بعد هزيمة التنظيم في العراق.. «مخلفات داعش» تطارد المدنيين

على الرغم من أفول نجم تنظيم داعش في العراق بعد معارك عسكرية طويلة تعرض خلالها آلاف العراقيين لمعاناة كبيرة إلا أن مخلفات تلك الحرب مازالت تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين.


وما أن أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القضاء عسكريا على تنظيم داعش في العراق، بدأت مرحلة معاناة ما بعد داعش في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم المسلح..


حيث تحولت العبوات الناسفة والألغام التي زرعها تنظيم الدولة "داعش" في محيط المدن التي كان يسيطر عليها أو داخل الأحياء السكنية، إلى مشكلة تهدد سكان تلك المناطق المحررة التي عاد إليها الأهالي.


مخلفات داعش
 

وتشير تقارير لمنظمات محلية وتقارير حكومية صادرة عن أجهزة الشرطة، إلى مقتل ما لا يقل عن 300 مدني خلال العام الحالي، بينهم أطفال، نتيجة تلك الألغام التي يطلق عليها الأهالي "مخلفات داعش".

وأعلن مسؤولون بالأمم المتحدة، أن برنامجا لإزالة الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة التي خلفها مقاتلو تنظيم داعش في المدن العراقية، قد يتكلف 100 مليون دولار.

 

وسبق أن قدرت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تكاليف إزالة الألغام والمتفجرات في كل أنحاء العراق بمبلغ 50 مليون دولار هذا العام، لكنها قالت إن هذا الرقم قد يتضاعف بسبب الموصل.
 

الفلوجة والرمادي

 

ومنذ عام 2015 طهرت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام 390 موقعا لها أولوية في الفلوجة والرمادي بمحافظة الأنبار، حيث أزالت 2600 مادة متفجرة من مناطق تم استعادتها من داعش.

 

وأعلنت القوات العراقية منتصف نوفمبر الماضي فرض كامل سيطرتها على قضاء راوة في غربي العراق، آخر البلدات التي كانت خاضغة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد.

 

وفي عام 2014، شن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما واسعا استولى خلاله على ما يقارب ثلث مساحة العراق ونحو نصف مساحة سوريا المجاورة وأعلن "الخلافة" في البلدين، لكن الحين، خسر التنظيم غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها.

 

خطر العبوات الناسفة

 

وأمام التقدم السريع للقوات العراقية في المناطق الصحراوية ذات الجغرافية الصعبة، وتحقيق انتصارات عسكرية كبيرة على تنظيم داعش تبقى مخلفات الحرب خطر كبير يواجه المدنيين.

بدورها قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني، إن الشعب العراقي يعاني من مخلفات الحروب والعمليات العسكرية التي خاضها منذ الحرب العراقية الإيرانية وحتى الآن حيث يقدر الخبراء الإلغام المنتشرة في البلاد بنحو 25 مليون لغم غير منفجر.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هذه المفرقعات تمثل خطراً كبيراً على المدنيين الذين لطالما يدفعون فواتير الحروب دون أي تعويضات لهم فما من بيت عراقي إلا وبه قتيل أو مصاب مبتور القدمين أو الذراعين.
 

منازل مفخخة

 

وأوضحت أن بجانب هذا الكم من الألغام المنتشرة تحت التراب العراقي، كثرت ما يسمى بالمنازل المفخخة التي صنعها تنظيم داعش الإرهابي قبل طرده من العراق، فهذا أمر أخطر من الألغام، خاصة أن زراعة المتفجرات وصلت لغرف النوم في المنازل التي هجرها أهلها وقت العمليات العسكرية.

 

وطالبت الحكومة بذلجهد كبير في تطهير البلاد من هذا الخطر، كما أن هناك مخلفات كالآليات العسكرية المدمرة التابعة لداعش لابد وأن تزال لأنها تسبب آثار نفسية سيئة خاصة للمصابين من المدنيين وحتى لغير المصابين.

 

إهمال حكومي

 

فيما قال الناشط السياسي العرقي عبدالله الشمري، إن الحكومة أخطأت حينما سمحت للنازحين بالعودة إلى مناطقهم ومنازلهم من دون تطهير تلك المناطق من مخلفات العمليات العسكرية .

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن جميع المناطق التي دارت فيها المعارك مازال فيها آلاف العبوات الناسفة والتي لا تقل حطورة عن وجود تنظيم داعش نفسه.

وانتقد الشمري الإهمال الحكومي والبامبالة التي تصل لحد الفساد خاصة وأن هناك حديث عن تعاقد الحكومة مع شركات أجنبية لتطهير الأرض من العبوات الناسفة وقطعاً ستحصل هذه الشركات على أموال طائلة دون فائدة، لذا لابد محاسبة المسؤولين الذين ربما يكونوا تعاقدوا مع هذه الشركات لمجرد الحصول على عمولة فقط دون التوصل لحل لهذه الكارثة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى