رئيس حزب الجزائر للعدالة والبناء: على بوتفليقة الرحيل قبل فوات الأوان

[real_title] دعا رئيس حزب الجزائر للعدالة والبناء عبد الرحمن هنانو النظام إلى الرحيل سلميًا، وأكد في حوار مع مصر العربية أنّ "تخويف الجزائريين بالربيع العربي والفوضى والتذكير بسنوات العنف بالتسعينيات لا يمنع من ضرورة التغيير الجذري للنظام".

 

حزب الجزائر للعدالة غير معتمد، رغم تقديم طلب الترخيص قبل خمس سنوات، واعتبره هنانو تضييقًا على حرية النشاط السياسي.

 

المزيد بالحوار التالي:

 

 

نص الحوار..

 

حزب الجزائر للعدالة والبناء واحدٌ من الأحزاب غير المعتمدة حتى اليوم، برؤيتكم كرئيس للحزب.. لماذا لم يُعتمد حزبكم حتى اليوم وطلب الاعتماد قبل نحو خمس سنوات؟

 

لقد تدارسنا مواد قانون الأحزاب ساري المفعول بعناية كبيرة وباستشارة قانونية دقيقة جدا والتزمنا بكل تفاصيله وراجعنا وزارة الداخلية الجزائرية في كل صغيرة وكبيرة، علما كنا أودعنا ملف تاسيس الحزب في 6 مارس 2012 ، ولم نستلم حينها وصل إيداع الملف من الإدارة الوصية ، وكان طلب التأسيس مرفقا بملف ضخم بكل التفاصيل التي ألزمنا بها القانون والتنظيم المعمول به.

 

انتظرنا  13 شهرا ليرخصوا  لنا بعقد المؤتمر في 29 إبريل  2013،  وبالفعل عقدنا المؤتمر التأسيسي للحزب يوم 28 ديسمبر2013 بمدينة الأغواط ، الواقعة جنوب العاصمة بنحو 400 كلم ، حيث اخترنا أن يكون المقر الوطني الرسمي للحزب. ووفقا لقانون الأحزاب أودعنا ملف المؤتمر التأسيسي لدى وزارة الداخلية، الجهة الرسمية لاعتماد الأحزاب، بعد شهرين استلمنا إيصال رسمي بإيداع ملف الحزب متطابقا مع القانون بانتظار الاعتماد.

 

وحتى اليوم 2018 لم تعتمد وزارة الداخلية حزب الجزائر للعدالة والبناء، علما أن القانون يمنح وزير الداخلية مهلة 20 يوما لقبول أو رفض اعتماد الحزب ، وفي حالة عدم الرد يكون الحزب معتمدا بقوة القانون وهو حال "حزب الجزائر للعدالة والبناء"لكنه لايملك وثيقة الاعتماد الرسمية ، التي تجيز له الأنشطة ، وهذا يعتبر خرقا للقانون. وزارة الداخلية لا ترد على مراسلاتنا ولا تعلن اعتماد الحزب ونشره في الجريدة الرسمية للدولة الجزائرية.

 

نحن قمنا بالخطوات القانونية جميعها ولا نعرف السبب لعدم اعتماد حزبنا إلا إذا كان سببا سياسيا.

حزب الجزائر للعدالة والبناء يدعو " للتغيير الراديكالي "، ألا ينطوي هذا الطرح على التغيير بالقوة؟ وهو محظور بالدستور الجزائري؟


عندما يتحدث حزب الجزائر للعدالة والبناء عن التغيير فهو ينطلق من مشروعه السياسي، "مشروع المجتمع وبرامجه المتعددة "،  ونحن ندعو إلى إعادة تأسيس الدولة على ثقافة جديدة مدنية ومتحررة من عقد الماضي القريب والبعيد انطلاقا من واقع سياسي وإداري غير متزن، يذهب بالجزائر نحو المجهول.. 

يتجاهل طموح المواطنين الجزائريين، بل وصل إلى حد التيئيس والاكتفاء بجزء من الشعب موزع بين المستفيدين من الريع ومن الوضع بحكم أنانيات فردية وعائلية بثقافة زبائنية بحتة في علاقتها بالسلطة القائمة، وقطاع من اللا مبالين الخانعين بحكم غياب الوعي السياسي بعد سنوات من الجَلد والتجهيل، التي مارسها النظام على الشعب وتفكيكه وتشجيع القبلية والعروشية والدروشة..

 

وهذه صمامات أمان النظام  للاستمرار والبقاء في السلطة وإلغاء التداول عليها وخنق الحريات ومنع أي نوع من الاحتجاج السلمي،  بل يدفع دفعا نحو العنف الذي أعدَّ  له أدوات عنف مضاد يتمثل في تقوية المؤسسات المسلحة بتشكيلات متنوعة لقمع أي حراك اجتماعي للتغيير السلمي.


وليس بالضرورة أن ينطوي " التغيير الراديكالي"  وأسميه " التغيير الجذري" لإعادة التأسيس السليم للدولة وفق طموحات الشعب، الذي يريد أن يعيش سلميا في بلده بالإمكانات المتوفرة، التي يمكنها أن توفر له حياة كريمة إذا حُررت المبادرات وإطلاق الحريات.

 

رئيس حزب الجزائر للعدالة والبناء عبد الرحمن هنانو

 

تعتقدون أن التغيير من داخل النظام غير ممكن.. إذن ما هي آلية التغيير برأييكم القادرة على استقطاب الجزائريين حولها؟

 

تشخيص الداء نصف الدواء ، والاعتراف بالداء يقودنا للعلاج ، والسلطة في الجزائر و"اللانظام" الذي تسير وفقه  تُصر على أن الدولة طبيعية ومثلها مثل كل الدول، وبأن الأمور تسير بشكل عادي على أساس مؤسسات دستورية وتحترم القانون وتفصل بين السلطات وبأن المعارضين لها مغامرون ويريدون جر البلد نحو الفوضى والعنف، خطاب اعتمدته  السلطة وزبائنها للتخويف من عودة مرحلة عنف عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.. 

 

علمان أن الكثير من شباب اليوم مسجلين في القوائم الإنتخابية لم يعرفوا تلك المرحلة  ولا تعني لهم شيئا الآن رغم المحاولات اليائسة والعنيفة التي يمارسها إعلام السلطة  بإعادة بث وثائقيات  عن المجازر والمذابح التي عاشتها الجزائر خلال أزمة العنف بالتسعينات وهي مرحلة مختلفة تماما عن واقع اليوم من حيث الظروف  الاجتماعية وسياسية.
 

نظام أو كما نسميه " اللا نظام " له هذا الوجه البشع لا يمكن أبدا أن يقبل أي حراك من داخله.

لهذا يرى حزب الجزائر للعدالة والبناء بعد الاعتماد الرسمي سيطرح برنامجه للشعب وسيعمل على تنظيم المجتمع المدني ونشر ثقافة التغيير الجذري والتوسع فيها أفقيا وطرح البدائل السياسية ووضع سياسات قطاعية لتسيير جزائر أخرى يؤسس لها من خلال مشروعه الطموح والعميق والكبير لتكون بحق الجزائر التي يطمح إليها الإنسان المنتج الحر في بلده.

في الانتخابات التشريعية والمحلية العام الماضي  بلغت نسبة المقاطعة نحو 80% حسب تقديرات سياسيين.. كيف تفسرون عزوف المواطن عن ممارسة حقه باختيار ممثليه؟

 

أعتقد أن النسبة المذكورة في سؤالكم تخلق التفاؤل عند السلطة المتحكمة في الجزائر، لأن ما يهمها هو نسبة ما يضمن لها الاستمرار وليس من قاطع سواء بوعي أو بلا مبالاة ، لأن سياسة الهروب إلى الأمام أصبحت منهجا للسلطة ولا تهمها شرعية الحكم أو عدم شرعيته مادامت تسمح لها التحكم في مقدرات البلد بالحديد والنار والغلق وتكميم الأفواه.

 

 أما بالنسبة لنا فإن أي نسبة مقاطعة تمثل لبنة أولى نحو التغيير، مما يعطينا فرصة لتحريك ركود المجتمع لأن عزوف الجزائريين عن ممارسة الاقتراع يعني عدم الثقة في السلطة، وأن ما يسمى "اختيار" هو في الحقيقة "إجبار" على تزكية زبائن "اللانظام" المتشبعين بثقافته وقدرتهم على الاستعانة بكواليسه ودعمه محليا ووطنيا، حتى الخيرين والأكفاء يعتقدون أنهم بانضمامهم إلى أجهزة السلطة يعطيهم الفرصة لخدمة أهاليهم وقراهم  ولكنهم  للأسف يصطدمون بالواقع بعد وصولهم  ويصبحون في مواقف لا يُحسَدون عليها ، حالهم بين مطرقة من انتخبهم وسندان السلطة التي لا تعطيهم سوى فرصة تزكيتها ومساندة بقائها..

 

فمنهم من يدخل اللعبة لأنها حققت مصالحه ومنهم من يخرج  مطرودا غير مأسوف عليه، ومع طول التجربة أصبح المواطن لا يثق في أحد بل بعضهم آمن ببيع صوته لمن يدفع أكثر.

 

يرى محللون سياسيون أن المواطن الجزائري فقد الثقة بأحزاب المعارضة لأنها تدور في فلك السلطة على نحو ما.. ما رأيكم في ذلك؟


في الجزائر نشاط سياسي معارض محاصر إعلاميا وقانونيا وإداريا ، لا يمكن الحكم عليه اليوم بالمطلق، بل هي منابر للتعبير عندما تتاح الفرصة، أما الحديث عن معارضة بالمفهوم السياسي الأكاديمي فهي غير موجودة  للأسف ، والجو السياسي الحالي لا يسمح لها بالحضور ميدانيا..

 

نحن نحتاج إلى عمل كبير وعلى مستويات مختلفة بإشراك النخبة المستقيلة- للأسف -ولو من خلال النوادي الثقافية والاجتماعية والفكرية لنشر الوعي السياسي لدى النخب قبل غيرها من الفئات الاجتماعية.

مقر حزبكم بولاية الأغواط على بوابة الصحراء، وتقول لخدمة أهل الجنوب، وكما تعلمون أن الحزب السياسي ينبغي أن يكون تمثيله وطنيا وله برنامج لكافة مناطق أليس كذلك؟

 

إن وجود مقر الحزب في ولاية جنوبية لايعطيه الصبغة الجهوية مادام القانون يسمح بتأسيس الأحزاب وجعل مقراتها بأي ولاية، مع العلم هناك أحزاب كثيرة مقراتها الوطنية بالغرب والشرق والوسط  وحزبنا الوحيد بالجنوب الجزائري/ الصحراء / ، وعندما نتحدث عن خدمة أهل الجنوب هو من منطلق وطني لا جهوي علما أن حزبنا له تمثيل  وطني،  بل أغلب أعضاء مجلسه الوطني ومكتبه الوطني هم من الجهات الأربع للجزائر، والأغلبية ليست من الجنوب، ويدافعون عن طروحات الحزب الوطنية..

 

إن تركيزنا على الجنوب الجزائري يفرضه التهميش الذي عرفته هذه المنطقة منذ الاستقلال ويطول الحديث عنه ، ونرى في حزب الجزائر للعدالة والبناء أن سبب نكسات الجزائر وتأخرها يعود إلى عدم الاهتمام بالجنوب الكبير وعدم استغلال مساحته واستراتيجيته الجغرافية وطبيعته وبيئته المتنوعة ، فهو يمثل أكثر من 90% من مساحة البلاد ، ووجود المقر الوطني للحزب بمنطقة الأغواط هو انسجاما مع برنامج الحزب الذي دعا ومازال يدعوا لنقل العاصمة السياسية إليها نظرا لموقعها الاستراتيجي في ملتقى الجهات الأربع وتمثل العمق الدفاعي والتنموي للدولة.
 

ما هو موقف حزبكم من تدريس اللغة الأمازيغية بالمدارس؟ وبأي أبجدية تفضلون كتابتها؟

 

موقفنا بالحزب لا يمكن إلا أن نشجع على ترقية الثقافات المحلية، وتحقيق مطالب المواطن الجزائري، والاهتمام بطموحاته ما لم تصادر حريات الغير. ما الضير في تدريس الأمازيغية بمؤسسات جزائرية متخصصة في اللغات/ اللهجات المحلية / لكن في المدارس النظامية يحتاج إلى عمل كبير وإلى نظرة وظيفية لا شعبوية، أما مسألة الحروف فأعتقد أن أي لغة تنتج حروفها ورسمها منها وليس أفضل من الحرف الأصلي المسمى "اتيفيناغ" للابتعاد عن الهرج الإيديولوجي الذي لا يخدم الجزائر.

 

ما تفسيركم لعدم هبوب رياح الربيع العربي على الجزائر؟

 

لقد أحسنت السلطة استغلال العشرية السوداء وقبلها أحداث أكتوبر 1988، وتزامن مع  البحبوحة المالية التي استنزفتها وبددتها بين شراء السلم الأهلي وبين الاستثمارات الخاصة الفردية داخليا وخارجيا مع اعتماد سياسة القمع والعنف المنظم والمقنن.

 

 ودخلت بعض القوى الدولية على المشهد واستغلال السُذج من المعارضين  وغالبيتهم من أبناء الإسلام السياسي لإشعال الفتن والرد على عنف الأنظمة الديكتاتورية بعنف مضاد مدعوم في الكثير من الأحيان من الأنظمة نفسها لتصويرها للرأي العام الداخلي بأنها تعمل على تدمير أوطانها، وتأليب الجماهير ضدها مما جعل الربيع العربي سيفا ساخنا وحروبا أهلية لا تبقي ولا تذر.

 

وقد حرص النظام الجزائري على  الصورة كاملة وبمونتاج ذكي وبدهاء كبير ليجعلها فزاعة كبيرة لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير في  التجمهر أو التحريض عليه ، فهو مُجَرَّم في القانون الجزائري، ومن هذا المنبر أدعوا مرة أخرى هذه السلطة أن ترحل قبل فوات الأوان لأن زمن الظلم قد طال.
 

وأقول أيضا أن عدم اعتماد "حزب الجزائر للعدالة والبناء" لا يعني أبدا أن هذا الحزب غير موجود أو أنه سيتراجع عن نضالاته من أجل تحقيق برنامجه السياسي ومشروعه السلمي في الانتقال بالجزائر من دولة الأفراد إلى دولة المؤسسات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى