في الجولان.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وإيران؟

في الجولان.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وإيران؟
في الجولان.. هل تندلع الحرب بين إسرائيل وإيران؟

[real_title] وسط استنفار أمني باتت إيران" target="_blank">الحرب بين إسرائيل وإيران على المحك، خاصة بعد المواجهات المباشرة وغير المسبوقة التي تطورت بينهما داخل العمق السوري، عقب إسقاط طائرة إف 16 لتل أبيب.. فهل المنطقة على موعد مع حرب ضد إيران تكون إسرائيل فيها البطل نيابة عن العرب، أم ستظل هذه المواجهات محدودة؟
 

وتأتي هذه التطورات بعد يومين من تحذير خبراء من خطر تفجر حرب إقليمية على نطاق واسع، تكون سوريا ميدانها، في حال تجاوزت الأطراف المعنية الخطوط الحمراء المتفاهم حولها بصفة مباشرة أو غير مباشرة برعاية روسيا.

 

التصعيد الجاري بين إسرائيل وحلفاء إيران سواء في سوريا أو لبنان، حتما سيخدم السياسات الخليجية ضد إيرانبحسب خبراء.

 

تنازل سياسي
 

تقارير إعلامية تحدثت عن أن السعودية قدمت لإسرائيل تنازلات سياسية عندما سحبت رئيس الوزارء اللبناني سعد الحريري من لبنان لتعطي إسرائيل الذريعة لشن الحرب على حزب الله .
 

بيد أن الصراع مع إسرائيل لن يكون مع إيران بشكل مباشر وإنما مع قواتها في سوريا وحليفها في لبنان حزب الله الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه سيصب في مصلحة الدول العربية خاصة الخليجية وعلى رأسهم السعودية والإمارات.
 

وبدأت "إسرائيل" بالتعزيزات العسكرية باتجاه الحدود مع لبنان، وحشد "حزب الله" قواته التي سحبها من سوريا على طول الحدود الجنوبية، وجعلها في حالة تأهب قصوى، وكذلك الجيش اللبناني.

 

تهديدات مباشرة

 

وتراشق الطرفان التهديدات بينهما، وعلى الرغم من أنها ليست جديدة، إلا أن حدتها هذه المرة باتت أعمق، في حين يرى بعض المحللين أن "إسرائيل" تسعى للتضييق على لبنان لتقليص هيمنة إيران وكبح جماح حزب الله، وذلك بعد تصريحات مسؤولين إسرائيليين تؤكد الخطر الحقيقي الذي يشكله الحزب لهم.

 

وعرض حزب الله مؤخراً فيلماً مصوّراً تضمّن رسالة واضحة بإمكانية استهداف منصة الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط وقدرته على ذلك، وحذر وزير طاقة الاحتلال الصهيوني، يوفال شتاينتس، من أن "إسرائيل ستعتبر استهداف البنى التحتية التابعة لها بمثابة إعلان حرب شاملة من قِبل لبنان وسوريا".
 

ومنذ حرب يوليو التي دامت شهراً في عام 2006، بين "إسرائيل" وحزب الله، تشهد الحدود حالة من الهدوء إلى حد بعيد. وأودت الحرب حينها بحياة نحو 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً، أغلبهم جنود.

 

قلق إسرائيلي

 

وبالعودة إلى سوريا فقد تحدثت تقارير ومراكز أبحاث إسرائيلية عن قلق متزايد في تل أبيب من تنامي الدور الإيراني في سوريا، ونقل طهران صواريخ متطورة ودقيقة من شأنها كسر التفوق العسكري الإسرائيلي، وأن طهران تسعى لنشر منظومة صاروخية من الساحل اللبناني حتى جنوب سوريا، بحيث يصبح بمقدورها ضرب أي مكان في إسرائيل.
 

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت مبكر من صباح أمس السبت أن طائرة إسرائيلية مقاتلة من طراز أف16 سقطت شمال إسرائيل بعد استهدافها بنيران الدفاعات الجوية السورية.

 

وبحسب أدرعي فإن المقاتلة الإسرائيلية قصفت مطار تيفور قرب تدمر، ردا على إرسال طائرة إيرانية دون طيار قال إنها اخترقت الأجواء الإسرائيلية.
 

نفوذ إيراني

 

وتعتبر هذه المرة الأولى التي تتمكن فيها دفاعات جوية سورية من إسقاط طائرة حربية إسرائيلية، بعد أن نفذت تل أبيب أكثر من 26 هجوما داخل سوريا منذ عام 2013، كان آخرها قبل أيام، عندما قصفت طائرات إسرائيلية مجمع البحوث العلمية بريف دمشق.

 

وبعد أن كانت دمشق تكتفي بإعلانها الاحتفاظ بحق الرد على الغارات الإسرائيلية، شهد العام الماضي تزايدا في الرد على غارات الطائرات الإسرائيلية عبر الدفاعات الجوية، واعترف محللون عسكريون إسرائيليون مطلع العام الجاري أن هذه الدفاعات باتت تهدد الطائرات الإسرائيلية، وربطوا ذلك بتعزيز إيران وجودها على الحدود مع الجولان المحتل.
 

وفي وقت سابق من الشهر الماضي تحدث المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أليكس فيشمان، أن إسرائيل تعتبر توسيع النفوذ الإيراني في سوريا بمثابة إعلان حرب عليها، وأنه في حال لم يكن الروس والأميركيون قادرين أو راغبين بمنع ذلك بطرق دبلوماسية، "فإنه على ما يبدو لم يبق أمام إسرائيل سوى أن تعمل بنفسها".
 

تصعيد متواصل

 

ووسط مشهد التوتر المتصاعد، يبدو أن إسرائيل فشلت في رسم خطوط حمراء لحدود التمدد الإيراني في سوريا، ونفوذه في لبنان عبر حزب الله، في حين تسعى إيران وحليفها النظام السوري لرسم خطوط حمراء توقف سياسة السماء المفتوحة لطائرات إسرائيل التي تستبيح السماء السورية.

 

بدوره قال المحلل السياسي الدكتور رواشدة، إن ايران والنظام السوري لم يكونوا في يوم من الأيام يشكلان خطراً على أمن ما تسمى دولة إسرائيل، مؤكداً أن ما يحدث هو مجرد مسرحية لإعادة المعسكر الشرقي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن إسرائيل تستدعي بهذه الأحداث الجارية ثنائية القطبية لإعادة البريق لأنظمة الممانعة والمقاومة ولكن على نطاق أضيق وبالتأكيد كل ذلك لمصلحتها هى فقط.

 

وأوضح أن الغطرسة الصهيونية تميل إلى التهدئة مع النظام السوري وحلفاؤه، وهذا واضح من خلال تواصلها مع روسيا، مستبعداً قيام حرب بين إسرائيل وإيران على الساحة السورية، وما يجري الىن هو لتمرير صفقة القرن المزعومة بقبضة أمنية محكمة.

 

صراع إقليمي

 

فيما قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية عبدالشافي مقلد، إن القوى الدولية بقيادة الصهيونية والقوى الإقليمية التركية والإيرانية، تظن أن الفترة الحالية من تاريخ صراعهم مع الأمة العربية يمكن فيها إسقاط مصر طمعًا فى الاستيلاء على المنطقة العربية بالكامل، لذا فإن هذه القوى تسارعت فى إبراز عدائها ضد مصر، وكان رد الأخيرة باستعراض عضلاتها القوية من خلال الحرب الشاملة على الإرهاب لكى تكسر إرادة تلك القوى الطامعة، ما أدى إلى احتدام الصراع بين إسرائيل وإيران على الأمة العربية وخاصة فى السنوات الأخيرة، وأدركت تل أبيب أطماع طهران الجامحة ما أدى إلى استعدائها.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن التنامى المفاجىء في الصراع بين إسرائيل وإيران بالتراشق بالكلمات وتبارز القوة بالبيانات شديدة اللهجة، يرجع إلى الصراع الإقليمى والدولي الدائر بسوريا لاسيما بعد إسقاط الطائرة الإسرائيلية المقاتلة فى شمال فلسطين، ولكن الصراع المزمن هو تكالب الدولتين على الأمة العربية، وهو الصراع الذى يتجدد ويكون عاملًا رئيسيًا فى احتدامهما كلما دبت مواجهة سطحية مثلما حدث بإسقاط الطائرة.

 

وأوضح أن الصراع بين إسرائيل وإيران دائم ومؤشرات استمراره واضحه، لكنه لا يرتقى إلى أن توجه تل أبيب ضربة عسكرية لطهران، لأن إسرائيل جزء من الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة والتى لا تعتمد على المواجهة المباشرة مع أي قوة عسكرية على أرضها، وإنما تعتمد على حروب الجيل الرابع والخامس التى تستخدم فيها الشعوب لتخريب بلادها بنفسها بالتمويلات والتدريبات والإعلام الموجه.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى