بعد انتهاء المعارك.. أعين الميليشيات العراقية على الانتخابات البرلمانية

[real_title] أصبحت الانتخابات البرلمانية العراقية المقرره في شهر مايو المقبل ، فرصة للجماعات ذات الطموح السياسي ، فبعد اعلان نهاية تنظيم "داعش" بالعراق، اتجهت أعين الميليشيات الشيعية إلى السلطة السياسية وبدأت لعبة التحالفات والمصالح لإيجاد نقطة دخول للحياة السياسية العراقية.

 

فرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أعلن هذا الشهر، عن تحالف سياسي غير متوقع مع زعيم الميليشيا الموالية لإيران. 

 

وكان من المزمع أن ينضم هادي العامري، رئيس منظمة بدر، إلى تحالف الأحزاب السياسية التابع للعبادي، والمقرر أن يترشح للانتخابات خلال شهر مايو المقبل.

 

وتعرَّض هذا التحالف بين العبادي والعامري لبعض الانتقادات من مختلف الأطياف السياسية بالعراق. وكان رئيس الوزراء، الذي تعتبره الحكومات الغربية وطنياً على مدار فترة زمنية طويلة، أحد الأعداء السياسيين للعامري.

 

وقبل ذلك بأيام قليلة، كان الطرفان يتبادلان الإهانات والاتهامات، حيث كان العبادي ينتقد الميليشيات المتحالفة مع العامري انتقادات شديدة.

 

و يرى ريز دوبن في مقال له بمجلة "فورين بوليسي" انه على الرغم من أن التحالف المقترح تم حله بعد يوم واحد إلا أنه أثار قلق الولايات المتحدة والحكومات الغربية التي طالما نظرت لفصائل مسلحة مثل بدر وتلك المنضوية تحت ما أطلق عليه الحشد الشعبي كطابور إيراني خامس كل همه زعزعة استقرار الحكومة المركزية.

 

وتري صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "أن العراق يبدو وكأنه مع لحظة حاسمة في تاريخه، وتتمثل تلك اللحظة بالانتخابات المقبلة، التي يمكنها أن تلغي كل المكاسب المهمة والصعبة التي حصل عليها العراق؛ فالتصويت في هذه الانتخابات يمكن أن يعيد تأثير إيران لا في العراق وحسب، وإنما حتى في الشرق الأوسط، كما أنه سيحدد احتمالات عودة تنظيم الدولة من عدمها".
واعتبرت الصحيفة الأمريكة إنه وبعد نحو ثلاثة أشهر من استعادة القوات العراقية جميع أراضيها التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة، فإن استقرار البلاد ما زال هشّاً، مشيرة إلى ان الانتخابات المقبلة هي التي ستحدد مصير البلاد. 

 

 استراتيجية إيرانية

ونقل عن ريان كروكر، السفير الأمريكي السابق في بغداد: "كنت أميل للنظر إلى هذا من خلال عدسات ما أفترض أنها استراتيجية إيرانية كبيرة في المنطقة"، مضيفاً "تخلق وتوجد وتنظم وتدرب لاعبين من غير الدولة يتبعون توجيهاتك ومن يديرون البلد بشكل ظاهري".

 

ومع خفوت الحملة  ضد تنظيم الدولة فقد أصبح موضوع الحشد الشعبي من القضايا المهمة التي تعبر عن مخاوف القوى الدُّولية من زيادة التوتر الطائفي والهيمنة الإيرانية في العراق ضد قوى متحصنة سياسيا وعسكريا في البلاد. 

 

وتم تشكيل الحشد الشعبي عام 2014 رداً على دعوة المرجعية الدينية آية الله علي السيستاني لمواجهة تنظيم الدولة الذي سيطر على الموصل ومعظم شمال العراق وتقدم مقاتلوه نحو بغداد وضم جماعات مسلحة مدعومة وممولة من إيران مثل منظمة بدر، إضافة لجماعات صغيرة اندفعت بدوافع دينية والدفاع عن العاصمة التي دعا إليها السيستاني.
وليست بالضرورة مرتبطة بإيران حسبما يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميجر أدريان رانكين- غالواي "الحشد الشعبي هو مصطلح عام" مضيفا إن "هناك حشداً شعبياً مسيحياً وأيزيدياً وشيعياً وهي ليست مرتبطة بإيران".

 

والآن وقد خفتت وتيرة القتال المكثف ضد تنظيم الدولة فلا تزال وحدات من الحشد فاعلة وتقدم الدعم للجيش العراقي النظامي. وينقل عن سجاد جياد، مدير مركز"البيان للتخطيط والدراسات" قوله إن الشرطة والجيش متوزعون على كل أنحاء البلاد.

 

حل الحشد ودمجه

ومن هنا فالحشد الشعبي يعتبر قوات ضرورية لدعمهما مع أنها ليست قوات نخبة. ويقول مسئولون أمريكيون إن الخطط من أجل حل الحشد ودمجه في قوات الأمن العراقية ظهرت على السطح كموضوع حساس في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة إلا أنه لم يتشكل بعد، وفق" فورين بولسي".

 

وحسب مساعد في الكونجرس على علاقة بالسياسة العراقية فمعظم القرارات التي اتخذت في كل من العراق وسوريا كانت مدفوعة بقرار هزيمة تنظيم الدولة ، "وبرغم نجاحنا في تحقيق هذا الهدف إلا أن خياراتنا في ذلك الوقت والآن لم تنحرف باتجاه هزيمة فكرة تنظيم الدولة بطريقة ذات معنى ،  ولن يكون للولايات المتحدة تأثير كبير في الوضع في ظل غياب الميزانية العسكرية لعام 2018 ودعم الجيش العراقي".

 

وتابع: "الدعم العسكري الكامل المشروط بحل عدد من الجماعات المسلحة فالتأثير سيظل مفقودا وكل ما تملكه الإدارة الأمريكية هو التأثير عبر المحادثات الثنائية ومن خلال وزارة الخارجية والدفاع".

 

 ويعترف بعض صناع القرار الأمريكي بالدور الذي لعبته قوات الحشد الشعبي في السنوات الماضية والمعضلة السياسية التي تواجه رئيس الوزراء حيدر العبادي. فالكثير من الوحدات في الحشد الشعبي تحظى بدعم من قطاعات في المجتمع العراقي.

 

وحسب مسئول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه شبه وضع العبادي بمرشح جمهوري معتدل يواجه منافسًا له من حزب الشاي.

 

وقال المسئول: "هناك موازنة سياسية أمام العبادي بين رغبته في دمج الحشد الشعبي وحله بشكل كامل".

 

ولاحظ مسئولون سابقون وحاليون أن الفشل في دمج قطاعات من الحشد الشعبي في قوات الأمن وحلها بشكل كامل قد يؤدي إلى زعزعة الحكومة ومفاقمة العداء الطائفي في البلاد. 

 

الغطاء السياسي

وتشير "فورين بولسي" إلى انه بعد دعوة السيستاني عام 2017 لقوى الحشد الشعبي وضع السلاح قامت بعض الجماعات بالتفريق بين الجناح العسكري والسياسي، أما العامري الذي عمل في الحكومة فيحاول مرة أخرى العودة لها.

 

وترى بلقيس واللي الباحثة المتخصصة في العراق بمنظمة "هيومان رايتس ووتشط أن الانتقال من وضع الجماعة المسلحة للجماعة السياسية يشكل تحدياً كبيراً ويضفي الشرعية على توجهات خطيرة حتى الآن، عندما قامت قوات الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات كان ينظر إليها كعناصر مارقة وعندما يصبحون لاعبين سياسيين فسيمنحون الغطاء.

 

 من جانبهم قلل مسئولون عراقيون من خطورة الحشد الشعبي مشيرين لقانون ينظم عمل القوات كجزء من قوات الأمن العراقية.

 

 وقال مسئول عراقي لم يذكر اسمه إن بعض هذه الجماعات  "قد تعود للحياة المدينية أو تسلم أسحلتها". ومع دعوة الكثيرين لحل الحشد إلا أن قادتها يشيرون لتضحياتهم ضد تنظيم الدولة حيث بنوا وجوداً لهم في المناطق السنّية.

 

وذكر جياد، من مركز البيان، ذلك الأمر، مشيراً إلى أن الرأي الشعبي يؤيد فكرة التسريح بصورة حاسمة. وقال: "جمهور العامة لا يريد أن يرى هؤلاء الزعماء يترأسون حزباً أو ميليشيا".

 

وقال جياد: "تجد أن هناك ثقة بالسياسيين من قوات الحشد الشعبي تتجاوز الثقة التي يحظى بها السياسيون من المنطقة الخضراء [المنطقة الحكومية الخاضعة للحماية المشددة في بغداد]. فقد قام سياسيو قوات الحشد الشعبي ببذل جهود كبيرة، حيث حاربوا تنظيم (الدولة الإسلامية)".

 

حظوظ العبادي

ومن جانبه ، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، تمكّن خلال ثلاث سنوات من إعادة بناء الجيش، وهزيمة تنظيم الدولة، واستعادة السيادة على الأراضي التي كانت تحت سيطرته، وهي إنجازات أعطته مكانة كبيرة في العراق، مضيفة: "ومع ذلك فإنه يسارع في خطاباته الأسبوعية الدورية للتذكير بأن استقرار بلاده ما زال هشّاً".
ريناد منصور، المحلل العراقي في مركز "شاتام هاوس"، يقول إن "العبادي يمشي على خط دقيق، فهو يحظى بشعبية واسعة بين العراقيين، ولكنه أيضاً له أعداء خطيرون" .

 

وأشارت الصحيفة إلى ان الإنجازات العبادي التي تحققت خلال الأعوام الثلاثة الماضية لا تمنحه صكّاً على بياض للفوز في الانتخابات المقبلة، فهو إلى الآن لا يرأس حزبه السياسي (حزب الدعوة)، وإنما يرأسه خصمه نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية والطامح للعودة إلى رئاسة الحكومة، وهذا مثال آخر على الطبيعة العجيبة للسياسة العراقية، فالمالكي برئاسته للحزب قطع الطريق أمام العبادي لاستثمار قاعدة "الدعوة" وإمكانياته، بحسب ما تشير الصحيفة.

ومن جهته يرى الباحث في شئون الإرهاب، حسن حسن، أن التطورات الأخيرة "تقوّض وجهة نظر واشنطن بأن العبادي يمكن أن يكون حصناً بوجه القوى الطائفية وإيران" ، بحسب صحيفة " الخليج".

 

في حين يرى المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي، أن العبادي، وعلى الرغم من التقاطعات في المشهد السياسي العراقي، يملك أفضل الفرص للفوز بولاية ثانية؛ لكونه يمتلك شعبية واسعة بين العراقيين بعد تحقيقه الانتصار على تنظيم الدولة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى