خاص «مصر العربية»| ضابط سوري منشق يروي شهادته على انتهاكات نظام الأسد

خاص «مصر العربية»| ضابط سوري منشق يروي شهادته على انتهاكات نظام الأسد
خاص «مصر العربية»| ضابط سوري منشق يروي شهادته على انتهاكات نظام الأسد

[real_title] «اقتحم شبيحة النظام المنزل.. توسّلت الأم أن يغتصبوها ويتركوا بناتها حمايةً لهن، لكنّهم اغتصبوها ثم اغتصبوا بناتها ثم قتلوهن ذبحًا أمام الأب (مكبل اليدين)».

 

«اشتعلت مظاهرات جامعية، طوّق الأمن السكن الجامعي واعتقل طلابا وبنات، إحداهن جاء والدها إلى فرع الأمن لمحاولة إخراجها، أجلسوه وطلبوا له قهوة، قدّمتها له ابنته عاريةً لإذلاله.. خرجت الفتاة ثم انتحرت».

 

مشهدان وقعا الأول في مدينة درعا، والثاني في مدينة حلب، جسّدا جانبًا صغيرًا من أهوال سوريا التي غرقت في شلال دماء، دمّرت فيه الحرب وطنًا كاملًا بعد اندلاع ثورة حاشدة ضد نظام بشار الأسد.

 

هذان المشهدان كشفهما الضابط المنشق عن نظام الأسد الرائد فارس العاصي، حاورته «مصر العربية»، تزامنًا مع الذكرى السابعة للثورة السورية، تحدث فيها عن شهادته لبدايات للثورة، وماذا طلب منهم كأفراد أمن لإخماد الثورة، والانتهاكات التي وقعت تجاه المتظاهرين، وسبب انشقاقه عن النظام.

 

بدايةً.. ما رأيكم في انتفاضات العرب؟

 

بدأ الربيع العربي وفي مضمونه خريف برياح عاتية وبدأ سريعًا في بعض الدول المجاورة، كل ذلك بتخطيط غربي حتى يضمنوا شتات الأمة وهدر طاقاتها والاستفراد بالشام خيرة أهل الأرض.

 

كيف اندلعت الثورة السورية؟

 

اندلعت ثورة الشام بنزع أظافر أطفال درعا التي خطت كلمة الحرية على الجدران أرعبتهم هذه الكلمة وتتطاير الشرر في باقي المحافظات وكانت ثورات سلمية تدعو للحرية والكرامة.

 

كيف تعامل النظام معها؟

 

الثورة السلمية كانت تشكّل خطرًا عليهم أمام الرأي العام العربي والعالمي، وهذا ما سمعته بحكم تواجدي كضابط في صفوف النظام قبل الانشقاق حيث قال أحد الضباط العلويين الثورة ستفشل حيث جاءت أوامر من القيادة بتسليح الثورة من السماسرة وتجار الأزمات والعملاء، وقاموا بتوزيع السلاح على البيوت في حمص وتصوير مقاطع مفبركة لوجود أسلحة ومتفجرات في المساجد.

 

صوروا أيضًا المسجد العمري في درعا وما يحتويه من أسلحة خفيفة وقنابل بكميات كبيرة علمًا بأنهم هم من وضعوا هذه الأسلحة.. كل هذه الإجراءات حتى يبرروا لأنفسهم قتل المتظاهرين واستخدام الرصاص الحي واقتحام البيوت.

 

ماذا كان يحدث عند اقتحام المنازل؟

 

القوات ارتكبوا أعمالًا إجرامية منقطعة النظير من خلال تجريد الرجال من الثياب واغتصاب النساء أمام الرجال والأبناء وذبح الأطفال بالسكين.

 

هل تتذكرون أمثلة؟

 

في مدينة درعا هناك أم طلبت من جنود النظام وشبيحته أن يغتصبونها ويتركوا بناتها العذارى فاغتصبوها واغتصبوا البنات وذبحوا البنات أمام الأم والأب مقيد ينظر عاجز عن فعل أي شيء.

 

في مدينة حمص أيضًا، تمّ اغتصاب النساء في جامع قلعة الحصن بريف حمص، ومن بينهن تعرضت امرأة حامل للاغتصاب في المسجد، وتمّ تشغيل مكبرات الصوت حتى يملأ صراخها القرية ويقهروا العباد.

 

حلب أيضًا كانت شرارة قوية للثورة.. أليس كذلك؟

 

تواترت المظاهرات واشتدت في مدينة حلب، وفي أحد الأيام نظّم طلاب الجامعة مظاهرات فطوّق الأمن السكن الجامعي وقاموا بضرب الشباب والبنات، كما تمّ اعتقال الكثير.

 

حدثنا عن أمثلة لتلك الجرائم؟

 

أذكر على سبيل المثال ذهب رجل ليخرج ابنته الجامعية من الفرع فرحب به الضابط وأجلسه وطلب له القهوة لكن من أحضر القهوة كانت ابنته، أحضرتها وهي عارية الجسد كي يذلوه وخرجت من السجن وبعدها انتحرت حيث رمت نفسها من شرفة شقتها.

 

هل أدّت كل هذه الجرائم إلى تحول الثورة لتكون مسلحة؟

 

الثورة حافظت على سلميتها لكن الأمن كان يُدخل بين المتظاهرين عملاء لهم يحملون السلاح ويطلقون النار عشوائيًّا ليثبتوا للعالم أنّها ثورة مسلحة وبحكم تواجدي في النظام كضابط كان الضباط العلويين يستفزوننا بكلامهم.

 

ماذا كانوا يفعلون؟

 

أحد الضباط الطيارين كان يقول اليوم كسرنا رأس صاحب القبعة الخضراء يقصد فيه مساجد أهل السنة، حيث كان يقصفون المساجد يوم الجمعة أثناء الصلاة.. كانوا وحوش بشريين، وعند نزولهم للشارع لتفريق المظاهرات يحملون بأيدهم هراوات لكن ليس مطاطية وإنما قضبان حديد سوداء يضربون بها رأس المتظاهر فيفجرون رأسه.

 

كان أكثر ما يغيظهم ويخيفهم ويهزهم كلمة الله أكبر ترعبهم تهز أركانهم وهذا دليل على كفرهم وبغيهم، أيضًا لم يتركوا ضابطًا من الطائفة السنية إلا استدعوه لفرع الأمن ليذلوه.

 

ماذا طلبوا منكم؟

 

طُلب مني النزول في أحد أيام الجمعة لقمع المظاهرات فرفضت، تمّ استدعائي لفرع الأمن لكن هربت وانشققت عن النظام المجرم والتحقت بصفوف الثوار وبقيت فترة مع المجاهدين في منطقة حلب، وكان الثوار آنذاك في قمة الشهامة والأقدام حيث تقريبًا حررنا 75% من أراضينا.

 

بحكم خبرتكم الأمنية، كيف كنتم تنظرون إلى المعارضة المسلحة؟

 

أكثر ما أثار تساؤلي لماذا أغلب القادة الثوريين من البسطاء ولا يفقهون بالعلم العسكري والبعض نفوسهم مريضة إلا ما رحم ربي، لكن على ما يبدو أنّ هذا الوضع كان مخططًا له، حيث عمل النظام على شراء أصحاب النفوس المريضة ودسهم بين الثوار، ومنهم من كان بمناصب عاليه.

 

متى بدأ دخول الفصائل الدينية، كيف تعاملوا معكم؟

 

في 2013، بدأ توافد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وغيرهما.. كانوا في البداية مسالمين لنا واحتضناهم وقدمنا لهم كل شيء حتى زوجناهم من نسائنا، وأذكر في منطقة جرابلس بريف حلب أمير من مصر زوّج أبيه البالغ من العمر ٨٠ عامًا من فتاة عمرها ١٨ مستغلين فقرهم وخوفهم.

 

هل استمر هذه العلاقة الجيدة طويلًا؟

 

بالعكس، مع مرور الأيام اكتشفنا أنّ أغلب قياداتهم وأمرائهم مخترقون وعملاء.. أذكر أميرًا من تونس يدعى أبو المثنى كان سبب في فتنة بين فصيلين من الجيش الحر راح ضحيتها شهداء وجرحى، بعدها اتضح لنا أنّه عميل للمخابرات الفرنسية.

 

هذا يعني أنّ وضعكم كضابط منشق كان يمثل خطرًا كبيرًا عليكم.. أليس صحيحًا؟

 

نعم.. علمنا أنّ وجودنا خطر علينا وأننا مستهدفون ومعرضون للاغتيال، وقد اغتيل بالفعل الكثير من الشرفاء العسكريين والمدنين فتركنا الجهاد وذهبنا لتركيا.

 

بعد ذلك أغلب المناطق التي حررها الجيش الحر استولى عليها تنظيم داعش وسلمها للنظام.. كنا بنظر التنظيم مرتدين وقتالنا واجب.

 

لا أنكر وجود بعض العناصر المجاهدين الشرفاء لكن الأمراء والقادة مخترقون وعملاء غسلوا أفكارهم بفقه جهاد الخوارج وهكذا اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف العدو من الصديق.

 

هل ترون أنّ الغرب لعب دورًا كبيرًا في تحريك مسار الثورة السورية؟

 

الثورة أُغدقت بالدولار الذي أغرى النفوس الضعيفة ومصدره الغرب والداعمين العرب العملاء الذين يأتمرون بأوامر الغرب، ثمّ تدخل الروس وإيران وحزب الله اللبناني بشكل علني وازدادت الحملة الشعواء على أرض سوريا وتكالبت علينا الأمم وعمّ الدمار والخراب وكثرت المجازر والأشلاء تحت الركام وفي الشوارع والأراضي والتهجير القصري والتعسفي للسكان لتغير ديموغرافية الأرض.

 

كيف حدث هذا التغيير الديموغرافي؟

 

استولى الشيعة العراقيون والإيرانيون على كثير من المناطق كبعض أحياء دمشق وريف دمشق الحدودي مع لبنان والقصير بريف حمص وغيرها، ولأنّ الغرب يعلم أنّ الغوطة هي فسطاط المسلمين حشد العدة والعدد لينال منها وبالرغم من جبروت روسيا وشراسة إيران وحشدها ودموية حزب اللات والطائفة العلوية مازلت الغوطة صامدة بالرغم من الحصار الذي دام ست سنوات.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى