«طبخة» تهدّد الخليج.. هل اقترب حل مجلس التعاون؟

«طبخة» تهدّد الخليج.. هل اقترب حل مجلس التعاون؟
«طبخة» تهدّد الخليج.. هل اقترب حل مجلس التعاون؟
"الثانية جاءت كما الأولى".. فشلت الجهود الجديدة التي أجراها ريكس تيلرسون وزير الخارجيّة الأمريكيّة، لحل الأزمة الخليجية، مِثلما لم تُحقّق الزيارة الخاطفة والسّريعة التي قام بها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد إلى الرياض أهدافها في التوصّل إلى اتفاقٍ بشأن انعقاد القمّة الخليجيّة في الكويت في مَوعدها في ديسمبر المُقبل، لرَفض السعوديين حُضور الأمير تميم بن حمد آل ثاني للمُشاركة فيها.

 

تقول صحيفة "رأي اليوم" إنّ تيلرسون كان واضحًا جدًّا في الحديث عن أسبابِ فَشل جُهوده هذهِ، أثناء المُؤتمر الصحفي الذي عَقده مع نَظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، عندما قال إنّه "لا يوجد أي مُؤشّر أو استعداد لدى السعوديّة للحِوار"، ووَصل إلى هذهِ القناعة أثناء اجتماعه مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، والحاكم الفِعلي في الرياض.

 

السعوديّة التي تقود المِحور الرباعي المُقاطِع لدولة قطر، لا تُريد الحِوار فِعلاً مع "الخَصم" القطري، وإنّما تُريد استسلامًا كاملاً، وقُبولاً غير مَشروط بمَطالبها الـ13 التي حَملها الوسيط الكويتي إلى الدوحة في بداية الأزمة، ويقول الناطقون باسمها على وسائل التواصل الاجتماعي إنّهم تحاوروا مع قطر لأكثر من عشرين عامًا، ولكن دون جدوى.

 

وزير الخارجية السعوديّة عادل الجبير، في مؤتمر صحفي مع تيلرسون في الرّياض، مَرّر مَعلومةً مُهمّة، وهي أن الدّول الأربع المُقاطِعة لقطر ستَجتمع في الأيام القليلة المُقبلة لبَحث الخَطوات القادمة التي ستتّخذها في الأزمة الخليجيّة، دون أن يُفصح عن أيِّ تفاصيل.

 

ترجيح صحيفة "عكاظ" السعوديّة نقلاً عن مصادر مُتطابقة، تأجيل القمّة الخليجيّة لستّة أشهر لإفساح المجال لإيجاد حُلولٍ للأزمة الخليجيّة على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّة، فالصحيفة مُقرّبة من صُنّاع القرار في المملكة، ولكن السّؤال هو عن "نوعيّة" هذهِ الحُلول في ظِل فَشل الوساطتين الكويتيّة والأمريكيّة في التوصّل إلى أي منها.

 

الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة قطر، والمُقرّب من القيادة القطريّة تحدّث في مقال له نشر في الدوحة أمس عن "طبخة" خطيرة تعدها دول المُقاطَعة لاستهداف دولة قطر، وقال مُخاطبًا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: "نُنبّه جلالتكم إلى أن هُناك طبخة سياسيّة خليجيّة يُعد لها حاليًّا لكي تَرى النّور في الأسابيع المُقبلة، والأردن الشقيق قد يَكون من بَين المَدعوين للانضمام إلى هيئة الطّبخة، وأُناشدكم يا صاحب الجلالة عدم الاستجابة لأي دعوةٍ تتشكّل ضِد دولة قطر ونُطالبكم بالوقوف على الحِياد".

 

وتذكر الصحيفة: "لا نَعرف ما هي الطّبخة التي يتحدّث عنها الدكتور المسفر، مِثلما لا نَعرف عناصرها ومُكوّناتها، والطّباخ أو الطّباخين القائمين عليها، فهل هي طبخة سياسيّة بتشكيل منظومة جديدة بديلة لمجلس التعاون الخليجي، وتَضم الدّول الأربع (السعوديّة والإمارات والبحرين ومصر)، إلى جانب الأردن، وربّما المغرب، ومن تُريد الانضمام إليها من الدّولتين العُضوين في مَجلس التّعاون، وهُما سلطنة عمان والكويت، أم أن الطّبخة عسكريّة لتشكيلِ حلفٍ جديدٍ يكون من بين مَهامه التصدّي لإيران، وربّما التدخّل لتَغيير النّظام في قطر؟".

 

وتتابع: "ما نَعرفه جيّدًا أنّ الدكتور المسفر لا يتحدّث عن طبخةٍ من عنتريّاته، ومن المُؤكّد أن صاحب القرار القطري يَملك مَعلوماتٍ مُؤكّدةٍ عن تَحرّكٍ ما ووشيك ضِد دولة قطر، وأنّه، أي الدكتور المسفر، قد اطّلع عليها بطريقةٍ أو بأُخرى".

 

تختتم بالقول: "عندما تَرفض الدّول الأربع الحِوار كُليًّا، ويَتحدّث السعوديون عن تأجيل القمّة الخليجيّة ستّة أشهر، وتُؤكّد مصادر مُقرّبة من أمير قطر أن هناك “طبخة” على نارِ الأزمة المُلتهبة أوشكت على النّضوج، فإنّ مِنطقة الخليج، وربّما الشّرق الأوسط برمّتها، على حافّةِ أمرٍ خطيرٍ.. وما عَلينا إلا الانتظار".

 

القمة المقبلة يُفترض أن تُعقد في شهر ديسمبر المقبل، لكنّها هذه المرة مغايرة على كافة الأصعدة، إذ أنّها تأتي في ظل مقاطعة، تفرضها مصر والسعودية والإمارات والبحرين على قطر، تسميها "الأخيرة" حصارًا، منذ شهر يونيو الماضي.

 

الكويت أعلنت قبل أيام، أنّها لم تجرِ أي ترتيبات لعقد قمة مجلس التعاون حتى الآن، وأنّها لم توجه أي دعوة للدول الخليجية من أجل حضور القمة.

 

نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله قال إنّ بلاده "الدولة الوسيط" لم توجه حتى الآن، دعوات إلى قادة دول الخليج العربي لعقد القمة الخليجية.

 

وأضاف: "جرت العادة في كل قمة خليجية أن توجه الدعوات قبل مدة مناسبة، لكن مازال الوقت مبكرًا للحديث عن هذه الدعوات وإرسالها إلى أشقائنا في دول الخليج".

 

الجار الله أعرب عن أمله في أن تتم إزالة الخلاف بين الأشقاء قبل عقد القمة الخليجية، مؤكدًا تفاؤله بالجهود التي تبذلها الكويت لحل هذه الأزمة.

 

كثيرةٌ هي الجهود التي اتخذتها أطراف عديدة من أجل حل الأزمة الخليجية، لا سيّما "الكويت" التي لم تنضم لقافلة المحاصرين لكنّها آثرت الوقوف عند خط الوسط، تحاول من خلاله إعادة ترتيب البيت الخليجي لما كان عليه.

 

وقبل أيام، تحدثت تقارير عن مساعٍ لحل الأزمة قبل القمة الخليجية، إذ قالت مصادر خليجية إنّ الكويت عازمةٌ على إرسال موفدين إلى دول مجلس التعاون خلال أيام في محاولة لتهدئة الأجواء قبل انعقاد القمة.

 

وصرح السفير الكويتي لدى البحرين الشيخ عزام الصباح بأنّ القمة الخليجية في الكويت ستفتح صفحة مضيئة في مسيرة التعاون الخليجي، وأنّها ستشهد نهاية مفرحة للاختلافات الخليجية.

 

الصباح شدّد على حكمة قادة مجلس التعاون وحرصهم على تعزيز اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات المتصاعدة في المنطقة، مؤكدًا أنّ الأيام المقبلة ستشهد مساعي وتحركات دبلوماسية في هذا الإطار.

 

هذه التصريحات جاءت بعد أيام على تصريحات لنائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله، الذي أكد استعداد بلاده لاستضافة القمة وتنقية الأجواء من الخلافات المؤسفة.

 

مصادر خليجية أعربت عن اعتقادها بأنّ قمة الكويت باتت في مهبّ الريح.

 

المصادر ذكرت أنّ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي يلعب دور الوسيط في الأزمة بين قطر والدول المقاطعة لها، سيبذل خلال الأيّام القليلة المقبلة جهودًا شخصية تستهدف إقناع المملكة السعودية بحضور القمّة.

 

وأوضحت المصادر أنّ الكويت تجد نفسها في موقف الطرف المُحرج نظرًا إلى أنّه ليس في استطاعتها تجاهل موقف ثلاث دول أعضاء في المجلس السداسي من جهة، كما أنّها لا تستطيع عدم توجيه الدعوة إلى القيادة القطرية من جهة أخرى.

 

واعتبرت أيضًا أنّ التهديدات القطرية بالانسحاب من مجلس التعاون لم تعد ذات قيمة تذكر في ضوء الإصرار السعودي على مقاطعة القمّة في حال حضور قطر قبل إعلانها التزام الشروط التي وضعتها الدول المقاطعة لها.

 

وأشارت إلى أنّ السعودية ترفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع القيادة الحالية في قطر وهي تصرّ على تغيير جذري في قطر من دون المسّ بآل ثاني.

 

الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في الشؤون الدولية رأى أنّ القمة الخليجية المقبلة لن تُعقد.

 

وقال لـ"مصر العربية": "هناك تصعيد من قِبل قطر في الأزمة حتى الآن، ولم تستجب لأي مطلب من المطالب التي تقدمت بها دول المقاطعة".

 

وأضاف: "قطر تفكر بعقل تركيا وإيران بسبب القاعدتين العسكريتين الموجودتين هناك، ومرّ على الأزمة أكثر من ثلاثة أشهر ولم تحدث بادرة أمل من أجل حلحلة الأزمة".

 

دور الكويت في الوساطة لحل الأزمة - يراه اللاوندي - مشكوكًا فيه، ويوضح: "الكويت لا تريد أن تدخل في الأزمة وأن تضع نفسها إما مع قطر أو في مسعكر الرباعي العربي".

 

وتابع: "الكويت مشكوك فيها أيضًا لأنها لم تقدم شيئًا حتى الآن".

 

اللاوندي عاد يؤكد أن "قمة الكويت" لن تعقد، موضحًا أنّ "الأخيرة" لم تخاطب أي دولة من أجل انعقاد القمة، ولم تجر الترتيبات اللازمة في هذا الشأن.

 

المستفيد من عدم انعقاد القمة رأى أنّها قطر، سواء في الكويت أو في أي مكان آخر لأن الأمر سيكون بمثابة نوع من أنواع التصعيد لصالحها.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى