«مفخخات القمة».. هل ينجح لقاء السحاب بين ترامب وكيم؟

«مفخخات القمة».. هل ينجح لقاء السحاب بين ترامب وكيم؟
«مفخخات القمة».. هل ينجح لقاء السحاب بين ترامب وكيم؟
[real_title] "هل يجتمع الرئيس الثري مع الزعيم المثير للجدل؟، هل تنجح القمة".. توجّهت الأنظار في الأيام الأخيرة إلى قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، تعقد في مايو المقبل.

 

قبل أيام، أعلن  ترامب أنّ كوريا الشماليّة مستعدّة لوقف مشروعها النوويّ، وأنّ هناك لقاءً بينه وبين الزعيم الكوري قد جرى الاتّفاق عليه.

 

قال الرئيس الأمريكي في تغريدة عبر "تويتر": "كيم جونج أون تحدّث مع مسؤولين كوريين جنوبيين عن وقف البرنامج النووي، وليس فقط تجميده.. لا تجارب صاروخيّة خلال هذه الفترة من المحادثات.. تقدّم عظيم نصنعه، لكن العقوبات ستبقى حتّى الوصول إلى اتفاق نهائيّ.. تمّ الاتفاق على لقاء".

 

ارتبط هذا الإعلان بزيارة أجراها مسؤولون من كوريا الجنوبية إلى "بيونج يونج"، حيث جرت هناك محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي حول برنامجه النووي، وقد كان الجانب الكوري الجنوبيّ يطلع الأمريكيين على أي تطوّر في المحادثات، وبعدها خرج مسؤولون كوريون جنوبيّون ليعلنوا أنّ "كيم" قد كلّفهم برسالة شفويّة مفادها دعوة ترامب للقاء، ليعلن البيت الأبيض بعدها أنّه مستعدّ لهذا اللقاء في شهر مايو المقبل.

 

تحديات القمة

 

تناولت العديد من التقارير الدولية المنتظر والمأمول من هذا اللقاء، لكنّ صحيفة واشنطن بوست الأمريكية حدّدت ثلاث عقبات أمام نجاح الاجتماع.

 

التحدي الأول هو "المصداقية"، إذ قالت الصحيفة: "لن يتخلى زعيم كوريا الشمالية عن زره النووي ما لم يأمن جانب أمريكا، ومع تدخل الولايات المتحدة في عدة دول للإطاحة بأنظمة حكمها يبدو الأمر معقدًا، وحتى تؤكد أمريكا صدق نواياها، لابد من إعلان رسمي من ترامب نفسه أو تشريع من الكونجرس، مع إشراك الصين كراعٍ للمحادثات، بيد أنّ هذا ربما لا يبدو كافيًّا في نظر كوريا الشمالية".

 

وبالنظر إلى تاريخ كوريا الشمالية في عدم الالتزام بأي اتفاقات دولية - تضيف الصحيفة - فإنّها ستعاني على الأرجح في إثبات جديتها في نزع سلاحها النووي، بل يرى الكثير من المحللين أنّ هذه خطة خداع جديدة من كوريا الشمالية لتوسيع نطاق برنامجها النووي، وفي سبيل إثبات صدق نواياه يتعين على كيم جونج أون السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتفتيش كافة المواقع النووية المعلنة والمواقع العسكرية السرية.

 

التحدي الثاني هو "تباين الرؤى حول قواعد الاشتباك"، فأوضحت الصحيفة: "ترغب الولايات المتحدة في أن تعلن بيونج يانج استعدادها للالتزام بالبيان التاريخي المشترك الصادر في عام 2005 عبر المجموعة السداسية الذي نص على نزع السلاح النووي من كوريا الشمالية مقابل مساعدات اقتصادية، لكن الاتفاق لم يتطرق إلى أنشطة كوريا الشمالية في المجالات العسكرية التقليدية، أو الحرب السيبرانية، وقد تنهار المحادثات، إذا ما لجأت بيونج يانج إلى أي عمل استفزازي غير نووي".

 

وتشير إلى أنّ كوريا الشمالية ترغب في أن تكف واشنطن عن فرض مزيد من العقوبات، وقد كان هذا هو السبب في تخلي بيونج يانج عن اتفاق عام 2005، بعد أن فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بنك في ماكاو يقوم بعمليات غسيل أموال لصالح كوريا الشمالية.

 

وبررت أمريكا الأمر حينها - حسب الصحيفة - بأنّ العقوبات لا علاقة لها بالاتفاق السداسي، وهو ما رفضته كوريا الشمالية، وكاد الأمر يتكرر بعد الإعلان عن اللقاء بين ترامب وكيم جونج أون، حيث فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على كوريا الشمالية؛ بسبب اغتيال الأخيرة الأخ غير الشقيق لزعيم البلاد "وهو شخصية معارضة" باستخدام سلاح كيميائي.

 

وترى الصحيفة: "يتوجب على طرفي المحادثات المرتقبة وضع أسس تفصيلية لها حتى لا تنهار، مما يستلزم لقاءات تحضيرية عدة، وعلى أمريكا عدم تكرار الخطأ الذي وقعت فيه عند توقيع الاتفاق النووي مع إيران، بأن تدفع نحو اتفاق شامل يمتد إلى الأنشطة العسكرية غير النووية لبيونج يانج، ولكن على الأرجح لن تقبل الأخيرة بذلك".

 

"النتائج المرجوة" هي التحدي الثالث الذي وضعته الصحيفة، إذ أكدت: "إذا تباينت أهداف الولايات المتحدة وكوريا الشمالية المتوقعة من المحادثات، فستنتهي بلا نتيجة، وتؤكد واشنطن أنّه في مقابل نزع سلاح بيونج يانج النووي، فإنها لن تسعى لإسقاط النظام القائم، وسيتم تطبيع العلاقات بين البلدين".

 

وتعتقد الصحيفة أنّ "كوريا الشمالية قد تبدي طلبات تعجيزية، مثل إنهاء التحالف بين واشنطن وسيؤول بما يشمل انسحاب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية، وهو ما سترفضه أمريكا، وسيسبب انهيار المحادثات".

 

أهمية القمة

 

بقدر ما تحمله هذه التحديات أمام القمة المنتظرة، إلا أنّها حملت الكثير من الأهمية على الصعيد الدولي.

 

في معرض تعليقه على اللقاء، يقول الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية: "كوريا الشمالية أبدت استعدادها لإيقاف برنامجهها النووي، لذلك صدر تصريح من البيت الأبيض يؤكد أنّ الولايات المتحدة لن تتنازل عن موقفها".

 

يضيف: "الأمور تدفع في تجاه الحوار بين أمريكا وكوريا الشمالية، لأنّ العناد المستمر بينهما قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة قد لا تبقي ولا تذر، وبالتالي أعتقد أنّ إعلان الرئيس ترامب أنّه سيتلقي الزعيم الكوري الشمالي في مايو المقبل".

 

هذا التطور - يذكر "اللاوندي" - جاء عن مبادرة شخصية من أجل حلحلة الوضع وعدم تصعيد الأزمة بينهما، لأنّ ذلك ينذر بأشياء خطيرة للغاية في المرحلة المقبلة".

 

ويشير إلى أنّه توافرت الإرادة السياسية لدى زعيم كوريا الشمالية من ناحية ولدى الرئيس الأمريكي من ناحية أخرى، وهو ما يؤكد رغبة البلدين إلى حلحلة الأوضاع وعدم تصعيد التوتر بين  ما كما كان الحال سائدًا في العام الماضي.

 

ويتوقع اللاوندي أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تراجعًا كبيرًا في التصريحات العدائية بين الجانبين.

 

ردود أفعال

 

دوليًّا، رحبّت عدة أطراف بهذا اللقاء، الذي إذا ما عُقد سيكون أول لقاء بين رئيسي البلدين في التاريخ، فكوريا الجنوبية اعتبرته "حدثًا تاريخيًّا في طريق السلام".

 

أمّا اليابان التي حلّقت الصواريخ الكوريّة فوقها قبل أشهر قليلة أعلنت "أنّها تقدّر هذه المفاجأة كثيرًا"، رغم أنّها كانت من بين الأصوات التي أيّدت مزيدًا من الضغط والعقوبات على كوريا الشمالية، وقد اعتبرت في السابق أن المحادثات من أجل المحادثات هي "مضيعة للوقت".

 

الصين عبّرت عن تشجيعها لهذه المبادرة، واعتبرتها "خطوة في الطريق الصحيح"، وقالت وزارة الخارجية: "نتمنى من جميع الأطراف أن تتحلى بالشجاعة السياسية من أجل إصدار قرار سياسي ببدء محادثات ثنائية من أجل الوصول إلى حل سلمي للمشكلة النووية، وستواصل بكين جهودها في هذا المسعى".

 

وتعدّ بكين أكبر داعم للنظام الكوري الشمالي وأكبر متعامل اقتصادي معه، وكان الرئيس ترامب قد انتقد بكين سابقًا على عدم بذلها جهودًا حقيقيّة من خلال النفوذ الكبير الذي تمتلكه في كوريا الشماليّة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى