فلسطينيون: عباس يخنق القطاع والمصالحة تحتضر

فلسطينيون: عباس يخنق القطاع والمصالحة تحتضر
فلسطينيون: عباس يخنق القطاع والمصالحة تحتضر

[real_title] أثارت التهديدات العقابية الأخيرة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، تجاه قطاع غزة الغضب بين الفصائل الفلسطينية والتي اعتبرتها إعلانا صريحا من عباس بفشل المصالحة بشكل متعمد.

 

وهدد الرئيس عباس في خطاب له باتخاذ مزيد من العقوبات والإجراءات القانونية والمالية ضد قطاع غزة، متهماً حركة "حماس" بالمسؤولية عن التفجير الذي استهدف موكب الحمد الله شمال القطاع.

 

وتعرّض موكب الحمد الله، ومرافقين له، بينهم رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، الثلاثاء قبل الماضي، لتفجير أثناء المشاركة في افتتاح محطة لتنقية المياه في غزة.

 

عقوبات جديدة

 

وجاءت تصريحات عباس خلال اجتماع موسع مع الفصائل في مدينة رام الله بالضفة الغربية على خلفية حادثة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله بعد دخوله غزة الأسبوع الماضي.

 

ويبدو أن سكان قطاع غزة، الذين يتعرضون لحصار إسرائيلي مشدد للعام الـ12 على التوالي، وإغلاق محكم للمعابر، على موعد مع عقوبات جديدة من عباس تفاقم أوضاعهم المعيشية السيئة.

 

وكان عباس قد فرض عقوبات على قطاع غزة في شهر أبريل من العام الماضي ضاعفت الوضع الاقتصادي المتردي، وتسببت في ارتفاع نسبة البطالة والفقر لمستويات غير مسبوقة.

 

واقع مر

 

 وبات يشغل بال سكان القطاع الآن طبيعة العقوبات الجديدة التي هدد بها عباس، وموعد تنفيذها على أرض الواقع، ومدى تأثيرها عليهم وعلى حياتهم اليومية، وهو ما سيخلق واقعاً جديداً أكثر مرارة من الذي يعيشه الغزيون، خاصة بعد فشل أملهم الأخير بالمصالحة بحسب مراقبين.

 

وفي 12 أكتوبر الماضي، وقعت حركتا "فتح" و"حماس" اتفاقاً لتطبيق بنود المصالحة في القاهرة برعاية مصرية، ورغم تسليم حماس معابر غزة ووزاراتها للسلطة، تعثرت المصالحة بسبب حديث الحكومة عن عدم تمكينها في غزة ورفضها صرف رواتب موظفي غزة.

 

بدوره قال الناشط السياسي الفلسطيني محمد جميل صقر، إن المصالحة الفلسطينية محكوم عليها بالفشل منذ البداية لأن النوايا غير سليمة، ويبدو أن هناك طرفا يريد إحباط الشعب الفلسطيني الذي يعاني على مدى قرن ويتطلع للوحدة وإنهاء الانقسام.

 

ضربة قاسمة

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن على حركتي فتح وحماس إدراك أنه لم يعد هناك وقت للمماطلة ولابد من عدم النظر للخلف والتطلع دائما للمستقبل وتغليب مصلحة فلسطين على المصالح والأطماع الشخصية.

 

وأكد أن وقف مشروع المصالحة واستمرار الانقسام سيعزز موقف القوى الإقليمية والدولية  التى تسعى لتمرير صفقة القرن التي تدعو إلى تسوية تاريخية للصراع في الشرق الأوسط مما سيترب عليه ضياع فلسطين إلى الأبد.

 

وأشار إلى أن تهديدات عباس إذا نفذها ستكون الضربة الأخيرة التي ستقسم ظهر أهالي قطاع غزة الذين يدفعون دائما فاتورة الخلافات بين القوى السياسية.

 

تفاقم المعاناة

 

ونقلت وسائل إعلام عن قيادي فلسطيني مقرب من عباس قوله: " إن القادم على القطاع وسكانه سيكون أخطر بكثير من الحالي، فالرئيس عباس سيلجأ لخطوات تصعيدية وعقابية صادمة قد تشل الحياة اليومية لكل المواطنين، وقد تفاقم معاناتهم، وتصعد من مستوى الفقر والبطالة لمستويات أكثر خطورة".

 

وأضاف القيادي الفلسطيني: "عباس سيلجأ مجدداً إلى اللعب على ورقة الاقتصاد في عقاب غزة، وتتمثل بفرض عقوبات مالية كبيرة وإضافية على كل ما يدخل غزة من مواد تجارية وغذائية وعمليات الاستيراد والتصدير من وإلى غزة، وكذلك فرض مبالغ وضرائب باهظة على التجار في غزة لتقييد عملهم".

 

وأوضح أن عباس كذلك سيقدم على خطوات عقابية أخرى تشمل موظفي السلطة (المدنيين والعسكريين) في قطاع غزة، بتقليص إضافي على رواتبهم ليصل حد الـ50% من قيمة الراتب الأساسي، والإيعاز بأمر مباشر من وزارة المالية وسلطة النقد لبنوك غزة بإيقاف التعامل بالقروض وتجميد التحويلات البنكية.

 

كما سيتم وقف تحويل مخصصات الشؤون الاجتماعية لـ80 ألف عائلة بغزة، وتجميد التحويلات الطبية للمرضى والأدوية والمستلزمات للقطاع الصحي، وقطع الكهرباء مجدداً ووقف دفع ثمن مياه "ماكروت" الإسرائيلية الواردة لغزة، وإغلاق حسابات بنكية لشخصيات اقتصادية وسياسية وشركات ومؤسسات.

 

فلسطين إلى المجهول

 

فيما قال المحلل السياسي سيد المرشدي، إن تهديدات عباس بعد عملية الاغتيال الفاشلة للحمدلله تشير لأي متابع سياسي بسيط أن هذا الرجل من الممكن أن يكون وراء عملية الاغتيال الفاشلة من أجل اتخاذها ذريعة لإعلان هذه التهديدات على قطاع محاصر من الاحتلال منذ 12 عاماً.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن محاولة اغتيال الحمدالله جريمة منظمة لا يقبل عليها إلا أجهزة محترفة وذلك لبث ثقافة الاغتيالات بين الشعب الفلسطيني والبعد عن مقاومة الاحتلال بالتدريج.

 

وأكد أن القضية الفلسطينية متجهة نحو مجهول خاصة مع استمرار الانقسام الحالي بين الفصائل، كما أن الضغط الحالي على غزة من جميع الأطراف ربما يولد انفجار كارثي على المستوى الشعبي الأمر الذي قد يدفع حماس إلى الدخول في  معركة فاصلة مع إسرائيل .

 

مناشدة من الفصائل

 

 ودعت فصائل فلسطينية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى عدم اتخاذ "إجراءات عقابية" ضد قطاع غزة على خلفية التفجير الذي تعرض له موكب رئيس الوزراء الفلسطيني.

 

 جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقدته لجنة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية (تضم معظم الفصائل الفلسطينية) في غزة، عقب اجتماع عقدته، لبحث الأوضاع السياسية والإنسانية في غزة.

 

وقال خالد البطش القيادي في "الجهاد الإسلامي"، خلال المؤتمر متحدثًا باسم الفصائل، "نوجه مناشدة لعدم اتخاذ أي إجراءات عقابية على قطاع غزة ودعم المصالحة والخروج صفًا واحدًا في مواجهة صفقة القرن".

 

ويطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة تبلورها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وترتكز على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية لإسرائيل، مقابل انسحابات تدريجية إسرائيلية من مناطق فلسطينية محتلة.

 

واتهم الرئيس عباس حركة "حماس" بتنفيذ محاولة اغتيال الحمد الله، في قطاع غزة، وقال إن "حماس تقف وراء الاعتداء على موكب رئيس الوزراء، معلنًا رفضه لأي معلومات أو تحقيق تجريه الحركة حول محاولة الاغتيال التي وقعت شمالي القطاع.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى