بعد دعوة فرنسا بـ«الحزم».. «الخلايا المسلحة» سلاح إيران في وجه أوروبا

لم يقتصر التهديد الإيراني على المنطقة العربية فقط، بل تخطاها متجها نحو الغرب في تحد كبير للقوى الدولية، حيث وصل الأمر بطهران إلى تهديد أوروبا بالخلايا المسلحة التي سيصل مداها لأوروبا، وذلك بعد دعوة فرنسا بالحزم مع إيران.

وكانت فرنسا قد دعت إلى إجراء حوار"حازم" مع إيران بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية وإلى مفاوضات محتملة بشأن هذه القضية منفصلة عن الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع القوى الكبرى عام 2015.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إن "خلايا للمقاومة المسلحة" قد تشكلت في المنطقة وإن هناك خلايا أخرى صغيرة سيظهر تأثيرها قريبا، في حين هدد نائبه بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية، محذرا أوروبا من التدخل في الملف الصاروخي لبلاده.

حرب عقائدية

ونقلت وكالة فارس للأنباء عن جعفري قوله إن "الحرب مع العدو عقائدية لا تعترف بالجغرافيا، مشيرا إلى سوريا التي وصفها بالنموذج الذي جذب متطوعين من بلدان إسلامية".

واعتبر أن حزب الله في لبنان، وقوات الدفاع الوطني في سوريا، والحشد الشعبي في العراق، هي نماذج من تجربة قوات التعبئة (البسيج) في إيران. ورأى جعفري أن الحشد الشعبي تمكن من إفشال ما سماه المخطط الأميركي والسعودي لضرب الاستقرار في العراق.

في الوقت نفسه قال العميد حسين سلامي نائب القائد العام للحرس الثوري إن مدى صواريخ إيران يصل إلى حيث يوجد تهديد لبلاده، مشيرا إلى أن مدى هذه الصواريخ يصل حاليا إلى ألفي كيلومتر.

تحذير إيراني

وحذر سلامي أوروبا من التدخل في الملف الصاروخي الإيراني، وقال إن أي تدخل قد يدفع طهران إلى زيادة مدى صواريخها.

وتملك إيران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط ولديها بعض الصواريخ الموجهة بدقة التي يغطي مداها إسرائيل.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات من جانب واحد على إيران قائلة إن تجاربها الصاروخية تمثل خرقاً لقرار أصدرته الأمم المتحدة ويدعو طهران إلى عدم القيام بأنشطة لها صلة بصواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية.

وتقول الولايات المتحدة إن برنامج الصواريخ الإيراني يشكل انتهاكاً للقانون الدولي لأن بإمكان هذه الصواريخ حمل رؤوس حربية نووية في المستقبل.

وتنفي إيران سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي ليس إلا لأغراض مدنية فقط.

قصف السعودية

واتهمت الولايات المتحدة إيران الشهر الماضي بتزويد المقاتلين الحوثيين باليمن بصاروخ أُطلق على السعودية في يوليو ودعت الأمم المتحدة إلى محاسبة طهران عن خرق قرارين لمجلس الأمن.

بدوره قال المحلل السياسي محمود كمال، إن إيران مستمرة في سياستها العبثية في المنطقة العربية فقط لكن لا تسطيع الاقتراب من أوروبا وهذا التهديد للفت الانظار عن جرائهما سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن لا تسطيع تنفيذ ما تقوله من تهديدات نحو الغرب، فالثابت أن طهران لم تقتل أوروبيا أو حتى إسرائيليا في الوقت الذي تقتل وتدمر فيه المنطقة العربية بكل ما تملك من قوة.

وأوضح أن إيران لديها مشروعها الواضح لها وتعمل من أجله في المنطقة العربية ولن تلتفت إلى أوروبا أو إسرائيل والدليل على ذلك أن طيران الأخيرة شن هجمات عدة على بشار الأسد الحليف الإيراني دون أي تعليقات ردود من الجانب الإيراني.

تحييد الغرب

فيما قال الباحث في العلاقات الدولية سيد المرشدي، إن طهران تعمل دائماً لوقف الاتجاه العدائي من قبل الإدارة الأمريكية تجاه من أجل مشروعها النووي الذي تستغله لتحييد الغرب تجاه ما تفعله في المنطقة العربية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الغرب لديه توافق كبير مع سياسيات إيران في الدول العربية من أجل استنزاف تلك الدول اقتصاديا وعسكريا وحتى اجتماعيا خاصة دول الخليج .

وأوضح أن إيران أصبح لديها ترسانه من الأسلحة وجيوش من الميليشيات في الدول العربية والتي تستطيع من خلالها السيطرة على أماكن تواجد هذه التنظيمات، فضلاً عن الأسلحة التي أدخلتها سواء لحزب الله في لبنان أو للحوثيين في اليمن وكذلك سوريا.