7 سنوات على الثورة السورية.. من يحسم الحرب في بلاد الشام؟ 

[real_title] 7 سنوات مرت على الشعب السوري هي الأصعب في تاريخه الذي شهد أعقد أزمة إنسانية في العالم، منذ أن هتف بأول صوت للحرية في بلاده في الخامس عشر من فبراير لعام 2011، بعد أن قرر بعض الأطفال إعلان الشرارة الأولى للثورة عبر كتابة عبارات رافضة لنظام بشار الأسد على جدران مدرستهم، ليعاقبهم عليها النظام القمعي بالتجويع والحصار والبارود.


سوريا التي لُقِّبت بجنة العرب، تحولت إلى ركام، القصف في كل مكان بالبراميل المتفجرة، والغازات السامة، والمحارق الجماعية باتت عنوان يومها في كل صباح، والقتل والدمار وأشلاء الجثث تتناثر في كل مكان، ورائحة الموت تهُب من كل اتجاه، وشعبها لم تتوقف أوجاعه من كثرة الألم والمعاناة.


الثورة السورية ومع انطلاقها قبل 7 سنوات، سرعان ما تعامل معها رأس النظام السوري بالعنف، مستخدما ضد المدنيين صنوف الأسلحة المحرمة، ليصل تعداد ما قتله الأسد بعد 7 سنوات قرابة ال600 ألف قتيل، وأكثر من 6 ملايين نازح.


بعد أشهر من اندلاع الثورة، بدأت الأزمة تتعقد بدخول أجندات أجنبية وشيعية وثالثة سنية داخل المشهد السوري، الشيعة والأسد عبر جيش الدفاع الوطني، وكتائب البعث، واللجان الشعبية، والحزب السوري القومي الاجتماعي، والجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون، والحرس الثوري والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام، ومسلحين موالين للنظام من جنسيات أجنبية وعراقية، ولواء القدس الإيراني الشيعي، وعناصر حزب الله اللبناني..

 

التحالف الدولي


بينما دخل التحالف الدولي لضرب تنظيم داعش المسلح عبر دول عربية وأجنبية، إلى جانب دخول قوات روسيا وتركيا كل منها تحارب لمصالحها، أنقرة لتفرض منطقة آمنة على حدودها والقضاء أي حلم كردي بإقامة دويلة شمالي سوريا.. بينما الروس المتحكم الأول في الملف السوري عسكريا جرب من خلال وجوده في دمشق أكثر من 200 سلاح بين أرضي وجوي.

أردوغان وبوتين وروحاني

 

ومع مرور السنوات تتقاسم الجغرافيا السورية قوى كثيرة يسيطر كل منها عسكريًا، على أجزاء من البلاد، ظلت إيران وروسيا وتركيا أبرز القوى المتواجدة عسكريا في سوريا، لتطرح مع هذا الوجود تساؤلا حول من ربح الحرب السورية بعد 7 سنوات من اندلاعها؟.


القوة التركية مؤخرا، باتت رقما صعبا داخل سوريا، استطاعت السيطرة عسكريا على غالبية مدن الشمال السوري، خصوصا بعد تقدمها في مناطق عفرين وجرابلس، عبر عمليتين عسكريتين سميتا "درع الفرات وغصن الزيتون"..

 

وفي رصد لـ آرون ستاين، أحد كبار الباحثين المقيمين بمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، والذي أكد سيطرة القوات العسكرية التركية وحلفائها على الحدود التركية مع عفرين، أحد الجيوب التي يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا. 

 

هجوم أنقرة


وأحرز هجوم أنقرة البري تقدمًا بطيئًا إلا إنه كان مطردًا، وفي غياب أي تدخل خارجي أو قرار سياسي بوقف الهجوم، فمن المؤكد أنه سيحقق هدفه المتمثل في إنهاء سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) على عفرين.

الجيش التركي والحر  في عفرين

 

وبحسب ستاين، لا تعتبر عملية غصن الزيتون مهمة فقط لأنقرة، بل لها تداعياتها السياسية الأخرى على الجهات الخارجية المشتركة في الحرب الأهلية السورية.

 

ففي واشنطن، تركز المناقشات المتعلقة بالسياسة الأمريكية في سوريا على التساؤلات التي تدور حول الاستراتيجية وما إذا كان باستطاعة الولايات المتحدة أن تترجم مكاسبها العسكرية ضد تنظيم الدولة إلى تسوية سلمية دائمة وفقاً للشروط المؤاتية لمصالح الولايات المتحدة. ومع ذلك، عادة ما تصف هذه المناقشات خصوم واشنطن بالتماسك الإستراتيجي، بينما يُظهر تدخل تركيا عبر الحدود أن الجهات الخارجية الرئيسية في الحرب تتحرك في غياب رؤية إستراتيجية متماسكة ومن المحتمل أنها عاجزة عن إحراز أهدافها الخاصة دون تقديم تنازلات جمة.

 

سياسة أمريكا


وُضِعت سياسة الولايات المتحدة في سوريا، التي ورثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلفه، في الأصل كحملة محدودة لمكافحة الإرهاب بهدف الإطاحة بداعش من المنطقة التي سيطرت عليها في شرق سوريا. وتطلّب ذلك أن تتحالف واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، وهي مظلة تجتمع تحتها الميليشيات التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، والفرع السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK)، إحدى الجماعات المتمردة الناشطة في تركيا منذ ما يقرب من أربعة عقود. (وبذلك، أبعدت واشنطن حليفها التركي في حلف الناتو). وتمكن التحالف الذي يضم الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية من إنجاز مهمته: إذْ تكبدت داعش هزيمة من الناحية الإقليمية في سوريا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

ومع تحول الحرب من العمليات الهجومية إلى الاستيلاء على الأراضي التي تقع تحت سيطرتها، فقد استقرت الولايات المتحدة على سياسة تتعلق باستخدام الأراضي التي تسيطر عليها كوسيلة تحاول من خلالها إجبار الحكومة السورية على تقديم تنازلات في محادثات السلام التي دعت إليها الأمم المتحدة في جنيف.

 

وحاولت واشنطن أن تُقرن حملتها العسكرية بأهداف سياسية قابلة للتحقيق، إلا إنها أشارت بذلك إلى اعتزامها البقاء في شمال شرق سوريا في المستقبل القريب. ويتعارض ذلك مع مواقف كل من إيران وتركيا وروسيا والنظام السوري، التي أُجبرت على الدخول في تحالفات متشابكة وفي بعض الأحيان متناقضة تقوم على المصلحة.

 

بالنسبة لتركيا، يؤكد تواجد الولايات المتحدة في سوريا أن واشنطن ستستمر في تدريب وتسليح قوات سوريا الديمقراطية، والأهم، هو أن الجهود التي يقودها الأكراد لإنشاء هياكل للحكم الذاتي في سوريا -والذي تعتبره أنقرة تهديدًا لأمنها القومي - لن تخضع للاتفاق الأوسع الذي يركز السيطرة السياسية في دمشق. وللضغط على الولايات المتحدة وإضعاف الأكراد، شنت أنقرة هجومين عسكريين في سوريا - عملية درع الفرات في أغسطس عام 2016 وعملية غصن الزيتون في يناير  من هذا العام.

 

القوة العسكرية التركية في سوريا

 

وفي كلتا الحالتين، طلبت تركيا من روسيا الإذن في استخدام القوة العسكرية، لئلا تخاطر بتصعيد غير مقصود مع قوة عظمى. ففي أعقاب فترة الصراع التي تلت نوفمبر عام 2015، جراء إسقاط تركيا قاذفة قنابل روسية لخرق مجالها الجوي، تعمقت العلاقة بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين. وتزامن هذا التقارب مع قرار تركيا باستخدام القوة العسكرية في سوريا، وفي الوقت الحالي، يتواصل الرجلان هاتفيًا بصورة منتظمة للحد من التوترات وتنسيق الجهود في محاولة لإدارة الحرب الأهلية السورية.

 

كما اختارت روسيا وتركيا العمل مع إيران أيضًا، التي ربما تعتبر أقوى المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد، من خلال مبادرتين مترابطتين. تتمثل الأولى، التي تُعرف بعملية الأستانة، في آلية دبلوماسية ثلاثية للإشراف على سلسلة من عمليات وقف إطلاق النار وما يُطلق عليه مناطق خفض التصعيد؛ وتتمثل الثانية في عملية السلام المُجامِلة التي عُقِدت مؤخرًا في سوتشي، بهدف إطلاق المفاوضات سريعًا لإنهاء الحرب وصياغة الدستور.

 

زخرت عملية سوتشي بالتناقضات وتطلب الأمر في النهاية من روسيا أن تتنازل إلى تركيا فيما يخص عددًا من القضايا، من بينها تقليص نطاق اختصاص المؤتمر. ويساعد الشد والجذب الدبلوماسي بين تركيا وروسيا على تفسير الوضع القائم وإيضاح الديناميات في عفرين.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

 

وبوجه عام، يعتمد الاتفاق الروسي - التركي على التعاون في محافظة إدلب السورية، آخر مناطق خفض التصعيد التي جرى تحديدها في الأستانة. ولمراقبة وقف إطلاق النار المفروض بين نظام الأسد وجماعات المعارضة التي تدعمها تركيا، فمن المتوقع أن ينشر الجيش التركي قواته في 12 موقعًا في إدلب..

 

وبالتالي تجد أنقرة نفسها في خضم تدخل عسكري مباشر في سوريا بشكل أعمق من أي وقت مضى. وعلى الرغم من أن هذا التدخل له أهداف محدودة قصيرة الأجل، فهناك خطر بأن يتحول إلى تدخل مفتوح، غير محدد المدة، خاصة في غياب مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة. وتسعى موسكو، بدورها، إلى العمل مع أنقرة لتحقيق تسوية سلمية، إلا أنها في سعيها لذلك، أخلّت بمصالح الحليفتين الأخيرتين، طهران ودمشق.

 

وتعتزم كل من إيران والحكومة السورية إجبار القوات التركية على الانسحاب من سوريا في نهاية المطاف، إذ يهدد تواجدها المستمر بتقويض أهداف الأسد التي تتمثل في هزيمة قوات المعارضة وضمان السيطرة بشكل كامل على الأراضي السورية. واستهدفت إحدى الميليشيات المتحالفة مع النظام القوات التركية في العيس، وهي نقطة مراقبة تخضع للإدارة التركية في جنوب حلب..

وفي عفرين، انتشرت الميليشيات المتحالفة مع النظام (التي يُفترض ارتباطها بإيران) إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية وهاجمت الجنود الأتراك في مناسبتين مختلفتين على الأقل. ويبدو أن روسيا كانت معارضة لتحركات النظام في عفرين، ومن المؤكد تقريبًا أنها اختلفت مع حلفائها حول استهداف القوات التركية المنتشرة في إدلب، وفقًا لشروط اتفاقية خفض التصعيد التي توسطت خلالها في الأستانة.

 

جهود روسيا

 

تعتبر عملية نشر القوات التركية في سوريا جزءًا من الجهود الروسية الرامية إلى تسوية الصراع وفق شروطها الخاصة. في هذه الحالة سيكون بوسع أنقرة كسب بعض النفوذ على موسكو، وإن كانت الأقل قوة بين الاثنتين. وتمثل جهود تركيا المعادية لوحدات حماية الشعب مصدر إزعاج لروسيا، التي تسعى جاهدة إلى الإبقاء على العلاقات الودية مع الأكراد، إلا أن بوتين لا يرغب في المجازفة بخسارة المساندة التركية لجهوده الأوسع التي تهدف إلى إنهاء الحرب.

 

وكميزة إضافية، أفسدت حملة تركيا ضد الأكراد علاقاتها مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، ترى كل من دمشق وطهران أن اضطراب العلاقات الأمريكية التركية أقل أهمية من التهديد الحالي الذي يشكله التواجد العسكري التركي غير محدد المدة. وفي الوقت ذاته، لم تُظهر أنقرة أي دلائل على امتثالها للضغط الخارجي لسحب قواتها.

 

جراء ذلك الوضع المتشابك، تجد كل من إيران وروسيا وسوريا وتركيا أنفسها وهي تعمل معًا بالتناوب وفقًا لغايات متضاربة. وسيكون من الحكمة أن تعترف كل منها بصعوبة تحقيق أهدافها الكاملة، أو استحالة ذلك أحيانًا. وتنطلق حملة أنقرة العسكرية بدافع من المخاوف المتعلقة بالانفصالية الكردية والعلاقة الواضحة بين التطلعات السياسية التي تجمع بين أكراد سوريا وتركيا. ومع ذلك، لن يجري حل التحدي الأوسع نطاقًا الذي يشكله حزب العمال الكردستاني في ساحة القتال بل من خلال التنازلات السياسية.

 

ويثير التدخل العسكري في عفرين المشاعر المناهضة للحكومة في جنوب شرق تركيا الكردي، مما يتسبب في استمرار عجلة العنف التي تدعم تمرد حزب العمال الكردستاني.

قوات للجيش التركي في عفرين

 

وبالإضافة إلى ذلك، توشك أنقرة على الالتزام بتولي مسؤولية السيطرة على عفرين وإدارتها، وهو ما سيتم على الأرجح عن طريق مجلس حكم يضم جماعات المعارضة التي تدعمها تركيا والتي تربطها علاقات عدائية بالأكراد المحليين.  وفي غضون أشهر قليلة، سوف تسيطر تركيا على مساحة كبيرة من محافظة حلب السورية وسوف تتولى مسؤولية إدارة الخدمات ودعم قوات الأمن المحلية، وسيتعين عليها أيضًا أن تأخذ بعين الاعتبار احتمالية مواجهة التمرد المستمر، منخفض المستوى من قبل وحدات حماية الشعب ضد أي قوة تدعمها أنقرة.

 

أما واشنطن فعليها أن تستمر في العمل على تحقيق التوازن بين أهدافها قصيرة الأجل المتعلقة بمكافحة الإرهاب وجهودها طويلة الأجل الرامية إلى إصلاح العلاقات مع تركيا.

 

المعارضة السورية

 

ومن جانبها، تعتمد روسيا في الوقت الحالي على أنقرة لضمان أن الجزء الأكبر من المعارضة المناهضة للأسد يوافق على ترتيبات السلام المستقبلية. ومع ذلك، يتوجب على روسيا أيضًا الحصول على تأييد إيران ونظام الأسد، المناهضان لوجود أنقرة داخل سوريا، كي تنجح في إتمام خططها للسلام. وفي النهاية، يشير تواجد الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا بالإضافة إلى تحالفها مع قوات سوريا الديمقراطية إلى أن الجهود التركية الرامية إلى هزيمة وحدات حماية الشعب الكردية ستظل غير مكتملة في أفضل الاحتمالات.

 

"أخفقت الولايات المتحدة في التفاعل بشكل جاد مع الحقيقة القائمة على أرض الواقع والتفكير في التنازلات التي سيتوجب تقديمها للمساعدة على إنهاء الحرب السورية"
 
أما بالنسبة لروسيا على وجه الخصوص، فيبقى السؤال الأكبر هو المواءمة بين أهدافها السياسية وحملتها العسكرية المستمرة. فالجيش الروسي يقاتل في سوريا منذ ما يقرب من ثلاثة اعوام ومازالت موسكو عاجزة عن إنهاء الحرب الأهلية بالقوة. وسوف تتطلب جهودها الدبلوماسية السير على خيط رفيع لتحقيق التوازن بين الحلفاء المعادين والشركاء.

 

ويقلل الانقسام الداخلي بين هذه الأطراف الأربعة حجم الضغط على الولايات المتحدة. ومع ذلك، يجب على واشنطن أيضًا أن تستمر في الموازنة بين أهدافها قصيرة الأجل المتعلقة بمكافحة الإرهاب وجهودها طويلة الأجل الرامية إلى إصلاح العلاقات مع تركيا الحليفة. وعلاوة على هذا، ما زال يتعين على الولايات المتحدة أن تتقبل احتمالية أن نظام الأسد سوف يسيطر على مساحات شاسعة من الدولة رغم مكاسب الولايات المتحدة في الشمال الشرقي.

 

ويتعامل كل طرف من الأطراف الخارجية الفاعلة في الحرب السورية كما لو كانت لعبة ذات مجموع صفري، معلقًا مسألة التماسك الاستراتيجي على عاتق الخصوم (وهو ما قد يغيب عن أي من هذه الأطراف)، ومستغلًا السوريين في القتال والموت من أجل المصالح الوطنية التي تتعارض مع أي دَفْعة جادة ترمي إلى تهدئة الصراع.

 

وكشف التدخل التركي في عفرين عن انشقاقات داخل التحالف الضعيف الذي يضم دولًا معادية للتواجد الأمريكي في الشمال الشرقي. كما أخفقت الولايات المتحدة أيضًا في التفاعل بشكل جاد مع الحقيقة القائمة على أرض الواقع والتفكير في التنازلات التي سيتوجب تقديمها للمساعدة على إنهاء هذه الحرب. وفي غياب بعض التغييرات الجادة، فمن المحتمل أن تستمر الحرب في سوريا - وأن تتسبب في مقتل المزيد من الناس.
  
زياد الطائي الحقوقي السوري، وصف ما يحدث في سوريا بعد 7 سنوات من الثورة بأنه وقت تقسيم الغنائم، عام 2018 لن ينتهي إلا بتقسيم سوريا فعليا، مناطق خاضعة للأتراك وأخرى للروس وثالثة للشيعة إيران والعراق، ورابعة للأسد في دمشق.

 

وأوضح الحقوقي السوري لـ"مصر العربية" أن الجميع ربح من الحرب السورية إلا الشعب السوري، تركيا ربحت مناطق آمنة على حدودها واستطاعت دحر حلم الدويلة الكردية، بينما الروس ربحوا قواعد عسكرية دائمة حميمم وطرطوس وغيرها، وجربوا أكثر من 200 سلاح جديد غالبيته محرم دولي.

 

مكاسب أمريكية

 

وأضاف: ربحت الولايات المتحدة أيضا مكاسب عديدة، باعت أكبر عدد من الأسلحة لها لجماعات كردية وللمعارضة، واستطاعت فرض قوتها في المنطقة، أيضا إيران عززت من تواجدها العسكري في سوريا عبر مليشياتها سواء حزب الله أو المليشيات العراقية التابعة لها، كما بسطت سيطرتها على غالبية مدن دمشق وكذلك بناء 4 قواعد عسكرية في سوريا.

يذكر أن شرارة الثورة السورية اندلعت عقب أحداث بدأت في مدينة درعا، بعد أن قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلاً إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011، أعقبها نداءات عبر الفيس بوك تدعو للتظاهر في 15 من مارس لعام 2011.

 

وخرجت التظاهرات وقتها من مسجد آمنة في الـ 15 مارس 2011، فقد المسجد مئذنته وقتل عشرات المدنيين بعد أن عاقبتهم صواريخ وطائرات الأسد بالقصف العشوائي..


 وفي الـ18 عشر من الشهر نفسه، دعت المعارضة للتظاهر تحت شعار "جمعة الكرامة" حيث خرجت المظاهرات في مدن درعا ودمشق وحمص وبانياس وقابلها الأمن كعادته بوحشية خصوصًا في درعا، فسقطت عشرات القتلى، وتحوَّلت المظاهرات لباقي الأسبوع إلى أحداث دامية في محيط المسجد العمري.


ومنذ اليوم الأول، اختار الأسد، مواجهة المظاهرات السلمية المنادية بالحرية، بالرصاص والقتل والاعتقال، ورفع مؤيدوه شعار "الأسد أو نحرق البلد.

 

ومع مرور الأيام، تدرج نظام الأسد باستخدام القوة في محاولة لوأد الثورة السورية، فمن الرصاص الحي إلى قذائف الهاون، إلى نشر دباباته والآليات الثقيلة حول المدن الثائرة وقصفها، إلى الطيران المروحي والحربي، إلى صواريخ السكود، فالكيماوي والغازات السامة، إلى الحصار والتجويع.

 

ولم يكتفِ الأسد خلال السنوات الأولى بقتل السوريين وتجويعهم، واعتقالهم وقتلهم تحت التعذيب بأبشع الأساليب، بل عمد على محاربة السنة ونشر الطائفية، عن طريق الدعم الإيراني عبر قوات الحرس الثوري التي تقاتل معه إلى جانب مقاتلي حزب الله اللبناني، وتمسك غربي ببقائه.

 

ومع مرور السنوات، وصفت الأزمة السورية بالأعقد في العالم، إذ تحارب عشرات الدول والقوى والجماعات على أرض دمشق، كل منها يبحث عن مصالحه.

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى