«قناة إسطنبول».. المشروع الذي سيدر علي تركيا مليارات الدولارات

تظهر تقديرات اقتصادية تركية أن مشروع قناة إسطنبول المائية المزمع البدء في إنشائها خلال الأشهر القليلة المقبلة ستدر أرباحا مالية كبيرة على تركيا تعوّضها عن الأموال التي حرمتها اتفاقية مونترو من جبايتها خلال 31 عاما.
 

وتعد القناة أحد المشاريع العملاقة التي واكبت ظهور "رؤية 2023" التي اعتمدتها تركيا كخطة متوسطة المدى، تهدف من خلالها إلى احتلال مركز بين أقوى عشر دول في العالم بحلول الذكرى السنوية المئة لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة.
 

ومنذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2002، استند حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان إلى رزمة من المشاريع العملاقة يطلق عليها "المشاريع المجنونة"، مثل قطار مرمراي الذي يربط شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي من تحت سطح البحر، والمطار الثالث الذي سيكون الأكبر في العالم عند افتتاحه نهاية العام المقبل.

تنافس قناتي السويس وبنما 
 

وقال موقع "المونيتور" الأمريكي إن تركيا تمضي قدماً في خططها، لبناء قناة تنافس قناتي السويس وبنما، الأمر الذي يهدّد دخل قناة السويس، إلا أنها قد تشكل تهديداً بيئياً وتكبّل عاتق الاقتصاد التركي، فيما يرى مؤيدو المشروع أنها ستساعد في تيسير حركة السفن التي تقف في مضيق البوسفور.
 

وألمح الموقع إلى أنه من المخطط أن تقطع القناة، التي يصل عمقها لـ43 كيلومتراً، الغابات والأراضي الزراعية؛ لتصل البحر الأسود ببحر مرمرة، ويعد المشروع جزءاً من مشروع البنية التحتية بتكلفة 250 بليون دولار؛ من أجل تعزيز النمو الاقتصادي.
 

وفي السياق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن شاء الله سنضع أساس القناة الجديدة، موازياً للبوسفور، وسنطلق عليه قناة إسطنبول، في نهاية هذا العام أو في بداية عام 2018"، مضيفاً: "هناك قناة السويس وقناة بنما، وستكون هناك قناة إسطنبول".

ويعول مؤيدو المشروع على أنها ستحول تركيا لمركز عالمي للتجارة والطاقة، وستقلل المخاطر التي تسببها المحملة بالمواد الخطرة، والتي يصل عددها إلى 53 ألف سفينة، والتي تمر كل عام من مضيق البوسفور، الذي يحيط بتركيا، ومُحاط على جانبيه بفيلات وقصور لا تقدر بثمن.
 

وأشار الموقع إلى أن اتفاقية "مونترو" لعام 1936 تكفل حرية مرور السفن المدنية، التي تمر عبر البوسفور والدردنيل للمرور إلى الطرف الآخر، وحتى الآن ليس من المعروف كيف ستُجبر تركيا السفن على المرور عبر القناة الجديدة مقابل دفع رسوم.
 

وتابع الموقع الأميركي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد حدّد الآفاق المستقبلية لإسطنبول ذات الـ8 آلاف عام، بحفر سكك الأنفاق، وتمهيد أنفاق سيارات تربط أوروبا بآسيا تحت مضيق البوسفور، فضلاً عن تشييد مسجد بتكلفة 100 مليون دولار، ويتم الآن إنشاء أكبر مطار في العالم بالقرب من فم قناة إسطنبول المزمع حفرها، فضلاً عن إقامة جسر وطريق سريع، قال عنهما المسؤولون إنه تمت إزالة قرابة 400 ألف شجرة، لربط المطار ، نقلا عن " هاف بوست عربي".
 

وفي السياق قال أتيلا يسيلادا، المحلل في جلوبال سورس بارتنرز، لـ"المونيتور" إن الحكومة التركية مثل الفراعنة، فإنها تشيد الأهرامات، بتشييدها تلك المشروعات الضخمة، لكن الكثير من مشروعات البنية التحتية دون وجود موارد بشرية كافية، مضيعة للمال".

 

مشروع إستراتيجي
 

وتقول وسائل إعلام تركية إن المشروع سيجذب استثمارات داخلية وأجنبية لمشاريع البنى التحتية والإنشاءات على شاطئي مرمرة والبحر الأسود، كما سيزيد من الكثافة السكانية في المنطقة.

وعند اكتمال شق القناة، ستتكون جزيرة جديدة في الجانب الأوروبي من إسطنبول يحدها البحر الأسود شمالا وبحر مرمرة جنوبا ومضيق البوسفور شرقا والقناة الموازية الجديدة غربا.
 

وسيقلل افتتاح القناة المائية من الازدحام والتلوث والضوضاء في مضيق البوسفور الذي تعبره نحو 150 سفينة يوميا، وسيعزز في مقابل ذلك فرص الاستفادة من المضيق في الأنشطة السياحية والرياضات المائية، نظرا لموقعه السياحي في قلب المنطقة التاريخية لمدينة إسطنبول.
 

مخاوف بيئية
 

ويرى خبراء البيئة أن القناة ستسهم في تدفق التلوث من دول البحر الأسود الساحلية إلى البحر الأبيض المتوسط، ويمكن أن تغير القناة من التيارات البحرية ودرجات الحرارة في كلا الجانبين، ومن الممكن أن تدمر المياه التي تتدفق من البحر الأسود، التي هي أقل ملوحة من مياه بحر المرمرة، الحياة البحرية هناك.
 

وانتقد أستاذ الهندسة البيئية بجامعة "هاجي تبيه" جمال صيدم تشييد القناة، وقال إنها ستؤثر بشكل كبير على التركيبة المعقدة للنظم المائية التركية ، بحسب قناة " الجزيرة".

وأضاف صيدم أن المسطحات المائية المحيطة بإسطنبول خاصة البحر المتوسط الذي يعتبر بحر مرمرة جزءا منه والبحر الأسود، يختلفان في تركيبتهما الملحية ومحتوياتهما الحيوية والغذائية جراء التفاوت في أعمارها بفوارق تتجاوز آلاف السنين.
 

وأوضح أن هذا الاختلاف يجعل إمكانية اختلاط مياه البحرين وتجانسهما مستحيلا، كاستحالة امتزاج الزيت والماء.

جميع الحقوق محفوظة لمصدر الخبر مصر العربية وتحت مسؤليتة ونرجوا متابعتنا بأستمرار لمعرفة أخر الأخبار علي مدار الساعة مع تحيات موقع موجز نيوز الأخباري

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى