في الاجتماع عرض جورج نادر -الذي خضع مؤخرا للتحقيق بشأن تمويل حملة دونالد ترمب لانتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية- على المجتمعين تشكيل تحالف إقليمي من ست دول عربية بحيث تصبح هذه الدول المتحالفة قوة تعول عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ تركيا وإيران في المنطقة.
ووفق العرض الذي قدمه رجل الأعمال الأمريكي اللبناني، فإن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وليبيا -التي لم تشارك في القمة- مدعوة لتشكيل نواة تجمع إقليمي بالمنطقة داعم للولايات المتحدة وإسرائيل، ويكون بديلا لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية المُحتضرة.
وبعدما عقدت هذه القمة لم يكد يمضي عام على تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، وكان ابنه محمد وقتذاك وليا لولي العهد، وكان ابن عمه الأمير محمد بن نايف العقبة الوحيدة التي تحول دون توليه ولاية العهد، وقد زالت هذه العقبة بعزل ابن نايف في يونيو 2017.
فوز ترامب ومخطط نادر
وفي الوقت الذي عقدت فيه القمة السرية، كان ترامب قد أعلن للتو ترشحه للرئاسة، وكانت منافسته هيلاري كيلنتون تتصدر كل استطلاعات الرأي، وكان السعوديون والإماراتيون يعتقدون أنها سترسخ الاتفاق النووي مع إيران، الذي كانت إدارة الرئيس باراك أوباما طرفا فيه، وبالتالي كانوا يرون أن فوز كلينتون لن يمكنهم من الزعامة في المنطقة.
وفي يناير، قال ملك الأردن في جلسة مغلقة مع قادة الكونجرس في واشنطن إن تركيا تصدر الإرهابيين إلى أوروبا، ولاحقا نفى علنا أن يكون صرح بذلك.
وبعد ذلك، تراجعت العلاقة بين الأردن والدول الأخرى التي شاركت في القمة السرية، فقد رأت السعودية أن عمان لم تدعم الحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية ومصر على قطر في يونيو 2017.
بل إن الخلاف بين الأردن والسعودية زاد تفاقما حين صوت الأردن في الأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وكان قرار ترامب هذا يهدد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
دور «نادر»
وذكرت أن محققين في اللجنة التي يقودها مولر استجوبوا جورج نادر، كما أنهم يحاولون التوصل إلى أي أدلة على سعي الإمارات لشراء التأثير السياسي في واشنطن من خلال تمويل حملة ترمب.
وفي يوم الجمعة 16 مارس، ظهرت تقارير عن عدد كبير من الإدانات التي أصدرت ضد نادر بتهمة الاعتداء الجنسي على أولادٍ دون السن القانونية وحيازة مواد إباحية عن الأطفال.
هذا بالإضافة إلى إدانته بـ10 تهم تتعلق بالإيذاء الجنسي للذكور دون السن القانونية في الجمهورية التشيكية التي قضى فيها سنةً كاملة في السجن عام 2003.
ورغم تاريخه الإجرامي، كان ترامب دائم الاستعانة بنادر، إذ حضر اجتماعاً عُقد في برج ترامب بمدينة نيويورك في ديسمبر 2016 مع كلٍ من جاريد كوشنر صهر ترامب، وستيف بانون، وهما أهم خبراء الاستراتيجية السياسية لترامب.
وبعد شهر، حضر كل من نادر والرئيس السابق لشركة بلاك ووتر إريك برنس، وأحد المصرفيين الروسيين، اجتماعاً في سيشيل مع بن زايد.
علاقته بإسرائيل وإيران
وكانت لنادر أيضا علاقات وطيدة بإسرائيل، وأثناء فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز بها ترامب، أوفد ولي عهد أبو ظبي جورج نادر للقاء مسئولين إسرائيليين لبحث مسألة حل الدولتين.
والعلاقة التي بناها نادر مع إسرائيل كانت من خلال الثري اليهودي الأمريكي إليوت برويدي الذي تولى منصب نائب رئيس حملة التبرعات لحملة ترامب الانتخابية، ويملك برويدي -المقرب جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- شركة أمنية لها عقود مع الإمارات بمئات ملايين الدولارات.
وأقيل برويدي من رئاسة مؤسسة ماركستون كابيتال بارتنرز، التي تتخذ من تل أبيب مقرا لها، بعد اعترافه بأنه دفع رشاوي بما يقرب من مليون دولار لمدراء صندوق تقاعد في ولاية نيويورك. فيما بعد أصبح برويدي نائبا لرئيس حملة جمع التبرعات لصالح ترامب.
وردا على تسريب المذكرة، اتهم برويدي "عملاء لقطر، بعضهم مسجل وبعضهم غير مسجل"، بقرصنة حسابه. جاءت اتهامات برويدي عبر المتحدث الحصفي باسمه وكذلك من خلال خطاب بعث به إلى السفير القطري في واشنطن.
ويذكر موقع "ميدل إيست آي" أيضاً أنَّ نادر كان قد أجرى اتصالات متكررة في العامين الماضيين مع الحرس الثوري الإيراني، وذلك حول مشروع قانون في الكونغرس الأميركي يعد بمجموعة جديدة من العقوبات ويعرقل دخول طهران إلى منظمة التجارة العالمية.
وأسس نادر هذا الرابط بمساعدة الزعيم الشيعي العراقي عمار الحكيم وجماعته، ومن المعتقد أنَّ الحرس الثوري الإيراني قد استعان بنادر لتمرير رسائل إلى دول الشرق الأوسط، حسب ما أفادت مصادر لميدل إيست آي.
جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري