«ترامب يغلق الحكومة».. شلل بالإدارات الفدرالية يهدد وظائف مئات الآلاف 

[real_title] دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفدرالية الأمريكية حيز التنفيذ، عند الساعة الخامسة صباحاً (توقيت غرينتش) من يوم السبت، بعد فشل محاولة التوصل بين الجمهوريين والديمقراطيين إلى تسوية حول الميزانية على الرغم من تدخل الرئيس دونالد ترامب.

 

ولا يُمكن التكهن بمدة إغلاق هذه الإدارات الفدرالية غير الرئيسية الذي يأتي في ذكرى مرور عام على تولي ترامب الرئاسة، بينما يُفترض أن تستأنف المناقشات بين الطرفين اللذين يتبادلان الاتهامات بالتسبب بهذا الإغلاق المؤقت، لمحاولة التوصل إلى اتفاق ولو مؤقت.

 

وتبادل الجمهوريون والديمقراطيون الاتهامات بالمسئولية عن هذه الأزمة. ورغم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ وعددهم 51 عضوا، فإنهم لا يستطيعون الاستغناء عن الديمقراطيين، إذ يحتاج الإجراء إلى 60 صوتا من أصل 100 ليصادق عليه المجلس.

 

لا يمكن إقرار خطة الموازنة العامة للسنة المالية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا إذا حصلت الحكومة على موافقة مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ)، على تلك الخطة، فإذا ما فشلت في الحصول على تلك الموافقة، يحدث ما يسمى الإغلاق.

 

ويُشترط لكي تمر خطة الموازنة، أن يوافق المجلسان على كافة بنودها، ولكن إذا دخلا في نزاع واختلفا على بعض البنود، وتعطّل إقرار الخطة، يتم الإعلان عن أن هناك إغلاقا حكوميا سيقع في توقيت محدد.

 

هذا ما يحدث بالفعل حاليًا في الولايات المتحدة، فقد دخل الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الأمريكية حيز التنفيذ  بعد فشل محاولة التوصل إلى تسوية حول الميزانية على الرغم من المفاوضات المكثفة بين الجمهوريين والديموقراطيين وتدخل الرئيس دونالد ترامب.

بوضوح أكثر، الإغلاق يعني وقف جميع الخدمات الحكومية التي يتم تمويلها من جانب الكونجرس، وحين يعجز الطرفان عن حل النزاع يتم وقف العمل بمؤسسات الدولة غير الحيوية وتسريح موظفي الحكومة بصفة مؤقتة، فيما تواصل المؤسسات الحيوية على الجانب الآخر أعمالها مثل الشرطة والدفاع المدني والوكالات الاستخباراتية والهيئات العسكرية، إلا في حال طالت فترة الإغلاق، فحينها تتوقف كافة مؤسسات الدولة عن العمل الرسمي.

 

ويبقى الإغلاق مفعلا إلى أن يتم تسوية النزاع على خطة الموازنة، وطبعًا يتأثر سير العمل داخل مؤسسات الدولة، كما يتأثر الاقتصاد سلبًا بذلك، وتكون الدولة غير ملزمة بدفع رواتب عن مدة الإغلاق.

 

وأما عن الإغلاق الحالي في أمريكا، فقد وقع لأنه لم يصوت العدد الكافي من المشرعين في مجلس الشيوخ، على مقترح قدمه الجمهوريون لتمديد التمويل لمدة أربعة أسابيع، ولكن أعضاء المجلس لا يزالون يواصلون محادثاتهم في مسعى للاتفاق مع الديمقراطيين على صيغة تضمن تمديد تمويل الحكومة الفيدرالية.

 

اتهامات للديمقراطيين
 

وفشلت الغالبية الجمهورية في إقناع عدد كاف من الديمقراطيين بالموافقة على تمويل الميزانية الاتحادية بشكل مؤقت جداً، وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الجمعة عن تشاؤمه حيال إمكان التوصل إلى اتفاق لتفادي شلل الإدارات الفدرالية.

وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر في الصباح الباكر "هذه هي ذكرى مرور عام على رئاستي وأراد الديمقراطيون أن يعطونني هدية لطيفة". — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) https://twitter.com/realDonaldTrump/status/954678287820902401?ref_src=twsrc%5Etfw

وقبل أقل من ساعتين ونصف ساعة من موعد الاستحقاق، غرّد ترامب على تويتر قائلاً إنّ الأمور "لا تبدو جيدة لجيشنا العظيم أو لسلامتنا وأمننا على الحدود الجنوبية الخطيرة جداً ، كان يمكنهم إبرام اتفاق بسهولة، لكنهم قرروا اللجوء لسياسة الإغلاق بدلا من ذلك".

وبعد تأكد فشل التوصل إلى اتفاق، اتهم البيت الأبيض الديمقراطيين بجعل الأمريكيين "رهائن لمطالبهم غير المسئولة"، ما أدى الى إغلاق جزئي للإدارات للمرة الأولى منذ 2013.

 

وقالت ساره ساندرز الناطقة باسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "هذا المساء، وضعوا (الديمقراطيون في مجلس الشيوخ) السياسة فوق أمننا الوطني". وأضافت: "لن نتفاوض حول وضع المهاجرين غير الشرعيين بينما يجعل الديمقراطيون مواطنينا رهائن مطالبهم غير المسئولة".

 

البيت الأبيض مستعد للتفاوض  

أعلن مارك شورت مدير الشئون التشريعية بالبيت الأبيض، أن إدارة البيت الأبيض لن تجري أي مفاوضات حول الهجرة مع الديمقراطيين، لحين استئناف عمل الحكومة الأمريكية.

 

 وقال شورت خلال مؤتمر صحفي السبت: " لن نجرى أي مفاوضات حتى يتم استئناف عمل الحكومة".

 

وأكد:"أننا لسنا أقل اهتماما بحل قضية المهاجرين غير الشرعيين، وأننا على استعداد لبدء مفاوضات حول هذه القضية فور استئناف الحكومة لعملها".

 

وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل متوجها إلى الديموقراطيين إن إغلاق الإدارات الفيدرالية "كان بالإمكان تفاديه 100%".

 

إلا أن زعيم هذه الاقلية تشاك شومر رد عليه إن "الإغلاق سيسمى "شلل ترامب" لان لا أحد سوى الرئيس يمكن تحميله مسؤولية الوضع الذي نحن فيه".

 

تبعيات توقف عمل الحكومة

سيضطر جزء من الدوائر الحكومية إلى فرض إجازة على موظفيه غير الأساسيين لتعذر دفع الرواتب، كما ستُصاب قطاعات عامة كبيرة بالشلل في الولايات المتحدة وسيتوقف تمويل خدمات بأكملها من بينها النقل والمواصلات والخدمات العامة والحدائق والمنتزهات والمتاحف، فيما ستتعرض قطاعات حيوية أخرى إلى شلل جزئي.

 

وستضطر الحكومة الأمريكية إلى تخفيض عدد موظفيها بشكل فوري إلى الحد الأدنى، باستثناء القوات المسلحة ووكالات الأمن القومي وأجهزة الشرطة والأمن الداخلي، وفقاً لما ذكرته قناة "الحرة" ومقرها في الولايات المتحدة.

 

وأشارت القناة إلى أنه في عام 2013 حدث إغلاق عام أثر على نحو 850 ألف موظف، اضطروا للجلوس في منازلهم في عطلة إجبارية من دون تقاضي مرتب حتى إقرار الموازنة، ويُعتقد أن الرقم الذي سيتأثر إذا حدث إغلاق في هذا العام سيكون أكبر قليلاً.

 

وقد تضطر بعض مكاتب الكونجرس للإغلاق أيضاً، وستبدأ المحاكم الاتحادية في إيقاف أعمالها مؤقتا إذا استمر الإغلاق لفترة أطول من 10 أيام.

 

وقال مدير الميزانية في  البيت الأبيض، ميك مالفي، إن توقف عمل الحكومة الحالي يختلف عن تلك التي كانت في عام 2014 تحت إدارة باراك أوباما، كون بعض الوكالات لا تزال تمارس عملها، على سبيل المثال، الوكالات التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.

 

حياة ترامب لن تتأثر

ويأتي هذا الإغلاق للحكومات الفدرالية في وقت يعتزم فيه ترامب التوجه إلى سويسرا للمشاركة في المنتدى الاقتصادي بـ دافوس، وقال مسئول كبير بالإدارة الأمريكية إن ترامب سيكون بمقدوره التوجه إلى دافوس إذا توقفت الحكومة الفدرالية عن القيام بعملها.

 

وحتى في حال وجد مئات آلاف الموظفين الفدراليين أنفسهم في حالة من البطالة، فإن الرئيس الأميركي لن يتأثر بذلك، إذ أن العاملين معه سيظلون موجودين بخدمته كما وستبقى الطائرة الرئاسية بتصرفه من أجل أن يستطيع ممارسة مهامه الدستورية بحسب ما أوضح المصدر نفسه طالباً عدم الكشف عن اسمه.

 

ورفض هذا المسؤول الكبير في إدارة ترامب القول ما إذا كان الملياردير الجمهوري سيتخلى عن السفر إلى جبال الألب السويسرية حيث وعلى غرار كل عام يلتقي جزءاً من النخب السياسية والاقتصادية والمشاهير من الثالث والعشرين من  يناير وحتى السادس والعشرين منه من أجل الحديث عن قضايا الساعة.

 

وقال البيت الأبيض أمس الجمعة إن ترامب سيلتقي خلال المنتدى الاقتصادي برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لكن المسئول بالإدارة الأميركية رفض الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى متعلقة بجدول أعمال الرئيس.

 

" ترامب يغلق الحكومة"

وتصدر هاشتاغ #TrumpShutdown أو ما ترجمته " ترامب يغلق الحكومة" قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا عالميا، مسجلا أكثر من مليون تغريدة.

 

وشهد الهاشتاغ مشاركة واسعة من قبل فنانين ومشاهير وسياسيين من الحزب الديمقراطي.

 

وألقى مغردون باللائمة على ترامب في توقف عمل الحكومة الأمريكية، قائلين إنه "يقود الولايات المتحدة إلى الانهيار، بالتزامن مع ذكرى توليه الحكم".

 

كما وصف نشطاء فترة حكمه بالأسوأ في تاريخ أمريكا، وتداول آخرون رسوما كاريكاتورية تسخر من تصريحات ترامب التي انتقد فيها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.

من جهة أخرى، اتهم نشطاء الساسة بجعل المواطنين الأمريكيين "رهائن لأطماعهم ومصالحهم الحزبية الضيقة".

 

كما أطلق مغردون آخرون هاشتاغ #SchumerShutdown أو ما معناه "شومر يغلق الإدارة". يذكر أن السيناتور تشاك شومر هو زعيم الأقلية الديمقراطية، في مجلس الشيوخ الأمريكي ، بحسب " بي بي سي"  .

 

وحمل المتفاعلون مع الهاشتاغ الديمقراطيين مسؤولية توقف أنشطة الحكومة الفيدرالية ، ووصفوا ما يحدث بالمناكفة السياسية، قائلين إن الجمهوريين لم يتفاوضوا على المطلب الرئيسي لخصومهم وهي سياسة الهجرة.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى