[real_title] قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن علاقات (إسرائيل) وإمارة أبو ظبي تزداد متانة في المجال العسكري، في ضوء صفقات سلاح بين الجانبين تمتد خيوطها أيضا إلى مصر وإلى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. وأوردت «معاريف»، التي استندت في تقريرها إلى معلومات من مجلة «إنتلجنس أون لاين» الفرنسية، مثالين عن تواصل شركتي «إلبيت» و«إيروناتيكس» الإسرائيليتين مع أبو ظبي لتزويدها بطائرات مسيرة. وذكرت الصحيفة أن أبو ظبي ورّدت طائرة من تلك الطائرات إلى مصر وقوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر. وأضافت أن هذه العلاقات العسكرية أفضت كذلك إلى تزويد أبو ظبي بمنظومات دفاع لحماية حقول النفط في الإمارة. ووصف المعلق العسكري في معاريف شخصا اسمه آفي لئومي بأنه أكثر رجال الأعمال الإسرائيليين نفوذا داخل أبو ظبي، وقال إن إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو الإسرائيلي ساعده في إنجاز الصفقات بين شركته وإمارة أبو ظبي. علمًا أن بن إلياهو كان قائد سلاح الجو أثناء حملة «عناقيد الغضب» التي شنها جيش الاحتلال ضد لبنان عام 1996، وهي الحملة التي قتل فيها المئات من اللبنانيين. وأضافت أن رجل الأعمال الإسرائيلي الآخر شاحر كروفيتس، وشريكه من جنوب إفريقيا اليهودي رولاند ليند، يسهمان أيضاً في تزويد أبوظبي بالعتاد والوسائل القتالية. وأوضح التقرير نقلاً عن معلومات نشرتها المجلة الفرنسية المتخصصة في قضايا الدفاع، أن كلا من آفي لئومي وشاحر كروفيتس يحتلان الآن مكانة رجل الأعمال الإسرائيلي ماتي كوخافي، الذي سبق أن لعب الدور الرئيس في تكريس وتطوير العلاقة الأمنية والعسكرية بين أبوظبي ودولة الاحتلال. ولفت إلى أن العلاقة الخاصة التي ربطت كوخافي بقادة أبوظبي مكّنت شركته من التعاقد على تزويد الإمارة بمنظومات دفاعية لحماية حقول النفط فيها، موضحاً أن كوخافي كان ينقل قادة عسكريين سابقين يعملون معه كمستشارين إلى أبوظبي في طائرة خاصة، مشيراً إلى أن الطائرة كانت تتجه أولاً إلى قبرص ومن هناك إلى الإمارة. والجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو في جيش الاحتلال، تولى بشكل شخصي القيام بدور رئيسي في مساعدة كوخافي في إنجاز الصفقات بين شركته وأبوظبي، حيث ساعدت شركة إلبيت الإسرائيلية المتخصصة في صناعة التقنيات العسكرية أبوظبي في إنتاج طائرة "B 250" ، بحسب الصحيفة. وأكدت أن المهندسين الإسرائيليين عملوا إلى جانب مهندسين من كوريا الجنوبية والبرازيل وجنوب إفريقيا في صناعة الطائرة التي أشرفت على إنتاجها شركة "كاليدوس"، المملوكة للإمارات. وحسب «معاريف»، فإن السعودية قامت بتمويل صفقة لتزويد المغرب بأربع طائرات للأغراض الاستخبارية والإنذار، مشيراً إلى أن شركة الدفاع الجوية الإسرائيلية "رفائيل" ستشارك في إنتاج هذه الطائرات إلى جانب شركة "غولفستريم إيروسفيم" الأمريكية. وأشار التقرير إلى أنّ «رفائيل»، التي تنتج منظومة «مقلاع داود» الدفاعية، ستسهم في تزويد الطائرات بمنظومات دفاعية خاصة. وأوضحت إن شركة «إلتا» الإسرائيلية للتقنيات المتقدمة ستزود الطائرات الأربع أيضًا بتجهيزات لجمع معلومات استخبارية ومجسات تنصت، ومنظومات كهرومغناطيسية ووسائل للحرب الإلكترونية. وأشارت "معاريف" إلى أنه في الوقت الذي تفرض فيه الرقابة العسكرية تعتيماً على صفقات السلاح بين الاحتلال الإسرائيلي وأبوظبي، فقد تباهى رجل الأعمال كوخافي، خلال مشاركته في ندوة نظمت في سنغافورة، بأنه قام وفريق من كبار القادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين بالتوسط في إنجاز صفقات سلاح مع أبوظبي. وكانت وكالة "بلومبيرج" الاقتصادية قد قالت في تقرير لها في الثاني من فبراير الماضي، أن دولا مثل السعودية والإمارات استعانت بشركات التكنولوجيا والأمن الإسرائيلية تحت دعاوى الاستفادة من برامج كمبيوتر وتكنولوجيا لتصيّد ومراقبة "الإرهابيين"، وأن الإمارات استعانت بشركة إسرائيلية لوضع برامج لمراقبة معارضيها. وفي سبتمبر 2017، كشفت صحيفة "ميدل إيست مونيتور" من خلال وثائق نقلتها عن موقع "ويكيليكس"، أن تنسيقاً اقتصادياً ودبلوماسياً وأمنياً وعسكرياً يجري بشكل متسارع بين الإمارات وإسرائيل. وتتجاوز العلاقات بين البلدين الصفقات العسكرية حيث سبق للقوات الجوية الإماراتية المشاركة الى جانب اسرائيل في المناورات العسكرية الأمريكية المعروفة باسم "تمرين العلم الأحمر" في عام 2016، وأخرى تمت في اليونان في العام الذي تلاه. و سلاح الجو الإسرائيلي أجرى في 27 مارس 2017، مناورات جوية مشتركة مع عدة مقاتلات من جيوش أجنبية من بينها الإمارات في قاعدة سلاح الجو اليونانية ، بحسب صحيفة "هآرتس". وذكرت الصحيفة أن هذه المناورة ليست المرة الأولى التي يجري فيها سلاح الجو الإسرائيلي مناورة مشتركة مع سلاح الجو الإماراتي، حيث شاركت طائرات إسرائيلية، العام 2016، في مناورة بعنوان "Red Flag" في الولايات المتحدة، وشارك فيها طيارون من الإمارات. ولم تقتصر العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، على التمثيل الدبلوماسي والمناورات الجوية المشتركة فقط، ففي شهر ديسمبر 2014، كشف موقع "ميدل إيست آي" لأول مرة عن وجود رحلة طيران بين إسرائيل والإمارات، حيث تدار الرحلة بين مطار بن غوريون في تل أبيب ومطار أبو ظبي الدولي من قبل شركة الطيران الخاصة "برايفتآير" والتي تتخذ من جنيف مقرا، على طائرة إيرباص A319 مسجلة برقم الذيل D-APTA. وورد في إحدى البرقيات الدبلوماسية التي سربتها ويكليليكس أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان يمتلك علاقات شخصية جيدة مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني. وبينما تستضيف الإمارات منتخب الجودو الإسرائيلي في المقابل تمنع أبو ظبي رفع علم فلسطين داخل الأماكن العامة ومؤسساتها الرسمية، وتقوم بترحيل أي فلسطيني ينتمي لأي حركة من حركات المقاومة الفلسطينية وتقوم بتصفية أعماله بعد اعتقاله. كما كشفت الوثائق توطّد العلاقة بين الإمارات واللوبي الإسرائيلي في واشنطن وهو الأكثر نفوذاً ، حيث يقود السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة التنسيق مع "إيباك" واللوبي الإسرائيلي. وأشارت إلى دور سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة في الدفع بالتطبيع بين بلاده وإسرائيل في اتجاه مراحل غير مسبوقة. وقالت "ويكليكس" أن أبوظبي لم تتحول إلى مرتع للمصالح الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية فحسب، بل أصبحت قاطرة تحاول جذب العالم العربي إلى السير في ركاب المنظور الإسرائيلي للمنطقة وقضاياها، وفي صدارتها القضية الفلسطينية.