[real_title] لاحظت نخب سياسية في الأردن أن مؤسسة القرار الأردنية أظهرت تعاطيها بطريقة غير مباشرة مع تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأخيرة في لقاء الصحفيين المصريين وحديثه عن (ثالوث الشر) الذي حصره الأمير الشاب بـ ( العثمانيين وإيران والإرهاب)، حيث استطاعت الجهات الأردنية تلقي الرسالة بشكل واضح وبدا الحديث بشكل جدي عن شكل مستقبل العلاقات بين المملكتين في المرحلة المقبلة. تصريحات الأمير السعودي جاءت بوضوح أن "العثمانيون وإيران والجماعات الإرهابية" هم "ثالوث الشر"، وذلك في معرض وصفه لقائمة أعداء السعودية ومصر خلال لقاء جمعه بعدد من الإعلاميين المصريين قبل أيام. الأوساط السياسية في الأردن قرأت تصريحات الأمير السعودي الشاب والرسائل التي فيها بشكل واضح ، خاصة بعد التقارب الأردني التركي الواضح في الآونة الأخيرة خاصة في مجال الاستثمار والتعليم، إضافة إلى الانفتاح الأردني على إيران وسريان العمليات الدبلوماسية معها. الأمير محمد بن سلمان وعلى المستوى التاريخي لطالما كانت المملكة السعودية تبدي ارتياحها من أن إنهاء الكيان العثماني في المنطقة كان بجهد كبير من الدولة الهاشمية والهاشميين الذين قادوا معركة الثورة العربية الكبرى وبالتالي فإن انعكاس المعادلة وإحداث التقارب الأردني التركي يقلق السعوديين خاصة في هذه المرحلة. خارجية تركيا مدير مركز القدس للدراسات السياسية الدكتور عريب الرنتاوي بين في تصرح خاص لـ (مصر العربية) أن تصريحات ولي العهد السعودي عن تركيا أبدا لا تتوافق مع الرؤيا الأردنية على المستوى الاستراتيجي المستقبلي، خاصة أن الأردن تربطه علاقات في مختلف المجالات مع الدولة التركية والتي كان آخرها طلب وزير الخارجية التركي في عمان مولود أوغلو تعليم مئات الشباب الأتراك اللغة العربية في الأردن. وبيّن الرنتاوي أن العداء السعودي الواضح لتركيا وإيران والإرهاب ليس بجديد، خاصة بعد مرحلة انتقال الحكم في السعودية وتولي بن سلمان زمام الأمور. وطرح الرنتاوي تساؤلا حول غياب الحديث عن الكيان الصهيوني في خطاب ابن سلمان الذي استمر لأكثر من ساعتين، منوها إلى أن هذا الخطاب سيكون له تأثير كبير على مسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وعلى مسيرة السلام. أردوغان وملك الأردن عبد الله الثاني المحلل السياسي الأردني علي البطران قال إن السياسة الأردنية تتجة نحو تنويع الخيارات والخروج من المربع الخليجي خاصة في المجالات الاقتصادية المساعات المالية بعد توقف المنحة منذ أكثر من عام. علاقات تاريخية وأشار البطران في تصريحات خاصة لـ ( مصر العربية) أن العلاقات الأردنية التركية لم تقصتر فقط على المجالات الاقتصادية والتعليمية بل تجاوز ذلك إلى تفاهمات في القضية السورية ورؤية مشتركة حول هذا المو ضوع، خاصة بعد مؤتمر القدس الذي عقد في أسطنبول بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وبيّن أن الأردن بدأ بإحداث تغيير في علاقاته ومصالحه، بما يتوافق مع ثوابت الدولة الأردنية خاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ونوه البطران إلى أن المقاربة الأردنية مع التركية وجديته في الخطاب مع إيران، لن تنطوي على مقامرة بعلاقة المملكة مع الولايات المتحدة والسعودية. وعلى صعيد آخر أوضح البطران أن الوتر الديني لم يغيب عن خطاب ابن سلمان، مما يؤكد على أن لقاء المكي مع الأزهري ربما سيكون له تأثير مرجعي سياسي في المرحلة القادمة، خاصة وأن زيارة ولي العهد السعودي لمصر هي الأولى منذ بروز الأمير الشاب في صالون القرار السعودي. الكاتب والمحلل السياسي الأردني بسام البدارين قال أن استمرار الأردن في تطوير العلاقات مع تركيا قد يزعج التيار السعودي، ويؤثر بشكل آخر على العلاقة مع الحليف الإماراتي والمصري. وبين البدارين أن المؤسسة الأردنية تسير بحذر شديد في خطواتها نحو الانفتاح مع تركيا، من أجل أن ضمان أقل الضرر من تجربة الانفتاح ذاتها على إيران. وأشار إلى أن الشيء المثير أن عمان ترد بإيجابية على علاقاتها الخارجية نحو أنقرة من باب التنويع في العلاقات الإقليمية والاقتصادية ، خاصة وأن المليارات السعودية التي كان من المقرر وصولها للأردن من أجل مشاريع الطاقة البدلية والاستثمارات لم تصل إلى الخزينة الأردنية منذ ما يقارب العام.