«سكريبال».. الجاسوس المزدوج الذي أعاد روسيا وأوروبا لأجواء «الحرب الباردة»

«سكريبال».. الجاسوس المزدوج الذي أعاد روسيا وأوروبا لأجواء «الحرب الباردة»
«سكريبال».. الجاسوس المزدوج الذي أعاد روسيا وأوروبا لأجواء «الحرب الباردة»

[real_title] ببيان مشترك بين أمريكا وكبرى الدول الأوروبية، ومقاطعة سياسية للفعالية الرياضية الأشهر عالميا، وتلميحات بمشاورات عسكرية، وتذكير بالحرب العالمية الثانية.. بدت العالم وكأنه في غضون أيام قليلة قد قفز أعواما طويلة للوراء في قلب أجواء الحرب الباردة.

 

وبينما يصارع الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» في مستشفى بمدينة سالزبري البريطانية من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد تعرضه لمادة «غير معروفة» تشبه غاز الأعصاب، وتخبو الحياة في أوصاله، تدب الحياة من جديد في أوصال «الحرب الباردة» بين روسيا من جانب وأوروبا وأمريكا من جانب آخر.

 

ففي بيان مشترك نادر الحدوث، وصفت لندن وبرلين وباريس وواشنطن، الخميس، مسؤولية روسيا عن محاولة اغتيال  الجاسوس الروسي السابق «سيرجي سكريبال» وابنته «يوليا سكريبال» في مدينة سالزبري الإنجليزية، بأنه هو التفسير الوحيد «المعقول» لتسميم العميل الروسي السابق، داعية موسكو لتقديم «كل المعلومات» حول البرنامج الكيميائي «نوفيتشوك».

 

وأصدر زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، بيانا أدانوا فيه الحادثة واعتبروها «اعتداء على سيادة بريطانيا».

 

وقال البيان المشترك: إن «استخدام غاز أعصاب ذي أغراض عسكرية طورته روسيا في الواقعة، يعتبر أول هجوم بغاز الأعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية».

 

كما تابع البيان بأن «هذا اعتداء على السيادة البريطانية وأي حالة استخدام (الغاز) من هذا القبيل من قبل جهات حكومية انتهاك سافر لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وانتهاك للقانون الدولي، وهذا يهدد أمننا جميعا».

 

كما طالبت الدول الأربع في بيانها روسيا بكشف كل المعلومات المرتبطة ببرنامج «نوفيتشوك» الكيميائي أمام منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية.

 

مشاورات عسكرية

 

وفي أجواء تصعيدية متصلة ذات طابع عسكري هذه المرة، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، «ينس ستولتنبرج»، أنه من المقرر أن يجتمع مع وزير الخارجية البريطاني، «بوريس جونسون»، يوم الإثنين المقبل، لمناقشة الهجوم بغاز الأعصاب على «سكريبال» وابنته في بريطانيا.

 

ووصف «ستولتنبرج» إن الهجوم، الذي وصفه الناتو بأنه أول هجوم باستخدام غاز الأعصاب على دولة تابعة لأراضي الحلف منذ الحرب العالمية الثانية، بأنه «غير مقبول»، و«ليس له مكان في العالم المتحضر».

 

وأضاف أن «الهجوم جاء على خلفية نمط متهور من السلوك الروسي على مدى سنوات عديدة».

 

وذكر المسؤول الكبير في حلف «الناتو» أن الهجوم يأتي في سياق ضم موسكو لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، ووجودها العسكري في جورجيا ومولدوفا، والتدخل في شؤون غرب البلقان و«محاولات تقويض الانتخابات والمؤسسات الديمقراطية».

 

تبادل طرد الدبلوماسيين

 

وسبق أن أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، الأربعاء، طرد 23 دبلوماسيًا روسيًا، بعد انقضاء المهلة التي حددتها لكي تقدم موسكو تفسيرًا بشأن قضية تسميم عميل روسي سابق وابنته.

 

كما أعلنت أيضا مقاطعة بطولة كأس العالم التي ستقام في روسيا الصيف المقبل، سياسيا، بمعنى أن إنجلترا لن تبعث أي مسؤول سياسي لحضور فعاليات البطولة، كما يحدث عادة في المونديال، حيث يحضر الحفلات وزراء وأعضاء من العائلة المالكة البريطانية.

 

كما عقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة طارئة لبحث الأزمة التي نشبت مؤخرا بين بريطانيا وروسيا على خلفية محاولة قتل جاسوس روسي سابق في بريطانيا.

 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية «ماريا زاخاروفا» قالت، خلال مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق اليوم الخميس، إن الجانب الروسي يعمل على الرد على إجراءات بريطانيا المتخذة بشأن قضية «سكريبال».

 

كما قال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، الخميس، إن موسكو تعتزم طرد دبلوماسيين بريطانيين في القريب العاجل، رداً على الإجراءات التي اتخذتها لندن مؤخرا بطرد دبلوماسيين روس.

 

وبحسب وسائل إعلام بريطانية فقد تم العثور على «سكريبال» البالغ من العمر 66 عاما وابنته البالغة من العمر 33 عاما مغمى عليهما عند مركز تجاري الأحد في مدينة سالزبري بجنوب بريطانيا بعد تعرضهما لمادة غير معروفة.

 

ثم تم نقل المصابين وهما في حالة خطرة إلى مستشفى في سالزبري، وقامت السلطات بإغلاق المستشفى لدى وصولهما، ودعت فريقا للحوادث لتطهير المنطقة.

 

«سكريبال» مشعل «الحرب»

 

و«سكريبال» كولونيل سابق في المخابرات العسكرية الروسية، وسبق أن عمل جاسوسا مزدوجا، حاكمته موسكو بتهمة الخيانة، قبل أن تمنحه المملكة المتحدة حق اللجوء بعد اتفاق لتبادل الجواسيس بين واشنطن وموسكو في عام 2010.

 

في العام 2006، أدين سكريبال في روسيا، بتهمة التجسس لصالح جهاز المخابرات البريطاني «إم.آي.6».

 

ووجه القضاء الروسي له تهما بتزويد الاستخبارات البريطانية بأسماء عملاء للاستخبارات الروسية في أوروبا، وقال الادعاء الروسي إنه تلقى نحو 100 ألف دولار أميركي من البريطانيين مقابل المعلومات التي كان يقدمها عندما كان في الخدمة.

 

وتلقى «سكريبال» حكما بالسجن لـمدة 13 سنة قبل أن يعفو عنه الرئيس الروسي في ذلك الوقت «ديمتري ميدفيدف»، وتم نقله في إطار اتفاق ضخم لتبادل الجواسيس مع الولايات المتحدة.

 

حيث وافقت واشنطن على إرسال عشرة جواسيس إلى روسيا، مقابل الإفراج عن أربعة مساجين كانوا ينفذون أحكامًا بالسجن في موسكو.

 

واعتبرت تلك العملية أكبر تبادل بين البلدين منذ انتهاء الحرب البادرة في عام 1991، وتمت على مدرج مطار فيينا الدولي حيث توقفت طائرتان روسية وأمريكية جنبا إلى جنب لإنجاز العملية.

 

وحاول «سيرجي» البقاء بعيدا عن الأضواء منذ وصوله إلى بريطانيا، وذكرت صحيفة «صن» البريطانية أن «سيرجي» عاش حياة بائسة منذ قدومه إلى البلاد، إذ توفيت زوجته في حادث سيارة ببريطانيا، كما توفي ابنه في حادث سيارة بروسيا.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى