولة اللبنانية.

 

"سرايا" ينتقد القانون المنظم للعملية الانتخابية، ويرى أنّه تمّ إعداده "على مقاس" وزير الخارجية جبران باسيل، وبالتالي فإنّ هناك زخمًا كبيرًا لهذا الحدث.

 

وتحدّث كذلك عن "رشاوى انتخابية"، وكذا تحالفات غير متوقعة مثل تحالف حركتي 8 آذار و14 آذار المختلفتين حول الموقف من بشار الأسد، وأيضًا رئيس الحكومة سعد الحريري الذي كان ضد التيار الوطني الحر، أصبح متحالفًا معه في بعض الدوائر.

 

ويتابع: "هذا الطمع في الانتخابات للوصول إلى البرلمان اللبناني باعد أشخاصًا كثيرًا عن مبادئهم من ثورة الأرض".

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى