سياسيون سوريون عن «اتفاق دوما»: بداية النهاية للفصائل المسلحة

[real_title] "بداية النهاية للقوى المسلحة".. هكذا وصف مراقبون سوريون الاتفاق الأخير الذي أبرمته روسيا مع جيش الإسلام بشأن إجلاء مدنيين ومقاتلين من دوما بالغوطة الشرقية.

 

وأكد السياسيون لـ"مصر العربية" أن ما يحدث يؤكد على أن الدول الإقليمية والعالمية قد اتفقت مع روسيا في إطار مشروع إنهاء الحرب، تمهيدًا لمناخ جديد لسوريا أمنيا وعسكريا.

 

وقالت فصائل جيش الإسلام إنه جار الاتفاق على البقاء لا الرحيل، فيما أعلن النظام السوري بدء ترحيل عناصر "جيش الإسلام" المسلحة إلى جرابلس.

 

اتفاق الإجلاء

 

 

وأنهى اتفاقٌ توصل إليه الجانب الروسي و«جيش الإسلام»، أي وجود لمعارضي النظام السوري في الغوطة الشرقية لدمشق، يقضي بخروج مسلحي الأخير وعائلاتهم باتجاه الشمال السوري، على أن يبقى المسلحون الراغبون بتسوية في البلدة التي ستنتشر فيها قوات روسية أيضا".


وأفاد «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله» اللبناني بأن «الاتفاق يمنع وجود أي سلاح خفيف في بلدة دوما، وسيكون تنفيذ هذا البند بعد تشكيل مجلس محلي في دوما توافق عليه الدولة السورية».

 

وتوصل «جيش الإسلام» وروسيا، بعد مفاوضات شاقة، إلى اتفاق نهائي لإجلاء المقاتلين والمدنيين الراغبين من بلدة دوما، آخر جيب تسيطر عليه الفصائل المعارضة قرب دمشق، ما يمهد الطريق أمام جيش النظام لاستعادة كامل المنطقة.

 

وقد بدأ، أمس، بإخراج 200 مسلح وعائلاتهم من مقاتلي «فيلق الرحمن» الذين فرّوا إلى دوما في وقت سابق عندما بدأ النظام عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الغوطة الشرقية، وهي آخر دفعة من الفيلق متبقية في الغوطة الشرقية.

 

ويأتي الاتفاق غداة إعلان جيش النظام السوري مواصلته القتال لاستعادة بلدة دوما، مؤكدا سيطرته على «جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية» إثر انتهاء ثاني عملية إجلاء من المنطقة التي شكّلت منذ عام 2012 معقلاً للفصائل المعارضة قرب العاصمة.

 

جيش الإسلام ينفي

 

 

ونفى فصيل "جيش الإسلام" الأخبار عن إبرام اتفاق مع روسيا للخروج من دوما كبرى مدن الغوطة الشرقية، وقال إنه يتفاوض للبقاء فيها، بينما وصلت الدفعة الثامنة والأخيرة لمهجري الغوطة إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.


وقال قائد فصيل "جيش الاسلام" عصام بويضاني إن مقاتليه لن يخرجوا من مدينة دوما كما يروج البعض، وإن المفاوضات التي يجريها مع الروس من أجل البقاء في دوما وليس للخروج منها وتسليم السلاح. علما بأن معظم مقاتلي "جيش الإسلام" ينحدرون من الغوطة الشرقية.

 

وأضاف بويضاني في لقاء بأحد مساجد دوما مع عدد من أهالي المدينة أن "الحرب الإعلامية لا تقل عن أهمية الحرب العسكرية في هذه اللحظات"، بحسب الجزيرة.

 

بدء الإجلاء

 

إجلاء المسلحين من الغوطة الشرقية (صورة أرشيفية)

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام السوري، أن حافلتين انطلقتا من مدينة دوما على متنهما عدد من مقاتلي "جيش الإسلام" وعائلاتهم غادرتا مدينة دوما التي تعد آخر معقل للمعارضة في الغوطة الشرقية، تمهيدا لنقلهم إلى جرابلس. وكانت روسيا قد أعلنت عن اتفاق لإجلاء المقاتلين من هذه المدينة لكن قيادة "جيش الإسلام" لم تعلن عن ذلك.

 

كان قد أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بالتوصل إلى «اتفاق نهائي» بين روسيا وفصيل جيش الإسلام في بلدة دوما، يقضي «بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم والمدنيين الراغبين إلى شمال سوريا، على أن تدخل الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة» في خطوة أولى قبل أن «تعود المؤسسات الحكومية إليها».

 

نهاية القوى المسلحة

 

 

 الدكتور عماد الدين الخطيب، سياسي سوري ورئيس حزب التضامن، قال إن ما تم من اتفاق مع جيش الإسلام للخروج من الغوطة، ليس مفاجأة، وهو نتيجة طبيعية لاجتماعات الأستانة التي دعت إليها روسيا والاتفاق على تخفيف التصعيد في أكثر من منطقة على أن لاتشمل داعش وجبهة النصرة. 

 

وأضاف لـ "مصر العربية": "لكن ما يثير التساؤل لماذا هذا الموقف المتعنت لجيش الإسلام ولو ظاهريا بالموافقة على الخروج، ولماذا لم يتم استغلال القدرات العسكرية لدى جيش الإسلام من صواريخ وغيرها؟.

 

واستطرد: "ظهر جليا عمليات الاتهام المتبادلة بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن حول مسؤولية كل طرف عما جرى من انهيار للجبهات، يبدو أن الفعاليات الاقتصادية الدمشقية هم كانوا وراء الدفع بجيش الإسلام للقبول بالانسحاب وعدم استخدام الأسلحة التي لديه ضد قوات النظام.

 

وأكمل: "إن إفراغ الغوطة من فصائل المعارضة بداية النهاية لبقاء المناطق خارج سيطرة النظام والذي قد يتفرغ بعدها إلى ريف حمص الشمالي وريف حماه ومن ثم منطقة الجنوب السوري.

 

وعن موقف المعارضة، قال: "عمليا المعارضة وما يسمى قوى الثورة تسير في الطريق الصحيح الذي رسمته روسيا وهو الوصول إلى النهاية، وبالتالي إنهاء كافة القوى المسلحة في ظل سيطرة الدول الإقليمية (روسيا وتركيا وإيران وأمريكا)، والتي ستبحث فيما بينها بعيدا عن النظام والمعارضة بما يضمن مصالحها بالدرجة الأولى وهذا سيكون في صالح النظام.

 

إنهاء الحرب

 

 

من جانبه قال نواف الركاد، سياسي سوري، ورئيس الحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، إن إبرام الاتفاق بين جيش الإسلام مع روسيا يعني اتفاق الدول الإقليمية والعالمية مع روسيا في إطار مشروع إنهاء الحرب.

 

وأضاف لـ "مصر العربية" أن ما يحدث يأتي في إطار تبريد الأرض أمنيا وعسكريا تمهيدا لمناخ سياسي أكثر أمنا ومعقولية.

 

وبشأن إمكانية تلك الاتفاقات في القضاء على المعارضة السورية، قال إن الثورة ومعارضة نظام الأسد لم تكن في الأساس تمردا عسكريا، و لكن العسكرة كانت إحدى نتائجها ولأسباب وعوامل كثيرة.

 

وتابع: "انتصار روسيا وإيران على العسكرة بمساعدة "أصدقاء الثورة " لن يغير من واقع الحال شيئا ولن يمنح الأسد شرعية الحكم التي لا يملكها في الأصل، وسترتدي الثورة أثوابا جديدة تمكنها من تحقيق أهدافها مع الزمن.

 

وكانت قوات النظام قد عززت انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات، تمهيداً لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام. و

 

ولطالما كرر قادة جيش الإسلام رفضهم أي حل يتضمن إجلاءهم إلى أي منطقة أخرى.

 

وانتهت السبت الماضي، عملية إجلاء مقاتلي «فيلق الرحمن» ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية بخروج أكثر من 40 ألف شخص على مدى 8 أيام.

 

وكان قد تم الأسبوع الماضي إجلاء أكثر من 4600 شخص من بلدة حرستا.

 

وخرج من الغوطة الشرقية حتى الآن أكثر من 150 ألف شخص عبر الممرات «الآمنة» التي حددتها قوات النظام عند مداخل الغوطة الشرقية باتجاه مناطق سيطرتها، وفق وكالة الأنباء السورية التابعة للنظام (سانا).

  

 ويسيطر رأس النظام السوري على نحو 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، منذ بدئه هجوما عليها في 18 فبراير الماضي أدى إلى مقتل أكثر من 1600 مدني، وفق تقارير حقوقية.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى