مقالات الصحف السعودية: مشكلتنا في "تصريف المسؤولية" وليس "تصريف الأمطار"

مقالات الصحف السعودية: مشكلتنا في "تصريف المسؤولية" وليس "تصريف الأمطار"
مقالات الصحف السعودية: مشكلتنا في "تصريف المسؤولية" وليس "تصريف الأمطار"

واصل كتاب المقالات بالصحف السعودية الصادرة صباح اليوم الخميس تناولهم للسيول التي أغرقت جدة صباح أمس الأول، وكان القاسم المشترك فيها جميعا هو الحديث عن الفساد، وضرورة محاسبة المسؤولين عما حدث بكل شفافية، والسؤال المشترك: أين ذهبت المليارات التي خصصت لتفادي تكرار الكارثة منذ 2009.  

 

سعيد السريحي: كمية الأمطار ليست من أسرار الدولة يا هيئة الأرصاد

أشار سعيد السريحي في مقاله بصحيفة عكاظ إلى تصريح رئيس هيئة الأرصاد، وحماية البيئة بأن الهيئة تراقب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويجب على المواطنين عدم الإلتفات إلا إلى الأرقام التي تصدرها فهى الوحيدة صاحبة الحق في تقدير كمية الأمطار.

وعلق قائلا "لم تبق جهة لم تتوعد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وتتهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأصبحت تهمة إطلاق الشائعات مطية سهلة تلوح بها جهات عدة وهي تنذر من تتهمهم بالجرجرة في المحاكم."

 وواصل السريحي قائلا "لم تكن هيئة الأرصاد بحاجة إلى كل هذا التهديد والوعيد والانشغال بمراقبة مواقع التواصل والتخطيط لمقاضاة من اسمتهم بمروجي الشائعات، فحسب المواطنين ما عانوه وما خسروه جراء الأمطار، وليس يعنيهم مقدار كمية المطر كما تقرره الهيئة وإنما كمية المطر الذي خرب بيوتهم وعطل سياراتهم وأغلق شوارع جدة وملأ أنفاقها وكشف حجم فساد المشاريع التي طالما تغنى بإنجازها المسؤولون عن تنفيذها، وكان يكفي الهيئة أن تعلن عن تقديرها لكمية الأمطار وأن تؤكد أنها هي الجهة المخولة للتقدير دون حاجة للتهديد والوعيد والمراقبة، فكمية الأمطار ليست سرا من أسرار الدولة."

 

خالد السليمان: غرق جدة.. تصريف المسؤولية حتى تسقط على رأس المواطن

وقال خالد السليمان في مقاله بصحيفة عكاظ أن "غرق جدة هذه المرة أعمق، ليس لأن كمية المياه كانت أكثر أو عدد الضحايا كان أكبر، بل لأن هذا الغرق يأتي هذه المرة بعد إنجاز عشرات المشاريع وصرف مليارات الريالات لضمان عدم تكرار مآسي عروس البحر الأحمر مع هطول الأمطار، فلم يحل ذلك دون تكرارها"

ووصل الكاتب إلى نتيجة مفادها "أننا انشغلنا في السنوات الماضية مع تصريف مياه الأمطار، بينما كانت مشكلتنا الحقيقية مع تصريف المسؤولية، التي جرفتها السيول بعيدا عن أصحابها الحقيقيين، ومن يتأمل تصريحات المسؤولين مع كل أزمة غرق لا يجد فيها تحملا للمسؤولية بقدر دفعها نزولا باتجاه قاعدة الهرم، حتى يخيل إليك أن المسؤول عن التقصير هو أصغر موظف في جدة."

 وأشار السليمان إلى أن "التوبيخ والعتب على القصور والفشل أشبه بكرة الثلج المتدحرجة نزولا من المسؤول الكبير إلى المسؤول الذي أصغر منه متسلسلا حتى استقرت في النهاية في أسفل المنحدر فوق رأس المواطن والمقيم اللذين لا يملكان من أمر المسؤولية شيئا."

 

كلمة الرياض: من أجل المستقبل

وأومأت صحيفة الرياض إلى في كلمتها اليومية إلى توجيهات النائب العام بأن تكون النيابة العامة في كامل جاهزيتها لمباشرة ما يخصها تجاه الظرفية الجزائية المصاحبة لحالة السيول التي ضربت جدة ولا سيما ما يتعلق بالمسؤولية التقصيرية وتبعاتها الجزائية وأن يكون ذلك بشكل عاجل.

وأكدت الصحيفة على حالة التفاؤل وسط السعوديين قائلة "على أرض الواقع وفي مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن رصد حالة التفاؤل التي يعيشها المواطنون بمختلف شرائحهم واهتماماتهم بالخطوات العملية التي تنفذها الدولة لمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين مهما كانت صفتهم ومناصبهم أو مكانتهم الاقتصادية والاجتماعية"

وخلصت الصحيفة إلى القول "ومثل هذا القبول الاجتماعي يعكس حالة الوعي والإحساس بالمسؤولية الوطنية التي يتمتع بها المواطن السعودي الذي أصبح أهم العناصر لكشف أوجه الخلل والفساد مع ثقته الكاملة بأن رسالته ستصل إلى المسؤول وأن المقصر لن يفلت من العقاب النظامي."

 

إبراهيم محمد بادود: الحل في ( كائن من كان )

وركز إبراهيم محمد بادود في مقاله بصحيفة المدينة على توجيهات النائب العام على مسؤلي فرع جدة الاضطلاع بواجبهم النظامي على أكمل وجه مع أي كائنٍ مَنْ كان، ولها صلاحية القبض والتحقيق والادعاء.

وأشار الكاتب إلى لجان التحقيق التي شكلت عقب كارثة 2009، ولم تتمكن الى الآن من إظهار نتائج واضحة أو تقديم حلول عملية تساهم في إنهاء هذه المشكلة الموسمية، وكثرة التصاريح الإعلامية  حول اللجان المشكلة والميزانيات الضخمة المعلنة وكل ذلك لم يساهم في حل المشكلة، حسب قوله.

وأكد بادود أن تصريحات النائب العام "هى الحل الوحيد المطروح لتجاوز هذه المشكلة، وهما الأمل الذي يتمسك به أهالي جدة لكشف سر هذا اللغز الذي لم يتم حله على مدى عشرات السنين، وهما الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تساهم في إنقاذ المشاريع الحالية كما تساهم في إنقاذ الممتلكات العامة والخاصة."

واختتم مقاله بالقول "(كائن من كان) هو شعار المرحلة الحالية لمكافحة الفساد وكشف المفسدين وهو طوق، النجاة الذي يمكن أن ينقذ ضحايا جدة من مياه السيول والأمطار."

 

أحمد العرفج: سامح الله النحويين فـ"المطر" اسم ممنوع من الصرف

وبطريقة ساخرة كتب أحمد عبد الرحمن العرفج في مقاله بصحيفة المدينة "إنَّ المَطَر لَيس مُوَاطِناً، حَتَّى يَتم تَصريفَه، إنَّ المَطَر مُراقِب غَير حكُومي، يَقوم بزيَارة مُفَاجِئَة مَرَّة كُلّ سَنَة، لكَشْف ورَصد مَنَاطق الخَلَل فِي الدَّوَائِر."

وواصل الكاتب قائلا "يَا قَوم، صَدّقوني، إنَّ مِن عيُوب المَطَر؛ أَنَّه يَأتي كُل سَنَة ليُذكِّرنا بأَخطَائِنَا، ونَحنُ قَوم نَنسَى، لِذَلك أَتقدَّم بمَعروضي هَذَا إلَى المَطَر، وأَتمنَّى مِنه أَنْ يَزورنا كُلّ شَهر، حَتَّى لَا نَغفل عَن الجِرَاح، فذَاكرة الإنسَان قَصيرَة، لَا تَحتَفظ بالأشيَاء لأَكثَر مِن ثَلاثة أَيَّام"

واختتم العرفج مقاله بنفس الطريقة الساخرة وكتب "سَامح االله أَسَاتذتنَا فِي النَّحو والقَواعِد.. فهُم حِين درّسُونَا قَائِمة الأَسمَاء المَمنوعَة مِن الصَّرف، لَم يَذكروا مِنهَا اسم المَطَر، ولَكن حِين جَاءَت السّيول، ووَضعنَا جُدَّة فِي جُملَة مُفيدَة، اكتَشفنَا أَنَّ المطر، هو الاسم الحَقيقي المَمنُوع مِن الصَّرف، فِعلاً.. النَّظريّة تَختَلف عَن التَّطبيق، فعَلَى مُستوَى النَّظريَّة، كَلِمَة مَطَر مَصروفَة، ولَكن عَلَى أَرض الوَاقِع والتَّطبيق، هِي مَمنُوعَة مِن الصَّرفِ والتَّصريف."

 

محمد العصيمي: زهايمر جدة

وقال محمد العصيمي في مقاله بصحيفة اليوم "يبدو أن جدة مصابة مع مشاريع تصريف الأمطار بالزهايمر. هناك من يقول منذ عشر سنوات وخمس سنوات وثلاث سنوات، إن هذه المشاريع اكتملت وستُصرّف المدينة الماء كأن لم يكن حتى لو بلغ مئات المليمترات؛ ثم ماذا يحدث.؟! تمطر لأربع ساعات فإذا الشوارع والطرقات والمباني تتحول إلى نكتة سوداء كبيرة نضحك منها وعليها"

وأكمل الكاتب  "إنه زهايمر المشاريع أيها السادة، وهو مرض يصيب كل مشروع يشيخ قبل أن يخطو خطوته الأولى؛ وقبل أن تنزل فيه قطرة ماء واحدة. ومن أهم أعراض هذا المرض روائح الفساد الذي تحاربه قيادة المملكة الآن حرباً ضروساً لتكون درجة تحمل هذه الروائح في المملكة صفراً بعد أن كانت بحجم جبال وجِمال."

ووصل في نهاية مقاله إلى أن "الناس يريدون فعلاً، في جدة وغير جدة، أن يفهموا ما معنى تخصيص ملياري دولار بعد الكارثة الجداوية الأولى لمشاريع تصريف مياه المدينة.؟! أين ذهبت هذه الأموال.؟! هل بنيت فيها مشاريع أم رقّعت فيها مجاري سابقة وذهب زبد المليارين إلى حفر أخرى لا علاقة لها بالسيول وكوارثها."

 

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى