«قمة اليخت».. كيف اجتمع زعماء عرب سرًّا لإعادة تشكيل المنطقة؟

[real_title] كشف موقع "Middle East Eye" البريطاني أن رجل الأعمال الأمريكي اللبناني «جورج نادر» -مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد- نظم أواخر 2015 على متن يخت في البحر الأحمر قمة سرية جمعت قادة ومسئولين بارزين في دول عربية، تمحورت حول إدارة تشكيل المنطقة بما يسمح بهيمنة السعودية والإمارات عليها، ومواجهة تركيا وإيران.

 

الموقع نقل عن مصدرين مطلعين أن القمة السرية شارك فيها محمد بن زايد، وولي ولي العهد آنذاك محمد بن سلمان الذي أصبح وليا للعهد، وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن عبدالله الثاني.

في الاجتماع عرض جورج نادر -الذي خضع مؤخرا للتحقيق بشأن تمويل حملة دونالد ترمب لانتخابات الرئاسة الأمريكية الماضية- على المجتمعين تشكيل تحالف إقليمي من ست دول عربية بحيث تصبح هذه الدول المتحالفة قوة تعول عليها الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ تركيا وإيران في المنطقة.

 

ووفق العرض الذي قدمه رجل الأعمال الأمريكي اللبناني، فإن كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر والأردن وليبيا -التي لم تشارك في القمة- مدعوة لتشكيل نواة تجمع إقليمي بالمنطقة داعم للولايات المتحدة وإسرائيل، ويكون بديلا لمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية المُحتضرة.

 

ونقل "ميدل إيست آي" عن مصدرين مطلعين على اجتماع البحر الأحمر أن نادر أبلغ الحاضرين أنهم في حالة موافقتهم على العرض، سيسعى لكسب التأييد لذلك في واشنطن، وأكد المصدران أن العرض حاز على إعجاب المشاركين في القمة السرية.

 

وبعدما عقدت هذه القمة لم يكد يمضي عام على تولي الملك سلمان الحكم في السعودية، وكان ابنه محمد وقتذاك وليا لولي العهد، وكان ابن عمه الأمير محمد بن نايف العقبة الوحيدة التي تحول دون توليه ولاية العهد، وقد زالت هذه العقبة بعزل ابن نايف في يونيو 2017.

 

فوز ترامب ومخطط نادر

 

وفي الوقت الذي عقدت فيه القمة السرية، كان ترامب قد أعلن للتو ترشحه للرئاسة، وكانت منافسته هيلاري كيلنتون تتصدر كل استطلاعات الرأي، وكان السعوديون والإماراتيون يعتقدون أنها سترسخ الاتفاق النووي مع إيران، الذي كانت إدارة الرئيس باراك أوباما طرفا فيه، وبالتالي كانوا يرون أن فوز كلينتون لن يمكنهم من الزعامة في المنطقة.

 

وبناء على ما سبق، رأى هؤلاء القادة في قمة اليخت السرية أن ترامب قد يكون مفتاح تحقيق خططهم للهيمنة في المنطقة، وفق ما أورده موقع "ميدل إيست آي".

وفي يناير، قال ملك الأردن في جلسة مغلقة مع قادة الكونجرس في واشنطن إن تركيا تصدر الإرهابيين إلى أوروبا، ولاحقا نفى علنا أن يكون صرح بذلك.

 

وبعد ذلك، تراجعت العلاقة بين الأردن والدول الأخرى التي شاركت في القمة السرية، فقد رأت السعودية أن عمان لم تدعم الحصار الذي فرضته ثلاث دول خليجية ومصر على قطر في يونيو 2017.

 

بل إن الخلاف بين الأردن والسعودية زاد تفاقما حين صوت الأردن في الأمم المتحدة ضد قرار الرئيس الأمريكي اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وكان قرار ترامب هذا يهدد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

دور «نادر»

 

بالنسبة لجورج نادر تبين أنه كان حلقة وصل رئيسية بين دونالد ترامب وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، فقد أوردت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا أن المحقق الأمريكي الخاص روبرت يفحص روابط مالية للتحقق مما إذا كانت الإمارات ساهمت بصورة غير مشروعة في تمويل حملة ترامب الانتخابية.

وذكرت أن محققين في اللجنة التي يقودها مولر استجوبوا جورج نادر، كما أنهم يحاولون التوصل إلى أي أدلة على سعي الإمارات لشراء التأثير السياسي في واشنطن من خلال تمويل حملة ترمب.

 

وفي يوم الجمعة 16 مارس، ظهرت تقارير عن عدد كبير من الإدانات التي أصدرت ضد نادر بتهمة الاعتداء الجنسي على أولادٍ دون السن القانونية وحيازة مواد إباحية عن الأطفال.

 

وذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية أنَّ نادر قد حُكم عليه بالسجن 6 أشهر بتهم استغلال الأطفال في صنع مواد إباحية في ولاية فرجينيا الأميركية. ووفقاً لسجلات المحكمة الفيدرالية التي اطلعت عليها مجلة نيوزويك، أدين نادر بإحضار المواد الإباحية إلى الولايات المتحدة من ألمانيا.

 

هذا بالإضافة إلى إدانته بـ10 تهم تتعلق بالإيذاء الجنسي للذكور دون السن القانونية في الجمهورية التشيكية التي قضى فيها سنةً كاملة في السجن عام 2003.

 

ورغم تاريخه الإجرامي، كان ترامب دائم الاستعانة بنادر، إذ حضر اجتماعاً عُقد في برج ترامب بمدينة نيويورك في ديسمبر 2016 مع كلٍ من جاريد كوشنر صهر ترامب، وستيف بانون، وهما أهم خبراء الاستراتيجية السياسية لترامب.

 

وبعد شهر، حضر كل من نادر والرئيس السابق لشركة بلاك ووتر إريك برنس، وأحد المصرفيين الروسيين، اجتماعاً في سيشيل مع بن زايد.

 

علاقته بإسرائيل وإيران 

وكانت لنادر أيضا علاقات وطيدة بإسرائيل، وأثناء فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي فاز بها ترامب، أوفد ولي عهد أبو ظبي جورج نادر للقاء مسئولين إسرائيليين لبحث مسألة حل الدولتين.

 

والعلاقة التي بناها نادر مع إسرائيل كانت من خلال الثري اليهودي الأمريكي إليوت برويدي الذي تولى منصب نائب رئيس حملة التبرعات لحملة ترامب الانتخابية، ويملك برويدي  -المقرب جدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو- شركة أمنية لها عقود مع الإمارات بمئات ملايين الدولارات.

 

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا مذكرة مسربة لبرويدي كشفت أنه سعى لدى ترامب كي يجتمع مع محمد بن زايد لدعم سياسات الإمارات، وإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي أقيل بالفعل.

 

وأقيل برويدي من رئاسة مؤسسة ماركستون كابيتال بارتنرز، التي تتخذ من تل أبيب مقرا لها، بعد اعترافه بأنه دفع رشاوي بما يقرب من مليون دولار لمدراء صندوق تقاعد في ولاية نيويورك. فيما بعد أصبح برويدي نائبا لرئيس حملة جمع التبرعات لصالح ترامب. 

ونقلا عن مذكرة كتبها برويدي نفسه ومررت للصحيفة من قبل "شخص منتقد للنفوذ الإماراتي في واشنطن"، نشرت نيويورك تايمز ما يفيد بأن برويدي ضغط سياسيا على ترامب حتى يقابل محمد بن زايد "في لقاء غير رسمي"؛ بهدف دعم السياسات التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، ولتحريضه على طرد وزير خارجيته ريكس تيلرسون. 

 

وردا على تسريب المذكرة، اتهم برويدي "عملاء لقطر، بعضهم مسجل وبعضهم غير مسجل"، بقرصنة حسابه. جاءت اتهامات برويدي عبر المتحدث الحصفي باسمه وكذلك من خلال خطاب بعث به إلى السفير القطري في واشنطن. 

 

ويذكر موقع "ميدل إيست آي" أيضاً أنَّ نادر كان قد أجرى اتصالات متكررة في العامين الماضيين مع الحرس الثوري الإيراني، وذلك حول مشروع قانون في الكونغرس الأميركي يعد بمجموعة جديدة من العقوبات ويعرقل دخول طهران إلى منظمة التجارة العالمية.

 

وأسس نادر هذا الرابط بمساعدة الزعيم الشيعي العراقي عمار الحكيم وجماعته، ومن المعتقد أنَّ الحرس الثوري الإيراني قد استعان بنادر لتمرير رسائل إلى دول الشرق الأوسط، حسب ما أفادت مصادر لميدل إيست آي.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى